شبكة عراق الخير
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الكرد الفليين

Share/Bookmark

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    الصورة الرمزية المهندسة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    المشاركات
    1,774
    مقالات المدونة
    30
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي الكرد الفليين


    الكرد الفليين muhamad.taki.john.jp
    أ.م.د محمد تقي جون

    توطئة
    في أرض مفتوحة من (پشتكو) إلى حدود نهر دجلة: خانقين وشهربان ومندلي شمالاً حتى حدود البصرة جنوباً، مروراً ببلدروز، بدرة، جصان، زرباطية، النعمانية، العزيزية، الحي، واسط، علي الشرقي، علي الغربي، باكساية، العمارة، وهي المسماة سورانياً (گرميان) وفيلياً (گه‌رمسير)، عاش شعب كردي عظيم عرف بـ(الفيليين)؛ شعب امتلك التاريخ الثائر والحاكم، والحضارة والثقافة الإنسانية الضخمة، والإحساس بالعراق وطناً واحداً أوحد.
    وتمثل پشتكو الوريث للتاريخ والجغرافية الفيلية؛ اذ انها النقطة الصغيرة التي تبقت من الدولة الميدية المترامية، بعد تقلصها الى أرض فهلة، ثم اقتصارها على اللرين: اللر الكبير واللر الصغير الذي عرف فيما بعد بپشتكو وصار رمزاً للفيليين دون سواه. ولم تكن پشتكو تابعة لحكومات ايران قبل عام (1929) حين اسقط الشاه رضا بهلوي آخر ولاة الفيليين، بل كانت تتمتع بحكم ذاتي تكبر وتصغر حسب قوة الحكام الفيليين قرابة (797) سنة. وهذا يصحح الفكرة الخاطئة التي غذاها البعثيون بعدّ الفيليين إيرانيين.

    الكرد الفليين 1.jpg


    بل الفيليين عاشوا قبل التاريخ في العراق وشكلوا غالبية سكان المدائن (طيسفون)، أو بغداد التي يشي اسمها بذلك. ومع الزمن ولأسباب وأحداث مختلفة امتدوا في المحافظات العراقية فعاشوا في كل جزء عراقي، لما تميزوا به من عدم التقوقع، وحب الألفة والوئام التام مع أي قومية ساكنوها، ولاسيما العرب الذين تأثروا بعاداتهم وتقاليدهم ولغتهم بشكل أوسع. ومرت عليهم الدهور وهم يحتضنون الأرض والناس. ومع أنهم كانوا يعتزون بكرديتهم اعتزازهم بعراقيتهم، فإن شدة امتزاجهم بأطياف الشعب وبسبب بطش صدام بهم صاروا شعباً شبه منسي، وصار تحديده صعباً ولمّ شمله أصعب!!
    
    وجاءت تراسيمُ الحدود لتشطر أراضيهم فيقع بعضها في إيران والآخر في العراق. وهكذا صار عندنا منذ عام 1929 فيليون إيرانيون وفيليون عراقيون. العراقيون منهم خفَّ ارتباطهم بمواطنهم في إيران وأصبحت (پشتکو) رمزاً تذكارياً فقط، ولم يبق في تصورهم وطن غير العراق الكبير. أما الفيليون الإيرانيون فقد ظل ودهم للعراق وحرصهم على تعلم العربية. وعلاقتهم الروحية بأضرحة أهل البيت (عليهم السلام) وأقربائهم في العراق لم تفتر. والمفارقة أن الفيليين العراقيين عدَّتهم الحكومات العراقية منذ حكومة فيصل الأول وحتى حكومة صدام حسين، في خلط سياسي آثم (تبعية إيرانية) ومطعونين بولائهم ووطنيتهم، بينما عدَّت أخوانهم الكرد في السليمانية ودهوك وأربيل (كردستان) عراقيين صليبة ولم تشكك بعراقيتهم، ويشهد على أصلهم الواحد: التاريخ واللغة المشتركة.

    الكرد الفليين draw_image.aspx.jpeg
    
    وفي جريمة نكراء قام البعثيون في عامي 1970 و1980 بأكبر عملية استئصال عرقي آثم ضدهم بتهجيرهم إلى إيران بحجة أنهم إيرانيون وليسوا عراقيين. والمفارقة أن إيران لم تعترف بهم مواطنين إيرانيين حين هجروا إليها وعدتهم عراقيين! إلا أن الفيليين تضاعف حسهم بوطنهم العراق ووطنيتهم الصادقة المخلصة، وحال سقوط الصنم انصبوا كالمطر عودة إلى وطنهم العراق.
    كان نبضهم يدقّ مع نبض قلبهم الكبير (العراق) لأنهم أدمنوا الولاء له وذادوا عنه مع بقية الشعب. فكان لهم اثر طيب في ثورة العشرين، واشتهرت (شانه)(*) من قضاء الحي بدعمها المادي للثورة، كما استعان شيخ عشيرة آل عباس بني حِسَن (خادم آل غازي) أحد قادة الثورة بوالي پشتکو (غلام رضا خان) وشيوخ الفيلية في بدرة وجصان لإمداده بالمال والسلاح فأمدوه. وكانت مقاومة الفيليين للانقلابيين البعثيين الفاشيين عام 1963 في ملحمة (عگد الأكراد) ضارية للحفاظ على الجمهورية من السقوط، واشتهرت البطلة (أم فؤاد) لتكون رمزاً في البطولة الوطنية الفيلية.
    كما خصتهم أمور العراق المصيرية كالدفاع عن عروبة فلسطين والمشاركة في حروب تحريرها عام 1948. وفي عام 1967 ضحوا بدماء زكية خلطوها بدماء إخوانهم العرب في الدفاع عن العروبة ضد تنامي واجتياح العدو الإسرائيلي. كما عاشوا أفراح العراقيين وأتراحهم وآخرها حرب الخليج ومآسي الحصار الاقتصادي. واليوم يعيشون الوضع غير المستقر نفسه ويتغصصون ما يتغصصه باقي العراقيين من هزاهز وبراكين ما بعد الاحتلال الأمريكي.
    
    إن محنة الكرد الفيليين الرئيسة تتمثل بـ(الانتماء) أي التشكيك في انتمائهم للعراق ووطنيتهم؛ وكل مآسيّهم جاءت بسبب هذه المحنة؛ فما عانوه زمن العميل الرخيص صدام حسين من مصادرة وتهجير وظلم وقتل، يعود إلى منحهم الجنسية العراقية المنقوصة عام 1924، مما جعلهم مؤشرين لدى الحكومات العراقية المتعاقبة، تتركهم سدى الحكومات النافعة كحكومة المرحوم عبد الكريم قاسم، وتنال منهم الحكومات الضارة وهي أغلب الحكومات. وكثير منهم اليوم لا يزال يقلقه منح الفيليين شهادة جنسية مؤشرة، ويخاف أن يرشحهم هذا إلى العودة ذات يوم أو (ذات حكومة) إلى الصفر.
    وعدا ذلك، فقد تشاطروا مع باقي العراقيين المحن والمصائب كلها حتى التي فُضلّوا بها على الفيليين؛ فحرمانهم من التدريس أيام الطاغية قابله ضحالة راتب المدرس والأستاذ الجامعي الذي تقاضاه نظراؤهم، وتجميع الفيليين في لواء خاص وعدم زجهم في الحربين: الإيرانية والكويتية، قابله ما أعطاه العراقيون غيرهم من ضحايا وأرامل وثكلان، وحرمان الفيلي من المشاركة في الأجهزة الحساسة والمناصب الكبيرة في الدولة، قابله توريط العراقيين الباقين بالفساد والظلم.
    
    وكان خفوت الإحساس القومي لدى الفيليين العراقيين بسبب استعرابهم، قد حرم أدباءهم ومثقفيهم من الكتابة بلغتهم فلم يتركوا أثراً كتابياً أو إبداعياً فيلياً، بينما أبدعوا بالعربية. وان ظهور إبداع فارسي كـ(شاهنامه) ملحمة الفرس الكبرى في القرن الخامس الهجري للفردوسي، وظهور شعراء فيليين إيرانيين متأثرين بالصحو الفارسي، مثل بابا طاهر الهمداني (ت 447هـ) في القرن الخامس الهجري، ومثل ذلك شعراء كرد شمالي العراق في العصر الحديث مثل: أحمدي خاني (ت 1706م)، مولوي (ت1892م)، كووي (ت1892م)، فايق بي که‌س(ت1948م)، ﭙيره ميرد (ت1950م) عبد الله ﮔۆران (ت1962)، يعود إلى تنبه قومي وهو أمر لم يختلج بمشاعر الفيليين في العراق.
    وقد سبق الصحوُ السياسي الصحوَ القومي الأدبي فظهرت منذ القرن الثالث الهجري وتباعاً دول فارسية كالصفارية والسامانية والبويهية والشاهنشاهية، وإمارات فيلية في شمالي وغربي إيران كالحسنويهية والعنازية والخورشيدية وولاة پشتكو، وفي شمالي العراق كالمظفرية في أربيل والبابانية في السليمانية. فإذا كان بسبب نمو الحس القومي بدأ الفرس وكرد إيران وشمالي العراق يكوِّنون شخصية سياسية وفكرية وأدبية مستقلة عن العرب، فإن الفيليين في العراق بسبب عدم وجود وتكوّن هذا الحس لديهم لم يقوموا بنشاط سياسي أو أدبي قومي، بل طفقوا يعيشون مع العرب بلا موانع وحواجز ويتعاطون لغتهم العربية في الكتابة.
    
    ولقد حداني إلى وضع كتابي هذا أن الفيليين يمرون بمنعطف خطير صار واضحاً للعيان، وستقرر في ضوئه أمور كثيرة ومهمة. وان الدراسات التي تناولتهم لا تدخل في صميم ما يحتاجونه من طرح، ولا تعالج الحالة التي يعانونها فهي لا تمس (حاضرهم المستقبلي)، بل كانت مقدمات لمتن غائب. فوجدتُ من الضروري الواجب إضاءة الطريق للسارين. ومن جهة أخرى أردتُ أن أضع كتباً شاملاً للفيليين ولاسيما المستعربين الذين لا يعرفون شيئاً عن ماضيهم وأصولهم وقضيتهم فكان شاملاً كاملاً يجيب على الأسئلة الفيلية كلها.
    ويُقرأ واقع الفيليين اليوم على مستويين متناقضين تماماً هما: سياسي وشعبي. المستوى السياسي تمثله المنظمات والحركات الفيلية المنضوي أغلبها تحت الأحزاب السياسية الشيعية والكردستانية. وهي متحمسة للشعور القومي أو هي تمثل البداية للوعي القومي الفيلي، ولكنها بالمقابل تشتغل على الجزئيات لذا فحلّ شامل لموضوع الفيليين غائب عن برامجها، وهو إعادة بناء الإنسان الفيلي الذي يضعه الماضي المؤلم وتبعات السياسات المتقادمة على شفا التلاشي التام.
    وعلى المستوى الشعبي، وجدتُ الفيليين بعد سقوط الطاغية يتلاشى إحساسهم القومي بالتدريج وقد زاد نكرانهم لكرديتهم وادعاؤهم أنساباً عربية، وهم في هذه الحال لا يتصلون بأهل الأرض ولا يصعدون إلى السماء؛ فكل أهل الأرض لديهم أقوام ينتسبون إليها ولا يدَّعون غيرها مهما عاشوا مع الآخر وبأية درجة اتصال وتمازج. وهذه الحالة العامة تعدّ كارثة اجتماعية؛ فالمرء قد يغيِّر دينه أو مذهبه أو مسكنه أو طريقة حياته برمتها، غير انه لا يستطيع أن يغير أباه وأصله وعشيرته وان عاش في قوم آخر. إلا اذا تنكر لهم، وإذا تنكر لهم فهذا لا يجعله إلى الأبد منتمياً إلى من يدَّعي. وكانت محصلة ذلك كله ذوبانهم واندثارهم وتلاشيهم التدريجي، فكلما جاء جيل جديد أوغلَ في الابتعاد عن أصله الفيلي وزاد استعراباً وانصهاراً في القوم المعاش معهم.
    وما يحصل للفيليين في وسط العراق وجنوبه مع العرب، يحصل لهم أيضاً في كردستان، فان العشائر والأفراد الفيليين الذين انتقلوا للعيش في كردستان صاروا جزءاً من هذا الفرع الكردي بالتدريج وجعل بعضهم ينكر فيليته. وهذا الأمر يصدق مع الفيليين العراقيين المغتربين أيضاً؛ فهم يعانون المشكلة ذاتها، وان عاشوا بلا أسباب داعية إلى التنكر للأصل. بل إن السويد مثلاً تشترط أن يتعلم الطلاب منذ مراحل التعليم الأولى (اللغة الأمّ) مع اللغة السويدية، إلا أن عدم الإحساس بضرورة النسب وعدم إعطائه الأهمية للاحتفاظ بالأصل، سيدعو مع واقع الحياة الغربية إلى التأجنب التام. وهذه القضية كانت الهدف الأول والرئيس من وراء تأليفي الكتاب، وقد تأكدتُ بأن هدفي الكتابي وحدسي بأهميته كان صائباً جداً.
    

    قلة الدراسات عنهم
    لم يحظَ الكردُ الفيليون من الدراسات إلا بالقليل، فأكثر دراسات المستشرقين عن (الكرد) تتجاهل الفيليين أو تذكرهم باختصار شديد. والدراسات التي تتناول كرد العراق إذا أوردت لفظة (الكرد) قصدت (كرد كردستان) ولا تنصرف اللفظة إلى الفيليين إلا إذا أضيفت إلى (الفيليين)، وكأنهم لا يعترفون بوجود فرعين كرديين في العراق: الكردستانيين والفيليين. وأنكر كرديتهم مستشرقون مثل سي. جي أدمونز فعدّهم مجرد حمالين في بغداد يشبهون ما ورد في ألف ليلة وليلة، وجعل اللر واللك خارج خريطة كردستان(1). واعترف أرشاك بولاديان بكردية الفيليين إلا انه أسماهم تبعاً لدراسته في المصادر العربية (لريين) ولم يذكر الفيلية قط(2). وجزم توماس بوا بأن اللريين والبختياريين لا يعدُّون كرداً أصليين(3). وعدد د. وليد حمدي تهجيرات الكرد كتهجير الدولة العثمانية لمواطنيها الكرد من شرق الأناضول إلى غربها في الأعوام: 1915، 1925، 1930، وذكر تهجير النظام البعثي عوائل كردية من كردستان العراق إلى مناطق عربية في الجنوب عام 1991(4) ولكنه لم يشر ولا إشارة عابرة إلى التهجيرات الهمجية وما صاحبها من إبادة عرقية للكرد الفيليين من قبل الحكومات العراقية المتلاحقة ولاسيما حكومة المجرمين: البكر عام 1970 وصدام عام 1980 وهي تهجيرات خارجية لدولة أخرى. ويردد بعض الباحثين في كردستان أن الفيليين مكوَّن مستقل عن الكرد. ويكفي انصافاً لهم أن الأستاذ الدكتور كمال مظهر يعدهم مع اليزيديين كرداً ظلمتهم الجغرافية(5).
    والفيليون أميز وأبرز الفروع الكردية قاطبة في الماضي، ولا يقلل من أهمية أمسهم الزاهر حاضرهم الداثر، فالفيليون من أولاد الميديين مباشرة الذين عاشوا في المناطق الغربية من هذه البلاد(6). ومصطلح (الكرد) في نظر مستشرقين مثل: نولدكه وبارتولد ومينورسكي ويلتشيفسكي وليمبتون وآكوبوف وفاسيليفا وغيرهم، يعني في المصادر العربية القبائل التي تتكلم اللغة الإيرانية وتعيش في الجبال(7) (وهم الفيليون)، وميزت المصادر العربية كرد اللر (الفيليين بشكل عام) عن غيرهم بلفظة (كرد)(8) لأهميتهم.
    وقد تميز الفيليون في القديم وبنوا إمبراطوريات كبيرة، صار يدلل عليها تميزهم في العصر الحديث بقوة العقل والجسد؛ فمعروف الفيلي (التاجر) و(المفكر) و(الطبيب) و(الشاعر) و(الأديب) و(المؤرخ) و(السياسي) (والسلطان) و(الأمير) و(رجل الدين)، فضلا عن (الحمال الفيلي) المتميز بالقوة النادرة، وتاريخهم في القديم والحديث تفوح منه رائحة الفخر.

    معنى مصطلح فيلي
    ازدحام الآراء
    مصطلح (فيلي) عنوان كبير يضم الفرع الكردي الذي يسكن غربي إيران وعراق العجم. وقد اختلفت آراء الباحثين في معنى مصطلح (فيلي) فذهب بعضهم الى انه من (ﭙيلي) اسم احد الملوك العيلاميين(9)، وقال آخر هو من الفيل لاشتهارهم بالفِيالة عند الفتح العربي(10)، وأنكر المصطلح الشيخ بشير الوندي ونوري حسين علوان بالقول: "ليس هناك أصل حقيقي للفظ الفيلية والأصح الكرد الشيعة"(11)، وهناك رأي يقول: مصطلح (فيلي) يعني (فئة علي)، ورأي زبير بلال أن كلمة (فيلي) اشتقت من (ﭙرتي) القديمة التي هي اسم الـﭙارتيين أو الاشكانيين، الذين يمثلون في تاريخ اللغة الكردية حلقة وسطى بين الميدية القديمة والكردية الحديثة بالاتصال باللهجات الهورامية واللرية (الفيلية)(12)، وذهب كثيرون إلى أن المصطلح أطلق على كرد بغداد أو العراقيين دون الإيرانيين الذين أطلق عليهم اسم اللريين(13).
    والآراء الستة خاطئة؛ فالأول اختار أقرب أسماء الملوك العيلاميين شبهاً لفظياً بفيلي، مستنداً إلى نظرية أن العيلاميين أجداد الفيليين والشبه اللفظي كثيراً ما يُشكل. وقد وقع في الخطأ نفسه حسن كاكي حين أوجد علاقة بين (السومريين) وعشيرة (سوره‌ميري) الكردية ليستنتج بهذا التشابه الغريب أن السومريين يمثلون الصورة الأولى للكرد كما مرَّ! والثاني لو صحَّ فستكون النسبة (فِيلي) بكسر الفاء وليس فتحها. والثالث أراد توجيه الفيلية إلى عنوان الشيعة فقط، وفي ذلك تجنٍّ تاريخي عرقي كبير، فمصطلح فيلي مستعمل منذ زمن سحيق. والرأي الرابع غير علمي فهو تحويل كلمة كردية إلى عربية بلا مناسبة تركيبية او صوتية بين الكلمتين. والخامس أخطأ بتفسير فيلي بپرتي ولكننا مع تخريجه الباقي وهو أن الميدية الاشكانية حلقة وصل بين الميدية القديمة والكردية الحديثة بالاتصال باللهجات الهورامية واللرية (الفيلية) كما سيأتي. وليس الرأي السادس بصحيح فلقب فيلي اختص بكرد بغداد والعراق لاحقاً، لأن فيليي إيران يستعملون الألقاب العشائرية وليس اللقب العام، ولكون كرد العراق تناسوا أو تخلوا عن عشائرهم الكردية فاستعملوا أو استعمل لهم هذا اللقب الكردي الجامع.
    وهناك آراء في تفسير مصطلح فيلي أوغل في الخطأ الى درجة التهافت، كتخريج الصحفي نوري ثابت (حبزبوز) الذي يراه من (الفلاة) وسمي الكرد بالنسبة إليها (الكرد الفلاوية) ثم صححت إلى (فويلي)(14)، ومثله الرأي القائل بأنه من (الاثلي) أو (الثيِّل) أي المرج الأخضر أو السهل(15). فهذه الآراء تفسر اسماً أعجميا بقاموس عربي، وهو داء قديم لا تزال المعاجم العربية قديماً وحديثاً تئنُّ منه، واليه أشار الجواليقي في قوله: "مما ينبغي أن يُحذر منه كلَّ الحذر أن يُشتق من لغة العرب لشيء من لغة العجم، فيكون بمنزلة من ادعى أن الطير ولدُ الحوت..وحكي عن أبي علي (الفارسي) قال: رأيت أبا بكر (ابن السراج) يدير هذه اللفظة (بوصيّ) ليشتقها، فقلت: أين تذهب إنها فارسية، إنما هو (بوزيد) وهو اسم جدنا! قال: ومعناه: السالم، فقال أبو بكر: فرَّجتَ عني"(16).


    التعديل الأخير تم بواسطة المهندسة ; 09-09-2014 الساعة 10:46 PM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. صحة الكرخ ببغداد : سعد اللامي بديلاً عن الحجامي
    بواسطة rss_net في المنتدى منتدى اخر مواضيع شبكة عراق الخير
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-11-2021, 01:29 AM
  2. تسمية مرشح الكرد لوزارة العدل
    بواسطة كلك في المنتدى منتدى أخر خبر ودلالاته
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-05-2018, 09:00 AM
  3. الكرد: سنستجوب وزيرين شيعيين
    بواسطة محمد المسعودي في المنتدى منتدى أخر خبر ودلالاته
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-30-2016, 09:47 PM
  4. شروط الكرد ومتحدون لتشكيل الحكومة
    بواسطة الارشيف في المنتدى منتدى الرأي والرأي الاخر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-19-2014, 05:08 PM
  5. مقام الكرد
    بواسطة ثريا في المنتدى منتدى الشعر الشعبي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-25-2014, 08:34 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

جميع آلمشآركآت آلمكتوبه تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكل من الاشكال عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى