قصائد ابن ربيعة في أمراء المنتفق (آل سعدون).

مقدمة :

نذكر في هذا الموضوع قصائد الشاعر النبطي المعروف عبدالله بن ربيعة في آل سعدون امراء قبائل امارة المنتفق , يسبقها نبذه بسيطة عن الشاعر وعن امارة المنتفق وعن آل سعدون وفي ختام الموضوع بعض النصوص التاريخية عن أسرة آل سعدون وامارة المنتفق (1530م – 1918م).

نبذه مختصره:


عبد الله بن ربيعة: ولد الشاعر عبد الله بن ربيعه في الزبير، وتوفي فيها سنة 1273هـ، وهو من آل وطبان المعروفين في الزبير، وهم أبناء عم آل سعود.
وابن ربيعه من كبار شعراء النبط في الجزيرة العربية وله مدائح في آل سعدون أمراء وحكام أمارة المنتفق .

امارة المنتفق: كانت دولة تضم معظم قبائل وعشائر جنوب ووسط العراق حضر وبادية, سنة وشيعة , وتضم مسلمين وغير مسلمين (الصابئة واليهود والمسيحيين في جنوب العراق). والأسرة الحاكمة لها هي أسرة السعدون. وقد أسسها جدهم الشريف حسن بن مانع عام 1530م وسقطت كدولة في الحرب العالمية الأولى 1918م.


أسرة السعدون: حكام وأمراء قبائل امارة المنتفق تاريخيا وشيوخ قبائل المنتفق حاليا , ينتسبون للأشراف وتحديد لأمراء المدينة المنورة لأكثر من خمس قرون (آل مهنا) , وقد أسس جد الأسرة (الشريف حسن بن مانع) امارة المنتفق عام 1530م , وقد كانت أسرة السعدون تعرف بآل شبيب نسبة الى الأمير شبيب بن الشريف حسن وقد تغير الاسم الى آل سعدون بعد منتصف القرن الثالث عشر الهجري وهو نسبة الى الأمير سعدون بن محمد المقتول من الدولة العثمانية عام 1742م ونسبه هو :


الأمير سعدون (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الأمير محمد (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير مانع الثاني(شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير شبيب الثاني(شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الامير ما نع الاول (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الاميرشبيب الاول (شيخ مشايخ قبائل امارة المنتفق) بن الشريف حسن( مؤسس امارة المنتفق) بن الشريف مانع بن مالك بن سعدون الأول بن إبراهيم (أحمر العينين) بن الامير كبش (امير المدينة المنورة) بن الامير منصور (امير المدينة المنورة) بن الامير جماز (امير المدينة المنورة + امير مكة المكرمة 687هـ) بن الامير شيحة (امير المدينة المنورة+امير مكة المكرمة عام 637هـ) بن الامير هاشم (امير المدينة المنورة) بن الامير قاسم (أبو فليته) (امير المدينة المنورة+ امير مكة عام 571هـ) بن الامير مهنا الاعرج (امير المدينة المنورة) بن الامير الحسين (شهاب الدين ) (امير المدينة المنورة) بن الامير مهنا الأكبر ( أبو عمارة ) (امير المدينة المنورة) بن الامير داود (أبو هاشم ) (امير المدينة المنورة) بن الامير القاسم (امير المدينة المنورة) بن الامير عبيد الله (امير المدينة المنورة+ امير العقيق) بن طاهر بن يحي النسابة بن الحسن بن جعفر ( الحجة ) بن عبيد الله ( الاعرج ) بن الحسين (الأصغر) بن علي (زين العابدين) بن الحسين - رضي الله عنه - ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –.




وقد أسست أسرة السعدون العديد من المدن في العراق وأهمها:

1- مدينة الناصرية: بناها الأمير ناصر السعدون وهي رابع أكبر مدينة في العراق حاليا. وقد بنيت على طراز حديث خططه المهندس البلجيكي جولس تيلي. وهي من مفاخر آل سعدون التاريخية.

2- سوق الشيوخ : كانت عاصمة لامارة المنتفق لمايقارب من مائة عام, وقد أسسها الأمير ثويني بن عبد الله أحد أشهر حكام المنتفق تاريخيا, وجعلها مدينة اقتصادية للقبائل في جنوب العراق وشمال ووسط الجزيرة العربية ، وقد كانت أسرة السعدون تسيطر بها اقتصاديا على تجارة القبائل في المنطقة.أما لفظة الشيوخ فهي نسبة إلى آل شبيب (الاسم القديم لآل سعدون) الذين سرعان ما تملكوا البساتين في المنطقة، وأقاموا فيها خلال أشهر الصيف. يذكر الدكتور حميد حمد السعدون في كتابه: امارة المنتفق وأثرها في تاريخ العراق والمنطقة الأقليمية، ص: 288 (((كما كانت مدينة سوق الشيوخ، تشهد طيلة أيام السنة, نشاطا تجاريا واسعا, مستفيدة بذلك من اطلالتها على نهر الفرات ومرور السفن فيه للتبادل التجاري، حيث كانت المنتفق تصدر أو يشترى من أسواقها الحبوب، كالأرز والشعير والذرة, وكذلك الملبوسات وأنواع الأقمشة, خصوصا من قبائل البدو, وبنفس الوقت فهي مفتوحة لكل مصدر لها من قبل الأسواق أسواق البصرة أو بغداد. وكانت سوق الشيوخ ومن بعدها الناصرية والخميسية، المراكز الأساسية لتموين ديار شمال نجد حيث كانت القبائل تترى عليها لشراء ماتحتاجه وترغب باقتنائه حتى في موضوع شراءالسلاح. بحيث كانت "الديرة" المخزن الأساسي لقبائل شمال نجد وحائل.)))

القصائد:

يمدح ابن ربيعة آل محمد بن ثامر السعدون من قصيدة طويلة :

الراية البيضا لاهل نيّة الخير ما دامت العينين ترعى السمارة
بيت السلف بيت الخلف والمظاهير بيتٍ عمار المنتفق من عماره
بيت الرعايا و الهفايا المقاصير بيتٍ سلاطين العرب من حراره
بيتٍ بناشيهم علامة عن الغير ما لجلجت عينيه بخدار جاره
بيتٍ لهم ورد الرياسة بتصدير حلوين، علقم للذي به مرارة
بيت الندى بيت الغنى للمعاسير بيت الرياسة والحكم والوزارة
بيتٍ تقصّده الهلاكا من النير الله يدمر من سعى في دماره
بيت المحمد من تزبّنته صْغير ما لي سواهم يعلم الله تجارة






وله قصيده تعد من خير ما قيل في الرثاء وهي مرثيته في وفاة الأمير بندر بن محمد السعدون (أمير قبائل امارة المنتفق) المتوفى سنة 1264هـ، ويقول فيها:


جوديةٍ شلت عن الزور وحوار أقفوا بها كدغٍ عن احوارها زور
إن يمموها سهيل.. للجدي تندار فاضت عن البجسة ترزم لجافور
ما وجدها وجدي, وعلام الاسرار لا شك لا حيله إلى حل مقدور
عيني تنام و(بندرٍ) باظلم الغار أستغفر الله ما ترى واضح النور
عليه دمعي جانح الليل مدرار والقلب كنه من لظى النار مسعور
يا عاذلي كنك تبي دين وجوار يا يوم علمه ما عدا نفخة الصور
ليت الحوادث سلهمت عنه مقدار تقضي حسافاتٍ يولجن بصدور
عين الزمان اشهد من طار للطار بالعشر من شوال الف لها دور
مرحوم يا نارٍ على ضلع سنجار يفرح به الساري من الشام للطور
منى عليك اليا تناسوه تكرار مرحوم يا سربال جاره عن الجور
ما بات ليل الا وعينه على الجار مرحوم يا ثاوي على كفة الهور
كنه عجل.. لكن إلى امعنت صبار سباق لاجناسه ولو كان مجهور
فالى اصطفق دنق, وبالحال يندار تلقي العواقب منه نور على نور
وان هدهد الوسمي ونبت الحجر فار واضحى سليم الطير بالقفر مسرور
وش عاد نظهر له من الشط لقفار والشيخ خلف اعقابنا بات مقبور
حرٍ يطخ الخرب بالقاع وان طار راحت عليه من الجناحين مكسور
يمضي الشهر وانا بتكرار تذكار والمستعان الله الى هل عاشور
يا ركب قوموا يوم الاثنين نشار مرواحكم قصر الطفيليل مشهور
المنتخي في نادي السر واجهار والى تعلى فوقها ضاري الزور
فاعوس من في هامته زوم واصطار قاسي بلين وتارةٍ حلو ممرور
سور الذليل ان طنب ارغاه هدار فارس الى لز الحقب مبطن الزور
يا مسترق هاك الغرض يدك والحار ما هي حكايا قهقر اخطاك حيذور
الدار جاها حامي الشان بيطار عادل غشوم احنف زمانه وسابور
اقصر لها عن ملحق الثار بالثار ومضربٍ غوجه على كل محذور
دون العلا خوض المنايا والاخطار غنى عليها مبهم الراي والشور
حرٍ من العطشان هاك السنة طار واهوى كما نجمٍ من الجو مامور
الحر خلف مبهم الراي شفار ريش الجوارح بين كفيه منشور
ذا قول من كوبر وهو غوشه صغار وان راوز للمرقاب تلوه بحدور
والشعر ماني له, ولا هوب لي كار واسلم ودم باقي وبالخير مذكور



ولابن ربيعة من قصيدة طويلة يمدح الأمير ماجد بن حمود السعدون(أمير قبائل امارة المنتفق1832م-1833م) :

عنهم ألوذ بدار عطب المصايد حرٍّ هوى طلعه ليوم المزاريد
شيخٍ يرى جزل العطايا زهايد عين القراح ان رشّحوا بالمقاصيد
عنوى لحمّاي المقاديم مايد مرخي عنان سلالته للبواريد
راعي البويضا للملابيس قايد إن ثار من عجّ السبايا عواميد
سور المريب ان فرّعنّ الخرايد يوم الوغى من دون الايام له عيد
وان حلّ بين اللابتين الفقايد باع العزيزة ماجد الذكر بزهيد


ولابن ربيعة يمدح الأمير عجيل بن محمد السعدون (أمير قبائل امارة المنتفق1826م-1832م):


حرٍّ من العطشان يوم ادرج الحوم وادوى غدت خرّام عقبان لينة
هجيج سلطان السويطي عدا الكوم والشمّري للشام يلبق ظعينه
صاحوا علف، واشرف على راس مفهوم متحريٍّ يظهر من الشرق عينه
أحدب أخو كيسه بعسماه مقصوم ثمٍّ دهش، والحق صقر ف يمينه
قوطر فهد يلكد، وعباس من يوم متسلّفٍ قبلٍ مشاوير قينه
شبه العقاب اللي هوى البحر منهوم شبّهت طايحهم عقاريق طينة
هذي عوايد من تنزه عن اللوم واللي بقى منهم تنكّس رهينه
سنجار مانع، والوعد عدوته يوم نيّر بها الديّان بلحوق دينه
حرّم على من حاربه لذة النوم لو من ورا الشطين بينه وبينه
يا ذيب ياللي ضاويٍ تسجم سجوم ذبّ العوا لذيابةٍ بالدفينة
قل له عجيل احيى ربيعك بلملوم والذيب الاخر بالنصيّة قطينه
مبهم بريم الراي نقّاض مبروم يفداه من شوفات قلبه بعينه
ملجم عصا الأوما، وفكّاك ملجوم عجيل كسّاب الثنا والسمينة
من الشام للشنبل لسنجار للروم ومنين ما تومي رعاياه أمينة
عليه من كون المقيّر إلى اليوم متقلّدٍ قلب النعامة قرينه
ما قال نظهر به من الهور لحزوم لى عاد مجمول الحلا دافنينه
يقول لو فزنا بلازم وملزوم عدوّنا بحرابنا مأدّبينه
علق بكفٍّ صايدٍ دايمٍ دوم صيده شياهين التلاع الحصينة
محيي ل (كبش الهاشمي) سالف رسوم لا زال كسّاب المعالي بحينه
المدح في غيره خسارة ومذموم ونشر الثنا يهدى لمن هو يزينه
تلقى على اللومان جثياهم رجوم ومنداتهم تجذب عليها عطينه
حامي جوانب ساحته من عنا الروم حاوي خصال الحمد دنيا ودينه
واسلم ودم ما قوطر الركب بيموم عقب الحجيج لساكنٍ بالمدينة


ولابن ربيعة أيضاً يمدح الأمير بندر بن محمد السعدون(أمير قبائل امارة المنتفق1842م-1847م):

خذ ما تراه، وخلّ عنك التماني يا قلب ياللي لك عن الرشد شاطون
بسّ العنا يا قلب شانك وشاني علام ما ترفق بحالي على الهون؟
اللي كتب لو ما لقيته لقاني آمنت باللي قدّره والي الكون
ما زان من ذا الأوليّات شاني بان الصحيح اقصر لها و ارع من دون
الرابح اللي ما تنا هالمتاني يا ليتني في مسجد السيف مدفون
وايّاك من صدٍّ وفرقة اخواني ياللي الخلف عقبه هواجيس وظنون
متخلّفٍ عقب المعزّة هواني ومتبدّلٍ عن شوفة الزوم بالدون
زانت لابو وجهين في ذا الزماني واشوفها راحت على كلّ مامون
والحرّ دنّق ناظره تقل زاني والشقلباني هافي الجدّ ملسون
رجمٍ تشوفه بالمتاييه باني لا ترتجي منه المعزّة، ولا العون
باعوا عريب الساس ما به مثاني فيه الزغل يُشرى، وشاريه مغبون
وافي السجايا عندهم ما يعاني والبرّ يحظى فيه ناهق وبزّون
بالملزمة لا عان من لا يعاني ولا عاش من لا شام، والرزق مضمون
هذا، ويا ركبٍ تقلّل بثاني روحوا عساكم مكرم الضيف تلفون
شيخٍ شرى بالسمت ذرب المعاني ومنزّهٍ عينيه عن شوفة الدون
كهف المخيف، وريف من جاه عاني سيباية (المنشا) حماهم ضحى الكون
بندر إلى لزّ الحقب للبطاني محيي فعال (الشيخ ثامر، وسعدون)
يوم الرخا ذبّاح حيلٍ سماني ويوم الوغى تلقاه طاعن ومطعون
علقم عسل أبكم فصيح اللساني مبهم بريم الراي شاطن ومشطون
ذل الخصيم، وعقبه عزٍّ وداني قل عشت يا قبس المقاريع وحصون
ياللي رقى تل النقا والمباني يا ميمرٍ تتلاه الاسلاف وظعون
قلبك دليلك بيننا ترجماني أراك ما تنشد عن احوال مرهون
خير الثنا يبقى، وراعيه فاني اسلم، وضدك ريّح الكف وسكون


ولابن ربيعة أيضاً يمدح الأمير بندر بن محمد السعدون (أمير قبائل امارة المنتفق1842م-1847م) :

وانا بعيطا عن جبل كلّ غاطي متذرّيٍ عن واهج القيظ وشباط
شيخٍ نشا كفّه لحيّه قلاطي والبطن منها للمحاويج صفّاط
بحرٍ على واعين الاذهان حاطي ملقاه يودع واضح القلب غلاط
طرق الخطر وانحى صديقه يواطي مودع ثقيل الراس بالرسن روّاط
كم عين بو سبعٍ نحيفٍ سباطي أسبل، وعاف الخبط من خوف خبّاط
بندر إلى ادمى أشهب الريش ساطي راحت جميع احرارها عنه شطاط
خيّالهم يوم السبايا ملاطي ورجّالهم عند الملاقاة قلاّط
ان سلم لي هو كيفتي وانبساطي وصلّوا على من خصّه الله ببساط


ولابن ربيعة أيضاً يمدح الأمير بندر بن محمد السعدون (أمير قبائل امارة المنتفق1842م-1847م) :

منّي لمن سنّ القطيعة سلاما ودّوه له ياللي تمدّون بكتاب
سلام مفجوعٍ طواه الهياما وازرى الولع به بين قومه والاجناب
هنيّكم جنح الدجى يا نياما عيني لها عن لذة النومة حجاب
إلى سمعت مغرّدات الحماما صكّ الهوى بيني وبين الحيا باب
أوري الجلد، ودموع عيني تهاما من لاهبٍ لو هو بصمّ الصفا ذاب
القلب منّي للمصلّي يماما واللي بقى بالريف صورة والاسلاب
من نجد ما جا من يردّ العلاما يا من يعلّلني، ولو كان كذّاب
يا ركب قوموا فوق هجنٍ هماما دواربٍ شروى المحاحيل هرّاب
لى طاب للهلباج حلو المناما أنا اشهد انّ الهرج باكوارهن طاب
يشدنّ زول مذيّرات النعاما ساعة توامى بالمطاليق غيّاب
ما قل دل، وكبّ باقي الكلاما والوصف ما يخفى فهيمين الالباب
يا ركب، وان جيتوا منازل دهاما ينبي لكم من ناعس الطرف نبّاب
إن سايلوا عنّي، وبان الملاما تعذّروا لي يا عريبين الانساب
قولوا عليه الشهر بالريف عاما وان دار حوله قيل حدر الثرى غاب
بين الرجا قولوا، وبين الحماما لا هو ب حول الما، ولا هو لجذّاب
قال الطبيب اش تشتهي قلت لاما عجّاب لعّابٍ ورا نايف هضاب
أفكر، وقال دواك حدر اللثاما قلت اي نعم من ريق معسول الانياب
هو ريف قلبي عنه ما لي مقاما لولا عريب الجدّ قطّاع الارقاب
ما دام لي بالريف ريف اليتامى ما نجد عندي واريش العين بحساب
إن قيل من هو قلت وافي الذماما حيدٍ ربع بالحمل ما شقّ له ناب
أنا دخيل عنان مغني العداما ومن مسنده مثله أجل عنك ما خاب
بندر إلى لزّ الحقب للحزاما ذخري إلى باروا عديمين الاصحاب
عيده إلى ثار الغبا والكتاما سور المريب ان برقع الشمس جلباب
حرٍّ إلى رفّت سبوقه وحاما نلت القرى من ضرب كفّه ومخلاب
غيث الندى ليث الوغى ما يهاما حمّاي زمل مخدّراتٍ بالاكتاب
فرزٍ طفح شوفه لصيد النشاما يرجى العلف من جوف شرواه وعقاب
إن جيت له يلقاك ملقى ابتساما وياما عطى من سابقٍ ذكرها طاب
خير الثنا يبقى، ويفنى الجهاما ولا عاش من يقرع على غيرهم باب
وصلاة ربي عدّ وبل الغماما على نبيٍّ خصّه الله بكتاب




وقال ابن ربيعة يمدح الأمير صالح بن عيسى السعدون (أمير قبائل امارة المنتفق1855م-1856م) :

با لله يا ركبٍ تقلل هميما عوجوا رقاب الهجن يا ركب لمقيم
لابن الكرام الهاشمي الكريما يا ركب روحوا بالتحية وتسليم
سلام من طي الخوافي سليما ما خاشره نوع الريا التواهيم
عين العديم اليا دهاه المظيما حامي جوانب ساحته والملازيم
قالوا حراش وقلت شايك صريما علقم عسل مامون ضاري إلى ضيم
للملتجي ظل ظليل ونعيما وللمعتدي نيران حربه مضاريم
هذا الفحل واجد افحول الحريما الفحل من يلقح برايه معاقيم
مرهم كسر عانيه سم الخصيما صافي كدر بالجاذية خشن ونعيم
ريض عجل سفاك طفق وحليما خيالها رجالها بالملازيم
فالى اعتلى حس التفق والرزيما لاذن خفرات (الموانع) بصمصيم
فان قيل من هو قلت هداج تيما عد قراحٍ مرتكي للدواهيم
يا ناشدي ما هو خفي لا تعيما مفهوم (ابو فرحان) من غير تفهيم
ما باق غراته جليس ونديما مقعد ازناد المرجلة للمواليم
زبن العديم ان كان قل العديما المبتسم يوم الرزايا مناظيم
هذاك ابو فرحان عوق الخصيما فاعوس من في هامته زود تصميم
إن كان ما طبع المراجل رسيما الطبع يسبق ما تفيد التعاليم
ضراب دار اعداه لو هو مقيما مسهر نواظرهم وهو بالحرم نيم
دون العلا يا هيه مظماة هيما ما هو بخط الما طريق البراهيم
فالى تغيشم لا تظنه غشيما مخلف ظنون اهل الفهم بالتناجيم
(صالح) إلى لز الحقب للبريما حامي جوانب دار (منشا) عن الضيم
بيت الندى وبضاعتي من قديما بيت الرجا بيت الغنا للمعاديم
بيتٍ لعله للعرب مستقيما آمين قولوها معي بالخواتيم
ذا قول ضيفٍ بات قدره حشيما في ضف سلطان العرب طيب الخيم
لا وافدٍ والله بحالي عليما ولا شاعر يبغي العطا بالمناظيم
اثني على بيت المحمد قديما سقاه من وبل الحيا هاتف الديم
واهدي على خير البرايا الكريما نبينا الهادي صلاةٍ وتسليم


وقال ابن ربيعة في مخاطبة الأمير فيصل بن حمود بن ثامر السعدون (أمير قبائل امارة المنتفق1833م"ستة أشهر") :

من حايرٍ ياوي عدوّه لحاله بين الجلا والعسر والكبر وعيال
متسمّتٍ يوري الجلد والجمالة ومسمّرٍ بين التماني والآمال
عن هاجسه والزود قصرت حباله بايع حياته من قصا الوقت بخلال
هذي ثلاث سنين ما انساح باله مهما شبا جرف الرجا طاح بالجال
يطنا ومهما شاف لجّة عياله ذبّ الطنا من هامة الراس بنعال
يتلي الظعن حافي ولا له زمالة وا شيب عينينه إلى سرب اللال
يا مبلّغٍ ريف المقاوي رسالة عودٍ بها: ينخاك يا حامي التال
يا ولد من كلٍ قصر عن فعاله ما مات من خلّف لنا شبل الاشبال
ما انت ب صغير السن بك قول ذا له أوي والله يا هل الخيل خيّال
يذكر فريدٍ ذابه الدهر ما له عونٍ سوى الله ثم رجواك للحال
رجوى الحواله كلّفتنا جمالة العام من شوّالٍ لي دور شوال
بين الكويت وبين نازح شماله حفيت ركابي بين الاقفا والاقبال
يالخال شوفات القطيعة جرى له تقطع رحمك بشور من لا لهم تال
جالي شمال وجيت أرجى نواله خالك لقى بطوالة الخيل خيّال
حاشاك يا من ريف عيني نواله تبيعني في راي حاسد وعذّال
كان النزيل بساحتك له نزالة إلى شبا سلمى صعد عالي العال
بين الرحم بين اللحم والثنا له متوسطٍ ما لك على الخال مدخال
لايذ بشهلولٍ عن الضيم جاله ريف وذرى من هو للاثقال حمّال
عندي إلى كلٍ ترهّى بماله ذخيرتي (فيصل) إلى كمّل المال
واسلم ودم وختامها بالجمالة بس الثنا يبقى وما شفت زوّال


وروي أن الشاعر عبد الله بن ربيعة لم يكن على وفاق مع ناصر (باشا) السعدون(أمير قبائل امارة المنتفق"1866م-1874م" ووالي البصرة والأحساء من قبل الدولة العثمانية) ، وفي إحدى السنوات دخل ناصر البصرة بعد أن انتصر في إحدى معاركه برجال لا يتجاوز عددهم المائة، فبعث له ابن ربيعة هذا الموال مهنئاً:

فتل حبله و حبل عداه فاله
وشكخ في قلوب عداه فاله
وطا الحال، وصار الرشد فاله
طفا الماي من طوفان ميّة

ومن قصائد ابن ربيعة المتعلقة بآل سعدون أبيات كتبها بعد عودته من الرياض وافداً على ابن عمه الإمام تركي بن عبد الله آل سعود، فمنحه فرساً عربية أصيلة من إسطبله الشهير، ولكن ابن ربيعة كان يمني نفسه بما هو أكثر، وقبيل مغادرته الرياض جاءه من يخبره بمولد صبي للإمام، فمنح البشير الفرس، وعاد إلى الزبير خالي الوفاض، وفي طريق عودته قال ابن ربيعة هذه الأبيات:

متى تعود بنا الركايب على خير؟ متنحّراتٍ للجدي والمباري
وش دلني درب الصفرّات والبير؟ يا بايعٍ روحه على غير شاري
ليتني بعيدٍ ما تقرّبت لسدير في ديرة (السعدون) عقب المحاري
ف قفايتي قالوا هلي: يا مسافير وبقبالتي قالوا هلي: يا وجاري
ماخوذ يا ماخوذ شفت المناكير ليتٍ هربنا في ظلام الغداري



بعض الاقوال في اسرة السعدون وامارة المنتفق من 1530م إلى 1918 م:


لم تظهر على مسرح الحوادث في تاريخ العراق الحديث أسرة نبيلة تولت الامارة، وتحكمت في مقدرات العراق ومصائره دهرا طويلا من الزمن مثل أسره السعدون المعروفة.فقد بسطت نفوذها على القسم الأعظم من العراق الجنوبي مدة تناهز الأربع مئة سنة، وتولى شيخة قبائل المنتفك وإمارتها ما يزيد على العشرين شيخا من أبنائها البارزين .



وقد كانت هذه الأسرة العربية الكريمة أول من بعث الفكرة العربية من مرقدها في العراق الحديث ،وحمل راية النضال من أجلها بالدم والحديد في وجه الأتراك والايرانين،بعد أن دثرت وانطمست مآثرها على أيدي المغول الأثيمة. والحق أن تاريخ العثمانيين في العراق ،خلال الحقبة الطويلة التي حكموا فيها ، كان تاريخا حافلا بالغزوات والحملات التي كان يجردها الباشوات المتعاقبون في بغداد لتأديب الثائرين من آل سعدون في الجنوب والمتمردين من آل بابان في الشمال . وان دل هذا على شي فانه يدل على أن العنصرين الكبيرين الذين يتألف منهما العراق في يومنا هذا كانا يقفان أبدا ودوما في وجه الحكم الأجنبي والتسلط الغريب.




وقد كان العثمانيون يشعرون بثقل العبء الملقي على عاتقهم في هذا الشان ، ولذلك كان تصرفا تهم وخططهم التي رسمت خلال مدة حكمهم كلها ،ولا سيما في عهودهم الأخيرة ،تستهدف ضعضعة الأسرة السعدونية القوية والقضاء عليها بالحركات العسكرية والتدابير الادارية ،والعمل على انقسامها فيما بينها .






(جعفر الخياط - صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة)





ليس بخاف على من له اطلاع على تاريخ آل سعدون ، ذوي الشرف الباذخ والعز الأثيل أنهم جعلوا من (اتحاد) المنتفق قدوة للعشائر والقبائل ، حاربوا به العثمانيين والفرس وأنزلزا بهم الهزائم ...




(يعقوب سركيس - مباحث عراقية -ق 3)






آل السعدون أصلهم من الحجاز فقد هاجروا الى العراق في أوائل القرن العاشر وحكموا المنتفق , وهم ينتسبون الى جدهم الأعلى سعدون بن الشريف محمد وينتهي نسبهم الى الأمام علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-....كانت لهم امارة انتشرت رقعتها ونفوذها حتى اصطدمت هي والنفوذ العثماني مرات عديدة... ومن أطرف مايذكر عن آل السعدون أنهم أول من فكر في تأسيس حكومة عربية تعيد مجد العرب, ولآل السعدون فضل في رد الفرس عن العراق أكثر من مرة, كما حارب آل السعدون الأحتلال الانكليزي بقيادة أعجمي السعدون .... وآل السعدون كانت لهم أمارة كبيرة تضم السماوة والمنتفق وأبو الخصيب والعمارة والبصرة .



(القبائل والبيوتات الهاشمية في العراق) لمؤلفه : يونس الشيخ ابراهيم السامرائي.




آل سعدون هم عائلة شريفة هبطت العراق في أوائل القرن العاشر للهجرة وأسسوا فيه إمارة كبرى دامت أربعمائة سنة تقريباً وقد تولى المشيخة منهم شيوخ كثيرون. وهم قوم يرجعون بأنفسهم إلى الحجاز وبأنسابهم إلى أشارف الحجاز وأمرائه فهم قرشيون هاشميون علويون.




(تاريخ السعدون - المؤرخ عبدالله الناصر)






فان المنطقة الممتدة من القرنة الى الناصرية , ومافيها من مستنقعات وأهوار الشلب وبساتين النخيل والبادية , تسكنها الآن حوالي خمسين قبيلة ذات أصل مختلف كانت كل منها تؤلف في وقت من الأوقات جزءا من مجموعة قبائل المنتفك في ظل الأسرة الحجازية الجبارة, أسرة السعدون.



(المس بيل - فصول من تاريخ العراق القريب)






مامن قبيلة عراقية تضاهي المنتفق في الأهمية ولا عائلة شيوخ تضاهي عائلة سعدون - شبيب التي أسست في أواخر القرن السابع عشر مملكة المنتفق على الفرات الأدنى والتي جلبت في الحرب العالمية الأولى - عندما كانت تلك المملكة قد سقطت - لاسم المنتفق الفخر والاعتزاز مرة أخرى.





(ماكس فرايهير فون أوبنهايم - البدو ج3 )








لقد أستطاع الشريف حسن , ومن بعده أبنائه واحفاده , من انشاء أتحاد عشائري ضخم سمي " المنتفق " أو " المنتفج " تحت رئاسة وقيادة آل سعدون , أستمر حتى أيام مدحت باشا سنة 1871 مستقلا يتمتع بنفوذ ذاتي لا علاقة له تقريبا بالحكم العثماني أن النزعة الأستقلالية لعموم العراق لم تكن خافية على أحد , ولم يكن آل سعدون يترددون من الأعلان عن عزمهم على تحقيق استقلال العراق . رغم أن الظروف والضرورة ألجأت بعض القادة من آل سعدون إلى التعامل مع السلطات العثمانية في اطار من التعاون والتحالف للقيام ببعض المهمات العسكرية المشتركة.




(حليم حسن الأعرجي - كتاب (آل الأعرجي _أحفاد عبيدالله الأعرج).)




فمن أجل عشائرها عشيرة المنتفك – وهي ذات كثرة وتفرع الى عدة قبائل , فمن قبائلها : بنو مالك , والأجود , وبنوسعيد , وبنو ركاب , والخفاجة , والطوينات , والشويلات , والطوكبة , والبدور , والشريفات , والجمعيات , والماجد وآل صالح , والزهيرية , وشمر الزوابع , وشمر العبيدات وبنو سكين , وبنو تميم , والسليمات , والعيايشة , والبراجقة , والغزيوي , والعوينات , والفضيلة , وبنو نهد , وعبوده , والمجاوعة , وخرسان , وأمارة وربيعة , وكويش , وسراج , وآل دراج . وغير ذلك من القبيلة الكثيرة التي يطول بيانها . وكذا في جهة الغراف قبائل كثيرة للمنتفك يطول بيانها . وأنما اقتصرنا على بعضها ليعرف عظم عشائر المنتفك وأكابرهم آل شبيب وأكابر آل شبيب آل سعدون , وهم شيوخ المنتفك في عصرنا .







(عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد – ابراهيم فصيح الحيدري)






قد كان لأسرة السعدون أثر واضح في تاريخ العراق ،وهم أول من فكر في تأسيس حكومة عربية تعيد مجد العرب.



(القاضي أحمد نور الأنصاري - النصرة في أخبار البصره)




إن اتحاد المنتفق ،أقوى الاتحادات العراقية وأكثرها عددا... وفي مقدوره أن يقدم إلى ساحة المعركة مايقارب من (50,000) ألف مقاتل ،بفضل اتحاد قبائله ورؤسائه من آل شبيب ... (إنه) اتحاد مخيف ، بل مرعب لقوى الدولة وللقوى الأخرى ، طالما جرع الكثيرين هزائم لا تنكر ...




(الكسندر أداموف - ولاية البصره في ماضيها وحاضرها)




في ظل الأسرة الحجازية الجبارة ، أسرة السعدون والتي لعبت دورآ لا يستهان به في تاريخ المنطقة الحافل ، قبائل المنتفق تشكل دومآ مصدر إزعاج للسلطات البريطانية ، وخصوصآ وأنهم رؤوا أمراءهم السابقين (السعدون ) متمسكين بكبرياء وتقاليدهم القتالية التي جعلتهم في معزل عن أي مساهمة أخرى في حكم البلاد ، مما قوى دعاويهم، ولم يسهل أمرنا في أراضي المنتفق حتى عام 1919 ....




(المس بيل - فصول من تاريخ العراق القريب)




إيجاد الفكرة العربية وبث القضية من مرقدها ومحاولة استرجاع الدولة العربية التي كانت معرسة في هذا القطر فإن أول من استفز للقضية بعد أن درت ومزقتها أعمال المغول والتتار والأتراك والفرس هم آل سعدون فأول ساع للبعث وأول دماغ حمل الفكرة الصالحة وهو دماغ الشيخ ثويني العبد الله فسعى لعقد حلف عربي يتكون من أضلاع ثلاثة عقيل وخزاعة والمنتفق تكون غايته طرد الأتراك من العراق وتأسيس دولة عربية




(المؤرخ عبدالله الناصر - تاريخ السعدون -((قسم مآثر آل سعدون))-)





عندما يترعرع الصبي يعلم الرماية والفروسية ويعود على احتمال المشاق ومواجهة المخاطر والصعوبات ويلقن استهجان الموت الطبيعي والاستخفاف به وقد بلغ منهم هذا أنه إذا أصيب الصبي بجرح وجيء به لأهله مضرجا بالدماء يقابله أهله وذووه بقولهم (عريس عريس) وتتعالى الزغاريد وتقام الأفراح والولائم.




(المؤرخ عبدالله الناصر - تاريخ السعدون -((قسم تقاليد آل سعدون وعاداتهم الأجتماعية))-)





وماكاد يحل القرن الثاني عشر حتى انتشرت الفوضى في نجد وعم الانقسام , وتوسعت الفرقة , وتفرقت الكلمة , وتعددت الامارة والمشيخات ,فكانت الأمارة في العيينة لآل معمر , وفي الدرعية لآل سعود , وفي الرياض لآل دواس , وفي الأحساء لبني خالد , وفي نجران لآل هزال , وفي حائل لآل علي , وفي القصيم لآل حجيلان , وفي حدود نجد الشمالية وجنوب العراق لآل شبيب.





(حسين خلف الشيخ خزعل – تاريخ الجزيرة العربية , ج1)




أحدثت دويا في تاريخ العراق , وخذلت قوى الجيش العثماني مرارا عديدة , وحكمت البصرة زمنا طويلا , وزاد نطاق سلطانها الى أكثر مما هو معروف اليوم من حدود لواء المنتفق .





(المؤرخ عباس العزاوي – عشائر العراق -((متحدثا عن امارة المنتفق))- )




وقد هاجروا من الحجاز الى بلاد مابين النهرين في أوائل القرن السادس عشر. وفي ظل عائلة السعدون حافظ اتحاد المنتفق على استقلاله من الأتراك حتى سنة 1863 .





( ديكسون - كتاب الكويت وجاراتها , ج1 -((عند حديثه عن أسرة آل سعدون))-)



المصادر:

1- القصائد : ديوان أسرة السعدون وعشائر المنتفق.
2- التواريخ: كتاب امارة المنتفق وأثرها في تاريخ العراق والمنطقة الأقليمية.
منقول