مسلة حمو رابي هل هي أقدم قانون أم قانون أور هو الاقدم ؟؟؟
بقلم كاظم المسعودي
مسلة حمو رابي هل هي أقدم قانون أم قانون أور؟؟؟ do.php?imgf=14127567
تعتبر القوانين العراقية القديمة من أهم مايميز حضارة العراق ويضعها في مقدمة الحضارات الإنسانية الأصيلة ، فالقوانين المكتشفة في العراق هي من أقدم القوانين المكتشفة في العالم ، وهي أقدم من القوانين الإيرانية والحثية والإغريقية والرومانية والعبرية بمئات السنين ، ويظل قانون حمو رابي أكمل وانضج قانون مكتشف حتى الآن فهو الوحيد الذي وصل بصيغته الأصلية .
دون حمو رابي بالخط المسماري وباللغة الاكدية على مسلة من الحجر الديوريت الأسود وضم مايقارب 282 مادة قانونية ، وتم كشف عن مسلة حمو رابي عام 1901 – 1902 م في مدينة شوشة عاصمة عيلام (مسروقة ) وهي الآن محفوظة في متحف اللوفر في باريس ، ونحت على الجزء العلوي من وجه المسلة نحت بارز يمثل اله الشمس ، اله الحق والعدالة ، جالسا على عرشة وبيده عصا الراعي وخيط القياس الخاص بالبناء وتحديد الأسعار يسلمها إلى حمورابي الواقف أمامه بخشوع مما يشير إلى قدسية القوانين ووجوب طاعتها باعتبارها صادرة بإيحاء من اله الحق والعدالة ، وتتقدم المواد القانونية مقدمة كتبت بأسلوب أدبي رائع أقرب إلى الشعر منه إلى النثر مجدت الآلهة العظام واستعرضت إعمال حمورابي وألقابه وبينت طاعته وتقواه ، ويمكن تقسيم ماورد فيها من مواد إلى خمس أقسام رئيسة يعالج الأول الأمور الخاصة بالتقاضي والاتهام الكاذب وشهادة الزور وتلاعب القضاة في حين اختص القسم الثاني والذي ضم 130 مادة بالمواد الخاصة بالأموال والجرائم التي تقع على الأموال كالسرقة ، والأراضي والعقارات والتجارة والعلاقات التجارية ، أما القسم الثالث الذي ضم 87 مادة فهو خاص بالأشخاص وعالج الأحوال الشخصية من زواج وطلاق وارث وتبني كما عالج العقوبات المفروضة على جرائم إيذاء الأشخاص ، أما القسم الرابع فقد حدد المسؤوليات الخاصة بأصحاب المهن وأجورهم وأجور الأشخاص والحيوانات ومسؤولية أضرارهم ، وضم القسم الأخير أربع مواد فقط وهو خاص ببيع الرقيق .

ولكن يتفق الأثريين والمؤرخين على إن قانون أور نمو هو أصل القوانين ليس في العراق وإنما في العالم حتى ثبتت المقولة المشهورة (( إن تاريخ القوانين يبدأ بسومر ))

حيث اثبت عالم المسماريات صموئيل نوح كرا يمر الأمريكي الذي أطلق في أربعينيات القرن الماضي عندما تعرف على لوح مسماري محفوظ في متحف اسطنبول فهذا القانون أقدم قانون معروف لدى الإنسان من القوانين المدونة ولم يسبقه قانون آخر في أرضنا وقد كتب في الإلف الثالث قبل الميلاد حوالي سنة 2111 ق م ، في حين قانون حمو رابي كتب بعده بأكثر من خمسمائة سنه .
يقول طارق حرب – رئيس جمعية الحقوقيين – أن قولنا بان حمو رابي هو أصل القوانين العراقية فان ذلك يلغي أسبقية وأولوية الإنسان العراقي في تدوين النصوص القانونية لان تدوين قانون حمو رابي جاء في زمن معاصر لتدوين قوانين الفراعنة والقوانين الهندية والقوانين اليونانية القديمة قوانين داركون وصالون – وهذا مالا يمكن قبوله ...

ويضيف طارق حرب : وكفى أور منقبة إن بابا الفاتيكان السابق الحبر الأعظم يوحنا بولص شرع لزيارتها في تسعينات القرن الماضي لكنه عدل عنها خشية استخدام الزيارة لمقاصد سياسية فمات وهو في حسرتها .

نلاحظ إن البعض يعد مسلة حمو رابي هي أقدم قانون في العراق .. ولكن ثبت إن قوانين أور هي أقدم قوانين العالم والبعض من فقراته ربما يوافق قوانين القرن العشرين من حقوق الإنسان وغيره ,,