د. فهد الفانك

كل الضغوط الأميركية على الرئيس التركي لم تنجح في إقناعه بالانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مع أن تركيا ترتبط بحدود طويلة مع كل من سوريا والعراق، وتتلقى أكبر عدد من اللاجئين السوريين.
في البداية اعتذر أردوغان بأنه يخشى على حياة 49 تركياً أخذتهم (داعش) كرهائن من القنصلية التركية في الموصل، فلما تـم إطلاق سراحهم، وضع شروطاً للانضمام للتحالف أهمها السماح له بفرض منطقة عازلة داخل الأراضي السورية لإيواء اللاجئين السوريين، وتدريب المعارضة للنظام، وإقامة حكومة سورية بديلة، وحظر جوي تنفذه القوات التركية والدولية داخل الأراضي السورية. الأمر الذي يعتبر عدواناً سافراً على سوريا في غياب قرار من مجلس الأمن الدولي.
أولوية تركيا ليست محاربة الدولة الإسلامية (داعش) بل إسقاط النظام السوري وتحويل سوريا إلى منطقة نفوذ تركية كما تحول العراق إلى منطقة نفوذ إيرانية، خاصة وأن الدكتاتور التركي يرى نفسه وريثاً لسلاطين آل عثمان الذين حكموا الوطن العربي لمدة 400 عام من التخلف.
تركيا متورطة بدعم المنظمات الإرهابية العاملة في سوريا بأكثر من طريقة، ذلك أن (المجاهدين) الذين انضموا إلى داعش وغيرها من معظم بلدان العالم، لم يهبطوا على سوريا بالبراشوت بل جاؤوا عبر تركيا وبمعرفتها. وهناك عدة آلاف من الأتراك الذين يقاتلـون في صفوف (داعش)، كما أن تركيا تمول (داعش) إذ تشتري بترولها بثلث سعره العالمي. وبشكل عام فإن تركيا تعتبر راعية وحليفة لداعش. ولتمكينها من احتلال كوباني منعت الأكراد من عبور الحدود من تركيا للدفاع عن المدينة المحاصرة.
نائب الرئيس الأميركي جو بايدن كشف النقاب عن أن تركيا وبعض حلفاء أميركا في الخليج كانوا قد دعموا الإرهاب في سوريا بالمال والسلاح وعلى رأسهم (داعش) ظناً منهم أن الحرب طائفية بين السنة والشيعة. ومع أن بايدن لم يكن يهرف بما لا يعرف، بل يعتمد على تقارير السي آي أية، إلا أنه اضطر للاعتذار عن زلة اللسان لأن أميركا ما زالت تأمل بأن تركيا، حليفة أميركا، وصديقة إسرائيل، وعضو حلف الأطلسي، لا بد أن تنضم عاجلاً أم آجلاً إلى التحالف الذي تقوده أميركا.

المصدر : الرأي