لمحات من تاريخ الصحراء



بعد سقوط قرطاجنه اخذت افواج المعمرين الرومان تتقاطر زرافات وافراد على افريقيه تغرى جشعهم ثروات هذه البلاد وخصب ارضها وبذلك عززت روما قوتها العسكريه بسلطة سياسيه واما ردود الفعل عند السكان فقدكانت مائعه نوعا ما- وقد عرفت افريقيا فى عهد ( ميسيبسيا) (MICIPSa ) هدؤا نسيا استمر حتى سنة 119 قبل الميلاد لدى وفاة هذا الامبراطور – وعقب ذلك قام السكان بزعامة _( يوغوطه) فى محاولة للتخلص من الاستعمار الرومانى ولقد كانت الصحراء موئلا للثورة ومواقد للحرب حتى سقوط روما كان يوغوطه يقاتل الرومان وفيالقهم فى الشمال واذا اشتدت وطاة الحرب عليه توجه الى البربر واعتصم بالصحراء والتجاء الى مدينه تسمى ( تالا ) وهى غير بعيده عن توقرت - وقد تعقبته جيوش (ميكلوس) الى تلك المدينه وشددت عليه حصارا لم يغادرها الا بعدما دمرها وحولها الى انقاض ولكنه مع ذلك لم يصل الى هدفه وهو القبض على يوغوطه حيث كانت قوات يوغوطه تسدد ضرباتها فى الجنوب وترسل الغنائم الى قفصه فى الجنوب الشرقى – وعندما وقعت قفصه فى يد الرومان وفقد الزعيم الوطنى امواله وامتعته اصبح خفيفا ويتنقل بسرعه وقد كان استيلاء الرومان على قفصه وتخريبها فى سنة 107 ق.م وفى السنة التاليه 106 ق.م
واصلت جيوش استيلوس زحفها فى الاتجاه الغربى حتى وصلت الى ملوشه اى نهر ملويه وهذا النجاح العسكرى لم يزد قبائل البربر الا عزما وتصميما على المقاومه – ولدى عودته من الغرب الى سرت واجه هجوما عنيفا قاسيا قامت به جيوش يوغوطه بالاشتراك مع جيوش بوكوس وكادت تقضى على فيالقه فبعد معركة انتصر فيها البربر غمر العسكر شعور الفرح واضحوا يغنون ويرقصون الليل كله وبعد ذلك قامت اعظم خيانه قام بها ملك بربرى فى العصور القديمه فقد سلم بوكوس يوغوطه خليفته وزوج ابنته الى قائد الرومان( سيلا ) بينما كان يوغوطه ينتظر حبل الجلاد بفارغ الصبر ليخلصه من عذاب الجوع كان الغادر بوكوس يتلقى امارات التعظيم والتشريف من الغزاةالمستعمرين الرومان الذين ولوه صنيعه على مملكه تشكل ثلث بلاد البربر – وبعد مدة كان فيها مقتل القيصر والنزاع الذي حدث بين انصاراكتاف وانصار انطوان كانت الفرصه مواتيه لقيام ثورة عارمه فى افريقيا انطلقت من الصحراء وسرت فى اتجاه الشمال تسرى كما تسرى النار فىالهشيم – كانت ثوره شعبيه تلقائيه حيث قتل فيها يوغوطه ولم يقلل ذلك من عنفوانها وشمولها وهذا ماجعل الرومان يضطرون الى زيادة قواتهم و الى انشاء عدة قواعد ومراكزمحصنه فى ( تبسه) وفى اماكن اخرى على حافة الصحراء
ومن جهة اخرى وسعت مملكة ( جوبا) الثاني فى سنة 17 ق.م بحيث اصبحت تشمل ثلثى الاراضىالموريتانيه وهى ترضيه معتبره للميشطول ولغيرهم من قبائل البربر ومع ذلك فان الثوره ظلت متقده على حافة الصحراء وقد كان عدد الجنرالات الرومان الذين مزينون بنياشينهم وترقياتهم للثورة عظيما ولكن الانتصارات لم تكن الا سرابا خداعا فى الصحراء حيث لاتوجد مدن يهدمها الطغاة ولاتصل يدهم الى السكان والاراضى المعموره انه غزل(( بنيلوب)) فما يحاك فى النهار ينقض بالليل وقد اعتبر الصحراويون ان جوبا الثاني خائنا وضيعه للاستعمار وكذلك هزمت جيوش جوبا الثاني عدة مرات فى هذه المناطق وقدكان من الممكن ان ينال على ايدى المقاومين هزيمة لو لم تنجده روما بفيالقها بقيادة كاسيوس ومع ذلك فقد ظلت الحرب عند اطراف الصحراء عوانا ولا هوادة فيها مدة طويله ولم يعلن هذا القائد الذي اطلق عليه لقب ( الجيشطولى ) فى روما انتصاره الا فى سنة 6 بعد الميلاد –
منذ سقوط المدينة ألصحراويه العتيدة جرمه التي كان يدافع عنها شعب الجرمنت فى سنة 19 ق.م وتخريبهاعلى يد قائد حمله رومانيه هو ( كورنا ليوس باليوس ) وهذا الشعب يواصل هجماته فى اتجاه الجنوب بتعاون مع الجيشطولى وفى تحالف مع الناسميون حتى وصلوا كما يقول هيردوت الى نهر سرت الكبير .
وكان ( تاكنارنيا) البربرى يعمل جنديا فى الجيش الرومانى فهرب من الجيش وكون حركه ثوريه لم تلبث ان وجدت عددا متزايد من الاتباع والانصار وبعد وفاة جوبا الثاني ازدادت الحركة قوة وشوكه فى غضون سنة 17 ميلادى واستغل تاكفرينا هذه الظروف لزيادة ضغوطه على الغزاة الرومان ودفع بقوات عظيمه الى المعركه وجهها ضد المنشات الرومانيه فى الادراس وبعد صراع مرير انسحب الى الصحراء وبعد هدوء استغله تاكفرنيا لتدريب قواته واعادة تنظيمها اصبح يشن هجمات على الرومان متواليه وبعد احراز نجاح تمكن الوالى الرومانى ( ايرونيوس) من دفعه للجنوب سنة 20 م وقدشرع الزعيم الافريقى ( تاكنارينا) فى تعبيئة قبائل الجنوب وفى مقدمتهم الجارمنت الذين تقول الروايه انهم اجداد شعب الطوارق فى ذلك الوقت وكون جيشا هائلا اجتاز على راسه التل من اقصاه الجنوبى الى اقصاه الشمالى وراح يدمر ضياع المعمرين ويقتل الرومان دون ان يقف فى طريقه عائق يذكر حتى وصل الى ( تيكلات ) و( توبوسكوتوس) القديمه التى تبعد عن بجايه بنحو 30كم فى الجنوب الغربى وضيق الحصار على هذا الحصن المنيع – ولما بلغت اخبار هذا الحصار الوالى الرومانى ( دولابيلا ) سار الى تعبيئة الجيوش والى وضع مراكز عسكريه وضع فيها حاميات قويه لكى تحول دون وصول الامدادات العسكريه التى كان ينتظرها - تاكنارينا – ويبدوا ان هذه الخطه نجحت فى عزل الزعيم الافريقى وقطعه عن قواعده – وبعد صراعات مريره وكر وفر قتل – تاكنارينا- فى سنة 24 م وهكذا انتهت معركه ضد الرومان الغزاه دامت ثمان سنوات بعد ذلك قام زعيم اخر اسمه ( اودمون) ليرفع مشعل الحريه ويقود البربر فى عدة معارك فطفره عقب وفاة بطوطى الذي خلف جوبا الثاني على العرش – ولقد كانت الصحراء مستودعا لمنتجات الترف والحيوانات النادره وللتبر الذي تنقله القوافل الى الشمال مع العبيد والغزال والفيله وغير ذلك مما يحتاجه الاسياد الرومان لارضاء حاجتهم الى البذخ وتنظيم العابهم الوحشيه .
ففى سنة 70م وهى السنه التىاحتلت فيها القدس قد شهدت زحف جيش رومانى بقيادة ( فيستوس) للتوغل فى الصحراء فى رحلة تاليه وهذه الحملات التى تردد فيها اسماء بعض القبائل مثل ليبيا والجرمانت ... الخ.
وهذه الصحراء كانت موضع الحديث فى الدوائر العسكريه فى روما مرة اخرى ففى سنة 115 م فى عهد الامبراطور ( تراجان ) وذلك بمناسبة قيام اليهود الذين يقطنون منطقة برقه بثوره على الحكم الرومانى وبعد قمع هذه الثوره هاجر اليهود الى الصحراء حيث غزوا اقليه من ابناء جلدتهم كانت موجوده فى بعض المناطق منذ احقاب لاتعيها ذاكرة التاريخ وفى سنة 117م قامت قبيله بربريه صحراويه مهمه تحمل اسما لاتينيا ( لوسوس توتوس) بثورة عارمه ولكن لاتوجد مايدل على ابعادها فى الشمال وعلى خطورتها السياسيه العسكريه – ولكن بعض المصادر تشير الى انها اقلقلت الرومان مدة من الزمن كماتشير المصادر الى انه تم نقل اسرى ملثمين الى روما خصوصافى عهد الامبراطور( سبتم سيفر) الذي كان من الجنرالات الافريقين قبل ان يرقى العرش- ولقد كانت قد قامت ثورات عظيمه فى افريقيا ضد الرومان واهمها واعنفها واكبرها ثورة ( الكينكيجا نتيان ) التى جرت فيها انهار من الدماء فى عهد الامبراطور ( ديوكليسيان ) ولكن هذه الثوره وقعت فى الشمال وليس فى الصحراء ولعل التجاء الناجين من ابناء القبائل من عتابيل هذه الثوره هم الذين التجاؤا الى الصحراء واستقروا من تاسيلى وفى الهجار وهذا ماجعل البعض يقول انهم اجداد شعبالطوارق ولكن هذا الراي يعوزه الدليل شانه فى ذلك شان جميع حركات الهجرة التى وقعت فى العصور القديمه .
ALTBO
يقول ألرحاله هورنمان 1797 ف يسكن التبو غرب وجنوب فزان ويحكمون أيضا الاقليم الذي يقع فى المنطقة ألصحراويه مابين فزان ومصر وان اقرب بقعة مسكونة شمال التيبو هى اوجله وسيوه ويجاورهم من ناحية الجنوب العرب الرحل ومن ناحية الغرب فيما بعد فزان اراضى الطوارق – وبشرة التبو ليست سوداء تماما وقوامهم نحيل وسواعدهم مفتوله ومشتيهم رشيقه وعيونهم ذكيه وشفاههم غليظه وانوفهم فطساء وليست كبيره وشعرهم طويل جدا ولكنه اقل تجعدا من شعر الزنوج يبدوا كما لوكانت لديهم طاقات طبيعيه هائله
وليملكون ألفرصه لاستخدامها فهم محاطون بالشعوب البربريه والمسلمين وينهمهم العرب بانهم سيئوالظن غادرون مخادعون ولهذا فان اهل فزان لايسافرون فرادى خوفا من بطشهم ولغة التبو سريعه بصوره غير عاديه وبها حروف ساكنه أتثيره وبخاصة اللام والسين واعدادهم كالتالى :-
واحد ترنو trono
ثلاثه اجسو Agesso
اربعه فوسو fusso
خمسه فو fo
عشره ماركم markum
ويتكون لباس اهل التبو من جلد الخراف شتاء ويلبسونه دون صوفه صيفا وهم حين يذهبون الى فزان يلبسون كما يلبس اهل (( بورما)) قميصا كبيرا ازرق ويلفون رؤوسهم حتى لايبدوا منها سوي العينين وسلاحهم رمح طويل طوله ستة اقدام وسكين طولها مابين عشرة وعشرين بوصه يعلقونها على الكتف الايسر ويلبسون حول وسطهم حزاما من الجلد يتدلى منه جراب عرضه ثلاثه بوصات – ويتكون التبو من قبائل عديده ياتى على راسها قبيلة بيلما ويسكن زعيمهم (( دريك)) على مسافة رحلة يوم واحد من بيلما وقبيلة بيلما خليط من اجناس عديده وقد استطاعت ان توطن نفسها بالقوة بين قبائل الزنوج الذين مازالوا يعيشون فى هذه المنطقه ومعظم سكان بيلما من الزنوج بينما نجد سكان ( ديرك) جميعهم من التبو – وتعمل قبيلة بيلما بالتجاره مابين فزان وبورنو ويسافرون فى جماعات صغيرة العدد مابين سته وثمانية رجال وهم مشهورون بسؤ طباعهم لدرجة ان عبيد برنو الذين عتقوا يرفضون السفر معهم خوفا من القتل والسرقه –
ويدين التبو بالاسلام ويقال انهم غير متدينون اما قبيلة ( تيبورشاد) وهى تبنى فى الصخور اويسكنون فى الغالب الكهوف اوالاكواخ فى الصيف ويسكن زعيم قبيلة تيبو رشاد مدينة
(آبو Abo) ( ) وهى تقع بالقرب من تيبستى اكبر مدن هذه المنطقه ويذهب رجال هذه القبيله الى فزان فى جماعات كبيره يرتون زى الطوارق ولقدرايت عديدا منهم يرتدون جلد الخراف وهم كما قيل مسلمون متدينون – اماقبيلة ( بورجو) فهم لايزالون وثنيين وهم يسكنون منطقة خصبه تزخر النخيل والبلح والكلاء .
وحدث ان قام بعض من اهل برنو بالسطو على جماعة من فزان بينما كانوا يسافرون فيمابين برجامى ومرزق وارسل اليهم سلطان فزان جيشا صغيرا قوامه اثنان وثلاثون رجلا فارسا وسبعون من المشاهوماتين اخرين من قبيلة رشاد وسافر الجيش الى( جترون ) قطرون – وهى تقع جنوب مرزق على بعد اربعة وخمسون ميلا ثم الى ( فقيرى) وتقع جنوب غرب جترون على بعد ثلاثين ميلا ثم الى ( آبو) بعد سفر سبعة ايام رحلة اليوم الواحد 18 ميلا وسرقوا ماتين من اهلها وبيع العدد الاكبر منهم كعبيد –
وتمشط نساء قبيلة برجو شعورهن على هيئة جدايل طويله تتدلى خلف رؤوسهن ويقصصن شعرهن عند مقدمة الراس ويعاشر اهل برنو اخواتهم البنات وقد اكد لى احد الاصدقاء ممن يتكلمون لغة التبو انه سال فتاه عما اذا كان اخوها هو والدالطفل الذي تحمله فلم تنكر ذلك (( وهذا اكيد عند غير المسلمين ))


وتقع بعيدا ناحية الشرق على مسافة خمسه اوستة ايام بلده تدعى ( ارنا ) ويسكنها قبائيل التبو ويسكن ( الفيبابو ) (Febabo) جنوبى جنوب الغرب من اوجله وهم معرضون لهجمات سكان بنغازى واوجله اذ يسطون عليهم ويسرقون البلح والرجال- ولقد اوضح لى اهالى اوجله ان _( نيبابو) تبعد حوالى عشرة ايام
باعتبار ان رحلة اليوم الواحد ‌‍ 21ميلا وخلال السنه ايام الاولىلايوجد ماء على الاطلاق – ويسكن التبو الرحل اقصى الجنوب وهم يقطنون فى وادى خصب يسمى بحر الغزال وهو يبعد سبعة ايام شمال برجامى )) انتهى كلام هورنمان
ولفت انتباهى خلال دراستى لكتب سيرة التبو واهل برنو وتنبكتو وهوسا وفزان انه توجد قبائل تعود فى سلالتها الىالاشراف يعود نسبهم الى يحيى بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على بن ابى طالب وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى كالتالى :-
السيد يحى خلف ولدان هما عيسى ومحمد- وقد خلف عيسى ابنه موسى الذي خلف ولدين
الاول ابراهيم والثانى محمد- فالاول خلف سلاله منهم محمد جد اشراف برنو وهو محمد بن احمد بن عبدالله بن عثمان بن ابى محمد بن عبدالله بن عبدالملك بن عامراحمد بن محمد بن ابراهيم بن موسى بن عيسى بن يحيى بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على بن ابى طالب وفاطمه بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
اما جد اهل تنبكتو فهو عبدالكريم بن عبدالله بن عبدالخالق بن احمد بن ابى القاسم بن محمد بن على بن عبدالجبار بن ابراهيم بن احمد بن محمد بن موسى بن عيسى بن يحيى بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن على وفاطمه بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
اما جد اشراف هوسا فهو غانم بن ابراهيم بن احمد بن عبدالله بنابى القاسم بن منصور بن احمد بن عبدالله بن عيسى بن محمد بن سعيد بن محمد بن احمد بن محمد بن عبدالله الكامل الى اخر النسب -.
اما جد اشراف فزان فهو عبدالله بن ابراهيم بن احمد بن محمد بن على بن احمد بن محمد بن يحيى بن عبدالله الكامل الى اخر النسب.
منقول