هل خان فعلاً ابن خلدون دمشق ؟؟
هل كان ابن خلدون خائنا ؟ من الخونة العملاء ؟ 1487375_279767998850
من يُصدق أن العالم الاجتماعي صاحب أشهر نظرية في التاريخ والعمران خان دمشق وسلم مفاتيحها بنفسه لغزاتها ؟؟؟؟ وذلك حينماااا سلم مفاتيح دمشق الى تيمورلنك زعيم التتار خاذلا بذلك فكره وثراثه وقومه ، فهل كان بهذا الفعل يطلب الخلاص للمدينة واهلها ام يلتمس لنفسه ملجا امنا ؟ ام انه كان خادماااا للقوة والسلطان؟؟ أم جبانا خائفا من بطش التتار ؟؟

انها سقطة ابن خلدون امام تيمورلنك في فصل من حياة ابن خلدون الشخصية يذخل ضمن الخدلان والانبطاح غير المتوَّقع .
عندما سمع ابن خلدون باقتراب التتار خشي من العاقبة فذهب باكراً إلى جماعة القضاة عند الباب «وطلبت الخروج أو التدلي من السور، لما حدث عندي من توهمات ذلك الخبر». وتدلى صاحب المقدمة من السور يعتزم اللقاء بتيمورلنك الذي سأل عنه عندما لم يلحظ حضوره مع الوفد الأول المفاوض فذهب اليه في المرة الثانية
يقول ابن خلدون :” فلما دخلت عليه فاتحته بالسلام،وأوميت إيماءة الخضوع، فرفع رأسه، ومد يده إلي فقبّلتها (ابن خلدون يُقبل يد ملك التتار الكافر ؟؟ ) ، وأشار بالجلوس حيث انتهيت، ثم استدعى من بطانته الفقيه عبد الجبار بن النعمان من فقهاء الحنفية بخوارزم، فأقعده يترجم بيننا “
لم يفصح فقط ابن خلدون، عن موافقته غير المشروطة لتسليم دمشق، بل، أقر طلبا لتيمورلنك، يحيل مضمونه على ماننعته بلغتنا المعاصرة، إنجاز تقرير استخباراتي عن أحوال المغرب، حين كلفه بكتابة وصف لبلاد المغرب، وكل مايتعلق بجغرافيتها و أماكنها.
عاد ابن خلدون إلى جماعته، وشرع في لعب دور جوهري كي يقنع الوجهاء والقادة، بضرورة تسليم مفاتيح المدينة إلى تيمورلنك، الذي سيدلي أمامه ابن خلدون، بشهادة تنم عن أقصى دلالات التملق والمداهنة السياسية :” إنك سلطان العالم،وملك الدنيا،وما أعتقد أنه ظهر في الخليقة منذ آدم لهذا العهد ملك مثلك” (لو قال أي مسلم هذا الكلام في حق اوباما لقال عليه الجميع اليوم أنه عميل للامريكان .. لكن ابن خلدون العلامة قاله في حق ملك التاتار ؟ ).
بل بلغ به الحد الى رفض ابن خلدون تماما، تعبئة الناس وتحريضهم وشحذ هممهم، كي يجاهدوا دفاعا عن مدينتهم: ” لايتحدث عن الجهاد هذه الأيام، إلا رجل يضرب في الوهم، أو يريد أن يلبس على الناس ” ( كلام لا يقوله إلا انسان فقد تدينه .. ) .
فعلا لا يجب افراغ العلم من نبله الانساني في موقع المثقف داخل السياق المجتمعي وطبيعة الدور الموكول إليه قياسا إلى شعبه.والالتزام بالموقف النقدي والمسافة التأملية التي ينبغي عليه الاحتفاظ بها ، حيال السلطة والمال والإغراءات التي تستهدف تدجينه كليا ،وإفراغ مشروعه من أية قيمة مضافة.
نقلا عن استاذة ليلى بلقاسم جامعة وهران .