Les Béni Amer- قبائل بنو عامر
————————————-
Les Béni Amer الجزائر – قبائل بني عامر 970632_5349699765522
ي
(مقالة متجرمة من الأرشيف الفرنسى)وكانت قبائل بني عامر،قد احتلت في عام 1830 مساحة كبيرة جدا من جنوب سبخة وهران تشمل على هضبة تسالا leTessala وسهول عين تموشنت و واد مكرة Mekerra ، هؤلاء جزائريين منذ القرن الثاني عشر. العرب الزُغبيون (ينتمون لشعب زغبة) ، كانوا قد غادروا الصحراء المصرية بإيعاز من الفاطميين للمشاركة في هجرة كبيرة لقبائل بني هلال التي من شأنها أن تطغى تدريجيا على المغرب العربي ( فكانت هذه ثاني هجرة للقبائل الهلالية بعد ان سبقتها من قبل :هجرة قبائل بني رياح ) . يمكننا متابعة رحلتهم من الشرق إلى الغرب:في سنة 1050 كانوا بطرابلس، ؛ وفي 1055 : وصلوا لإفريقيا (تونس) Ifrikyia . وسوف تحتاج هذه القبائل إلى أكثر من قرنين من الزمان للوصول إلى جنوب وهران. في أوائل القرن الثالث عشر نجدهم ، جنبا إلى جنب مع غيرهم من العرب، قبائل بني يزيد التي كانت تنتقل من مزاب في الشتاء الى سهول حمزة في الصيف دون تجاوز غرب نهر Ouassel وZahrez. كانت قبائل بني عامر تتشكل أساسا من ثلاث قبائل : بني يعقوب، بني حميد وبني شافع .واستمرت هجرتهم غربا ، فاستقروا لبعض الوقت حول جبل عمور بمحاذات البربر الرحل من أصل زناتة ، بني بادين .
ثم وفي منتصف القرن الثالث عشر، يغمراسن Yarmoracen، رئيس قبيلة بني عبد الواد Wadids، ناشد بني عامر بالإنضمام إليه وهو الذي يعرفهم جيدا . فقام باقطاعهم “صحراء تلمسان،” ربما في المنطقة المعروفة باسم أنجاد اليوم في ولاية تلمسان” . طيلة ثلاثين عاما كانت كونفدرالية القبائل العامرية وفية ليغمراسن Yarmoracen بما فيه الكفاية. فكان مقاتلوها من خيرة مقاتليه في حملاته العسكرية بل وكانت جباية الضرائب من القبائل المجاور والخاضعة لسلطة تلمسان احدى مهامهم الأساسية ، في حين أن بقية القبائل العامرية بقية وفية لطبيعة الترحال الى المرتفعات الجنوبية وصولا الى اراضي حمزة ، مما يدل أن بني عامر احتفظوا بمكتسباتهم القديمة .
يبدو أن يغمراسن Yarmoracen كان مرتابا من التنازلات التي قدمها لهم في الأراضي التلية ، سواءا على شكل اقطاعات ،وهي ممتلكات تعطى لرؤسائهم أو خلاف ذلك. و هذا حتى تبقى سلطته موحدة، ، في نهاية عهده قرر انهاء هذا التحالف الخطير جدا مع بني عامر. واضطر بعض من هذه القبائل وخصوصا ، بني يعقوب، العودة إلى أرض حمزة(بويرة). أما بقية القبائل العامرية فتجمعوا حول بني الحميد وعادوا الى الصحراء.
ولكن رفض يغمراسن استخدام العرب أدى الى انخفاض وتدهور شديد في قوة مخزن بني عبد الواد ، وكان من نتائج هذا القرار الخاطئ أن وجد يغمراسن نفسه عالقا محاصرا لمدة ثماني سنوات، في تلمسان (1297-1304) من قبل المرينيون الذين استغلوا ضعف سلطة مخزن تلمسان واستغناء هذا الاخير عن حلفائه (بني عامر ) .
هذا الحصار الذي ضُرب على تلمسان كان من شأنه أن كرس تقسيم بني عامر الى خندقين (خندق موالي لبني عبد الواد وخندق موالي للمرينيون ) ، ورغم ذلك ضلت قبائل بني عامر مُتحدة نسبيا.
في الحقيقة فرع منهم “” بني يعقوب”” الذين لم ينسوا عمليات Yarmoracen سيئة ضدهم، قدموا خدماتهم في الحصار على بني عبد الواد Wadids ، ولم يكن أمام بني عبد الواد الا الهروب في مثل هكذا ظروف من أجل البقاء، وكان ذلك بمساعدة بني عامر المقابلين لبني يعقوب، وهم بني حميد الذين ضلوا أوفياء ليغمراسن .

طوال النصف الأول من القرن الرابع عشر، كانت هتين القبيلتين الاختين ( بني حميد وبني يعقوب ) في قتال بالنيابة عن الآخرين. وسيكون من الخطأ، الإعتقاد أن الحرب الأهلية قد أضعفت كل من بني عامر، بل على العكس. كل طرف من بني عامر نال الكثير من المزايات والمكتسبات الجديدة من خلال دعهمهم للتغيرات جيو سياسية التي تحدث حولهم .
بعد أخذ تلمسان TIemcen عام 1337(يقصد سقوط تلمسان في يد المرينيون وفرار بني عبد الواد منها ) ، كانت جُل الكونفدرالية القبلية لبني عامر تحت سلطة بني مرين، باستثناء الشيخ شيقر Chiger والمقربين منه ، الذي ضل وفيا لعبد الواد Wadids في وقت كان يعد ذلك نوعا من الجنون السياسى . ومع ذلك، بعد وقوع الكارثة في القيروان (1348) االتي خربها الجيش المريني ، تجمع بني عامر من جديد في المخزن العبد الوادي ، باستثناء جزء صغير من بني يعقوب ، بعد أربع سنوات (1352) من هذا التجمع قام المرينيون بأخذ ثأرهم من بني عامر الذين انشقوا عنهم وانضموا الى بني عبد الواد مما أدى بالشيخ شيقر Chiger (الذي خطط للانقلاب على بني مرين) إلى الفرار إلى الصحراء.
ولكن إبتداءا من سنة 1359، كان لقبائل بني عامر صعود جديد على ساحة الأحداث السياسية وخصوصا الدور الأساسي الذي لعبته القبائل العامرية في إسترداد أبي موسى حمو الثاني عرش تلمسان وسحق تمرد أبو زيان 1365 (فأغلب جيش أبو حمو الثاني الذي استعاد به تلمسان من المرينيين ، كان من بني عامر حسب ابن خلدون ) ، وكان من نتائج ذلك أن أصبح البلد كله تحت أيديهم : “هبت من يومئذ ريح العرب، وجاش مرجلهم على زناتة ووطئوا من تلول بلادهم بالمغرب الأوسط ما عجزوا عن حمايته، وولجوا من فروجها ما قصروا عن سده، ودبوا فيها دبيب الظلال في الفيوء، فتملكت زغبة سائر البلاد بالإقطاع عن السلطان طوعاً وكرهاً رعياً لخدمته، وترغيباً فيها وعدة وتمكينا لقوته حتى أفرجت لهم زناتة عن كثيرها، ولجأوا إلى سيف البحر(يقصد حتى انهم وصل نفوذهم الى شط البحر )…. “(17). بني عامر من جانبهم، استوطنوا هضبة مليتة M’leta وصولا الى ضواحي وهران شرقا وتسالة Tessala جنوبا . فقط سوق الميتو Mitu و مازونة Mazouna هربت من سيطرتهم : “الى جانب ذلك أعطت حكومة (السلطان أبو حمو) لبني عامر كل هضاب وسهول البلد ولم يبقى لهم الا اللقليل وإلا لكانوا استولوا حتى على المدن الكبرى ‘( 18).
وطوال هذه الفترة، وقبائل بني عامر يعيشون في استقلال كامل. حتى ترشيح سلطان تلمسان لمشايخهم، الذين هم أنفسهم قادة المخزن ، لم تكن سوى إجراء شكلي، هذا الترشيح يأتي اما بمنح اقطاعات او التأكيد عليها .
ويبدو أن من هذه اللحظة انقلب دور بني عامر وبني عبد الواد بالكامل تقريبا في السيطرة والدفاع عن المحافظات.

(17) ابن خلدون، مرجع سابق. السابق ذكره، ر. 1، ص. 100.
(18) ابن خلدون، مرجع سابق. الذكر. 1. 1، ص. 101