د.موفق محادين  … يخطئ من يعتقد أن الأمريكيين يفكرون أو يخططون لاستئصال داعش، ويخطئ من يعتقد أن احتلال داعش للموصل مجرد مغامرة عسكرية لهذا التنظيم ، ويخطئ من يعتقد أن دول (المحور التركي) متضررة بشكل أو بآخر من داعش، أو أنها تفضل جبهة النصرة وأمثالها على داعش… فداعش كما تركيا الأطلسية (قاعدة انجرليك) وكما تركيا عدنان مندريس (حلف بغداد) وامتداده الأردوغاني، خيار استراتيجي امريكي رُسمت خيوطه في سجن بوكا مع قادة داعش وخليفتهم قبل اطلاق سراحهم وهو خيار لا يقتصر على الشرق الأوسط (سورية، العراق، وغيرهما) بل يمتد إلى ما يعرف بمنطقة أوراسيا أو قلب العالم (الاسيوي ، الأوروبي) حيث يتشكل أكبر مثلث يهدد المصالح الأمريكية على المدى البعيد (روسيا، الصين، الهند). بهذا المعنى فإن، الوظيفة الأمريكية لداعش وظيفة مركبة بين الشرق الأوسط واوراسيا:- 1. في الشرق الأوسط، من خلال تشكيل حاجز أو منطقة عازلة (بافر ستيت) بين ايران من جهة وسورية وحزب الله من جهة ثانية، وهو ما يفسر تركيز داعش على مناطق الرقة والموصل والأنبار ، ومن المؤكد أن المعلومات التي راحت تتسرب الواحدة بعد الأخرى عن إنزال جوي لداعش حول الموصل قبل احتلالها في طائرات نقل امريكية عسكرية ، معلومات لا تخلو من الدقة ، فضلا عما يقال عن أوامر صدرت من المخابرات الامريكية لضباط وعسكريين عراقيين لتسليم الموصل. 2. أما في اوراسيا فثمة مؤشرات قوية على أن جزءا كبيرا من داعش ، هم من افغانستان والباكستان والجمهوريات الاسلامية السابقة التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي ، قبل انهياره بالاضافة لاقليم غرب الصين… وهو ما يشير إلى دور امريكي مقبل لداعش وأمثالها في الحزام الاسلامي الأوراسي.

أكثر...