الختان عادة مصرية قديمة كان يمارسها المصريون القدماء منذ أقدم الازمنة ذكرت احدى الوثائق التى ترجع الى اكثر من 4200 سنة ختان 120 ولد فى احدى الاحتفالات , وهذا يدل على رسوخ هذه العادة قبل هذه المدة بمئات او الاف السنين من تاريخ تدوين هذه الوثيقة

ومن الرسومات القديمة يبدو ان الختان كان يفرض على كل ذكر وصل الى سن البلوغ او سن المراهقة

كان يطلق على هذا الطقس باللغة المصرية القديمة " سيبى " وكان كهنة المعابد هم المكلفين دينيا باداء هذا الطقس
وكتب هيرودوت المؤرخ اليونانى ان سبب ظهور الختان فى مصر القديمة هو ان المصريين كانوا يمارسونه لضمان
نظافة الجسد فى بيئة حارة. لكن بالاضافة لرأى هيرودوت فان الختان كان له دلالة دينية وعرقية , لان الختان كان يميز المصريين عن غير المصريين .
ولقد انتقلت هذه العادة الى أديان المنطقة وصارت من الفروض الدينية التى يجب على المؤمن ان يؤديها
فنجد اليهودية تعتبر الختان من الفروض الاساسية التى على اليهودى ادائها:
هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني و بينكم و بين نسلك من بعدك يختن منكم كل ذكر (التكوين 17 : 10)

فاخذ ابراهيم اسماعيل ابنه و جميع ولدان بيته و جميع المبتاعين بفضته كل ذكر من اهل بيت ابراهيم و ختن لحم غرلتهم في ذلك اليوم عينه كما كلمه الله (التكوين 17 : 23)

في ذلك الوقت قال الرب ليشوع اصنع لنفسك سكاكين من صوان و عد فاختن بني اسرائيل ثانية

و هذا هو سبب ختن يشوع اياهم ان جميع الشعب الخارجين من مصر الذكور جميع رجال الحرب ماتوا في البرية على الطريق بخروجهم من مصر لان جميع الشعب الذين خرجوا كانوا مختونين

و اما جميع الشعب الذين ولدوا في القفر على الطريق بخروجهم من مصر فلم يختنوا (يشوع 5 : 2 – 5 )



بل أمرت التوراة بقتل من لا يختتن :
اما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها انه قد نكث عهدي (التكوين 17 : 14)

واعتبرت من لا يختتن نجسا لذلك لم يزوجوا بناتهم لأغلف :
فقالوا لهما لا نستطيع ان نفعل هذا الامر ان نعطي اختنا لرجل أغلف لانه عار لنا (التكوين 34 : 14)

وجاءت المسيحية وتبنت العهد القديم كجزء من كتابها المقدس , ووافقت على ما جاء به وان قامت بتعديل موقفها من بعض الفروض والطقوس التوراتية

فبعض اتباع المسيح من تلاميذه اليهود الاصوليين المتشددين اعتبروا الختان فرضا من فروض الايمان , ويمثل هذا التيار بطرس , والبعض الاخر الذين توفرت لهم ثقافة يونانية لم يروا فى هذا الطقس اى علاقة بالايمان , فكانوا لا يطالبون المعتنقين للمسيحية من الامم بالختان , ويمثل هذا التيار بولس الرسول الذى دعى رسول الامم

ولقد كان رأى بولس واتباعه له الغلبة فاصبح الختان فى المسيحية اختيارى ولا يعتبر فرضا من فروض الايمان فمن شاء اختتن ومن شاء رفض الختان

فنقرأ :
ليس الختان شيئا و ليست الغرلة شيئا بل حفظ وصايا الله (كورنثوس الأولى 7 : 19)

لانه في المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئا و لا الغرلة بل الايمان العامل بالمحبة (غلاطية 5 : 6)
لانه في المسيح يسوع ليس الختان ينفع شيئا و لا الغرلة بل الخليقة الجديدة (غلاطية 6 : 15)

بل بالعكس اذ راوا اني اؤتمنت على انجيل الغرلة كما بطرس على انجيل الختان (غلاطية 2 : 7)

اما الاسلام فبالرغم من عدم وجود اى اشارة للختان فى القرآن , الا انه فرضه على كل ذكر مسلم عملا بما جاء بالاحاديث

وهكذا رأينا كيف ان عادة او طقس الختان اخترعها المصريون القدماء ومارسوها طوال تاريخهم الطويل القديم , وانتقلت هذه العادة الوثنية الى الشعب اليهودى ومعتقداته وتشريعاته , اما المسيحية فكان موقفها متردد الى ان حسم بولس الموقف فى اعتبار الختان بان لا قيمة له , وبعد ذلك جاء الاسلام فعاد وفرض هذه العادة المصرية القديمة , والتى ساهم اليهود فى نشرها بالجزيرة العربية , فصار الختان فرضا على المسلمين .
والان انقل للقارئ هذا الاقتباس من كتاب (ختـان الذكـور والإنـاث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين ) الجزء الثاني: الختان والجدل الديني :

للدكتور سامي عوض الذيب أبو ساحلية المسؤول عن القسم العربي والإسلامي بالمعهد السويسري للقانون المقارن :
أن هناك شواهد على أن الختان قد مُورس في مصر قَبل التاريخ المفترض لوجود إبراهيم.

فهناك مسلّة من القرن الثالث والعشرين قَبل المسيح كتب عليها أحد موظّفي الملك أنه ختن ضمن 120 رجل.

وفي القرن العشرين قَبل المسيح ذكر الملك سينوسيرت الأوّل أن الإله الشمس قد عينه سيّد البشر عندما كان طفلاً لم يفقد غلفته بعد.

وتقريباً في القرن التاسع عشر يقول الحاكم خنوبهوتيم الثاني أن أباه كان قد عُيّن حاكماً قبل أن يختن.

وهناك بعض النقوش والصور التي تبيّن إجراء عمليّة الختان منذ زمن قديم في مصر. ففي إحدى صور من قبر يرجع للسلالة السادسة (2350-2000 ق.م) نرى شابّاً يختن. وفي منظر في هيكل الكرنك يرجع إلى القرن الخامس عشر قَبل المسيح نرى صبيين ما بين السادسة والثامنة وهما يختنان. ففي نقش نرى شخصاً واقفاً وقد جلس على الأرض أمامه الجرّاح ممسكاً بيده اليمنى آلة مستطيلة في وضع عمودي على العضو وفي إتّجاه طوله. ونلاحظ أنه لا تبدو على أسارير وجه المختتن ما ينم عن تألّمه. أمّا الجزء الأيسر فيظهر فيه الجرّاح ممسكاً بآلة أو بشيء آخر بيضوي الشكل (قد يكون صوّاناً) يلمس به العضو التناسلي الذي يسنده بيده اليسرى. وفي هذا الجزء تدل ملامح المريض على شعوره بالألم. ونلاحظ كذلك وجود مساعد الجرّاح خلف المريض وقد امسك بذراعيه على إرتفاع وجهه في عنف ونقرأ قول الطبيب: «امسكه كي لا يقع»، والإجابة: «سأفعل وفق إشارتك».


وفي معبد الكرنك بالأقصر نقشاً لعمليّة ختان يظهر فيه الجرّاح وهو يضع الآلة القاطعة بيده اليمنى على عضو الذكورة في مستوى الكمرة، بعد ربط العضو برباط دائري على قاعدته، ويفتح فتحة الغلفة بأصابع يده اليسرى. ويبدو أنه يفعل هذا حتّى يتجنّب جرح العضو عند القطع. ولكن الآلة القاطعة في هذا النقش تختلف في شكلها عن النقش الأوّل، فهي هنا أشبه بمشرط أو سكّين مكشوط الحد.


وقد حفظ لنا متحف الآثار المصريّة بالقاهرة عدداً من التماثيل الحجريّة والخشبيّة لرجال عراة مختونين يرجع زمنهم إلى عصر الدولة القديمة. فالختان كان يمارس في مصر، إمّا بقطع كامل للغلفة أو بشق الغلفة على شكل v لإظهار الحشفة. وقد أوضح الكشف عن المومياوات أن الختان بشكليه كان يمارس ولكن ليس بصورة عامّة على الجميع[6].

وهناك مسلّة تخلّد إنتصار الملك النوبي «بيي» عام 728 ق.م على تحالف من أمراء الدلتا وارتقائه عرش مصر. كُتب على هذه المسلّة أن حكاماً ذهبوا إلى الملك ليعربوا عن ولائهم له ولكنّهم لم يدخلوا القصر لأنهم كانوا غير مختونين وأكلة سمك، عدا «نمرود» لأنه كان طاهراً ولا يأكل السمك. وكان للقصر في ذاك الزمن صبغة دينيّة إذ إن الملك يمثّل الآلهة على الأرض. وقد كُتب على هيكل الإلهة إيزيس في جزيرة «فيلي» تعليمات تحرِّم دخول الهيكل على غير المختون ومن يأكل السمك.

وقد يكون لذِكر السمك مع الختان في هاتين الكتابتين صلة بأسطورة «إيزيس» و«أوزيريس» كما يرويها المؤلّف اليوناني «بلوتارك» (توفّى حوالي عام 125). تقول الأسطورة أن الإلهة «إيزيس» حاولت أن تجمع جسم الإله «أوزيريس» الذي قطعه «سيث» ولكنّها لم تجد قضيبه الذي إبتلعته ثلاث سمكات تمثّل قوى الشر[7].

وقد زار هيرودوت (توفّى عام 424 ق.م)، المعروف بأبي التاريخ، منطقة الشرق الأوسط وسجّل في كتابه إشارة إلى عادة الختان في مصر. فهو يقول: «بينما كل شعوب الأرض تُبقي على الأعضاء التناسليّة كما هي، فإن المصريّين ومن تعلّم منهم يمارسون عادة الختان». ويضيف «بأنهم يمارسون الختان حفظاً للنظافة، لأن النظافة عندهم أولى من الجمال». ثم يشرح كيف أنهم كانوا مثابرين على النظافة. فهم يشربون بأكواب من النحاس يغسلونها جميعهم كل يوم ويلبسون ثياباً من الكتّان نظيفة. والكهنة منهم كانوا يحلقون أجسادهم كل يومين حتّى لا يبقى عليهم قمل أو نجاسات أخرى[8].

ثم ذكر هيرودوت في مكان آخر أن عادة الختان تمارس لدى شعب يعيش في منطقة شرق البحر الأسود جنوب القوقاز يشبه شعرهم شعر المصريّين ولهم عادات تشبه عادات المصريّين قد يكونون مستعمرة أقامها فرعون مصري يسمّى سيزوسترس (سنوسرت). ثم يقول إن عادة الختان قديمة جدّاً عند المصريّين والأثيوبيين لدرجة عدم تمكّنه معرفة من أخذ عن الآخر عادة الختان. ولكنّه يُرجِّح أن يكون الأثيوبيون قد أخذوها عن المصريّين[9].

وعندما يتكلّم سترابو، عالم الجغرافيا والمؤرّخ اليوناني الذي زار مصر بين 25-23 ق.م، عن الختان في مصر، يربط بين هذه العادة عند المصرين والعادة عند اليهود، وهو يُرجع اليهود إلى أصل مصري. فهو يقول: «هناك عادة يلاحظها الإنسان في دهشة بين المصريّين، ذلك أنهم يُربّون باهتمام كل طفل يولد لهم وانهم يختنون الأولاد ويخفضون البنات، كما هي العادة أيضاً بين اليهود، الذين هم من أصل مصري»[10].

ويؤكّد المؤلّف اليهودي «فيلون» (توفّى عام 54) أن المصريّين كانوا يمارسون الختان[11]. فيختنون كل من الذكر والأنثى عندما يبلغون سن الرابعة عشر، أي عندما يبدأ «الخطيب» بالإمناء و«الخطيبة» بالعادة الشهريّة[12]. وهنا نرى إرتباط الختان بالزواج.

وقد أصدر الإمبراطور الروماني «هادريان» (توفّى عام 138) قانوناً يمنع الختان ولكنّه إستثنى من المنع كهنة الديانة الفرعونيّة، ممّا يدل على أن الختان كان من شروط الكهنوت عند المصريّين القدامى. فكان الشاب الذي يرغب في بلوغ درجة الكهنوت يحصل على ترخيص من السلطات بختن نفسه بعد أن يثبت أنه إبن كاهن وأهل للكهنوت[13]. وبعد إستعراض الكتابات والنقوش المصريّة القديمة، يخلص كتاب عن الطفل المصري القديم إلى ما يلي:

«إن الدلائل تثبت إنتشار الختان في العهود القديمة. وإنه كان إجباريّاً على الفتى وشرطاً للإعتراف ببلوغه من الهيئة الإجتماعيّة. ويقوّي هذا الإستنتاج تصوير عضو الذكورة الهيروغليفي مختوناً. ثم أصبح الختان إختياريّاً في العصور التالية، إلاّ لفئات معيّنة يتحتّم فيها الختان مثل الفتيان الذي يلتحقون بالخدمة الكهنوتية. وقد يكون الختان من الأمور الإجباريّة أيضاً في الدولة الوسطى لكل من يلتحق بوظيفة حكوميّة. والحقيقة أن معظم الرجال الذين دلّت تماثيلهم أو نصوصهم على ختانهم كانوا من الطبقات الرفيعة في المجتمع. ومع ذلك فقد ثبت أن فرعوناً أو إثنين لم يختتنا»[14].

هذا ويزعم رجال الدين اليهود أن يوسف هو الذي أدخل الختان إلى مصر. ففي رواية لهم أنه بعد أن أقام فرعون يوسف على مصر وخزن القمح لسني المجاعة، بدأ المصريّون يأتون يوسف ليطلبوا منه خبزاً. فكان جوابه: أنا لا أعطي خبزاً لغير المختونين. إذهبوا واختنوا أنفسكم وارجعوا لي. فتذمّر المصريّون واشتكوا إلى فرعون. إلاّ أن فرعون أرجعهم إلى يوسف قائلاً: إعملوا كما يأمركم[15].

بالإضافة إلى مصر، هناك شواهد على ممارسة الختان في مناطق أخرى من الشرق الأوسط. فقد وُجد في سوريا ثلاثة تماثيل معدنيّة صغيرة لرجال عراة ترجع إلى القرن الثامن والعشرين قَبل المسيح. ويظهر على إثنين منهم انهما ختنا ختاناً كاملاً، والثالث ختن ختاناً جزئيّاً[16].

ويذكر هيرودوت أن الفينيقيّين والفلسطينيين قد أخذوا عادة الختان عن المصريّين وأن الفينيقيّين قد ألغوا عادة الختان منذ أن تاجروا مع الإغريقيّين[17].

وتعتبر التوراة العرب شعباً غير مختون[18]. وكذلك الأمر بخصوص الفلسطينيين[19]. ويذكر المؤرّخ اليهودي «يوسيفوس» (توفّى قرابة عام 100) أن العرب كانوا يختنون أطفالهم عندما يبلغون سن الثالثة عشر لأن إسماعيل خُتن في هذا العمر، بينما اليهود يختنون في اليوم الثامن لأن إسحاق ختن في اليوم الثامن[20]. ولكنّه يضيف أن اليهود كانوا السكّان الوحيدين الذين يمارسون الختان في فلسطين[21].
عن منتدى حلم الجزائر

منقوول