تعودت ان اكون لوحدي طيلة تلك السنوات ..
لم اكن استطيع الخروج من غرفتي .. بل .. لم اكن قادرة على مغادرة سريري .. لقد تغيرت حياتي فجأة .. تغير كل شيء .. وبدأت اقلق كثيرا واخاف جدا من المستقبل ..

كنت لا العم ماذا بإمكاني ان افعل لنفسي .. بقيت فترة طويلة ملازمة لغرفتي ...
عندما كنت في السابعة من عمري .. اصبحت بحالة من الإكتئاب النفسي ، عرضني والداي على الكثير من الاطباء النفسيين وهما يجهلان السبب من اصابتي بهذا النوع من المرض .. ولكن .. كلما مر يوم كلما ازدت كئابة وانعزالا عن اهلي ..

بقيت حبيسة تلك الغرفة طويلا لم اكن اغادرها الا لإحتياجي لدخول الحمام فقط .

وعندما كنت في ال 13 .. والدتي اصيبت بمرض في قلبها .. ولم تعش كثيرا .. لم استطع البقاء بقرب امي لا وقت بكائي ولا وقت حزني او المي لما اكن اعرف كيف يمكن لاحد ان يكون سعيد لم اكن اعرف كيف تكون هذه السعادة موجودة وتلك البسمة من الممكن ان ترتسم بشفتي احد ..

في يوم العزاء ..

جاءت خطوات والدي الحزينة المتثاقلة يجرها بصعوبة وعيناه لم تجف بعد من الدموع ، .. نحو غرفتي ..
سمعت طرقا خفيفا على الباب اعتقد ان والدي قد نسي شكلي .. لم اجب بل كنت ابكي فقط وبدون سبب ..

حتى سمعت كلمات والدي تلك التي خرجت من فمه بصعوبة ونبرة صوته المخنوقة قائلا لي :
- صغيرتي .. لم يعد هناك احد ، في هذا المنزل سوانا ... انا وانت .. اعلم بأنك تستمعين الي ارجوك .. عندما تحتاجين الي انا موجود .

فقط هذا ما اخبرني به ابي وبعدها رحل سمعت الكثير من الاصوات خارج المنزل الكثير من الاناس لم افهم السبب من تلك الضجة ولكنني .. لم اهتم وهذا ما يقتلني الما حتى الان ..


في ذلك اليوم في منتصف الليل.. عندما كنت في الحمام سمعت صوت صراخ ابي فجأة .. شعرت بالخوف والقلق .. تعالت نبضات قلبي لم قد يصرخ ابي بهذا الشكل ..

لا ادري كيف ولكن .. فجأة تحركت قدماي من امام صنبور الماء حتى مقبض الباب اتجهت بهدوء واضعة يدي على المقبض ..

فتحت الباب والظلام كان حالكا في المنزل اخذت نفس عميق بصعوبة .. ذهبت بهدوء نحو المطبخ الذي كان مضاء بشمعة ..

لم ادخل الى المطبخ ولكن رأيت ابي يجلس على الكرسي امام الطاولة واضعا يداه على عينيه وكان يبكي ، شعرت بالخوف القلق اكثر من ذي قبل لم استطع ان اقول جملة ابي لم تبكي ارجوك لا تبكي .. كنت فقط انظر اليه لم ارى امي تعجبت ثم تذكرت انها منذ اربعة ايام لم تأتي لتتحدث معي من خارج غرفتي ككل مرة ..

فقلت بصوت منخفض :
- اين امي .. ؟!

رفع والدي وجهه من على الطاولة وقد كان وجهه محمرا وعيناه متورمتان اندهشت من منظر ابي بينما نهض هو سريعا واتى نحوي وحضنني بقوة واستمر بقول :
- ابنتي صغيرتي حبيبتي .. كم اشتقت لرؤيتك كيف صحتك هل تحتاجين لشيء هل انت جائعة ؟؟

نظرت لابي اريده ان يجيبني اولا عن مكان امي .. فقال :
-اء .. امك ..
- ؟!
ابتسم والدي ابتسامة حنونة ثم قال :
لقد رحلت في رحلة ل تعود الينا بعدها .



اتذكر بعد ان قال والدي هذه الجملة بكيت حتى اغمي علي ..




في العاشر من شهر مارس عندما اصبحت في ال 18 عشر من عمري ..

جاء والدي من عمله ودخل الى غرفتي مبتسما لي وهو يحمل بيده هديه لي اتذكر انني كنت مكتئبة ولكن ليس بقدر شديد ..

اعطاني الهدية نظرت مندهشة لم قد يجلب ابي لي هدية بدون مناسبة !!
فقال لي :
- مايا هذه هدية صغيرة اهديها لك .. اتمنى ان تعجبك .. وان اراك تبتسمين ..

لم ابتسم اخذت الهدية وفتحتها كان هنالك شعور غريب اشعر به وانا افتح الهديه .. احساس لا ادري ما هو بالظبط لا ادري كيف بامكاني وصفه ..

اهداني والدي عقدا من اللول كان مذهلا فبكيت فجأة وحضنت ابي قائلة :
- شكرا لانك تحبني يا ابي ...

سمعت كلماته الحنون الرائعة تقول لي :
- ومن لا يقع بحبك يا فتاتي الجميلة ؟ ^__^
استمريت بالبكاء بين حضني والدي ...


ولكن .. بعدها بشهر .. مات ابي موت مفاجئ وهو نائم بغرفته دخلت الى غرفته بهدوء اريد اخباره بقراري وانني قررت ان نخرج بنزهة وتشجعت لهذا بإرادتي ..

شعرت ببرودة الغرفة فور دخولي فوضعت يدي حول كتفي وانا اشعر بالبرد .. رايته نائما بهدوء على سريره ..
اتجهت نحوه قائلة :
- ابي ..
لكنه لا يجيب ..

وضعت يدي على صدره احركه قائلة :
- ابي استيقظ .. ابي

لكنه لم يجب علي فصرخت باعلى صوت لدي :
- ابيييييييييييييي !!

وضعت يدي ناحية قلبه لم اسمع اي طرقات كالتي كنت اسمعها في قلبي ..
وبعدها ...


لا يمكن وصف حالي .. لم اكن اعلم ماذا افعل الى من اذهب او التجئ بمن اطلب المساعدة لاخذ ابي من هذا المكان بكيت بحضنه حتى اتى فجر اليوم التالي ..

لم اشئ ان يبقى ابي اكثر على السرير فمكانه ليس هنا بل ...
تحت الارض .. تغطيه الرمال ..
لم تكن لدي الجرأة لمقابلة العالم والخرج من المنزل والصراخ بالنجدة .. اخذت هاتف المنزل واخذت اضغط ارقام بشكل عشوائي وانا ابكي بشكل جنوني .. فجأة استمع الى صوت هادئ لرجل يجيب علي قائلا :
- من المتصل في هذه ال ....

فصرخت قائلة بأعلى صوت لدي مقاطعة لكلامه :
- النجدة ارجوك سعادني ارجوك النجدة
واستمريت بالبكاء ..

تغير صوته قائلا :
- مهلا تحدثي ببطئ مالامر مالذي حصل اجيبي من انت واين تعيشي مالامر اخبريني توقفي عن البكاء !!!

من الجيد ان ذالك الشاب كان ضابطا بالشرطة ...

بعدها اتى ومعه رجال لا اعرف احد منهم .. اخذو ابي من الغرفة .. وغادرو وقبل مغادرت الضابط نظر لي قائلا :
- هل . .. تمتلكين اي نقود لاجل الدفن ؟

بتعجب مخلوط بالبكاء :
- نقود لا افهم لا املك شيئا !!

احنى برأسه ثم قال :
- حسنا لا تقلقي ساكون انا المتولي بالدفن وكل ما يتعلق به .
هززت رأسي بنعم ..


بالطبع كان علي المغادرة لاجل حضور مراسم الدفن ولكن .. لا اعلم مالذي سأفعله فأنا منذ 11 عشر عام لم اغادر المنزل مطلقا الى الخارج ..

لمعرفة ما حصل اتمنى منكم انتظار الجزء القادم ولكن .. ارجو اعطائي تعليقاتكم على قصتي المكونة من ثلاثة اجزاء قصيرة ..

وشكرا جزيلا لكن ..
منقوول