باتت التغيرات المناخية خطرا مستداما على حياة كوكب الأرض، فهي السبب الرئيسي في اغلب الكوارث الطبيعية التي تحدث على كوكب الأرض منها: المجاعة، الفيضانات، الأعاصير والجفاف خاصةً في العقد الأخير، فيما يرى الخبراء بأن الاحتباس الحراري يمكن ان يسبب حربا اهلية عالمية، بزيادة حدة التوتر الكامن بين السكان، وذلك لما يتبعه من كوارث بيئية مدمرة في انحاء العالم، وخاصة انبعاث الغازات السامة المسببة له هذه الظاهرة، كما يُرجع علماء كثرة الأمطار في أوروبا هذا الصيف إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، بينما كشفت دراسة حديثة بأن تلك الظاهرة من صنع الإنسان، في حين يعد التغير المناخي الناجم عن النشاطات الصناعية مسؤولا عن ازدياد وتيرة فصول الصيف الحارة جدا كما هو الحال في الولايات المتحدة وبريطانيا، من جهة أخرى بينت دراسة أخرى بأن الثلوج قد تخفف من حدة الاحترار المناخي، بينما أظهرت دراسة أخرى بأن الصين ساهمت في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بقدر أوروبا سنة 2011، إذ تشكل التغيرات المناخية تهديدا كبيرا للأمن والسلام في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من كل المعالجات التي تقوم بها الجهات المعنية على المستوى العالم، يتضح من خلال الدراسات والتقارير حول سبل احتواء ظاهرة التغيير المناخي أن أداء الأسرة الدولية في هذا المجال ضعيف وأنه قد يكون كذلك في المستقبل القريب.
ظاهرة الاحتباس الحراري
فقد أكدت دراسة حديثة الأسباب التي تم التوصل إليها في وقت سابق حول أسباب ارتفاع درجة حرارة الأرض ما دعا أحد العلماء الذين كانوا متشكيين في أن النشاط البشري قد يكون له علاقة بالظاهرة إلى التراجع عن رأيه، وقال ريتشارد مولر في مقال نشرته إحدى الصحف الأمريكية "يمكن أن تطلقوا علىّ متشككٌ تراجع عن رأيه، ويقود مولر، وهو أستاذ في جامعة كاليفورنيا، مشروعا لدراسة الكرة الأرضية يُطلق عليه اسم مشروع بيركلي يستخدم أساليب حديثة وبعض البيانات الجديدة لاختبار مدى صحة النتائج التي يتوصل إليها الباحثون الآخرون حول التغيرات المناخية، وتؤكد أحدث هذه الدراسات ما توصلت إليه مجموعات بحثية أخرى بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري ، وتشير الدراسة أن متوسط درجة حرارة سطح الأرض قد ارتفع بمقدار 1.5 درجة مئوية على مدى 250 سنة مضت، ويقول فريق العمل في الدراسة إن هناك توافقا جيدا بين تسجيلات درجات الحرارة الجديدة والبيانات التاريخية حول انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، مما يشير إلى أن النشاط البشري هو "التفسير الأكثر وضوحا" لارتفاع درجات الحرارة، وتؤكد الدراسة على النتيجة السابقة التي تقول إن درجة حرارة سطح الأرض قد ارتفعت بمقدار 0.9 درجة مئوية خلال الخمسين عاما الماضية فقط، وفي مقال له بصحيفة نيويورك تايمز، قال مولر: "قبل ثلاث سنوات، وجدت أن هناك مشكلات في دراسات سابقة حول التغيرات المناخية، ما جعلني أتشكك في وجود ظاهرة الاحتباس الحراري من الأساس، وأضاف: "في العام الماضي، وفي أعقاب جهود بحثية مكثفة ضمت العشرات من العلماء، توصلت إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري هي ظاهرة حقيقية وأن التقديرات السابقة لمعدل ارتفاع درجات الحرارة كانت صحيحة، وأنا الآن أتقدم خطوة للأمام وأقول: البشر هم في الغالب السبب الرئيسي، إلا أن جوديث كاري من معهد جورجيا للتكنولوجيا، وهي أيضا من المشاركين في مشروع بيركلي، امتنعت عن المشاركة في إعداد هذه الدراسة الأخيرة لأن لديها وجهة نظره مختلفة. بحسب البي بي سي.
وقالت كاري معلقة على هذه الدراسة: "إن ورقتهم البحثية حول سجلات الحرارة خلال فترة 250 عاما الماضية إنتهت إلى أن أفضل تفسير لظاهرة الاحتباس الحراري هو احتباس الغازات داخل الغلاف الجوي، وهذا التحليل الذي قدموه كان مبسطا جدا، ولم يكن مقنعا بالمرة من وجهة نظري، وقالت كاري لصحيفة نيويورك تايمز: "دُعيت للمشاركة في هذه الدراسة الجديدة، ولكنني امتنعت، ولكنني أعطيتهم تقييمي لها، وأضافت: "انتقدت هذه الدراسة بشدة، ولا أعتقد أنها ستضيف أي شيء جديد لفهمنا لأسباب ارتفاع حرارة الأرض، ويصف مولر التغير الذي حدث لرأيه بأنه "نقطة تحول تام"وأوضح: "هذه النتائج هي أقوى من تلك الخاصة بالفريق الحكومي الدولي المعني بتغيرات المناخ، ومجموعة الأمم المتحدة التي تحدد التوافق العلمي والدبلوماسي بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري، وأضاف: "آمل أن يساعد مشروع بيركلي في إنهاء الجدل حول ظاهرة الاحتباس الحراري وأسبابها البشرية."
اسرار الكربون في المحيطات
في سياق متصل قال علماء إنهم كشفوا النقاب عن سر تراكم كميات هائلة من غاز ثاني اكسيد الكربون الذائب في الماء في قاع المحيط الجنوبي وهو الكشف الذي من شأنه ان يضاعف من قدرة الباحثين على رصد آثار ظواهر التغير المناخي، وتسهم المحيطات في الحد من تسارع معدلات التغير المناخي من خلال امتصاص انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون الناجمة عن حرق الوقود الحفري. والمحيط الجنوبي هو أكبر المسطحات المائية التي تشارك في تخزين الكربون اذ يمتص 40 في المئة من جملة ما تمتصه جميع البحار والمحيطات على وجه الارض، الا انه حتى وقت قريب ظل العلماء عاجزين عن فهم هذه الآلية نظرا لبعد المحيط الجنوبي واتساع مساحته، وقال ريتشارد ماتير عالم البحار والمحيطات وأحد المشاركين في هذه الدراسة الخاصة بالمحيط الجنوبي التي نشرتها دورية (نيتشر) للعلوم الجيولوجية "من خلال التعرف على الآلية المسؤولة عن امتصاص الكربون من الطبقات السطحية للمحيط اصبحنا في وضع افضل كثيرا أتاح لنا التحدث عن كيفية التأثير المتبادل بين هذه العملية والتغير المناخي، وتوصل الفريق البحثي المؤلف من علماء امريكيين وبريطانيين الى ان التيارات المائية التي تنتزع الكربون من سطح المحيط الى قاعه تحدث في مواقع محددة وليس بنسق واحد على امتداد المسطح المائي كما كان يعتقد من قبل، ووجد ايضا ان مجموعة من العوامل التي تشمل الرياح والتيارات المائية والدوامات وغيرها تهييء ظروفا لسحب الكربون من سطح المحيط الى قاعه كي يتراكم هناك لفترات تمتد من عقود الى قرون، اما في مناطق اخرى من المسطحات المائية فان التيارات المائية تعيد الكربون ثانية الى الغلاف الجوي ضمن اي دورة طبيعية.
الا ان الباحثين قالوا إنه يمكن اعتبار المحيط الجنوبي بصفة عامة أكبر بالوعة للكربون وحسبوا كمية الكربون التي يتم امتصاصها في منطقة من احداثيات الطول والعرض ووجدوا انها تصل الى 1.5 مليار طن من هذا الغاز سنويا اي ما يتجاوز حجم الانبعاثات الناتجة عن اليابان سنويا، ويخشى العلماء من ان تؤدي زيادة درجة حرارة الارض الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري الى اختلال الانماط المعهودة للظواهر الطبيعية، وقال ماتير إنه من خلال رصد الكيفية التي تعمل بها المحيطات والاستعانة بشبكات رصد جديدة تشتمل على معدات تعمل بالانسان الآلي وتوضع في المحيطات يمكن للباحثين تحسين الصورة التي لديهم عن تغيرات المحيطات في شتى بقاع كوكب الارض.
الثلوج تخفف من الاحترار المناخي
على الصعيد نفسه قد يؤدي ازدياد وتيرة تساقط الثلوج إلى التخفيف قليلا من حدة الاحترار المناخي في أنتاركتيكا، على ما جاء في دراسة نشرت الأحد في مجلة "نيتشر كلايمت تشينج"، ومن شأن هذه الدراسة أن تسمح "بأخذ الثلوج بالاعتبار بشكل أكبر في النماذج المستخدمة لاستشراف تطور المناخ في العالم"، على ما جاء في بيان صادر عن المركز الوطني للأبحاث العلمية، وقد تطرق باحثون فرنسيون من مختبرات علوم الثلوج والجيوفيزياء الخاصة بالبيئة في غرونوبل ووحدة "تراكوفيك" الدولية المشتركة في جامعة لافال (كندا) إلى انعاكسية الثلج أي قدرته على عكس أشعة الشمس، وغالبا ما يأخذ علماء المناخ في النماذج التي يستخدمونها لاستشراف المناخ "التأثير الرجعي الإيجابي" في الحسبان. فمع ارتفاع الحرارة، تكبر بلورات الثلج، ما يخفض من انعكاسيته ويسرع وتيرة الاحترار، وقد لفت معدو الدراسة إلى أن آلية أخرى معروفة لكن "أسيء تقديرها" من شأنها أن تبطل هذا التأثير الرجعي الإيجابي بحيث لا تتغير انعكاسية الثلج كثيرا في منطقة أنتاركتيكا. وتستند هذه الآلية إلى "امكانية ازدياد تساقط الثلوج في قارة أنتاركتيكا في المستقبل". بحسب فرانس برس.
وذكر المركز الوطني للأبحاث العلمية في بيانه بشان هذه الابحاث التي استندت إلى صور التقطتها الاقمار الاصطناعية ونماذج رقمية أنه "في إطار الفرضية المناخية القاضية بارتفاع الحرارة في انتاركتيكا بمعدل ثلاث درجات مئوية، ستزيد الثلوج المتساقطة الانعكاسية بنسبة 0,4%"، وأضاف البيان أن هذا الارتفاع "سيعوض عن الانخفاض في الانعاكسية البالغة نسبته 0,3% والناجم عن ارتفاع الحرارة"، وبالتالي، قد يكون الاحترار المناخي "أقل حدة من المتوقع" في قارة أنتاركتيكا. وقد أوضح أحد الباحثين واسمه جيرهارد كرينر ان هذه الاستنتاجات "لن تقلب رأسا على عقب توقعات علماء المناخ، لكنها ستزيدها دقة".
جفاف تكساس وحر بريطانيا
فيما قال علماء إن تغير المناخ زاد من احتمالات الطقس السيء الذي ساد عام 2011 وهو العام الذي شهد جفافا شديدا في ولاية تكساس الأمريكية وحرارة غير عادية في انجلترا وكان من بين الخمسة عشر عاما الأكثر دفئا في السجلات، وقال علماء من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة ومكتب الارصاد في المملكة المتحدة إن عام 2011 عموما كان عام الأحداث المتطرفة من نوبات جفاف غير مسبوقة في شرق أفريقيا وشمال المكسيك وجنوب الولايات المتحدة إلى موسم أعاصير فوق المتوسط في شمال المحيط الأطلسي ونهاية عامين كانا الأكثر مطرا في استراليا، وفي تقريرهم السنوي الثاني والعشرين (حالة المناخ) كشف الخبراء أيضا أن القطب الشمالي شهد ارتفاعا في درجات الحرارة بوتيرة تبلغ حوالي ضعفي بقية الكرة الأرضية في المتوسط وتقلص جليد البحر القطبي إلى ثاني أصغر حجم مسجل له، واستمرت زيادة تركيزات غازات الاحتباس الحراري - ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز وغيرها - العام الماضي وزاد متوسط تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لأكثر من 390 جزءا في المليون جزء للمرة الأولى بزيادة قدرها 2.1 جزء في المليون جزء في عام 2010. بحسب رويترز.
وقالت كاثرين سوليفان نائبة مدير الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في بيان "كل حالة طقس تحدث الآن في سياق بيئة عالمية متغيرة... يقدم هذا التقرير السنوي للعلماء وللمواطنين تحليلا لما حدث حتى نتمكن من الاستعداد لكل ما هو آت، وبخلاف قياس ما حدث في عام 2011 يهدف فريق العلماء إلى البدء في الاجابة على سؤال يطرحه مراقبون للطقس منذ سنوات: هل يمكن اثبات ان تغير المناخ مسؤول عن ظواهر جوية محددة؟، وأقر خبراء المناخ بأن علم إسناد الظواهر كما يطلقون عليه في مراحله المبكرة وكتب بيترسون وستوت وغيرهم من العلماء في دراسة نشرت في نشرة الجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية "حاليا لا يزال إسناد الظواهر الشديدة إلى تغير المناخ صعبا، وقالوا إن الإسناد أمر ممكن ما دام جاء في اطار الاحتمال وليس اليقين. ومن ثم بدلا من أن نقول إن تغير المناخ تسبب في موجة حارة يمكن للباحثين قياس إلى أي مدى كانت الموجة الحارة في عالم يشهد تغيرا في المناخ، وقال ستوت إنه على سبيل المثال شعرت تكساس وانجلترا بآثار ارتفاع درجات الحرارة بسبب ظاهرة النينا الجوية لكن تغير المناخ دفع هذه التأثيرات إلى الدرجات القصوى.
الولايات المتحدة
في حين شهدت الولايات المتحدة هذه السنة فصل الربيع الأشد حرا منذ بدء تدوين البيانات بدء تدوين المعطيات ذات الصلة قبل اكثر قرن، وسجلت درجات حرارة أعلى بكثير من المعدل المسجل حتى الآن، على ما أفادت السلطات الأميركية، فشهدت الولايات المتحدة ما خلا ألاسكا وهاواي وأقاليم ما وراء البحار، معدل حرارة يوازي 13,9 درجات مئوية بين آذار/مارس وأيار/مايو، أي أعلى ب 2,9 درجة من المعدل الذي سجل بين العامين 1901 و 2000، بحسب الإدارة الوطنية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي، وقد سجل ربيع العام 2012 معدل حرارة أعلى ب 1,1 درجة مئوية من آخر ربيع أشد حرا في العام 1910، واعتبرت الفترة الممتدة من حزيران/يونيو 2011 إلى أيار/مايو 2012 الفترة الاشد حرا الممتدة على 12 شهرا في الولايات المتحدة منذ تجميع المعطيات ذات الصلة، مع معدلات حرارة تخطت ب 1,8 درجة مئوية المعدل السائد، بحسب الإدارة الوطنية، وغالبا ما يذكر العلماء الرأي العام بالعلاقة بين انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصادرة عن النشاطات الصناعية والاحترار المناخي. ووفق الأرقام الرسمية، ازدادت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العام 2010 في الولايات المتحدة بعد أن كانت قد انخفضت لفترة وجيزة. بحسب فرانس برس.
ستوكهولم
كما شهدت ستوكهولم في عطلة نهاية الاسبوع ادنى درجات حرارة تسجل منذ 84 عاما مع ست درجات مئوية السبت على ما اعلنت مصلحة الارصاد الجوية، فهبت رياح جليدية وتساقطت امطار غزيرة على العامصة السويدية. وقال المعهد السويدي للارصاد الجوية في بيان "ستوكهولم حيث لم تتجاوز الحرارة ست درجات مئوية لم تعرف هذه الحرارة المتدنية منذ حزيران/يونيو 1928"، ويبدو ان البرد والمطر سيستمران طوال الاسبوع المقبل، واضاف المعهد ان "الوضع سيصبح اكثر استقرارا اعتبارا من يومي الخميس والجمعة المقبلين مع امطار اقل وظهور السمش اكثر بقليل على ان تباشر درجات الحرارة ارتفاعها"، وقد سيطرت موجة البرد هذه على السويد في وقت تلتقي في وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاحد نظيرها السويدي كارل بيلد على سفينة في ارخبيل ستوكهولم، وعلق بيلد على مدونته على الطقس بقوله "الطقس لا يزال سيئا لكن علينا ان نعوض عن ذلك من خلال حرارة علاقتنا مع زيارة هيلاري كلينتون اليوم".". بحسب فرانس برس.
الصين
الى ذلك أظهرت دراسة نشرتها الوكالة الهولندية للتقييم البيئي أن معدل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للفرد الواحد كان "مماثلا" في الصين وأوروبا سنة 2011، وأوضحت الوكالة في بيان أن "معدل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للفرد الواحد في الصين ارتفع بنسبة 9 % ليصل إلى 7,2 طن سنة 2011"، مشيرة إلى أن "الانبعاثات التي تسبب بها الفرد الواحد في أوروبا جاءت مماثلة وبلغت 7,5 أطنان سنة 2011"، لكن سكان الولايات المتحدة هم الأكثر تلويثا للبيئة، بحسب التقرير الذي أوضح أن الفرد الأميركي تسبب بانبعاث ما معدله 17,3 أطنان من ثاني أكسيد الكربون سنة 2011، إلا أن مجموع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في هذا البلد قد انخفض، كما كانت الحال في بلدان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. فقد انخفضت الانبعاثات بنسبة 3 % في أوروبا وبنسبة 2 % في الولايات المتحدة واليابان، ويعزى هذا الانخفاض خصوصا إلى "الوضع الاقتصادي المتردي في بلدان كثيرة وإلى شتاء غير عاصف في بلدان عدة وإلى ارتفاع أسعار النفط"، بحسب ما جاء في التقرير. بحسب فرانس برس.
أما الانبعاثات في الصين فارتفعت "بشكل سريع بسبب وتيرة النمو الاقتصادي، وخصوصا ارتفاع مستوى النشاط الصناعي"، وقد أبطل هذا الارتفاع آثار تخفيض الانبعاثات في بلدان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لأن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم ارتفعت بنسبة 3 % سنة 2011 وبلغت "مستوى قياسيا هو 34 مليار طن"، بحسب التقرير، واحتفظت الصين سنة 2011 بموقع البلد الأكثر تلويثا للبيئة، إذ إنها ساهمت في 29 % من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، تبعتها الولايات المتحدة (16 %) والاتحاد الأوروبي (11 %) والهند (6 %)، ومنذ العام 2000، سلجت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الأنشطة البشرية حوالى 420 مليار طن، وجاء في التقرير أن "العلماء يعتقدون أنه بغية أن تقتصر نسبة ارتفاع درجات الحرارة على 2 %، ينبغي ألا يتخطى مجموع الانبعاثات بين العامين 2000 و2050، ألف إلى 1500 مليار طن"، وحذر من أن "الانبعاثات ستتخطى هذا الرقم بعد عقدين من الزمن في حال استمرت في الارتفاع".


كمال عبيد
النبأ