عادل عبد المهدي تحققت انجازات اساسية بعد سقوط النظام السابق، بسبب التضحيات العظيمة لعقود طويلة.. والسياسات الصائبة للتحالفات الوطنية والخارجية. فشُرعت النظم الانتخابية وسلسلة الحقوق، وإستعادة السيادة، واقرار النظام النيابي اللامركزي الاتحادي، وفق الدستور، والذي لو طبقت مواده وقوانينه، لتحققت مطالب الشيعة والمواطنين والجماعات الاخرى. استمر العدوان على الشيعة من الاعداء التقليديين، كبقايا النظام السابق وقوى الارهاب والتعصب الداخلية والخارجية. وبدل التسلح ببناء دولة المؤسسات والدستور والمواطن، اعتبر البعض ان الجلوس بمواقع السلطة مجرداً، بحق او تلاعب، هو الضمانة الحقيقية للشيعة. فتم تجديد الثقافة السابقة، بان السلطة يمكنها ان تحمي مكون وفئة، ضد مكونات وفئات.. متناسين ان الدولة والسلطة، ان لم تعكس حقائق وتوازنات الواقع، بابعاده واوزانه العددية والنوعية والجغرافية والتاريخية، فستتحول لهدف يسهل تفكيكه واضعافه من داخلها وخارجها. فهذا سيحكم بالعسكرة وباسم الاغلبية السكانية.. وذاك بنظام له 100% في مناطقه، زائداً حصته الاتحادية.. واخر بالثلث المعطل والتحجج بالمجاميع المسلحة.. وغيرها من متضادات، اضعفت الجميع ومزقت البلاد. فالمصالح ان استندت لتوازنات اللحظة، ولم تكن مستدامة ومتعايشة، فستنهار حتماً، وهو ما حصل. حقوق الشيعة بالدفاع عن دولة عادلة كريمة، ونظام متوازن يضمن قوتهم وقرارهم، وقوة وقرار الاخرين.. وحقوقهم وحقوق الاخرين، كضمانات متبادلة، تمنع سياسات اضعاف الذات والاخر.. والا سيستمر العدوان على الشيعة، وعلى غيرهم، ولن تستقر الساحات، ولن تشعر ان مصلحتها باتت من مصلحة النظام، وقواعد عمله الضامنة لمصالح وحقوق الجميع. لابد من محاسبة النفس، ان اردنا محاسبة الاخرين، ومراجعة المناهج السابقة، ونتائجها من موت ودمار وهجرات وسقوط محافظات، وتهديد “داعش” لبغداد، لولا تدخل المرجعية، والتفاعل الوطني، والدعم الخارجي خصوصاً الايراني والامريكي والروسي. فان تركنا الادعاءات، فلنتسائل؟ هل وفرنا الامن لشيعتنا، دون الكلام عن شعبنا؟ وهل تقدمنا في الاقتصاد والخدمات وتعليم ابنائنا وصحتهم ومستقبلهم وتشغيلهم وتطوير علاقاتنا واستثماراتنا في مناطقنا، ناهيك عن الوطن.. رغم ظروف مؤاتية، وصلاحيات واسعة، وموارد تفوق نصف ترليون دولار للعقد الماضي.. اكثر من 70% بأيدٍ شيعية. اشتكى مسؤول شيعي كبير متذمراً، ان “المرجعية وايران وامريكا والدعوة” تآمروا لتكليف العبادي.. فاذا اضيف بقية “المتآمرين” شيعياً ووطنياً، فسيرى المرء، مدى ظلم البعض لنفسه، قبل غيره، وصدق قوله تعالى “وما اُبرىء نفسي ان النفس لامارة بالسوء”.    

أكثر...