السلام عليكم




عند وقوع كارثة في أية دولة أو شركة فمن الطبيعي جداً ان تليها تبعات وقرارات على مستوى الحدث....



في الحقيقة وبعد الهزيمة التاريخية للسليساو في مونديال 2014 والتي أعتبرها أذل وأسواً لحظة بتاريخ الكرة البرازيلية



بل أن حتى أصدقائي الألمان وبعد الهدف الخامس بدءوا يشعرون بالأسى وتمنوا ألا تزيد الغلة احتراماً لتاريخ البرازيل



إلا أن الموقف الرسمي والشعبي البرازيلي كان مستغرباً جداً بعد المباراة ولم ترق لحجم المصيبة التي رأيناها على وجوه مشجعي البرازيل في المدرجات....


كنت أتوقع قرارت مزلزلة من أعلى الهرم البرازيلي كحل الاتحاد والفريق بأكمله مثلا ماعدا بضع أسماء شابة...


توقعت اعتزال الغالبية العظمى من اللاعبين دولياً....



توقعت وضع استراتيجية واضجة المعالم وخطة تفصيلية للبدء باكتشاف وتطوير المواهب وتهيأتهم مستقبلاً بدلاً من الاكتفاء بتسويقهم إعلامياً من أجل توفير عقود احترافية ضخمة....




كل هذا لم يحصل.... الذي حصل بأننا رجعنا لعصر دونغا...الشخص الذي حقق بعض النتائج الإيجابية ولكنه طمس هوية الكرة

البرازيلية واشتهر بعناده في اختيار بعض الأسماء الغريبة والتي كلفتنا مونديال 2010 .... ونرى السيد دونغا حالياً يقوم بنفس الحركات الغريبة باستدعاء بعض اللاعبين المنتهين...


والآن نرى أن الكرة البرازيلية بأكملها تعتمد على لاعب واحد فقط لاغير....نيمار


بيعني إذا غاب نيمار فقدت البرازيل فعاليتها الهجومية بشكل شبه كامل كما حصل في المونديال الأخير والذي كان منظر اللاعبين وهم يمسكون بقميص نيمار أثناء السلام الوطني أول إشارة للمصيبة القادمة...



كان عندنا في السابق روماريو ورونالدو وريفالدو وغيرهم ... أما الآن فقط نيمار والذي أتوقع أن يتم استهلاكه "برشلونيا" على حساب المنتخب تماماً كما حصل مع ميسي....



المتابع للدوريات الأوروبية حالياً يشهد شبه غياب للاعبي البرازيل المؤثرين والذي بإمكانهم إحداث الفارق....



المفارقة المحزنة بأنه إذا رجعنا لفترة التسعينات وبدايات الألفية كان عدد اللاعبين المؤثرين أكثر من قدرتنا على متابعتهم..



ولا أستطيع أن أنسى بأن لاعباً مثل جيوفاني إيلبر الذي أبدع مع بايرن ميونيخ لم يكن باستطاعته حجز مكان في تشكيلة السليساو نظراً لتكدس خط الهجوم...


أما اليوم فأتمنى لو لدينا لاعب بربع إمكانيات إيلبر الهجومية!



من المعلوم دائماً أنه عندما تسعى لحل مشكلة أن تعترف أولاً بوجود مشكلة وتتفهم حجمها وأبعادها وتسعى لوضع حلول جذرية وليست تخديرية...


وهذا ما لا أجده في أي تصرف يصدر حالياً من الجهات الرياضية المسؤولة في البرازيل...



مباراتان مع الإكوادور والأرجنتين... طبعاً واضح أن الهدف هو الفوز على الأرجنتين لإعادة الجمهور البرازيلي إلى حالة التخدير

التي وضعنا بها دونغا سابقاً من خلال تكرار هزيمة الأرجنتين... والمعلوم أن مباريات الديربي لديها طابع خاص ولا تعطي دائماً الانطباع الصحيح لمستوى الفريق



ومؤخراً سمعنا عن النية في إقامة مباراة ضد ألمانيا، بصراحة فكرة تستحق جائزة نوبل للغباء...وكأن الفوز على ألمانيا في مباراة ودية ستعوض المهزلة السباعية....


ويأتينا شخص مثل داني ألفيش ليتكلم عن الإعلام البرازيلي وأنه السبب، طيب يا إنسان يا آدمي أكبر حدث كروي ومقامة على أرضك وبين جمهورك طبيعي أن يكون الضغط الإعلامي كبيراً!! وهل الضغط

يؤدي إلى أن تنهار أنت وزملاؤك في عشرين دقيقة كأنكم فريق درجة رابعة؟




هناك كمية من التخبط الغير طبيعي سواء من الاتحاد البرازيلي أو الجهاز الفني وحتى عقلية كثير من اللاعبين البرازيليين....




لهذا أقول وبكل أسى ... البرازيل داخل نفقمظلم ولايبدوا الفرج قريباً...فلا هناك اعتراف واضح بحجم الكارثة ولا هناك بوادر أو نية لوضع استراتيجية التصحيح


في حين مازال التركيز منصباً على تسويق اللاعبين إعلامياً ومادياً من أجل مصالح تبدوا شخصية...



كتبت الموضوع على عجالة وسامحوني على أية أخطاء...




تحياتي