كشفت بعثة الأمم المتحدة في العراق يونامي، الخميس، أن عدد الشباب في العراق البالغة أعمارهم دون التاسعة عشرة يمثلون نحو نصف مجموع سكان البلاد، داعية في الوقت نفسه الحكومة العراقية إلى إيجاد فرص عمل للشباب وإشراكهم في النشاطات الثقافية والاجتماعية كافة لتحقيق أهداف التمنية في العراق.

وقالت نائب الممثل الخاص للامين العام في العراق كرستين ماكناب في بيان بمناسبة يوم الشباب العالمي تلقت "السومرية نيوز"، نسخة منه، إن "عدد الشباب في العراق دون التاسعة عشر يبلغ نحو نصف سكان البلاد تقريباً مما يجعلهم ثروة كبيرة من شانها تحقيق مستقبلاً أفضل للعراق، مشيرة إلى "ضرورة بذل جهود واستثمارات كبيرة في قطاع الشباب لجعلهم قادرين على قيادة البلادة في المستقبل".

وكان رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي حذر في كلمة بمناسبة الاحتفال بيوم الشباب العالمي، أمس الأربعاء، من عدم توجيه هذه الطاقات بشكل صحيح لأنها قد تتحول إلى قذائف متفجرة في حواضن الإرهاب، مشدداً على "ضرورة دراسة هذه الظاهرة للوقوف على أساب انصراف الشباب عن الطريق السوي والاتجاه إلى العنف والإرهاب، وإيجاد الحلول المناسبة لتغيير مسارهم".

وأضافت ماكناب أن "التحديات التي واجهت الشباب العراقي الذين ولدوا تحت وطأة العقوبات الاقتصادية على العراق فضلاً عن عيشهم في ظل أجواء يشوبها العنف والبطالة وعدم الحصول على التعليم، الأمر الذي يؤكد الحاجة إلى ضرورة بذل جهود كبيرة لتحسين واقعهم".

وكانت الأمم المتحدة حددت، يوم 12 آب من كل عام، يوماً عالمياً للشباب حيث يناقش ممثلو الشباب من كل أنحاء العالم القضايا المختلفة تأكيداً على دورهم في بناء المستقبل.

ودعت ماكناب الحكومة العراقية إلى "إيجاد فرص عمل للشباب وإشراكهم في النشاطات الثقافية والاجتماعية كافة لتحقيق أهداف التمنية في العراق لإنشاء مجتمع صحي وسليم ومزدهر"، مؤكدة في الوقت نفسه أن "الأمم المتحدة تعمل حالياً مع الحكومة العراقية على وضع إستراتيجية تعنى بالشباب من أجل دمج قضاياهم في جدول أعمال التنمية الوطنية".

وجددت نائب الممثل الخاص للامين العام في العراق استعداد المنظمة "لدعم كافة الجهود العراقية الرامية إلى إشراك الشباب في وضع السياسات والبرامج وصنع القرار التي من شأنها أن تعود بالنفع على البلاد في المستقبل".

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في تقرير صدر، في الخامس من آب الحالي، أن التقدم في مجالات حيوية مثل التعليم الابتدائي والبطالة والحصول على مياه آمنة وموثقة وخدمات الصرف الصحي بطيء، مبينة أن العراق حقق تقدما في عدد من المجالات الأخرى مثل الحد من الجوع وانخفاض وفيات الأطفال وتعزيز المساواة بين الجنسين.

وأضاف التقرير أن ربع العراقيين لا يزالون يعانون من الفقر، حيث يبلغ معدل الإنفاق أقل من 2500 دينار عراقي، أي ما يعادل (2.2 دولار أمريكي) لكل فرد يومياً، مشيرا إلى أن معدل البطالة بين الشباب يبلغ حاليا 30% وهو ضعف المعدل الوطني.

وأكدت الأمم المتحدة أنها اتفقت مع الحكومة العراقية للعمل على تعزيز الجهود المبذولة باتجاه حل هذه المسائل وغيرها بحلول عام 2015، مشيرة إلى أن الأهداف الإنمائية للتقرير هي القضاء على الفقر والجوع وتعميم التعليم الابتدائي وتعزيز المساواة بين الجنسين، وخفض معدل وفيات الأطفال وتحسين صحة الأم ومكافحة الآيدز والملاريا والأمراض الأخرى وضمان الاستدامة البيئة.

يذكر أن نسبة البطالة في العراق مرتفعة لأسباب عدة منها زيادة معدل النمو السكاني بما يصل إلى 3% سنوياً، فضلاً عن توقف العديد من ورش العمل الصغيرة والمصانع متوسطة الحجم لعدة أسباب منها انقطاع التيار الكهربائي وتردي أوضاع البنية التحتية، وتدفق السلع الأجنبية بدون ضوابط، وارتفاع أسعار المواد الأولية، كما أغلقت بعض المصانع الكبيرة والأعمال التجارية وهجرة رؤوس الأموال المحلية والتي تقدر قيمتها ما بين 15-20 مليار دولار وفقاً لتقديرات مختلفة بسبب ظروف الحصار الاقتصادي في التسعينيات، والظروف الأمنية السيئة بعد الدخول القوات الأميركية إلى البلاد في عام 2003، مما أدى إلى تسريح العديد من العاملين.




(المصدر:السومرية نيوز/ بغداد)