مما لايختلف عليه اثنان أن لمدينة اينغر تاريخ ثري بالكفاح ضد المستعمر الفرنسي من خلال عدة معارك والتي ساسلط الضوء على بعضها من خلال هذا الموضوع .
•معركة اينغر الأولى.

* أسباب المعركة :
لم يكن الفرنسيون قادرون على الاستقرار بمدينة عين صالح بدون احتلال اينغر التي كانت بها غابة من الأعشاب تعتبر المراعي الأساسية لجمال عين صالح خاصة وان الفرنسيون كانوا يعتمدون على الجمال في تنقلاتهم العسكرية حيث كانوا يملكون حوالي 3000جمل ،لذا حاولوا منذ احتلالهم لعين صالح السيطرة على مدينة اينغر غير أن المقاومة الشديدة من سكان المنطقة منعتهم من تحقيق مبتغاهم وحين وصلتهم التعزيزات العسكرية من المركز الكائن بمدينة المنيعة ومركز مدينة ورقلة قرروا إعادة المحاولة في احتلال اينغر للسبب المذكور أنفا من جهة ومن جهة أخرى كون اينغر أصبحت مقر لتجمع المجاهدين الذين اصبحو يتوافدون لاينغر من كل منطقة .

* تفاصيل المعركة الأولى

تعتبر سنة 1900بداية الزحف الفرنسي على منطقة اينغر بعد مهاجمتها لكل من الفقيقيرة والدغامشة بعين صالح في معاركة طاحنة كان لها الأثر البالغ على الطرفين ،غير أن الدغامشة وبعد مواجهات ومعارك ساخنة مع العدو الفرنسي تمكن من اقتحامها فكانت نتيجة غير متوقعة فتوجه المجاهدون الناجون من هذه المعركة إلى اينغر والتي تبعد عنها بحوالي 65كلم غربا فتمركزوا بها وبدؤوا الاستعداد لمواجهة العدو المشترك وتمثلت هذه الاستعدادات في تحضير البارود وتقطيع الحديد وجمع القوات المساندة من القرى والمدن المجاورة كمنطقه توات كما قاموا بجمع العتاد العسكري وتمرين المجاهدين على حمل السلاح مما من شانه أن يكسبهم دراية لمواجهة العدو الفرنسي .
ففي 22 جويلية 1900وصل الجيش الفرنسي إلى اينغر بقيادة (بومقرتن )حيث انه وبكل سجاجة طلب من الأهالي الاستسلام دون أن يدري أو متجاهلا أن أرضهم هي عزتهم وكرامتهم ومجدهم بل هي حياتهم التي يحيونها فكان ردهم دون أدنى تفكير ولا تردد الرفض (لا لا لا)وقد سجل شاعر المقاومة ( *بوتقي عبد النبي *)هذا في بيت شعري يقول فيه :

ابعث بوشاطوايدور في التسيار * واحلفنا بلامان لاصارت منا

وكذالك في نفس الشأن أطلق زعيم المعركة بقصبة المرابطين
- كان في اينغر في ذالك الوقت قصبتين سمية الأولى بقصبة المرابطين والثانية بقصبة العرب -
المجاهد * عزي الحاج احمد *قولته المشهورة :
((والله لو ماتوا كبارها وطاحوا أسوارها وتخلط نساها مع صغارها مانستسلم))
فما وجدت القوات الفرنسية خيارا بعد ذالك سوى محاولة اقتحام القصبتين إلا أن محاولتهم باءت بالفشل وتكبد الفرنسيين من جرائها خسائر فادحة هم والخونة العاملون معهم إذ أن المعركة دامت من ليلة 24 جانفي 1900 إلى عشية اليوم الموالي 25 جانفي 1900وقد قال شاعر المقاومة (بوتقي )عن ذالك :

اطـلـع فــوق الـعـرق واقــذف الـنـيـران * نسمع حس الزهير عند الجنان
ومن النصف الليل إلى غدا من نصف النهار* صار القرطاس بينا عامل مزنا

فبعد القاومه الشرسة من المجاهدين اضطر العدو الفرنسي إلى الانسحاب والمغادرة يوم 26 جانفي 1900 ومع هذا فانه كانت هناك محاولات متكررة من الأعداء من اجل إسقاط القصبتين إلا أنها باءت بالفشل وذالك بمشيئة المولى عز وجل أولا وثانيا بفضل بسالة وشجاعة أبطالنا الغيورون على وطنهم ودينهم .
* سامية الجزائرية *