القاهرة (رويترز) -
لم يمنع فقدان البصر شيرين من تحقيق حلمها بالعمل ولم تقف عادات المجتمع في مصر عائقا أمام ناهد التي لم تخجل من العمل في قيادة حافلة حتى تعول ابنتها بعد وفاة زوجها.

شيرين وناهد.. تتحديان الاعاقة وقيود المجتمع في مصر ?m=02&d=20140308
ناهد أو (أم رانيا) سائقة حافلة ركاب في القاهرة تباشر عملها في 4 مارس اذار 2014. تصوير: عمرو عبد الله دلش - رويترز




ومع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة يوم السبت لا تزال المرأة المصرية تعاني من مشاكل في مجالات من بينها العمل رغم انتزاعها الكثير من الحقوق على مدى العقود الماضية.

لكن هناك من قررن تحدي ذلك ومن بينهن شيرين فتحي (32 عاما) التي تعمل موظفة في الهيئة العامة للبترول.

وقالت شيرين وهي كفيفة إن كل ما تتمناه أن يحترم الناس اعاقتها وألا يسيئوا استغلالها. كما عبرت عن أملها في أن تستغل الحكومة طاقات المعاقين الانتاجية.

وأضافت شيرين وهي زوجة لمحام ضرير وأم لطفلين قولها لرويترز "لم يتغير شيء للمعاقين قبل وبعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو وأتمنى أن يهتم الرئيس القادم بنا."

وكانت تشير إلى الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك في أوائل عام 2011 والرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في منتصف عام 2013.

ومن المتوقع أن تشهد مصر انتخابات رئاسية جديدة خلال أشهر.

وبحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر فإن نسبة مشاركة المرأة في قوة العمل عام 2011 كانت 23.1 بالمئة فقط رغم أنها تشكل 41 بالمئة من اجمالي عدد الناخبين في البلاد.

ومن بين من قررن التحدي أيضا ناهد (52 عاما) التي اصبحت سائقة لحافلة ركاب صغيرة في منطقة المقطم بشرق القاهرة. وتوفي زوجها قبل 21 عاما وتركها بمفردها هي وابنتها الوحيدة التي لم يكن عمرها قد تجاوز 40 يوما.

وبحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فإن نسبة المرأة المعيلة في مصر بلغت 16 بالمئة في 2011.

وقالت ناهد لرويترز "حلمي الوحيد كان أن أبقى ست بيت وأن يبقى زوجي بجانبي ليرعاني."

لكن بعد وفاة الزوج كان لا بد من تدبير سبل الحياة ولم تجد ناهد أمامها سوى بيع الملابس في الشارع لكن هذا لم يكن كافيا مما دفعها لشراء حافلة ركاب صغيرة.

وبعدما سبب لها السائقون الذين كانوا يقودون الحافلة كثيرا من المشاكل والحوادث اقدمت ناهد على تعلم القيادة وأصبحت تقودها بنفسها.

ولم تسلم ناهد من مضايقات الركاب والسائقين لكنها قالت إن رجال الشرطة يوفرون لها الحماية.

وتبدأ ناهد عملها في السادسة صباحا وبعد الانتهاء من العمل يكون لا يزال لديها الوقت للاعتناء بابنتها المطلقة وحفيدتها الرضيعة.

وقالت ناهد "حلمي الآن أن يرزق الله ابنتي بابن الحلال مرة ثانية وأن تصبح حفيدتي مهندسة."

من عمرو عبد الله دلش

(إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية - تحرير ملاك فاروق)