إمارة بني هود
( الهوديون في سرقسطة )

بعد مقتل المظفر يحيى بن منذر آخر حكام بني نجيب ، وثب سليمان بن أحمد بن هود الجذامي على سرقسطه سنة 431هـ فملكها وعظم أمره ، وتلقب بالمستعين ، وعندما أرسل ابن تاشفين الجيوش للقضاء على ملوك الطوائف نجد أنه استثنى المستعين بالله صاحب سرقسطه ، فقد كان المستعين بالله قد كاتب ابن تاشفين ، وقامت بينهما علاقة ودية ظلت قائمة طيلة حياة المستعين وخلفائه .
توفي المستعين سنة 438هـ ، فخلفه ابنه المقتدر أحمد بن سليمان ، واستوثقت له الأمور ووسع ملكه وحارب المسيحيين ، واستمر ملكا إلى أن توفي سنة 470هـ ، فخلفه ابنه المؤتمن يوسف فسار على سياسة أبيه ، فازدهرت في عهده العلوم ، وظل قائما إلى أن توفي سنة 478هـ ، فخلفه ابنه المستعين أحمد الأصغر ، الذي سخر حياته لجهاد المسيحيين ، فاستشهد في إحدى معاركه مع النصارى سنة 503هـ ، فولي بعده ابنه عماد الدولة عبد الملك ، وقد حاول الملك المرابطي علي بن يوسف بن تاشفين الاستيلاء على إمارته فطلب عبد الملك العون من النصارى ، غير أن الأمور تطورت إلى غير ما يرجو ، إذ استولى النصارى على سرقسطة ، فلجأ عماد الدولة إلى أحد حصونها ، وبه توفي سنة 512هـ ، فخلفه ابنه المستنصر بن عماد الدولة الذي لم يستطع مقاومة النصارى ، الذي تمكنوا على يد أحد ملوكهم ( ألفونسو الأول ) من القضاء على مملكة بني هود في سرقسطة .
منقوول