جاء في كتاب نظرية عدالة الصحابة لصائب عبد الحميد ص200 وما بعدها :-

تقول الشيعة أن الأمام علي بن أبي طالب (ع) قد أختاره الله ليخلف نبيه بالولاية والمرجعية وكلف الله نبيه بأن يعلن هذا الاختيار الألهي فأعلنه النبي أمام مائة ألف مسلم في حجة الوداع

ويقول الشيعة بأن الله هو الذي عين المرجعيتين بالنص وأمر نبيه أن يعلن للمسلمين هذا التعيين اللاهي فأعلنه بأكثر من مناسبة ....

ودليلهم الشرعي الأول :- أية الولاية وهي الآية 55 من سورة المائدة (( أنما وليكم الله ورسوله والذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتولى الله ورسوله والذين أمنوا فأن حزب الله هم الغالبون )) ، وقد نزلت هذه الآية في علي حين تصدق بخاتمه وهو راكع في صلاته ، وتفسير هذه الآية مفصل بتفسير الثعلبي على سبيل المثال ، وعندما رأي النبي (ص) عليا وهو يتصدق بخاتمه أثناء ركوعه في الصلاة دعا محمد ربه بالدعاء الذي دعا فيه هارون ربه ( وأجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري ....) ، وقال أبوذر : فوا لله ما أن أتم الرسول (ص) دعائه حتى نزل عليه جبرائيل ومعه أية الولاية .


وقد أجمع المفسرين على نزول هذه الآية في علي (1) .
وبالفعل فقد نصب النبي (ص) أمير المؤمنين عليا (ع) مرجعا وخليفة من بعده في جمع ضم مائة ألف مسلم يوم الغدير خم ، وذلك يوم الخميس وقد نزل عليه جبريل بعد مضي خمس ساعات من النهار فقال :- يامحمد ربك يقرئك السلام ويقول لك : (( ياأيها النبي بلغ ما أنزل إليك ..... ))
وقد نزلت هذه الآية يوم الغدير (2) .
وبعد أن نصب الرسول عليا أماما ومرجعا من بعده نزلت الآية (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) ، وهذه الآية نزلت أيضا بذي الحجة وبمنطقة غدير خم وبنفس المكان الذي نصب فيه أمير المؤمنين علي (ع) ومباشرة بعد تنصيبه (3) .
وبعد تنصيب علي وليا ومرجعا وخليفة للأمة بعد النبي تقدم عمر بن الخطاب (رض) من علي بن أبي طالب (رض) وقال مداعبا (( بخ بخ لك ياعلي ياابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم )) وتلك حقيقة (4) .

وأصبح يوم الغدير عيدا عاما للمسلمين في الأزمنة المتقادمة (5) ، وحديث الغدير قد بلغ مرتبة التواتر عن طريق علماء أهل السنة ، وألفت فيه المؤلفات منها ، كتاب الولاية لابن حجر الطبري وكتاب الولاية لأبي عباس بن احمد بن عقدة المتوفى 333هـ والدار قطني المتوفى في 385هـ له جزء في طريق الغدير وكتاب الدراية في حديث الولاية لأبي سعيد السجستاني المتوفى 477هـ وكتاب دعاة الهداة إلى أداء حق الموالاة لأبي القاسم عبيد الله الحنفي المتوفى 490هـ .....الخ
وقد روى حديث الغدير من الصحابة 116 صحابيا ورواه 84 من التابعين ، وروى حديث الغدير كل علماء أهل السنة وأخرجوه في كتبهم على اختلاف طبقاتهم ومذاهبهم من القرن الثاني الهجري حتى القرن الرابع عشر الهجري وعددهم 360 عالما كما ذكرهم ألأميني في كتاب الغدير
نموذج من إعلان يوم الغدير

قال الطبراني في المعجم الكبير :


عن حذيفة بن أسيد الغفاري الصحابي الجليل (رض) قال :- لما صدر رسول الله (ص) من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجيرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا ، ثم بعث إليهم ، فقم ماتحتهن من الشوك وعمد إليهن فصلى تحتهن ، ثم قام فقال :- (( ياايها الناس إني قد أنبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي ألا نصف عمر الذي يليه من قبله ، وأني لأظن أني يوشك أن أدعى فأجيب وأني مسؤول وأنكم مسئولون ، فما أنتم قائلون ؟)) قالوا نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيرا
فقال : (( أليس تشهدون إن لااله إلا الله وان محمد عبده ورسوله وأن جنته حق وناره حق وان الموت حق وان البعث حق بعد الموت وان الساعة آتية لاريب فيها وان الله يبعث من في القبور ؟ قالوا بلى نشهد بذلك قال : اللهم أشهد ثم قال :أيها الناس أن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا _ يعني عليا رضي الله عنه – مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (6) .

ثم قال :- أيها الناس إني فرطكم وأنكم واردون علي الحوض أعرض مابين بصرى وصنعاء ، فيه عدد النجوم قد حان من فضة وأني سائلكم حين تردون علي .. فانظروا كيف تخلفوني فيهما : الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل سبب طرفة بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضللوا ولا تبدلوا ، عترتي أهل بيتي فانه قد نبأني اللطيف الخبير إنهما لله ينقضيان لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (7) .
جاء في كتاب الهاشميون في الشريعة والتاريخ ، للمحامي أحمد حسين ياسين ص135 وما بعدها :-<o:p></o:p>
حديث الثقلين وأهل بيت النبوة ، روى الحديث جمع كبير من الصحابة 35 صحابيا وصحابية ، منهم علي بن أبي طالب ، والحسن بن علي بن أبي طالب ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، وابن عباس ، وأبو سعيد ألخدري ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ،وأبو الهيثم بن النبهان ، وحذيفة بن اليمان وحذيفة بن أسيد الغفاري ، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ، وزيد بن ثابت ، وزيد بن أرقم ، وأبو هريرة ، وعبد الله بن حنطب ، وجبير بن مطعم ، والبراء بن عازب ، وأنس بن مالك ، وطلحة بن عبد الله التميمي ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص ، وعمرو بن العاص ، وسهل بن سعد الأنصاري ، وعدي بن حاتم ، وأبو أيوب الأنصاري ، وأبو شريح الخزاعي ، وعقبة بن عامر ، وأبو قدامة الأنصاري ، وأبو ليلى الأنصاري ، وحمزة الاسلمي ، وعامر بن ليلى بن حمزة ، وفاطمة الزهراء ، وأم سلمه زوج الرسول ، وأم هاني أخت الأمام وابنة عم الرسول ( 8) .
كل هؤلاء اجتمعوا مع اختلاف توجهاتهم وميولهم على صحة وقطعية صدور حديث الثقلين عن رسول الله (ص) .وجاء في كتاب الغدير للأميني ج2 في ترجمة حسان بن ثابت (رض)
وقد أنشد حسان بن ثابت :-


يناديهم يوم الغدير نبيهم ********* بخم وأسمع بالرسول مناديا
فقال : فمن مولاكم ونبيكم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فقالوا ولم يبدو هناك التعاميا
:ألاهك مولانا وأنت نبينا ******** ولم تلق منا الولاية عصيا
فقال له : قم ياعلي ؟فأنني ******* رضيتك من بعدي أماما وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه ******* وكن للذي عادا عليا معاديا
وقد ذكرت هذه الأبيات من قبل الكثير من الحفاظ والإعلام ..


ويروى لعلي بن أبي طالب (ع) مااخرجه الو احدي عن أبي هريرة (رض) قال أجتمع عدة من أصحاب رسول الله (ص) ..... فجلسوا وأخذوا في مناقبهم فدخل عليهم علي بن أبي طالب (رض) فسألهم : فيم أنتم ؟ قالوا : نتذاكر مناقبنا مما سمعنا من رسول الله فقال علي (رض) :
أسمعوا مني ثم أنشد يقول :
لقد علم الناس بأن سهمي ****** من الإسلام يفضل كل سهم
وأحمد النبي أخي وصهري ***** عليه الله صلى وأبن عمي
ويستمر في القصيدة إلى أن قال :
كما هارون من موسى أخوة **** كذالك أنا أخوه وذاك أسمي
لذاك أقامني لهم أماما ******* وأخبرهم به بغدير خم



المراجــــــــــــــــــــــــــــــ
1- ونقل هذا الإجماع غير واحد كالأمام القوشجي في مبحث الإمامة من شرح التجريد وراجع تفسير الأمام أبو إسحاق أحمد بن محمد النايسبوري الثعلبي الذي قال عنه ابن خلكان في وفياته أنه أوحد زمانه في علم التفسير، وراجع على سبيل المثال شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج1 ص161 ومناقب علي بن أبي طالب لابن ألمغازلي الشافعي ص311 وكفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 228 و250 ، وذخائر العقبى لمحب الدين الطبري الشافعي ص88 و 102 والمناقب للخوارزمي الحنفي ص187 وترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج2 ص409 وراجع الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص123 و108 والدر المنثور للسيوطي ج2 ص293 وفتح القدير للشوكاني ج2 ص53 ، والتسهيل لعلوم التنزيل للكلبي ص181 والكشاف للزمخشري ج1 ص 649 وتفسير الطبري ج6 ص288 – 289 ، وزاد المسير في علم التفسير المنير لمعالم التنزيل للجادي ج1 ص210 وفتح البيان في مقاصد القران ج3 ص51 وأسباب النزول للوا حدي ص 148 ، والباب المنقول للسيوطي بهامش تفسير الجلالين ص213 وتذكرة الخواص للسبط الجوزي الحنفي ص18 وص208 وتفسير الرازي ج12 ص26 و20 وتفسير ابن كثير ج2 ص71 ... الخ وهناك 36 مرجع لم تذكر ..
2- ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج2 ص86 وفتح البيان في مقاصد القران للعلامة صديق حسن خان ملك بهو بال ج3 ص63 وشاهد التنزيل لقواعد التفضيل في الآيات النازلة في أهل البيت للحاكاني ج1 ص187 وأسباب النزول للوا حدي النيسابوري ص115 والدر المنثور في تفسير القران لجلال الدين السيوطي الشافعي ج2 ص298 وفتح القدير للشوكاني ج2 ص60 وتفسير الفخر الرازي ج12 ص50 ومطالب السؤول لابن طلحة ج1 ص44 والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص25 وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 120 و249 والملل والنحل للشهرستاني الشافعي ج1 ص 163 وفرائد السمطين للحمويني ج1 ص 158 وعمدة القاري في شرح صحيح البخاري لبدر الدين الحنفي ج8 ص 58 ومودة العربي للهمداني وروح المعاني للالوسي ج2 ص348 وتفسير المنار لمحمد عبده ج6 ص 463 .... الخ .
3- تاريخ دمشق لابن عساكر ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ج2 ص75 والمناقب لابن ألمغازلي الشافعي ص19 وشواهد التنزيل للحسكاني ج1 ص 157 وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج8 ص 290 والدر المنثور في تفسير القران لجلال الدين السيوطي ج2 ص 259 والاتفاق للسيوطي ج1 ص31 والمناقب للخوارزمي ج1 ص 47 وينابيع العودة للقندوزي ص115 وفرائد السمطين للحمويني ج1 ص72 و 74 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص35 وكتاب الولاية لابن جرير الطبري وروح المعاني للالوسي ج6 ص55 والبداية والنهاية لابن كثير ج5 ص 213 .....الخ
4- راجع تاريخ دمشق لابن عساكر ج2 ص 75 وراجع مناقب علي بن أبي طالب لابن ألمغازلي ص18 ح 24 وراجع المناقب للخوارزمي ص 94 ، وراجع تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج8 ص 290 وراجع شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج1 ص 158 ، وراجع سر العالمين لأبي حامد الغزالي ص21 ، وراجع إحقاق الحق ج6 ص 256 وراجع الغدير للاميني ج1 ص 132 وراجع فرائد السمطين لابن الخوارزمي ج1 ص277 ...الخ .<o:p></o:p>
5- وقد نقله الأميني في كتاب الغدير ج1 ص267 نقله عن الآثار الباقية في القرون الخالية للبيروني ص 334 وراجع مطالب السؤول لابن طلحة ج1 ص 44 ووفيات الأعيان لابن خلكان ج1 ص60 ترجمة المستعلي بن المنتصر وج 2 ص223 في ترجمة المستنصر ألعبيدي
6- تاريخ دمشق لابن عساكر ج2 ص50 والمناقب للخوارزمي ص94 ومسند الإمام أحمد بن حنبل ج4 ص 281 والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص24 والحاوي ملفناوي للسيوطي ج1 ص122 وذخائر العقبى للطبري ص 67 وفضائل الخمسة ج1 ص 350 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص 197 وعلم الكتاب لخواجة الحنفي ص161 ونظم درر السمطين للزر ندي الحنفي ص109 ، وينابيع المودة للقندوزي ص 30 و31 وتفسير الفخر الرازي ج3 ص 63 وتذكرة الخواص للسبط الجوزي ص 29 ومشكاة المصابيح ج3 ص 246 وعبقات الأنوار ج1 ص 285 وفرائد السمطين للحمويني ج1 ص77 وراجع المراجعات تحقيق السيد حسين راضي ص 177 ج2 .
7- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير راجع الصواعق المحرقة لابن حجر ص25 وصحح الحديث ، وراجع معجم الزوائد للهيثمي الشافعي ج6 ص 164 وراجع ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج2 ص45 وراجع كنز العمال للمتقي الهندي ج1 ص168 وراجع الغدير للاميني ج1 ص 26- 27 وراجع عبقات الأنوار مجلد حديث التعليق ج1 مجلد 12 ص وج1 ص 156 وراجع نوادر الأحوال للحكيم الترفدي ص289 ، وراجع ينابيع المودة للقندوزي ص 37 .
8- راجع الروايات في عبقات الأنوار ج1 وج2 .
للموضوع بقية .... ولكن أكتفي بهذا القدر من التوضيح لأننا في ظرف لايسمح بتأجيج الطائفية التي تحرق الأخضر واليابس ، فالشيعة الأمامية العلوية تقتدي بالأمام علي بن أبي طالب ( رضي ) والصحابة الأجلاء ( رضوان الله عليهم أجمعين ) ولكن تجعل لهم طبقات كما وصفتهم المصادر وهل يستوي البدريون وأهل فتح مكة الطلقاء ؟؟ وهل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ؟؟ ....
علي بن أبي طالب (ع كان ملازما للخلفاء ويقدم النصح ويجيب على المعضلات .. هكذا نحن ننطلق من هذا المنطلق ... ربما يقول البعض أين أنتم ؟؟ ومن يمثلكم ؟؟ ولأجابه نقول نحن في العراق ويمثلنا من يقتدي بأهل البيت والصحابة .. الذين هم ينهلون من سنة النبي (ص) ، كل من اقتدى بهؤلاء نحن معه ومن خالف هؤلاء نتبرأ منه كائن من يكون !!! لان الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها تحتاج الوحدة ، وتفويت الفرصة على أعداء الإسلام سواء أكان من داخل الإسلام أو من خارجه ... والله على ماأقول شهيد