[size="5 "]
قصة عائلة ولكن ليس شرط ان تنطبق على الجميع وهي :

(تكونت أسرة أنور من خمسة أبناء وزوجته الحريصة عليه وعلى أطفالها وبيتها ...
الدخل الشهري للاسرة كان كافيا لكي تعيش الاسرة في رفاهية وبحبوحة ..هذه الثروة الفائضة أدت بالسيد أنور الى الانحراف عن جادة الصواب والسير خلف الملذات وغوايات الشيطان رغم تجاوزه الخمسين سنة من العمر وتجاوز عمر ابنه البكر الخمسة والعشرين عاما .
تمكن الشيطان من جره للارتباط بعلاقة محرمة مع أمراة مطلقة كانت تراجعه في محله , وكما نعلم ان الاخبار السيئة تنتقل بين الناس كانتشار النار في الهشيم فوصل الخبر الى زوجته .
قالت له ..
- الان فهمت لماذا أخرجتنا من كركوك وأجرت هذا البيت في هذه البلدة النائية ..هل هذه هي الحقيقة ..؟
- حبيبتي لكي نبتعد عن عيون الناس وحسدهم وبغضهم .
- ليس صحيحا ..فانك فعلت ذلك لتتفرغ لمحبوبتك وعلاقتك المشبوهة .
تظاهر بالغضب والاندهاش وقال لها ...
- ماهذا الكلام السخيف ..!
- بل هذه هي الحقيقة ياأفندي ..!
تكررت الاسئلة المحرجة بين يوم واخر حتى أذعن وأعترف بعلاقته فصاح بوجهها ..
- نعم انا على علاقة معها وسوف أتزوجها .
المرأة في مجتمعاتنا هي الخاسرة في هذه المواقف ولأن أنانية الرجال لاترحمهم ...
فاذا اصرت المرأة على موقفها فسوف تخسر العشرة والبيت والمصروف وربما الابناء وهكذا كان لابد ان ترضخ لأرادته .
تزوج أنور تلك المرأة التي فرضت نفسها على عقله ولكنها لم تكن تطيعه حيث تخرج من المنزل دون علمه ولا تكترث بمأكله وهندامه كما كانت تفعل الزوجة الاولى .. وكانت الزوجة الجديدة كثيرة الطلبات وتقضي معظم ساعات النهار في بيت أهلها المقابل لمسكنها .
بدأت الشكوك تساور أنور وأخذت الوساوس لاتفارق تفكيره ..خصوصا أن عمرها هو نصف عمره وجميلة ولعوب .
عاش أنور في دوامة من الكوابيس المفزعة وما يسمعه من شياطين الانس ..
يسأل نفسه ماهذه الورطة مع هذه المرأة ..لقد كنت مع الاولى أعيش بأمان وأحاطتني بالحب والحنان ولم أقلق ...
ولم أتلقى من هذه الزوجة الجديدة سوى القلق وعذاب الروح .
أخذت الوساوس السوداء تطارده أغلب ساعات النهار والكوابيس في الليل كلما كان يحاول أستجلاء مايسمع كانت ترد عليه بحدة وعدوانية .
كان يشعر وكأن عيون الناس ترصده وتراقبه وتعاتبه ..هذه الشكوك جعلته حائرا هائما على وجهه .
أكتشف ان هذه الزيجة بنيت على باطل وما بني على باطل فهو باطل ..فقرر ان يطلقها ..ولكن كيف ذلك وقد سجل الدار باسمها وله منها ولد .
أهمل عمله وأهتمامه بهندامه وأصدقائه وأعتاد ان يسكر كل ليلة وحتى في النهار وفي ليلة من ليالي الشتاء احتسى كمية كبيرة من الخمر في نادي المعلمين حتى ثمل وفقد السيطرة على تفكيره ومداركه ..عاد الى البيت وأطلق نار مسدسه على زوجته ووالدها وشقيقتها الصغرى فأرداهم قتلى غارقين بدمائهم ...
حكم عليه بالاعدام ...لم يتمكن المحامي الذي وكلته الزوجة الاولى من انقاذه من حبل المشنقة ..
أنتقلت الزوجة المخلصة الى دارها وتكفلت برعاية ابن ضرتها ..بعد ان فقدت زوجها .)
انتهى
بقلم الدكتور محمد فاتح رفيق

منقول
[/size]