مدن الهند القديمة:
(ظهرت في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد) تعتبر مدينة بومباي ومدينة هيركولانام أمثلة مميزة لمدن الهند القديمة دورها وأسباب ظهورها :نشأت هذه المدن كمركز وعواصم لدويلات الهند وكانت الديمقراطية الارستقراطية مالكة الرقيق هي التي تعيش في هذه العواصم .
كان الأرقاء والحرفيون الصناع يعملون لدى الملك وحاشيته (وكانوا يمارسون مهنة صناعة الأقمشة الفاخرة النفسية وصناعة الحلي والعطور بالإضافة إلى صناعة وسائل الإنتاج المستخدمة في العمل الزراعي ) وكانت التجارة آنذاك بين العواصم حكراً على الملك وحاشيته.
تخطيط وبنية مدن الهند:
1-يتصف مخطط المدن الهندية في هذه المرحلة بأنه ذا طابع شطرنجي منتظم.
2-أدى هذا التخطيط الشطرنجي المنتظم إلى خلق جزر سكينة محددة بالشوارع التي تحيطها.
3-كان يسيطر على هذا المخطط بشكل خاص المعابد والقصور الخاصة بالحاكم وحاشيته وكان الصناع يعملون في محترفات قريبة من الأكواخ الصغيرة التي يعيشون بها بينما كان يقطن الأرقاء خارج المدينة المحصنة ويعملون في زراعة الأراضي المحيطة
4-كانت الفراغات الداخلية للبيوت الإفرادية مغلقة نحو الخارج ومنفتحة نحو الداخل.
المدن الصينية:
ظهرت في بدايات الألف الأول ق.م أمثلة المدن الصينية مدينة ليوتزي وهانداني وسينيان وداليان.
دورها وأسباب ظهورها
كانت هذه المدن مراكز للسلطة ونقاط تجمع للحرفيين والتجار حيث نجد أن مدينة تزي ظهرت آنذاك كعاصمة للأسمدة الحاكمة بان وهو موجودة في المواقع الذي تحتله مدينة بكين حالياً.
تخطيط وبنية المدن الصينية:
1-يتصف مخطط المدن الصينية في هذه المرحلة بأن مخطط شطرنجي منتظم
2-يسيطر على مخطط هذه المدن بشكل خاص وجود المعبد والقصر حيث يندمجون في مركز ويشلان عنصر التكوين لهذه المدن مثل الزيقورات في مدن مابين النهرين .
المدن الفينيقية:
من هذه المدن تعتبر مدينة جبيل وصيدا وصور دورها وأسباب ظهورها :كانت هذه المدن مراكز تجارية وحرفية هامة بالإضافة إلى كونها مرافئ وأماكن لتصنيع الأساطيل والسفن اللازمة لعبور المحيطات. نشأت هذه المدن على الشواطئ الشرقية والجنوبية للبحر الأبيض المتوسط وكانت مزدهرة جداً آنذاك إلى حد أن تجارة البحر الأبيض المتوسط تركزت فيها ونظراً لذلك استطاعت إنشاء مستعمرات لها على كامل شواطئ البحر المتوسط من أهم هذه المدن مدينة قرطاجة قرب تونس حيث يوجد فيها القصر الرئاسي الحالي.
مدن آسيا الوسطى:
أمثلة عن آسيا الوسطى مدينة خوارزم وباكتريا دورها وأسباب ظهورها:كانت هذه المدن مركزللإقتصاد الطبيعي (وهو الاقتصاد القائم على مبدأ تبادل السلع لأن النقود لم تكن قد ظهرت آنذاك كوسيلة للبيع والشراء)
تخطيط وبنية آسيا الوسطى :
1-كانت هذه المدن عبارة عن مراكز محصنة ذات شكل مربع
2-كانت شوارعها ذات طابع شطرنجي ومتجه بالاتجاهات الأربعة
3-كان يحتوي مخطط المدينة على باحة وسطية كانت تستعمل للنشاطات العامة لسكان المدن
4-كانت هذه المدن محصنة بأسوارها وكان لهذه الأسوار دورين هامين الأول منهما حماية المدينة والثاني بأن هذا السور كان يستخدم كمنطقة للسكن
5-لم تكن مخططات مدن آسيا متميزة عن القرية وذلك نظراًلأن الحرفيين لم يكونوا قد انفصلوا نهائياً عن العمل الزراعي
6-لقد كانت هذه المدن كمراكز للتبادل التجاري المحلي .وفي مراحل متقدمة أصبحت كمراكز لتجارة الترانزيت.
مدن حضارة اليونان القديمة:
(أقدم هذه المدن ظهرت في الألف الثاني قبل الميلاد) تعتبر مدن جزيرة كريت وكنوسوس شمال جزيرة كريت من أهم مدن حضارة اليونان القديمة وأحدث الأمثلة المتميزة لبدايات هذه المدن
دورها وأسباب ظهورها:
1-نشأت هذه المدن وتطورت حول مقرات الحاكم واحتلت أحياء الحرفيين في هذه المدن أماكن بارزة نظراً لما قدمته هذه المترفات من مستلزمات للحياة المادية والإنتاجية والعسكرية لحكام هذه الدويلات .
2-لم يكن العمل الزراعي في هذه المرحلة قد انفصل عن العمل الحرفي .
3-وفي عهد هوميروس أخذت المدينة تلعب دوراً جديداً حيث أصبحت
المدن مراكز محصنة لسكن قبيلة أو عدة قبائل.
4-بدأ نظام الرق ينتشر بسرعة كبيرة وبدأ التمايز الطبقي يظهر على نطاق واسع بين السادة والأرقاء وبين الحكام وباقي فئات الشعب وذلك نتيجة للخلافات الكبيرة في توزيع الثروة المادية ونتيجة لملكية السادة للأرقاء.
5-وبالتدريج ونتيجة لتطور قوى الإنتاج ازدادت أهمية الفئات العاملة في الحرف والتجارة وأصبحت تتطلع إلى المشاركة في الحكم إلى جانب الإرستقراطية الحاكمة.
6-وبعد نضال مرير استطاعت هذه القوى أن تفرض مفاهيم جديدة في الحياة (مفاهيم ديقراطية الرق في أثنا).
7-ونتيجة لقوة الدويلات اليونانية واتساع تجارتها استطاعت إنشاء مستعمرات لها في مناطق مختلفة من البحرالأسود والبحر الأبيض المتوسط ولقد تطورت هذه المراكز تجارياً ومهنياً مثل كورنيت ,أثينا في اليونان وميليت وايفيس في أسيا الصغرى
8-في العهد الهيلينستي أخذت المدن تتمايز عن المناطق والتجمعات الزراعية المجاورة.
9-واستطاع الاسكندر المقدوني وخلفاؤه من بعده التوجه نحو سوريا وبلاد مابين النهرين وفارس حيث قاموا باحتلال مدن الشرق القديم وسكنوا في مدنها كما أسسوا المدن الجديدة لتكون - أماكن دعم لهم - ولتقديم الرقيق - والنشر الثقافة الهلينستية ,وظهرت أحياء جديدة في مدينتي دمشق وحلب كما نشأت مدن جديدة وطورت مثل مدينة الإسكندرية والإسكندرونة.
10-تعتبر أكثر المدن اليونانية ازدهاراً مدن آسيا الصغرى غرب تركيا مثل مدينتي يوريوس وبركام.
بنية وتكوين المدن اليونانية :
1-لقد انعكست في عمارة وتخطيط مدن اليونان القديمة الصفات الجديدة للحياة الإجتماعية المبنية على ديمقراطية عهد الرق ,حيث ظهر ذلك واضحاً وجلياً في المؤسسات الجديدة فظهرت المسارح والملاعب والأبنية المخصصة لاجتماعات قادة هذه المدن ,كما ظهرت الأماكن المخصصة لممارسة ألعاب الجمباز بالإضافة إلى العديد من الأبنية العامة .
2-وجدت في هذه المدن ساحات كان يطلق عليها اسم (الأغوار)وكانت تلعب إضافة إلى دورها التجاري , منطقة للاجتماعات العامة ومكاناً لتبادل الآراء الفلسفية.
3-وجد في هذه المدن ما يسمى بالأكربول وكان منذ بداياته قلعة حصينة لذلك تم انشاؤه في المواقع المرتفعة وكان في البداية يضم القصور والمعابد والمسارح إلا إنه تطور ليصبح المركز العام للمدينة وأصبح يحتوي بالإضافة إلى المنشآت السابقة (القصور والمعابد والمسارح) جميع الأبنية العامة الرئيسية ولقد أصبح اكروبول اثينا بعد اكتمال عناصره مثال يحتذى به لجميع المدن اليونانية .
4-لقد استخدام في بعض المدن اليونانية القديمة التنظيم الهيبودامي يعني التنظيم العضوي (حيث كانت المخططات ترتبط بالموقع وتتلائم وتتعاطف معه)نسبة إلى هيبوداموس ,ولقد لاقت هذه المخططات بعد ذلك رواجاً في جميع المدن اليونانية أولاًً والرومانية فيما بعد.
5-لقد انعكس في مخطط المدينة المنتظم وبشكل واضح الفرق الكبير بين الأحياء السكينة التي تقطنها الطبقات الحاكمة الغنية وتلك الأحياء التي تقطنها الطبقات الفقيرة من أجراء,وفقراء ,وعمال,وفنيين.
ميزات المدن اليونانية :
لقد تميزت المدن اليونانية عن غيرها بمايلي :
1-الأعداد الكبيرة للسكان في المدن:
لقد بلغ عدد السكان حداً لم تبلغه مدن أخرى في ذلك الحين إلا ماندر فبلغ عدد سكان سيراكوزا 200 ألف نسمة أما الإسكندرية مصر وإنطاكية تجاوز عدد سكانها ل400000نسمة لكل منهما ,كانت الكثافة السكانية لهذه المدن عالية بالرغم من المساحة الكبيرة التي تشغلها المدينة (700شخص/هكتار في الإسكندرية وحوالي 500شخص /هكتار في اثينا).
2-الطبيعة الطبوغرافية المعقدة والحصينة للمدن :
لقد تم اختيار مواقع المدن والدويلات اليونانية في أماكن ذات طبيعة طبوغرافية معقدة لكي يسهل الدفاع عنها ,وكمثال يمكن أن أذكر مدينة أثينا وكانت أيضاً على ارتباط بشواطئ البحر لتكون ثغور يسهل بواسطتها ويتم تقديم النجدات كما هو الحال في بيريه مرفأ أثينا ,وكان لبعض المدن مرفأين اثنيين استخدام أحدهما للأعمال الحربية والآخر للخدمات السلمية ,ولتحقيق هذا الهدف تم اختيار أشباه الجزر أو الخلجان لإنشاء هذه الموانئ ولتأمين حمايتها بسهولة بتكاليف قليلة وذلك لان الدويلات اليونانية القديمة لم تكن قادرة على تحمل الأعباء المادية الكبيرة ولم تكن مالكة لأعداد كبيرة من الرقيق التي كانت تملكها الإمبرطورية الرومانية آنذاك.
3-اختيار المواقع الملائمة مناخياً للمدن:
لقد كان يتم عند اختيار مواقع المدن لتكوين ملائمة مناخياً تحقيق شرطين ,الأول منهما هو أن تكون هذه المواقع محمية من تأثير الرياح الضارة المسيطرة ,والشرط الثاني هو أن يتمتع الموقع بإشراف جيد على المناظر الطبيعية المحيطة .
4-اختيار المخطط الهيبودامي لتنظيم المدن اليونانية :
كانت مخططات المدن اليونانية منتظمة وشطرنجية وعضوية مرتبطة بالمواقع التي تقام عليه وتتعاطف معه إلى حد كبير ولذلك كثرت المستويات والأدراج في الشوارع المستقيمة تجنباًلأعمال الحفر والردم في مواقع المدن ذات الطبيعة
الجميلة ,ومع تطور المدينة وتوسعها كانت شوارعها تزداد طولاً وعرضاً وكان الاتصال بين عناصر المدينة المختلفة في تطور مستمر ولاسيما الارتباط بين التجارة وسكن الأسر الارستقراطية ,أما أسوار المدن فكانت متعرجة ومتلائمة بشكل عفوي مع الشروط الطبوغرافية لموقع المدينة لذلك نجد بأن التضاد بين مخططات المدن المنتظمة ومحيطها العفوي أضفى عليها جمالاً أخاذا ًوهذه هي حالة المدن اليونانية.