(المستقلة)…  طمأن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الغرب يوم الأربعاء بأن بلاده لا تمول الدولة الاسلامية في سوريا والعراق وأبلغ ألمانيا بأن المتشددين يعرضون للخطر أمن الدولة الخليجية. وكان وزير ألماني قد اتهم قطر الشهر الماضي بتمويل متشددي الدولة الاسلامية في حين عبرت الولايات المتحدة عن القلق تجاه التمويل القادم من دول عربية رغم أن الدوحة وعدت بدعم الجهود التي تقودها واشنطن لمكافحة الدولة الاسلامية. وقال الأمير خلال مؤتمر صحفي مع ميركل إن ما يحدث في العراق وسوريا هو تطرف وإن المنظمات التي تقوم بذلك تحصل على تمويل من الخارج لكن قطر لم ولن تدعم هذه المنظمات مطلقا. من جانبها قالت ميركل إن الأمير أكد لها أن أمن بلاده ايضا معرض للخطر في المعركة ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية وإنه “لا يوجد سبب لديها لكي لا تصدق ما قاله الأمير.” وتواجه قطر منذ فترة طويلة انتقادات من عدة دول بينها دول خليجية عربية مجاورة لاستخدام ثروتها الضخمة من الغاز والنفط لدعم الاسلاميين في المنطقة. وقال وزير التنمية الألماني جيرد مولر الشهر الماضي إن قطر هي “الكلمة المفتاح” فيما يتعلق بتمويل الدولة الاسلامية. واضطرت برلين فيما بعد للاعتذار للدوحة. وتحركت قطر هذا الأسبوع لاعادة تنظيم المعونات الخيرية لتبديد بواعث القلق الخاصة بالتمويل وكانت الأسبوع الماضي واحدة من عشر دول عربية وافقت على اتخاذ مزيد من الاجراءات لوقف تدفق الأموال على مقاتلي الدولة الاسلامية في خطوة رحبت بها ميركل. واجتمع عدد من رؤساء الشركات الألمان والقطريين أيضا في برلين وقالت ميركل إن ألمانيا صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا تقدر أن “قطر مستثمر استراتيجي” يتبع اسلوبا طويل المدى. ويمتلك رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني حصة في مصرف دويتش بانك وتمتلك قطر حصة بنسبة 17 في المئة في فولكس فاجن وطلبت شركة الطيران القطرية من شركة إيرباص الفرنسية الألمانية تزويدها بعدد من طائرات الركاب العملاقة من طراز إيه 380. وقالت ميركل إنها تأمل في زيادة التعاون في مجال الطاقة حيث تم اتخاذ “خطوات أولية” بالفعل في مجال الغاز الطبيعي المسال. ومن المقرر أن يلتقي الأمير أيضا مع رؤساء شركات ألمان ووزير الاقتصاد الألماني سيجمار جابرييل المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي والذي عرقل هذا العام مبيعات اسلحة لقطر بسبب القلق من دعمها لجماعات اسلامية متشددة. وتسبب ذلك في تعليق طلب قطري للحصول على صفقة صواريخ مضادة للدبابات من فرنسا لحاجتها لقطع غيار من ألمانيا منعت برلين تصديرها. وكان ذلك تغيرا في الموقف عما فعله ائتلاف يمين الوسط السابق بزعامة ميركل الذي سمح ببيع 62 دبابة لقطر. وتطرقت ميركل بصفتها مستشارة البلد الفائز بكأس العالم الأخيرة لكرة القدم إلى ما أثير في تقارير وسائل الإعلام عن ظروف العمل السيئة والحوادث المميتة بين آلاف العمال الأجانب الذين يعملون في مشروعات استعدادا لكأس العالم عام 2022 الذي تستضيفه قطر. وقالت ميركل “أوضحت بجلاء أننا نريد ظروفا أفضل للعمال الضيوف في إحدى أغنى الدول … أبلغني الأمير أن الأمور ستتغير وسوف يتعاملون مع الانتقادات.” (النهاية)

أكثر...