تجرى الامتحانات النهائية عادة في نهاية فصل الربيع وكان لكل طالب طريقة في الدراسة والتهيؤ لاجتياز الامتحان.
يقول الدكتور ( أ.م )
كنت احضر لامتحان البكلوريا للصف الخامس العلمي فكنت اذهب الى حديقة أم الربيعين في كركوك (احدى مدن العراق الشمالية ) وهي الحديقة الوحيدة في مدينتنا آنذاك أرضها خضراء وحوافيها زرعت بالازهار والاشجار ...كان هناك العديد من الطلاب يجلسون فرادا او جماعات على مصطبات تحت ظلال الاشجار ...والحقيقة ان بلدية كركوك قد خصصت عاملين للاهتمام بالحديقة .
عمر العاملين في الثلاثينات ...كانا يشتغلان بحرص واخلاص الا انهما احيانا كثيرة يقطعان عملهما بالكلام بصوت عالي وكلامهما لامعنى له لانهما كانا جاهلين ...ولكن وجودهما يبعث بجو من المرح الى الجالسين واغلبهم من الطلاب في الصباح والعوائل في المساء .
يوم نيساني ربيعي جميل جلست على احدى تلك المصطبات الخشبية ..تعبت من القراءة , وضعت كتابي جانبا ..وانا اراقب الرجلين وآتساءل ..؟
ياترى ماذا أكون عندما ابلغ عمريهما وأين أكون وماهي وظيفتي ..؟
صاح احدهما واسمه حسين ..
- حميد ..لنتسابق ..
- كيف ..؟
- احملك من ساق تلك الشجرة على كتفي ويحسب هذا الشاب ( يقصدني انا ) ويحسب الشاب الزمن الذي أستغرقته لقطع المسافة , ثم يأتي دورك وهكذا نعرف من الفائز .
وطلب مني حساب الزمن ....
توجها نحو ساق الشجرة ..حمل حسين زميله حميد على كتفه وهو ينتظر الاشارة مني لبدء السباق ..
رفعت يدي عاليا لاعلان البداية ...بدأ حسين بالركض حتى وصل المصطبة التي كنت اجلس عليها وحين أراد وضع صاحبه على الارض ... فجأة هوا حميد وسقط على الارض بدون حراك ولا تنفس او صوت ....
وضع رأسه على صدره ليسمع ضربات قلبه ..فجأة صاح حسين ...لقد مات الرجل ...!!!
تركت المكان خلسة بعد ان تجمهر الناس ولم أذهب لأدرس في تلك الحديقة ....
بقلم الدكتور محمد فاتح رفيق