حنانة ولا أنانة ولا عشبة الدار ولا كية القفاء، فأما الحنانة فهي التي تزوجت من قبل زوجها فهي تحن إليه والأنانة هي التي تئن من غير علة والمنانة هي التي لها مال تمن به وعشبة الدار هي الحسناء في منبت السوء، وكية القفاء هي التي إذا قام زوجها من المجلس قال الناس فعلت امرأة هذا كذا .. وكذا .


يقول الشاعر :


إذا أردت حرة تبغيها كريمة فانظر إلى أخيها


ينبئك عنها وإلى أبيها فإن أشباه أبيها فيها


وذكر ابن الجوزي في الأذكياء ، قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله أرأيت لو نزلت وادياً فيه شجر أُكل منه ووُجد شجرٌ لم يؤكل منه ففي أيهما ترتع بعيرك ؟ قال : هي التي لم يرتع منها تعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها.


وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لا تزيدوا في مهر النساء على أربعين أوقية وإن كانت بنت ذي العصبة يعني يزيد بن الحصين الصحابي الحارثي فمن زاد ألقيت الزيادة في بيت المال ، فقالت امرأة من صنف النساء طويلة في أنفها فطس، وما ذاك لك قال ولم قالت لأن الله عز وجل قال {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} قال عمر : امرأة أصابت ورجل أخطأ.


وقد أتت امرأة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالت : يا أمير المؤمنين إن زوجي يصوم النهار ويقوم الليل وأنا أكره أن أشكوه وهو يعمل في طاعة الله فقال لها : نعم الزوج زوجك فجعلت تكرر عليه القول وهو يكرر عليها الجواب فقال له كعب الأسدي يا أمير المؤمنين هذه المرأة تشكو زوجها مباعدته إياها عن فراشه فقال عمر كما فهمت كلامها فاقض بينهما فقال كعب عليّ بزوجها فأتى به فقال إن امرأتك هذه تشكو فقال أفي طعام أو شراب ؟ قال : لا ، فقالت المرأة :


يا أيها القاضي الحكيم أرشده ألهى خليلي عن فراشي مسجده


زهده في مضجعي تعبده نهاره وليله، ما يرقده


فقال زوجها :


زهدت في فراشها وفي الحجل إني امرؤ أذهلني ما قد نزل


في سورة النمل وفي السبع الطوال وفي كتاب الله تخويف جلل


فقال كعب :


إن لها حق عليك يا رجل تصيبها في أربع لمن عقل


فأعطها ذاك ودع عنك العمل


ثم قال إن الله عز وجل قد أحل لك من النساء مثنى وثلاث ورباع فلك ثلاثة أيام ولياليهن تعبد فيهن ربك ولها يوم وليلة فقال عمر والله ما أدري في أي أمر بك أعجب أفمن فهمك أمرهما أم من حكمك بينهما إذهب فقد وليتك قضاء البصرة.


وعن عبد الله بن الزبير عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم قالت : لما توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ومعه أبو بكر حمل أبو بكر جميع ماله خمسة آلاف أو ستة آلاف درهم فأتاني جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره فقال أرى هذا والله قد فجعكم بماله مع نفسه فقلت كلا يا أبت قد ترك لنا خيراً كثيراً فعمدت إلى أحجار جعلتها في كوة البيت كان أبو بكر يحصن ماله فيها وغطيت على الأحجار بثوب ثم جئت به فأخذت بيده ووضعتها على الثوب وقلت ترك لنا فجعل يمس الحجارة من وراء الثوب فقال أما إذا ترك لكم هذا فنعم ولا والله ما ترك الناس لنا قليلاً ولا كثيراً.


وقد أتت امرأة حاتم بن عبيد الله بن أبي بكرة فقالت له : أتيتك من بلاد شاسعة ترفعني رافعة وتخفضني خافضة لملمات من الأمور حللن بي فبرين لحمي وأوهين عظمي وتركنني والهة كالحريض قد ضاق بي البلد العريض هلك الوالد وغاب الوافد وعدم الطارف والتالد فسألت في أحياء العرب عن المرجو سببه المحمود نائله الكريم شمائله فدللت عليك وأنا امرأة من هوازن فافعل بي أحد ثلاث : إما أن تقيم أودي وإما أن تحسن صفدي وإما أن تردني إلى بلدي فقال بل أجمعهن إليك وحباً وكرامة ■

منقول