المستقلة/ متابعة: حصلت مشادة كلامية وصفت بالحادة بين رئيس الحكومة السابق نوري المالكي وبين الرئيس الحالي حيدر العبادي خلال اجتماع دعا له الأول وحضره الأخير نتيجة ما يعدّه المالكي “اشارات سلبية” صدرت من العبادي بشأن اداء حكومته السابقة”. أبلغت ذلك مصادر مقربة من ائتلاف “دولة القانون” بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، جريدة (النهار) اللبنانية، وأكدت: أن “رد العبادي كان حاسما ورفض تحمل مسؤولية “الاخطاء التي ارتكبتها حكومة المالكي”. وقالت تلك المصادر إن المالكي طلب من خلفه حيدر العبادي “عدم ذكر الحكومة السابقة بسوء”، وخمنت الصحيفة أن يكون إلغاء حيدر العبادي مكتب القائد العام للقوات المسلحة من بين أسباب دخول الرجلين في المشادة الحادة، وقالت: لعل الاجراءات والتصرفات التي يقوم بها رئيس الوزراء حيدر العبادي، تدل بوضوح على تقاطعه وعدم رضاه على الاجراءات التي اتبعتها حكومة المالكي السابقة. وأشارت الصحيفة إلى أنه “في احدث حلقة من حلقات التقاطع بين الرجلين، اعلنت وزارة الدفاع العراقية، أمس، أن القائد العام للقوات المسلحة رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أمر بـ”الغاء” مكتب القائد العام للقوات المسلحة الذي شكّله رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، منوهة إلى أن هذا المكتب كان محط اعتراض اغلب الكتل السياسية، نتيجة تحكمه المطلق بالقرار العسكري والأمني، وعدم تحقيقه اي نجاح في هذا الاتجاه. وقالت “في وقت يصر نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي على منح وزارة الداخلية لحليفه في “دولة القانون” وزعيم منظمة بدر هادي العامري، يتمسك رئيس الوزراء حيدر العبادي بموقف الرافض لتولي العامري حقيبة الداخلية”. الى ذلك، تشير تقارير صحافية محلية الى ان العبادي يشكو من مخططات برسم المالكي للإطاحة بحكومته، وتكشف ايضا، عن ان العبادي اتهم سلفه بسحب مليارات الدولارات من صندوق التنمية العراقي “دي أف آي” وان عملية سحب هذه المبالغ تمت “بأمر شخصي من المالكي وان فواتير الصرف المقدمة ليست دقيقة وتشير بوضوح الى عملية نصب واحتيال كبيرة تعرضت لها خزينة الدولة”. وقالت الصحيفة، استناداً إلى المصادر المقربة من ائتلاف دولة القانون أنه “على صعيد التعامل الاعلامي، يلاحظ ان العبادي يسعى الى تجاوز العقد التي وضعها المالكي امام الكثير من القنوات التي كان يضعها في خانة “المعادية” لتوجهات حكومته، مشيرة إلى أن العبادي اجرى مقابلة مع قناة “العربية” السعودية بعد ان منعتها حكومة المالكي السابقة من العمل في العراق لأكثر من سنة. وأضافت الصحيفة اللبنانية: “على اية حال، يبدو أن التقاطع العبادي – المالكي امرا مفروغا منه، لجهة التركة الثقيلة في الأمن والاقتصاد والسياسة التي تركها المالكي، الامر الذي يصعب على اي رئيس وزراء التعامل معها وابقائها على ماهي عليه، ولعل الكلمة التي القاها العبادي في جلسة نيل الثقة لحكومته مطلع الشهر الجاري، تعبّر في كثير من تفاصيلها حجم الاختلاف بينه وبين المالكي، اذ ركّز في اول نقاطها على منح المحافظات والاقاليم مزيدا من الصلاحيات واعتماد نظام الادارة اللامركزية، وهو نهج يتقاطع بالكامل مع نهج المالكي الميال للتفرد والحكم المركزي الصارم”. (النهاية) س.ش

أكثر...