مع نمو طفلكِ وتقدّمه في العمر، ستتطوّر لديه تفضيلات غذائية بين أنواع أطعمة يتوق إليها وأنواع أخرى يعزف عنها.


ومع هذه التفضيلات، ستتحوّل وجبات الغذاء إلى مأساة وغرفة الطعام إلى ساحة حرب. والمستحسن في هذه الحالة، أن تحرصي على منح طفلك ما يحتاجه من غذاء. وإن ظننت بأنّ إجباره على الأكل هو الحل، الأرجح أنكِ مخطئة. تغذية الأطفال بين العام الأول والعام الثالث ليست بالمهمة السهلة، وعليك أن تعرفي ذوق طفلك وتفضيلاته لتتعلّمي كيف تغذّينه.


ففي بعض الأحيان، يؤدي إجبار الطفل على الأكل إلى نتائج سلبية تنتهي بكره الطفل للطعام وتحسسه تجاه أنواع المأكولات التي يتناولها ورفضه لها تماماً، الأمر الذي سيكلّفه خسارة حاجته من العناصر الغذائية.


هذا ويمكن لإجبار الطفل على الأكل أن يؤثر سلباً على نفسية الأم والطفل معاً. كما يمكن أن يخلق لدى الصغير اعتلالاً من الصعب أن ينجح علاجه في غياب توازنٍ غذائيٍّ ملائم. ومن هنا، ضرورة أن تتخلي عن فكرة القوة وتستعيضي عنها بمحاولة تحبيب طفلك بالطعام وترغيبه بتناوله عن طريق تقديمه بطريقة جميلة ومشهية ومليئة بالألوان.


إن أردتِ، يمكنكِ أن تقدّمي لطفلكِ الطعام الذي يحبه لبضع شهور، قبل أن تحاولي تعريفه على أطعمة مغذية. فإطعام الطفل بالقوة لن يؤتيك نفعاً. والأفضل أن تجاري طفلكِ لتغيّريه. ومتى عاد إلى المنزل من دون أن يتناول الطعام الصحي الموجود في علبة غذائه. لا تُضخّمي المسألة وحاولي معه من جديد. فإطعام الأطفال أمر متعب وقد يتطلّب منكِ وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً.


وإن شعرت مع الوقت بأنّ طفلكِ يأكل كالعصفور، حاولي أن تُطعميه بالملعقة. فهذه الطريقة، هي إحدى وسائل إجبار الطفل على الأكل. وبفضلها، سيتعلم طفلكِ تناول الطعام بالملعقة وحسب. وهذا ليس بالأمر الجيد، كما أنه لن يتسبب لصغيركِ سوى بالمعاناة.


من المهم جداً أن تُولي طفلكِ اهتماماً إضافياً عند محاولة إجباره على الأكل. فتغذية الصغار أكثر من فن، وتنفيذه يتطلّب الكثير من الصبر والحنكة!