بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسم هذا القسم ( السياحة والسفر والتاريخ و الآثار )
ولكننى وجدت جل المشاركات ان لم يكن كلها لا يتحدث فيها الاعضاء الا عن
السياحة والسفر وقليلا ما يتحدثون عن الآثار
ونسوا التاريخ
واظن ان هذا يعود لكون ان اغلب المشاركات عن السياحة والسفر مما يوهم الاعضاء الذين يريدون ان يتحدثو عن التاريخ ان هذا القسم للسياحة والسفر فقط
ولكن هذا غير صحيح
فهذا القسم للتاريخ ايضا
التاريخ : الذى نتعلم منه المستقبل
التاريخ : الذى يسجل ماضينا (حلوه ومره )
ولو اردت ان اكتب عن التاريخ واهميته لم تكفينى مساحة المنتدى واردت على مساحته الاف المساحات
....
اردت ان اكتب عن التاريخ
فبحثت فى مكتبتى ، فوجدت اكثرها كتبا عن التاريخ
فهذا كتاب يتحدث السيرة
وهذا عن قصص الانبياء
وهذا عن التاريخ الاسلامى
وهذا يتحدث عن لتاريخ منذ بدء الخليقة الى سنة 628 هجرية
وهذا وهذا وهذا
ولكننى شد انتباهى ان اكثر كتب تاريخ فى مكتبتى هذه الكتب التى تتحدث عن تاريخ الاندلس
حتى فى الكتب الكبيرة التى تشمل التاريخ كله وجدتنى اضع على الصفحة التى يتحدث فيها المؤلف عن تاريخ الاندلس ورقة مكتوب عليها مهم جدا
ولكننى وجدت ان افضل الكتب التى ارخت لتاريخ الاندلس هو كتاب ( قصة الاندلس ) للدكتور : راغب السرجانى
وسوف انقل هذا الكتاب ان شاء الله على حلقات متتالية
وارجو من الله ان يعيننى على اتمامه واتمام بقية الكتب التى انقلها فى الاقسام الاخرى
انه ولى ذلك والقادر عليه
.......... والان مع اول حلقه

المقدمة

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ..


ان الحمد لله ، نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا ، انه من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل الله فلا هادى له ، واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ، وان محمدا عبده ورسوله .



لماذا نكتب التاريخ؟





لأن هذا الكون وكل ما فيه يسير على سنن ثابتة لا تتغير ولا تتبدل ، واننا فى حاجة لادراك هذه القوانين كى نتمكن من استعمال نعم الله الكثيرة التى خلقها الله عز وجل ، وسخرها لنا فى هذا الكون ، بل لكى نستطيع ان نحيا الحياة الصحيحة باستيعابنا للتجارب السابقة التى جرت عليها سنن الله فى كونه ، ذلك ان هذه السنن لا تتغير ولا تتبدل ولا تتحول ، قال عز وجل " فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا "




انها قاعدة قررها الله سبحانه وتعالى فى كتابه ، وجعلها -ايضا - من سننه الثوابت ، التى يمكن للجميع ادراكها واستغلالها ، ومن ابسط الامثلة العملية على هذا ، اننا نجد ان الماء يغلى عند 100 درجة مئوية ، وسيظل يغلى عند هخذه الدجة الى يوم القيامة ، فمن رحمته سبحانه وتعالى ان ثبت لنا هذا الامر ، اذ لو كان الماء يغلى اليوم عند درجة ثلاثين -مثلا- وغداً عند درجة خمسين وبعد غد عند سبعين فلن تستقيم حياة الناس ، لون تستقر امورهم ، لأن كل يوم مغاير للآخر ، وكل شكل فيه تبدل وتحول ولم يعهد من قبل .




كذلك النا تحرق وستظل تحرق الى يوم القيامة ..



صحيح ان ثمة استثناءات لا يبنى عليها ، فتلك النار التى من اهم خصائصها الاحراق لم تحرق ابراهيم عليه السلم ، فهذا استثناء او هى معجزه ، والمؤمن الكيس لا ينتظر المعجزات ولا يبنى على استثناءات ، ولا يتخذها قواعد ، انما يبنى على القوانين االتى يمكنه ان يدرك بنفسه انها ثابته ، ان احداً لا يمكنه ان يضع يده مثلا فى النار ! ، ثم يقول : قد يحدث لى مثلما حدث لابراهيم عليه السلام . فذلك غير جائز ، ولا يصح ان يتفوه به احد ، لانه لا يتوافق مع سنن الله التى اقرها فى كونه ، وقس على ذلك ما شئت ؛ فالانسان والحيوان بصفة عامة لا يستطيع ان يعيش بدون طعام او شراب ، ولو امتنع اى نسان عن الطعام والشراب ترة فمآله - لامحاله - الى الموت



كذلك وبالمثل فان لله سبحانه تعالى سنناً ثابته فى تغيير الامم وتبديل احوالها ؛ سواء كان هذا التبديل من الضعف الى القوة ، او كان من القوة الى الضعف ، فبحسب الطريق الذى تسلكه كل امة تكون خاتمتها ، ونحن حين نقرأ فى التاريخ ونقلب فى صفحاته نشاهد سنن الله سبحانه وتعالى فى التغيير والتبديل ، فالتاريخ يكرر نفسه بصورة عجيبة ، حتى والله ! لكأنك تقرأ احداثاً حدثت منذ الف عام او يزيد - تشعر وكأنها الاحداث نفسها التى تتم فى هذا الزمن ، مع اختلاف فى الاسماء والتفاصيل فحسب .


فأنت حين تقرأ تاريخ الماضى فكأنك تقرأ احداث المستقبل بتفصيلاتها ؛ ذلك ان احداث المستقبل هذه لن تتم الا على هذ السنن الثابتة ، التى جعلها الله فى تبديل الامم وتغيير احوالها ، فانظر فىاى طريق تسير الان لتعرف الى اىمصير ستصل ، والمؤمن العاقل هو الذى لا يبدأ من الصفر فيكرر كل ما فعل السابقون ، وانما يقف امام تاريخهم فيسير على درب من اصاب فافلح ، ويبتعد عن طريق المخطئين الخاسرين.


وفى تاريخ الاندلس خير دليل على هذا ؛ لذلك فنحن نحاول تحليل هذا التاريخ ؛ نحاول ان نقلب صفحات ونظهر احداثاً قد علاها التراب اعواماً واعواماً ، نحاول ان نظهر ما حاول الكثيرون ان يطمسوه ، او يخرجوه لنا فى صورة باطل وهو حق ، او فى صورة حق وهو باطل ؛ فكثير يحاولون ان يزورو تاريخنا الاسلامى ، وهى جريمة خطيرة جد خطيرة ، يجب ان يتصدى لها


.........


يتبع.........