سيرة سعد الدين الشاذلى الذاتية ، السيرة الذاتية و الشخصية للفريق سعد الدين الشاذلى almastba.com_1387546

عسكري مصري راحل، هو الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي “بارليف” في حرب أكتوبر عام 1973م.

ولد “سعد الدين محمد الحسيني الشاذلي” في الأول من أبريل عام 1922م في قرية شبراتنا بمركز بسيون التابع لمحافظة الغربية، تخرج برتبة ملازم من الكلية الحربية في يوليو 1940م ثم انتدب للخدمة في الحرس الملكي خلال الفترة (1943 – 1949).

في عام 1951م انضم الشاذلي لتنظيم الضباط الأحرار الذي قام بانقلاب عسكري على الحكم الملكي وأعلن الحكم الجمهوري لمصر، وكان أول من قام بتأسيس قوات مظلية في مصر عام 1954م، كما شكل مجموعة من القوات الخاصة عام 1967م عرفت فيما بعد بـ”بمجموعة الشاذلي”.

شارك الفريق “سعد الدين الشاذلي” في العديد من الحروب منها الحرب العالمية الثانية عام 1941م وحرب فلسطين عام 1948م ضمن سرية ملكية مرسلة من قبل القصر، كما شارك في العدوان الثلاثي عام 1956م وحرب اليمن كقائد للواء مشاة خلال عامي 1965و1966م.

ساهمت تلك الحروب العديدة التي شارك بها في اصقال خبرته العسكرية، والتي برزت في أعلى صورها في نكسة 1967م حين كان برتبة لواء وقائد لوحده من القوات المصرية الخاصة تبلغ حوالي 1500 فرد، حيث انقطعت الاتصالات مع القيادة المصرية بعد هزيمة الجيش المصري.

على الرغم من عدم وجود أي دعم جوي اتخذ الشاذلي قراراً جريئاً بعبور قواته الحدود الدولية والتمركز داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي قضي بها يومين حتى تم الاتصال بالقيادة العامة المصرية وتلقي الأوامر بالانسحاب فوراَ.

قبل غروب يوم 8 يونيو استطاع بحرفية نادرة أن يقطع أراضي سيناء كاملة حتى نجح في العودة بقواته ومعداته إلى الجيش المصري سالماً، وتفادى النيران الإسرائيلية وتكبد خسائر بنسبة 10% إلى 20%، كان آخر قائد مصري ينسحب بقواته من سيناء.
اكتسب الشاذلي سمعة كبيرة بعد هذا الحادث وتم تعيينه قائدًا للقوات الخاصة والصاعقة والمظلات، وكانت المرة الوحيدة في التاريخ المصري التي تم فيها ضم قوات المظلات وقوات الصاعقة إلى قوة موحدة هي القوات الخاصة.

في أعقاب ثورة التصحيح التي أطاح من خلالها الرئيس الراحل “أنور السادات” أقطاب النظام الناصري تم تعين “سعد الدين الشاذلي” رئيسًا للأركان بالقوات المسلحة المصرية يوم 16 مايو 1971م، متخطياً بذلك 40 لواء أقدم منه نظراً لإمكانياته وثقه الرئيس السادات في قدراته.

نشوب الخلاف بين الشاذلي والسادات عقب حرب أكتوبر عام 1973م بسبب رفض الشاذلي لخطة تطوير الهجوم شرقاً التي تسببت في حدوث ثغرة الدفرسوار وكادت أن تُقضى بهزيمة الجيش المصري، أدى إلى إصدار قرار من “السادات” للتخلص من “الشاذلي” وتسريحه من الجيش يوم 13 ديسمبر عام 1973م وتعيينه سفيراً لمصر في إنجلترا ثم البرتغال.

في عام 1978م انتقد الفريق “سعد الدين الشاذلي” معاهدة كامب ديفيد بشدة وعارضها علانية، مما جعله يتخذ القرار بترك منصبه ويذهب إلى الجزائر كلاجئ سياسي، وهناك كتب مذكراته عن الحرب والتي اتهم بها الرئيس السادات بالتنازل عن النصر والموافقة على سحب أغلب القوات المصرية إلى غرب القناة.

كما أنهى مذكراته ببلاغ للنائب العام يتهم فيه الرئيس السادات بإساءة استعمال سلطاته، مما أدى إلى محاكمته غيابياً بتهمة إفشاء أسرار عسكرية، وحكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات مع الأشغال الشاقة ووضعت أملاكه تحت الحراسة, وتم حرمانه أيضاً من التمثيل القانوني.

عندما عاد الفريق “الشاذلي” إلى مصر عام 1992م تم القبض عليه في مطار القاهرة، كما تم مصادره جميع الأوسمة والنياشين وأجبر على قضاء مدة الحكم دون محاكمة على الرغم من نص القانون المصري على أن تخضع الأحكام القضائية الصادرة غيابياً لمحاكمة أخرى.

توفي الفريق “سعد الدين الشاذلى” يوم 10 فبراير عام 2011م بالمركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة عن عمر بلغ 88 عامًا، وهو نفس يوم تنحي الرئيس “مبارك” عن منصبه كرئيس للجمهورية، وذلك بعد أن قضى سنوات طويلة بعيداً أي نوع من أنواع التكريم كما تم تجاهله في احتفاليات قادة حرب أكتوبر، وأعاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة نجمة سيناء لأسرة الفريق الشاذلي بعد تنحي مبارك بأسبوعين.