لماذا يربى النعام ...

يوجد اليوم حوالي /800/ مليون نسمة في العالم عاجزين عن الحصول على الغذاء، وحوالي /200/ مليون طفل في أعمار دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الناتج عن نقص البروتين والسعرات الحرارية ، الأمر الذي قد يؤدي لإعاقة نموهم جسدياً وتخلفهم عقلياً.

وإن هذا العدد بازدياد مضطرد مع زيادة عدد السكان في العالم ومن المتوقع بحلول عام 2025 سوف يكون حوالي 2.6 مليار شخص بأمس الحاجة إلى الغذاء.

مما تقدم كان لابد من إيجاد مصدر غذائي جديد رديف لتربية الدواجن فكان الاهتمام في الآونة الأخيرة القيام بتربية طيور النعام في معظم أنحاء العالم والتي تبشر معدلات إنتاجه الحالية بميلاد صناعة النعام مع بداية القرن الجديد. وذلك لما يمتاز به طائر النعام من صفات إنتاجية متميزة ( لحم – جلد – ريش – بيض) وعوائد اقتصادية عالية، حيث يعتبر لحم النعام من اللحوم الحمراء التي تتميز باحتوائها على نسبة منخفضة من الدهون والكوليسترول والطاقة والألياف فهو غذاء صحي للأشخاص المصابين بأمراض القلب.

كما يمتاز جلد النعام بجودة عالية نظراً لمتانته ووجود بثرات (عقد الريش ) التي تميزه عن باقي الجلود الأخرى ويستخدم في صناعة الحقائب الجلدية والأحذية والأحزمة وغيرها، ويستخدم ريش النعام في صناعة الوسائد المنزلية والنفاضات لإزالة الغبار نظراً لما يتمتع به من خاصيته الكهرومغناطيسية كما يدخل في عمليات التزيين في المهرجانات.

ويستفاد من دهن النعام في صناعة المراهم الجلدية التجميلية ويستخدم كعلاج لمرض الروماتيزم. كما يستفاد من بيض النعام غير المخصب في صناعة الحلويات والكعك وغيرها من المعجنات أما البيض المفرغ يعتبر لوحة فنية للمبدعين والفنانين لوضع بصماتهم عليها من رسم ونحت وزخارف تمتع الأبصار.



أصل ومنشأ النعام:
ينتمي النعام لمجموعة الطيور التي لاتستطيع الطيران والتي تعرف بالطيور التي تستطيع العدو فقط . ويعتقد أن النعام عرف قبل حوالي 40 مليون سنة في منطقة البحر الأبيض المتوسط غرباً، والصين شرقاً ومنغوليا شمالاً وقد دلت الحفريات على وجود طائر النعام في القارة الآسيوية وشمال أفريقية. وقبل حوالي مليون سنة هاجرت قطعان من النعام مع بعض الثدييات عبر القارة الأفريقية جنوباً حيث يوجد الآن قطعان من النعام المتوحش في الصحراء الأفريقية في السودان ومصر وإثيوبيا والصومال والساحل الغربي للبحر الأحمر وكينيا وتنزانيا وكذلك في منطقة الجزيرة العربية .

ويعتقد أن الفراعنة في مصر هم أول من استأنس طيور النعام كما تدل على ذلك الآثار الفرعونية القديمة، هذا واتخذ الفراعنة من ريش النعام رمزاً للحقيقة والعدالة وكان كبار قادة الرومان والإغريق يزينون قبعاتهم بريش النعام كما أن العرب اصطادوا طيور النعام للرياضة وكمصدر للغذاء أطلقوا عليها طائر الجمل في حين اعتبرها الآشوريين حيواناً مقدساً، أما المحاربون من قبائل الزولو في جنوب أفريقيا كانوا يزينون أجسادهم بريش النعام وكانت الملكة إليزابيث الأولى أول امرأة تستعمل ريش النعام في زينة الشعر أما ماري أنطوانيت في فرنسا فهي أول من استخدم ريش النعام في الملابس.



الشكل العام للنعام وأنواعه:

يندرج النعام ضمن فصيلة آكلة العشب وهو طائر ليس لديه القدرة على الطيران ويعتبر طائراً صحراوياً مكيفاً للعيش في الصحراء، وهو من أكبر الطيور الموجودة على سطح الكرة الأرضية يعيش هذا الطائر لفترة 45-60 عاماً وقد يصل إلى 80 عاماً يتراوح عمره الإنتاجي مابين 35-40 سنة وتبلغ سرعته عند العدو بحدود 60كم/سا، وهو طائر رعوي يأكل الحشائش والخضراوات وفروع أوراق الأشجار والحبوب والفواكه والبرسيم والفصة كما أنه يأكل اللحوم مثل الديدان والسحالي والضفادع، كما أنه يلتهم ويبلع المعادن والأحجار والأخشاب الصغيرة ويشرب أي شيء يراه أمامه، يبلغ ارتفاعه حوالي 2.5 م ويبلغ وزنه بعمر ثلاث سنوات حوالي 100 كغ، ويتميز النعام بعينيه الجميلتين الواسعتين حيث يستطيع أن يرى من خلالهما لمسافات بعيدة وفي كافة الاتجاهات عدا الذي وراءه مباشرة وله جفن ثالث يحمي عينيه من العواصف الترابية ويجعله يتمتع بنوم هادئ جميل، كما أن سمعه حاد وقوي ولايضع رأسه في التراب (كما يشاع) بل يقرب أذنيه من سطح الأرض حتى يتعرف على موقع أعدائه ويسمع اقترابهم ووقع أقدامهم ويعتبر النعام جهاز إنذار مبكر في الحياة البرية لباقي الحيوانات كما أنه الطائر الوحيد الذي يملك إصبعين في قدمه، وأقدامه مناسبة تماماً للعدو ولحمل جسمها الكبير فعظام القدمين طويلة صلبة قوية وتوجد وسادة جلدية بأسفل قدم النعام تشبه الخف تساعده على المشي في الصحراء ويعتبر النعام صاحب أقوى ضربة (رفسة) قد تصل قوتها إلى (150-200) كغ وتكون رفسته للأمام فقط.



تصنف النعام:

تصنف النعام على النحو التالي :

شعبة الحبليات Phylum: Chora

صنف الطيور Class: Aves

رتبة Order: Struthioniformes

تحت رتبة Sub-order: Struthiones

عائلة Familiy: Strthionidae

النوع Species: Struthio Camellus

وينتمي النعام إلى مجموعة الRATITE وهي المجموعة التي تضم الطيور التي لا تطير مثل ( النعام – الإيمو – الرايا – الكيوي).

وللنعام ألوان مختلفة كل منها يمثل تحت نوع وهي :

أ‌- النعام الأفريقي أسود الرقبة : وهو ناتج عن التهجين بين النعام أحمر الرقبة وأزرق الرقبة ويكون الجلد في الذكور فاتح ولون الريش أسود غامق مع وجود ريش أبيض بينما يكون لون الريش في الأنثى رمادي مشوب باللون البني ، تبدأ الأنثى بوضع البيض بعمر 18-24 شهر ويكون الذكر جاهزاً للتلقيح بعمر 30 شهر تضع الأنثى بحدود 60-100 بيضة في الموسم.

ب‌-النعام أحمر الرقبة : يكون لون جلد الفخذ والرقبة بالذكور أبيض مصفر وفي موسم التزاوج يتحول اللون إلى الأحمر الفاتح بينما يبقى لون جلد الأنثى أبيض مصفر لايتحول لأحمر ، ويعيش هذا النوع أساساً شرقي افريقيا. تبدأ الأنثى بوضع البيض بعمر 48 شهراً ويكون الذكر جاهزاً للتلقيح بعم 60 شهراً تضع الأنثى بحدود 15 بيضة في الموسم.

ت‌-النعام أزرق الرقبة: يكون لون جلد الفخذ والرقبة بالذكور أزرق رمادي وفي موسم التزاوج يتحول لون جلد الساق في الذكور إلى اللون الأحمر ولون جلد الأنثى رمادي مزرق باستمرار ويعيش هذا النوع في شمال وغربي جنوب أفريقيا. تبدأ الأنثى بوضع البيض بعمر 36 شهراً ويكون الذكر جاهزاً للتلقيح بعد 48 شهر تضع الأنثى بحدود 30-60 بيضة في الموسم.



-يتبع-