عصــر الـــولاة في الأندلس
بعد مقتل عبد العزيز بن موسى بتدبير من رؤساء الجيش من العرب أمثال: أيوب اللخمي، وحبيب بن أبي عبيدة،وزياد التميمي،وزياد البلوي. ظهر عدد من أسماء الولاة منهم:
أيوب بن حبيب اللخمي: وهو ابن أخت موسى بن نصير حيث اجتمع جند الأندلس وعينوه.
أهم أعماله:
o نقل العاصمة إلى قرطبة وكان اختيار جيد لحسن موقعها لأنها تقع داخل العمق الأندلسي وعزله سليمان بعد 6 أشهر من ولايته وركز هجماته شمال طليطلة لتطهير البلاد من أي مقاومة قوطية وأسس هناك قلعة أيوب المعروفة باسمه.
الحر بن عبد الرحمن الثقفي سنة97: بقي سنتين و8 أشهر،وتوفي سنة99
السمح بن مالك الخولاني: عيّنه عمر بن عبد العزيز لأنه كان رجلاً فاضلا صالحاً.

أهم أعماله:
à نظم إدارة البلاد المالية حيث قسم أرضها.
à أخرج البعوث إلى غالة فوصل إلى أربونة ووصل إلى طولوشة وانهزم فيها المسلمون واستشهد فيها سنة102هـ في يوم عرفة.
عبد الرحمن الغافقي: رجع بالجيش إلى أربونة وبقي في الولاية شهر فعزل .
عنبسة بن سحيم الكلبي: عينه بشر بن صفوان والي افريقية وكانت البلاد تموج بالفتنة نتيجة هزيمة المسلمين في قرقشونة والنزاع القبلي. لذلك قضى عنبسة 4سنوات ينظم أمور الدولة ووصل في حملاته الجهادية إلى ليون وبروفانس وأراد العودة إلى قرطبة لحصول اضطرابات فيها فاستشهد في الطريق على إثر غارة قام بها الفرنجة على الجيش الإسلامي.
عذرة بن عبد الله الفهري: تولى الأندلس بعد استشهاد عنبسة وواصل فتوحاته حتى ليون وبورجوني. ثم خلفه عدة ولاة لا تتجاوز مدة أحدهم بضعة أشهر،حتى جاء:
عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي سنة113هـ: كان من أعظم القواد المسلمين ولاه عبد الله بن الحبحاب والي إفريقية وهو الذي تولى قيادة الجيوش بعد معركة طولوشة فكان تواقا لملاقاة الفرنجة بقي سنة ينظم أمور البلاد ثم أعلن الجهاد فتجمعت إليه مئات الآلاف من المجاهدين فسار حتى وصل إلى بواتييه.
معركة بواتييه "بلاط الشهداء" سنة 114هـ:استمرت المعركة 8 أيام انتهت بانتصار شارل مارتل واستشهاد عبد الرحمن الغافقي وهزيمة المسلمين.
يوسف بن عبد الرحمن الفهري: تمكن من إرغام شارل إلى العودة إلى أربونة وحكموا بلاد البروفانس مدة أربع سنوات.
عبد الملك بن قطن: تولى سنة116هـ وعزل لظلمه وجوره.
عقبة بن الحجاج: عين من قبل عبيد الله بن الحبحاب وكان رجلاً صالحاً ومجاهداً وكان في حروب طاحنة مع قارلة حتى توفي قارلة سنة123هـ فابتسم الحظ للمسلمين ولكن كانت هناك اضطرابات في الصفوف الإسلامية ومن ذلك أن عبد الملك بن قطن الفهري وثب بمن معه من اليمنيين واغتصب الحكم من عقبة بن الحجاج واستبد بالبلاد واشتعلت على يديه نيران الفتنة بين العصبتين اليمنية والمضرية إذ استعان بالعرب الشاميين ضد ثورة البربر ولكنهم قتلوه وصلبوه وقد استعان بهم لعصبيته ضد الشاميين.
عبد الرحمن بن علقمة اللخمي: كان قائد جيش المسلمين في غالة ولما سمع بمقتل ابن قطن أراد الانتقام من الشاميين واشتبك مع جيش بلج القشيري والشاميين وانهزم جيش عبد الرحمن وقتل من قواته نحو 10 آلاف رجلا واستطاع عبد الرحمن من قتل بلج القشيري ثم عاد إلى الثغر ولكن النتيجة أن بعضاً من إمارات البرتات استقلت نتيجة لسحب عبد الرحمن قوات المسلمين.
يوسف بن عبد الرحمن الفهري:أرسل ابنه عبد الرحمن إلى أربونة وما يليها لضبطها وتهدئتها، لكنه فشل للأسباب التالية:
1. لضعف النفوذ الإسلامي.
2. انقطاع الاتصال بالأندلس لانتفاض أهل جيليقيا.
3. محاصرته لأربونة وافتتاحها، ومن ثم محاصرة دوق إكيتانيا له.

النزاع بين العرب والبربر: يرجع إلى:
à سنة 101 هـ عندما تولى يزيد بن أبي مسلم ولاية افريقية في عهد يزيد بن عبد الملك واستخف بالبربر وسبى نسائهم فأوغر صدورهم وقتله البربر.
à ولاية بشر بن صفوان الكلبي وعبدة بن عبد الرحمن السلمي فقد أسرفا في غزو قبائل البربر، وسبوا نسائهم وبالغوا في التعسف والجور بهم ثم خلفهم عبيد الله بن الحبحاب سنة 116هـ وكان قيسيا متعصبا لقيسيته وكان متعصبا للعرب ضد البربر واعتبرهم عبيد للمسلمين وفيئا لهم.
النتائج:
§ غضب البربر وكانت أنفسهم تغلى.
§ أصبحت أراضي البربر أماكن لمجيء الخوارج إلى بلاد المغرب لبعدها عن مركز الخلافة فاخذوا يبثون تعاليمهم.
§ ظهر للخوارج رئيس يسمى ميسرة المدغري وتلقب خليفة وإلتف حوله البربر.
§ خرج ميسرة بجيش كبير وقتل عمر بن عبيد الله المرادي والي الحبحاب على طنجة فقتله وزحف إلى إسماعيل بن عبيد الله بن الحبحاب في منطقة السوس فقتله وغضب الحبحاب لمقتل واليه وعامله وولده.
§ معركة الأشراف سنة 123هـ:استدعى الحبحاب حبيب بن أبي عبده يأمره بالرجوع من صقلية ليتمكن العرب من مواجهة ثورة البربر وهو بدوره أعد جيشا آخر من أخيار العرب وجعل على رأسه خالد بن أبي حبيب الفهري وتقدموا لملاقاة ميسرة بالقرب من طنجة واقتتلوا فقتله البربر وولوا خالد بن حميد الزناتي فالتقى خالد بجيش ابن حميد وقتل خالد ومن معه فقتل في تلك المعركة حماة العرب وفرسانها وكماتها وأبطالها لذلك سميت هذه المعركة بمعركة الإشراف .
نتائج المعركة:
1. انهزم العرب.
2. عمت الفوضى وانتشر الذعر في نفوس العرب.
3. ثار أهل الأندلس وعزلوا أميرهم عقبة بن الحجاج، وعينوا عبد الملك بن قطن.
4. اختلال الأمور على ابن الحبحاب فعزله هشام وأرسل جيشا بقيادة كلثوم القشيري سنة 123هـ عدده " 300" وأوصاه بقتال البربر والأرمن، وأوصى أن تكون القيادة لابن أخيه بلج القشيري وانهزم المسلمون وطلبوا المدد من عبد الملك بن قطن والتف البربر في الأندلس مع زعيمهم زقطرتق وثاروا عليه فأرغم واضطر إلى التعاون مع الشاميين للقضاء على العدو المشترك وسمح لهم بالعبور إليه لكن بشرط أن يغادروا الأندلس بعد انتهاء مهمتهم لأنه خافهم على حكمه بالأندلس واجتمع البربر في طليطلة واتحد العرب وقضوا على البربر فطالبهم بالخروج ولكنهم طلبوا سفن فأراد إخراجهم بالسفن من الجزيرة الخضراء إلى سبتة لكي يتعرضوا للبربر فقتلوه0
الصراع بين القيسية واليمنية:
أسبابه:
بعد مقتل عبد الملك بن قطن أثار موجة من الغضب في الأندلس فاتحد العرب البلديون بقيادة قطن وأمية ابني عبد الملك مع البربر والتفوا مع جيش بلج والبلديين فقتلوه فتولى الأمر ثعلبة العاملي ولما بلغ هشام بن عبد الملك ما أصاب اليمنية على يد الشامية ولى حنظلة بن صفوان الكلبي على افريقية سنة 125هـ وولى ابن عمه أبو الخطار الأندلس ليضع حدا للفتنة القائمة بين البلديين والبربر وبين الشاميين فقدم الأندلس سنة 125هـ ومعه "30" ألف رجلا هم الطليعة الثانية من الشاميين فقدم أبو الخطار حسام الكلبي وأطلق سراح الأسرى وسمى عسكره بعسكر العافية فاجتث الفتنة وأمن ابني عبد الملك بن قطن ووزع جند الشام ولكنه كان متعصبا يمنيا لأن أحد القيسيين قتل أحد أصحابه واشتكى اليمني لجور القيسي فجار في حكمه وتعصب لليمني فالتجأ المضري إلى الصميل بن حاتم ويلقب بذي الجوشن وكان زعيم القيسية باليمن فقدم لمشاورة أبو الخطار ولكنه سبّه ولكزه أمام الجند فعاد وألب عليه القيسية فقاتلوه وأسروه بعد أن كتبوا إلى ثوابة بن سلامة الجذامي من جند فلسطين، وتولى بتدبير من الصميل لمدة سنة وتوفي سنة 129هـ فعينوا أحد أحفاد عقبة بن نافع وهو يوسف بن عبدالرحمن الفهري وكان ضعيف فتحكم الصميل في الحكم وجرت معركة كبيرة وهي أول معركة تحدث بين القبائل المضرية واليمنية فانهزم أبو الخطار واستطاع الصميل أن يقتل حوالي "700" رجلا منهم فتولى الصميل الولاية الفعلية وكانت له الرئاسة والرسم بينما كان ليوسف الاسم فقط.
الأحوال الاقتصادية:
بعد هذه المعركة اجتاحت البلاد مجاعة تسمى "خمسة سني برباط" أي خمس سنوات برباط وسمي بذلك بسبب هجرة كثير من المسلمين عن طريق وادي برباط إلى المغرب.
دور عامر بن هشام: ساءه ما لقيه اليمنيين وأراد قتل يوسف ولكن الناس انفضوا من حول يوسف فاتجه إلى الصميل في سرقسطة فأقبل يوسف بجموع هائلة من اليمنيين فحاصر الصميل فاستنجد الأخير بيوسف ولكنه اعتذر منه رغبة في هلاكه ، واستنجد بجند قنسرين ودمشق فأمدوه ورفع الحصار عنه.
بدء حركة الاسترداد المسيحي: أخذ المسلمون بفتح الأندلس كلها ما عدا أقصى الشمال الغربي المعروف باسم " صخرة بلاي pelayo" نسبة إلى بلاية والذي كان الساعد الأيمن للملك القوطي لوذريق فوقع بلاية في الأسر واستطاع الخلاص من الأسر في عهد الحر الثقفي سنة 128هـ وتنقل بين البلاد حتى استقر في بلدة كانجا دي أونيس والتف حوله القوط الهاربين من المسلمين واستهون المسلمون بأمرهم وتركوهم وشأنهم وانصرفوا إلى منازعاتهم الداخلية فمنها انطلقت أول معركة مناهضة للإسلام في الأندلس بهدف استرداد البلاد وتحريرها.
أسباب الاسترداد:
1. انقسام المسلمون على أنفسهم فدبت في صفوفهم عوامل الخلاف والفرقة .
2. ثورة البربر.
3. هجرة المسلمون من المناطق الجبلية الباردة في أقصى الشمال واستوطنوا الجنوب طلبا للخصب والدفء والحياة وبالتدريج احتل القوط الأراضي التي تركها المسلمون البربر.
النتائج:
1. كون القوط كتلة قوية وتنبه المسلمون لهذا الخطر الجاثم بعد فوات الأوان .
2. استطاع بلاي الانتصار على جيوش المسلمين في معركة مغارة كوفا دونجا فقد تمكن من قتل ابن علقمة اللخمي وارتد المسلمون إلى أسترقة ويعتز الأسبان بهذه المعركة باعتبارها بداية موفقة لحركة المقاومة المسيحية.
3. نجح بلاي في تأسيس مملكة اشتوريش التي كانت إيذانا بميلاد الإمارات المسيحية في شمال الأندلس.وتكاثر عددهم واتسعت مملكتهم وعلى شأنهم على يد الملك الفونسو الأول.
بقلم : نورة أحمد حامد الحارثي
طالبة دكتوراه
جامعة : أم القرى