لاحظ الملازم الثاني خالد ان الجندي موْيد الذي يعمل معه في حظيرة الهندسة المتجحفل مع فوج المشاة في قاطع العمارة , (العمارة مدينة عراقية تقع في الجنوب العراقي ) ابان الحرب العراقية الايرانية , لاحظ انه جندي ماهر يعرف استخدام القنابر والألغام والرمانات بصورة جيدة .

في احدى الليالي كانا جالسين .........قال الملازم خالد لموْيد

سوف اخبرك بكلام يبقى سرا بيننا.

فأجاب الجندي موْيد ...

سرك في بئر سيدي.

قال الملازم خالد.......

كما تعرف انا حديث التخرج من الكلية العسكرية ولاخبرة لي , وبعد ايام سوف يقوم فوجنا بالهجوم وانا خائف جدا ولا اريد الموت وانا شاب خاطب موْخرا.

- سيدي الآجال بيد الله تعالى.

الملازم خالد .. انا لااريد الموت وانا بحاجة اليك .

- موْيد .. آأمر سيدي

الملازم خالد .. في الليل نتمدد داخل الموضع ويخرج كل منا احدى ساقيه ونفجر رمانة قريبة عسى ان نصاب بشظية.

لم يكترث موْيد بكلام امر حظيرته وفي الصباح استيقظ على صياح احد رفاقه من الجنود ..

موْيد ..موْيد ..هل تعلم ان الملازم خالد قد اصيب .

- فجأة صاح موْيد .. اكيد انه اصيب بساقه.

- وكيف عرفت انه اصيب بساقه.

استدرك موْيد زلة لسانه وقال .. ان الشخص يحاول اخفاء رأسه وصدره في مثل هذه الحالات ومن الصعوبة اخفاء ساقيه.

قال امر الفوج للملازم خالد متسائلا .. كيف اصيب كعب قدمك فقط بشظية..اليس هذا امر غريب؟

اجابه الملازم خالد .. سيدي انبطحت بسرعة ونسيت مد ساقي وهكذا اصبت

أرسل الملازم خالد الى المستشفى العسكري ثم ظل يتمتع باجازات مرضية متكررة.

يوم عاد الملازم خالد الى وحدته العسكرية كان هناك هجوما مضادا على فوجنا وكان الملازم خالد أول الشهداء . ( رحمة الله عليه).




بقلم الدكتور محمد رفيق فاتح