(( موسوعة الطرق الصوفية ومدارسها ورجالها قديما وحديثا ))



( الحلقة الأولى )



في التصوف ... هناك الكثير جدا من الطرق الصوفية المختلفة
ومنها ما هو أصيل أو معتدل أو متشدد أو هو غريب كليا
ويجب التفريق بينهم جميعا
كما لدينا من أهل السنة والجماعة والشيعة
من ينطبق عليهم القول أيضا ...
فأن الكثير يعتقد أن الخلاف في الفروع وليس الأصول
في حين أن البعض الآخر يرى غير ذلك
وكذلك يحدث عند المتصوفين
هذا الموضوع طويل وشائك وخطير ويجب الحذر كله
فهناك الكثير من الشخصيات سلكت الطريق نفسه
واشتهرت وكانت لها مدارس متنوعة
ومنهم من قصته يمكن هضمها
ومنهم من تلوع وذاق الظلم مثل الحلاج
الذي تجد قصته الكاملة في المنتدى
ومنهم من لا يعتبر لهم أهمية
مع أن التصوف انتشر كثيرا في العراق وبلاد العجم والترك أولا
وبلاد المغرب العربي من مصر إلى المغرب لاحقا .
فيكون الحديث أولا عن ذكر الطرق الصوفية كلها
ومن ثم يكون الحديث عن الشخصيات المستقلة
ومن ثم الحديث عن قصة التصوف
من البداية إلى النهاية .

أولا

(( الطريقة القادرية ))



(( موسوعة الطرق الصوفية ومدارسها ورجالها قديما وحديثا )) aKHBjQ.jpg


(( موسوعة الطرق الصوفية ومدارسها ورجالها قديما وحديثا )) BIrDCr.jpeg
الوثيقة الرسمية لنسبه الشريف



وصاحبها الولي الكبير الصالح وتاج العارفين قدس الله سره الشريف
( القطب ) السيد الشيخ محيي الدين أبو محمد عبد القادر
بن موسى ابن عبد الله بن يحيى الزاهد
بن محمد بن داود بن موسى ابن عبد الله بن موسى الجون
بن عبد الله المحض بن حسن المثنى
بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام )


وأمه أم الخير أمة الجبار فاطمة بنت أبي عبد الله الصومعي
وهي القائلة : لما وضعت أبني عبد القادر
كان لا يرضع ثديي في نهار رمضان
وغم على الناس هلال رمضان
فأتوني وسألوني عنه فقلت لم يلتقم اليوم ثديا
وأن ذلك اليوم كان أول من رمضان .
واشتهر ببلادنا في ذلك الوقت

أنه ولـد للأشراف ولد لا يرضع في نهار رمضان .

ولد الشيخ سنة 470هـ الموافق 1077م
في ( بينق ) وهي قصبة ( قرية ) صغيرة من بلاد ( كيلان ) أو ( جيلان )
وهي بلاد متفرقة تقع وراء ( طبرستان )
ولما أصبح شاب يافع قرأ القرآن الكريم ومبادئ الدين
على يد كبار علماء ( كيلان ) ومن ثم رحل إلى مدينة بغداد
ودخلها سنة 488 هـ الموافق 1095م
فدرس فيها العلوم النقلية والعقلية على يد كبار علماء العراق
في ذلك الوقت من الشافعية والحنابلة
ومنهم في علم الحديث ( محمد أبن الحسن الباقلاني )
و ( أحمد بن المظفر ) وغيرهم
وفي علم البيان والأدب والبلاغة ( أبى زكريا يحيى التبريزي )
وعلم التصوف من ( جعفر بن أحمد السراج )
وعن القاضي ( أبي سعيد المخرمي المخزومي )
الذي أخذ الطريق عنه وتفقه على يديه وخلفه على مدرسته
وقرأ القرآن وعلومه وقراءته وتفسيره
على يد ( أبي الوفا علي بن عقيل الحنبلي ) وغيرهم الكثير
دوبرع في الأصول والفروع وأنواع الخلاف
حتى برز في شتى العلوم
ومن ثم لازم الانقطاع والخلوة والسهر والجوع
حتى صار من كبار السادة الصوفية
فأشتهر اسمه ( الشيخ عبد القادر الكيلاني )
وللشيخ مؤلفات كثيرة في التفسير والفقه بلغت تقريبا 15 مؤلفا
ومن أكثر هذه الكتب شيوعا كتابه
( الغنية لطالبي طريق الحق ) وهو كتاب يتحدث عن التصوف والأخلاق .
وكذلك أشتهر كتاب ( الفتح الرباني والفيض الرحماني )
وهو كتاب جمعه تلامذته في ذكر المواعظ والإرشاد .
وهو القائل :

أنا من رجال لا يخاف جليسهم ...... ريب الزمان ولا يرى ما يرهب
قوم لهم في كل مجد رتبــــــــة ...... علوية وبكل جيــــــــش موكــب
أنا بلبل الأفـــــراح أملأ دوحها ...... طربا وفي العلياء باز أشهــــب


وهو القائل لمريديه :

(( أوصيكم بتقوى الله وطاعته
ولزوم ظاهر الشرع وسلامة الصدر
وسخاء النفس وبشاشة الوجه
وبذل الندى وكف الأذى
والفقر وحفظ حرمات المشايخ ))


والتصوف مبني على ثمان خصال ...
السخاء والرضا والصبر والإشارة والغربة
والصوف والسياحة والفقر .


وأشهر ما قال :
( تعلم الفقه ثم اعتزل )
و ( العمل الصالح من عامل مولاه بالصدق )
و ( حقيقة الشكر الاعتراف بنعمة المنعم )


(( موسوعة الطرق الصوفية ومدارسها ورجالها قديما وحديثا )) f1rDaN.jpg




إلى حلقة أخرى