لمدينة نشأتها وتطورها
دراسة تاريخية انتقادية للمدينة والمراحل التي مرت بها
• مدن الشرق القديم
• تبين الدراسات التاريخية والأثرية أن أول التجمعات السكانية المستقرة ظهرت في جنوب ما بين النهرين – وفي مصر – وآسيا الصغرى – وعلى سواحل البحر الأبيض المتوسط – وآسيا المركزية – والصين وذلك ما بين الألف السابع والألف الأول قبل الميلاد, ولقد جاءت هذه المدن كنتيجة مباشرة لتطور مجتمعات الرق.
مدن ما بين النهرين:
تعتبر مدن أور ولاكاش ونيبور من أقدم مدن ما بين النهرين
دورها واسباب ظهورها:
1 - كانت في البداية مراكز دينية وإدارية للتجمعات الريفية. ولقد ظهرت هذه المدن نتيجةًًً لتطور القوى العاملة المنتجة التي عملت في الحرف المختلفة (استخراج وتصنيع المعادن لصناعة الأدوات التي كانت تستخدم في الإنتاج, وفي أعمال البناء ,وفي صناعة النسيج)
2 – أصبحت مدن الشرق القديم أماكن لتجمع الحرفين والمهنين الذين كانوا يلبون بخدماتهم وبشكل رئيسي متطلبات الحاكم والأسر الارستقراطية التابعة له بالإضافة إلى المبادلات التجارية مع المدن الأخرى.
3 - لقد اختلط العمل المهني في مدن الشرق القديم بالاستثمار الزراعي لذلك كانت المدينة مركزاً زراعياً وحرفياً وتجارياً بالإضافة إلى كونها مركزاً دينياً وإدارياً.
تخطيط وبنية مدن مابين النهرين:
يتصف مخطط مدينة نيبور وهي من أقدم مدن ما بين النهرين باحتوائه على قلعة, يوجد فيها هرم متدرج يسمى بالزيقورات, يقام على هذه الزيقورات المعابد وقصر الحاكم حيث يتمكن من مراقبة عمل الأرقاء وكذلك عمل المهنيين الذين يعملون في المهن المختلفة من الأعلى.
وتنتشر حول هذه القلعة المساكن المخصصة لسكن العائلات والأسر الإرستقراطية, وتأتي بعدها مساكن الحرفيين وتعتبر هذه المنطقة, المدينة الداخلية وتحاط بسور وخندق يفصلها عن خارج المدينة التي يتواجد فيها سكن الأرقاء (الفئات المملوكة) العاملة بالإنتاج الزراعي حيث كانت هذه المناطق ذات طرق متعرجة تنتهي عموماً بحارات مقفلة
لقد كانت غالبية مخططات هذه المدن عفوية, محاطة بأسوار تشكل في بعض الأحيان عدة حلقات متتالية يصل ارتفاعها إلى 12متر مبنية من الآجر المشوي والمزينة برسوم الحيوانات المقدسة وبالآجر الزجاج الملون.
مثال آخرعلى مدن ما بين النهرين هو مدينة بابل تعكس هذه المدينة في مخططها مظاهر التمدن التي وصلت إليه هذه المنطقة من الناحية الإجتماعية والإقتصادية والتقنية.
لقد أحيطت مدينة بابل بثلاث حلقات من الأسوار يتراوح ارتفاعها من 3 إلى 18متر بلغ الطول الإجمالي لهذه الأسوار 18 كيلو متر وقدرت مساحة هذه المدينة 350 هكتار.
1- تتصف مدن بلاد مابين النهرين بالعفوية التي تنتظم في بعض الأحيان وتتميز هذه المدن بصغر مساحتها التي تنعكس بدورها على السكن حيث تكون المساكن فيها متراصة
2- أخذت مدن بلاد ما بين النهرين العوامل المناخية بعين الاعتبار في مخططات مدنها حيث كان يتم تغيير اتجاه الشوارع وبشكل مفاجىء وذلك للحماية من تأثير الرياح الخماسية وللتخفيف من تأثيرها الضار.
3- كانت هذه المدن تحتوي على شارع لمرور المواكب وتتعامد معه مجموعة من الشوارع الثانوية التي يتفرع عنها مجموعة من الطرق.
4- تنعدم الساحات والفراغات في مدن بلاد ما بين النهرين وذلك لضيق المساحة المخصصة للمدينة,
5- كانت أغلبية شوارع مدن ما بين النهرين معبدة ووجدت فيها شبكات لتوزيع المياه العذبة وأخرى للتخلص من مياه الصرف الصحي وتجهيزات مدنية أخرى.
6- لم يكن للأفكار الدينية تأثيراً كبيراً على مخططات مدن ما بين النهرين كما كان عليه الحال في مدن وادي النيل.
7- ظهر في المدن ما يسمى بالحدائق المعلقة.
8- يوجد تمييز كبير وواضح بين سكن الأسر الارستقراطية وسكن الأرقاء والأجراء العاملين لدى تلك الأسر, حيث كان الارستقراطين يعيشون في مساكن بنيت حول القلعة ومحاطة بسور يفصلها عن سكن الأرقاء.


منقوول