زوجات السلاطين ودورهن السياسى
قامت زوجات السلاطين والأمراء بدور هام في شئون الحكم وسياسات الدولة، ومارسن تأثيراً وقوة كبيرة خلال العصر الإسلامي في مصر.




قبة شجر الدر
وخير مثال لذلك شجر الدر التي وصفها المؤرخون بأنها كانت صعبة الخلق قوية المراس. فقد استطاعت أن تدير دفة الأمور بالبلاد خلال فترة حكمها التى استمرت ثمانين يوماً، وكانت فترة من أحرج فترات تاريخ مصر الإسلامية.

كما تشير المصادر التاريخية إلى خوند أشلون، أم الناصر محمد بن قلاوون، والتى قامت بدوراً سياسياً هاما، عندما صعدت في سنة 693 هـ/ 1294 م إلى سور القلعة بعد أن طال حصار الأمراء لها، وناقشت معهم أهم مطالبهم وتم السيطرة على الموقف.

كما أن السيدة خوند زينب، إحدى زوجات الأشرف إينال، قد اضطلعت بمهام تتعلق بأمور الحكم في الدولة. واشتهرت بكونها إمرأة نافذة الكلمة، وكانت إذ دخلت على السلطان الأشرف قايتباي يقوم لها ويعظمها.

وكما قال المؤرخون "صار لها نصيب وافر مع السلطان شعبان، لا يصدر أي أمر من أمور الدولة، إلا بعد مشاورتها ومراجعتها، بل لم يكن بمقدوره مخالفتها".

أما أم السلطان الصالح إسماعيل فقد تمتعت بنصيب وافر وحرمة زائدة.

أما خوند جلبان، زوجة السلطان الأشرف برسباي فقد عظم احترامها في الدولة وقصدها الناس لقضاء حوائجهم. ولدينا معلومات تفيد تدخل نساء السلاطين للإصلاح بينهم وبين أمرائهم، فيروى أن السلطان الكامل شعبان قصد في سنة 747 هـ/ 1346 م أخذ أموال أحد الأشخاص ويدعى كافور الهندي، فشفعت فيه خوند طوغاي أرملة السلطان الناصر محمد فاكتفى بإخراجه إلى القدس.

كما كانت زوجات السلاطين وراء حصول بعض الأمراء على ما يرغبون من سلطة ونفوذ من لدن السلاطين. فقد ورد في ترجمة (سيرة ذاتية) أحد الأشخاص ويدعى كافور الصرغتمش الزمام أنه خدم عند السلطان برقوق بوساطة زوجة السلطان " خوند هاجر بنت منكلي" وإذ تعذر على تاجر قضاء مطلب عند أهل الدولة ولى وجهه شطر الحريم السلطاني وهنالك تقضى حاجته على الفور.

وقد بلغ بعض الأشخاص شأناً رفيعاً في الدولة بعد إقترانهم ببنات السلاطين أو إحدى قريباتهم.

فيحكى المؤرخون عن الأمير برغلى الأشرفي الذي أضحى قائداً قوياً في البلاط السلطاني فقط بعد زواجه ببنت السلطان بيبرس الجاشنكير، كما حاز الأمير أولجاي اليوسفي مكانة عالية في الدولة بفضل زواجه من خوند بركة - أم السلطان شعبان.

ويمكن قول ذلك فيما يخص الأمير إينال الظاهري حيث أدى زواجه بخوند بيرم أخت السلطان فرج بن برقوق إلى نفوذه العظيم وتأثيره.

وتقدم الأمير أقبغا من عبدالواحد عند السلطان الناصر محمد بن قلاوون بفضل زواجه من أخت السلطان خوند طغاي.
منقوول