نسب قبيلة العجمان :

- اهتمام العرب بالنسب
عندما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الأنساب قال " فعن معادن العرب تسألون ؟ خياركم في الجهالية خياركم في الإسلام إذا فقهوا " هذا الحديث الشريف قد يبين مدى اهتمام العرب بالأنساب إلى درجة أنهم طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن ينسب لهم ربه فقد جاء في كتاب " مفاتيح الغيب " في سورة الاخلاص : " من أسماء السورة ـ النسبة ـ وذلك انها وردت جواباً لمن قال : انسب لنا ربك , ولأنه قال صلى الله عليه وسلم لرجل من سليم " يا اخي بني سليم أستوصي بنسبة الله خيرا " .

العجمان : ينسب العجمان إلى جدهم ( يام ) من ( همدان ) , وهمدان ينتهي نسبه إلى يعرب بن قحطان . وتعتبر قبيلة العجمان من أهم قبائل المملكة اليوم وخاصة في شرق المملكة وجنوبها . وهم أولاد ( عجيم ) بن هشام بن الغز بن مذكر " مذكور " بن يام ابن دافع بن مالك بن جشم بم حاشد بن جشم بن جنوان بن نوف بن همدان بن مالك بن زيد بن أوثلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان .

ويقول الأستاذ حمد : ( العجمان هذه القبيلة من أشد العرب باساً وأقواها في الحرب مراساً وبعضهم نسبها إلى قحطان وبعضهم نسبها إلى عدنان .. ثم يقول : ( العجمان بقايا عبد القيس ين قصي بن دعمى بن حديله بن العجمان ) . وقد رد على هذا القول أبو عبد الرحمن بن عقيل بقوله :
من هجس بخاطره أن العجمان من بقايا عبد القيس فقد ابعد النجعة لعدة أمور هي :

نزول العجمان في بلاد عبد القيس ( الاحساء وما حولها من المناطق ) طارئ جداً في عهد الامام تركي بن عبد الله .
أن في الأسر المتحضرة أفراد من قدماء علماء نجد سجلوا نسبهم إلى العجمان من يام بالتواتر .
أن نسبة العجمان إلى يام مستفيضة في القبائل
أن مؤرخي نجد نصوا على ذلك , وتوطدت وشيجة القربى بنجدة قبيلة يام لهم من نجران سنة 1718هـ وأصبحت نجران بلاد العجمان في كثير من محنهم . وهذا هو الصواب . وقد ورد ذلك في كثير من قصائد راكان بن حثلين .

أصل التسمية : تنحدر قبيلة العجمان من علي بن هاشم وهو الملقب بعجيم وقيل عن سبب ذلك : ( عجيم لشق في لسانه وهو علي بن هاشم ) وكان يعجم في لهجته بسبب عقدة لسانه . أما المؤرخ الأردني راشد بن حمدان الاحيوي , فيفض هذا القول بقوله : ( هذا قول مردود وتخريج ساذج للقب العجمان إذا لو صح ذلك لكانت النسبة إلى جد العجمان عجمي ـ بفتح العين والجيم ـ أو أعجمي والجمع عجم أو أعجام وعندي أن لذلك تفسيراً آخر أن العجمان إنما لقبوا بهذا اللقب لعزتهم ومراسهم الطويل في القتال والحروب . قال ابن منظور : العجمي من الرجال المميز العاقل , وعجمته الأمور دربته . ورجل صلب المعجم . وللعجمان بطون كثيرة هي :



آل وبـيـر بن عـجـيـم .
آل نـاجـعـة من آل راشد بن معيظ ومنهم بيت أمارة العجمان آل حثلين سلالة الأمير مانع بن حثلين .
آل سـفـران من آل راشد بن معيظ وأمراءهم آل منيخر .
آل هـادي بن معيظ وأمراؤهم المتلقم .
آل صـالح بن معيظ وأميرهم ابن طفلان .
آل ريـمة بن معيظ .
آل لزيـز بن معيظ .
آل سلبـة بن معيظ .
آل محفـوظ بن حدجه بن مرزوق بن علي وأمراءهم آل مكراد .
آل حبـيش بن على بن كدادة بن مساوا بن نشوان بن حدجة بن مرزوق بن عجيم .
آل سلـيمان بن مساوا بن نشوان بن حدجه بن مرزوق بن عجيم , وأمراؤهم آل عصيدان وآل حجرف
آل ضـاعن بن مسعود بن مرزوق بن عجيم , وأمراؤهم آل جمعة والدامر .
آل مصرا بن مسعود بن مرزوق بن عجيم وأمراءهم آل وذين .
آل شامر بن مسعود بن مرزوق بن عجيم , ومنهم آل خرصان شيوخ آل شايقه , وابن زنيفر شيخ آل مخلص .
آل خويطر بن حدجه بن مرزوق بن عجيم .
آل هتلان بن نشوان بن حدجه بن مرزوق , وأميرهم ابن سعدى .
آل مفلح وأمرائهم (آل دبلان) وهم آل ناشره, آل غدير, آل حمير,آل شحيمان, الشواوله (واميرهم لمعان بن براك بن مفلح)
آل فهاد , وأميرهم عبد الرحمن بن عايض .
آل العرجا , وهم أبناء محمد بن سليمان بن وعيل بن هشام .

ومن حاضرة العجمان :
آل عساف أمراء الرس .
آل ( عذل ) في الرس وآل حواس وآل حميد والسباعا والفوزان .
آل ( رشيد ) .
الغفلان ويقال لهم الغفالي جدهم مفيد منهم آل إبراهيم وآل عبد الله .
العوجا والدليمان والصبيان وآل عفيصان .
آل رميح والعميل والدغش والمقحم وآل مفيز وآل سليمان .
القرناس . منهم الشيخ قرناس بن عبد الرحمن المتوفي في الرس عام 1262هـ .
وكلهم من ذرية محمد بن علي بن حدجة العجمي يدعون بآل أبي الحصين ويرجعون إلى فخذ آل محفوظ من العجمان .
ومن العجمان آل غدير في حريملاْء وآل لويية وآل حاضر وآل عبيد في الرياض وآل زيد من العجمان في الحريق , حريق الهزازنة وآل عامر في نعام من آل شامر في الحريق وآل غريب وآل رميثان من آل شامر . وآل عبيدان من آل سليمان غربي ليلى

يام : واحدهم يامي بالفتح وكان سكن قبيلة يام قبل انتقالها إلى نجران , وهي من ولد يام ابن أصبا بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد , وحاشد إحدى كبريات قبائل همدان , نسب إلى حاشد بن جبران بن نوف بن همدان بن مالك بن زيد بن أوثلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان من سبأ وهي قبيلة عظيمة . كذلك جاء في كتاب عجالة المبتدى وفضالة المنتهى في النسب ـ للهمداني اليامي : منسوب إلى يام بن أصبى بن دافع ابن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان , ومنهم طلحة مصرف بن عمرو بن كعب بن حجدب ويقال جحد بن معاوية بن سعد بن الحارث بن ذهل بن تسلمة بن تدول بن جشم بن يام ويقال اليامي كما جاء في كتاب " صحيح الأخبار عما في بلاد الغرب من آثار " , قال المؤلف : ( "يام" نعرف قبائل عظيمة يقال لهم " يام " وهم بطون كثيرة منهم العجمان , ,آل مرة وجميع قبائل نجران , جميع هذه البطون ينتمون إلى يام , فهذا الذي نعرفه مستفيضاً عند العرب وربما أن مخرج هذه البطون من هذا المخلاف


ومن أمراء يام وقتنا الحاضر : ابن نصيب , و أبو ساق .

ديارهم : تقع ديارهم في جبل يطل على الجوف في جنوب الجزيرة من الجهة الغربية , كانت تسكنه قبيلة يام قبل انتقالها إلى نجران . ( بلاد يام : في أودية نجران وما حوله , والجوف الواقع جنوبه , وقد تفرقت منهم فروع في بلاد مختلفة ) .


منازل قبيلة العجمان :

الموقع الجغرافي : سكنهم في نجران ثم انتقالهم إلى نجد فالاحساء جاء في ذكر المناطق التي كانت تسكنها قبيلة العجمان أنهم كانوا في أول الأمر يسكنون مع اصل قبيلتهم يام في الجنوب في نجران . ثم نزحوا إلى نجد في شرق الجزيرة العربية مثلهم كمثل قبائل كثيرة ترحل من مكان إلى آخر لأمور كانت تفرضها البيئة من حولهم . وان نزوح قبيلة العجمان على أرجح الأقوال في نهاية القرن الثاني عشر الهجري في عام 1130 هـ .

ولا يمنع ذلك أن بعضاً من القبيلة قد نزح قبل القرن الثاني عشر , كما أشار إلى ذلك ابن بسام عن نزوح جماعة من العجمان , وتخلف مطية محمد بن على بن حدجة في عنيزة , وأقام عند بني خالد وصار راعيا عندهم ... ورزق بأربعة أبناء , وصار في غير وقت العمل دائم الجلوس عند باب بيته فلقبوه أبا الحصين ـ فأقام عندهم حتى خرج منهم بأولاده وأشترى بلدة الرس من آل صقية من الوهبة من بني غنيم ـ وكان ذلك في عام970 هـ

ويذكر ( سادلير ) بان العجمان رحلوا إلى جهات الاحساء في آخر القرن الثاني عشر الهجري وقد كانت مساكنهم قبل ذلك مع أبناء عمومتهم يام في نجران ثم زحفوا إلى نجد في حدود عام 1130هـ , ثم قامت الحرب بينهم وبين الأميرين محمد وماجد آل عريعر في معركة ـ مناخ الرضيمة ـ عام 1238هـ , والتي انتهت بنصر العجمان وحلفائهم فبسطوا نفوذهم على الاحساء منذ ذلك التاريخ . وأزاحوا سكانها من البادية إلا من رضخ لسيطرتهم , وانتشروا فيها , واستقرت قبيلة العجمان في وسطها لسيطرتهم , ونزلت قبيلة آل مرة في ناحيتها الجنوبية في أطراف الرمال وفيما بين الاحساء وشبه جزيرة قطر .

وحلت بطون من بني هاجر بجوار قبيلة العجمان من الجنوب وأطراف وادي المياه ـ الستار قديماً ـ وعين دار وامتدت بطون منها إلى شبه جزيرة قطر .

استقرار العجمان في مناطق مختلفة : وأما عن الأماكن التي نزلوا فيها فقد ذكر ـ لوريمر ـ في كتابه الذي انتهى من تأليفه في حوالي عام 1907 ـ 1908 >> دليل الخليج << أن المقر الرئيسي للقبيلة في سنجق الحسا حيث تعتبر مناطق ألطف والجوف والبياض حتى جنوب ميناء العقير كأجزاء من أراضي العجمان كما يسكن العجمان أيضا الأجزاء الشمالية من الجافورة ويجدون عادة في الخرمة وبخاصة عند الزرنوفة مقرهم الشتوي , وفي بعض أجزاء الصمان ... تلك هي الحدود الطبيعية للقبيلة , كما انهم كانوا يتجولون في أنحاء المنطقة حتى مدينة الكويت في الشمال وقد استقر بعض العجمان منذ أواسط القرن التاسع عشر الميلادي في مدينة الكويت .

ويستقر نصف قبيلة العجمان اليوم في المملكة العربية السعودية في الوادي الذي يحمل اسمهم غرب الاحساء وكان قديماً يسمى ـ الستار ـ ولهم فيه قرى مأهولة عديدة منها : الصرار , وحنيذ , وجودة , وعريعرة , ومتالع , وأم ربيعة , ونطاع , وغنوا , والزعين ,والصحاف , ومليجه , والكهفة , وأم سديرة , والقليب , والونان .

وهذه القرى تمتد من جودة جنوبا إلى النعيرية شمالاً , وفيها عيون جارية وكثير من اشجار النخيل . أما النصف الثاني لهذه القبيلة فيقيم في الكويت وبصفة خاصة في الجهراء , والاحمدي , والفحيحيل , والصباحية , والرقة , وخيطان .

ويبلغ عدد أفراد قبيلة العجمان في وقتنا الحاضر حوالي 80.000 إلى 85.000 منهم حوالي 30.000 من سكان الكويت والباقون حوالي 50.000 إلى 55.000 من سكان المملكة العربية السعودية .

صفاتهم : من شيم العرب التي حاذوا بها السبق على غيرهم من الأمم المروءة والشجاعة وحسن الضيافة والوفاء بالوعد إلى غير ذلك من الصفات الحميدة . وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها العربي في بيئته والتي تجعل التمسك بهذه الشيم من الصعوبة بمكان فقد تمسك بها , مما يدل على عزيمة وقوة الإرادة .

وتتسم القبائل العربية مثل شمر وعنزة وعتيبة وقحطان ومطير والدواسر وبني خالد وبني هاجر والعجمان وغيرهم من قبائل الجزيرة العربية بصفات الشجاعة والمروءة والكرم وحفظ العهد والوفاء والتمسك بحقوق الضيف وحسن الجوار وإغاثة المستجير مع عزة النفوس والشيم .

والعجمان لا ينفردون بأي صفات عن غيرهم من القبائل فكل قبيلة من قبائل الجزيرة لها مفاخرها وصفاتها .

ونورد هنا ما قاله المؤرخون عن قبيلة العجمان لأنها محل الدراسة : قال عنهم الأستاذ سمير عبد الرازق : العجمان هم قوم ذو باس وشدة وفيهم من الشيم الفاضلة والمزايا الحسنة ما يجعلك تعي على انهم صفوة ممتازة وأناس بررة , وأعراب أصيلوا الأصول , وطاهروا المنبت . مصلحون عاملون على الخير , وصفاتهم تدل عليهم من محاسنهم وسيرتهم في هذه الحياة وهو بعاداتهم دوما يسعون لعمل المجدي الذي ينفعهم في دنياهم وآخرتهم داعين مجدين لراحة البال والضمير , فيهم طيبة واستقامة وذووا نفوس راضية , يؤهلون بالضيف ويكرمون كل عابر سبيل إن قصدهم والتجأ إليهم وهم بأفعالهم وتصرفاتهم وما يصدر عنهم محببوا إلى النفوس والنفس منجذبة إليهم , لأنه يصدر عن إخلاص في نضرة وعن كرم في طهارة , وهم ربيع أمتهم وقوتها العاملة وأصلها الصادق يصبرون عل المكارة للخطوب وهم قبيلة من أشد العرب بأساً وأقواهم في الحرب مراساً .

ونظراً لشدة تماسكهم وحميتهم لبعضهم البعض أطلق عليهم الريحاني لقب ألمان العرب . يقول الريحاني في كتابه تاريخ نجد : ( ألمان العرب , هم يدعون بهذا الاسم لشدة عصبيتهم وتفانيهم في سبيل بعض ) .



منزلتهم :

تعتبر قبيلة يام : من القبائل الكبيرة في الجوف الجنوبي ونجران و ولهما فروع منها : آل جشم آل فاطمة , المواجد . ولهذه الفروع كبيرة . قال النسابون : وبنو يام بطن من حاشد من همدان القحطانية .
ومن يام عبد العزيز بن سبع بن النمر بن ذهل الشاعر الجاهلي , وابنة مدرك بن عبد العزيز وهو القائل :

فهم أصل همدان الوثيق وفرعها
قديما وأعلى هضبها وأطوله


كانت يام تدعى في الجاهلية " قتلة جبانها " وفي الإسلام " يام القرى " وسبب تسميتها بقتلة جبانها كان في يام جبان في الجهالية يقال له أنيب فحلفوا إلا يولد له ولد فيهم أبدا وحلفوا على قتله , فقال لهم رجل منهم : ويحكم أخصوه ولا تقتلوه فانه لا يولد لـه إذا كان خصياً , فلا تحنثوا في أيمانكم , فشاع ذلك في همدان فكرهت أن تذهب يام بهذا الذكر دونهم , فقالوا لهم خذوا من كل قبيلة سهماً فارموه بجميع السهام وإلا صلنا بينكم وبينه فأجابوهم إلى ذلك فبعث إليهم من كل قبيلة بسهم ثم صيروه هدفاً وجعلوا يرمونه ويقولون لله سهم من نبا عن أنيب .


وفي عصر بني أمية مر فتى من أهل الكوفة بالحجاج وهو يعرض الجند , أعجبه فقال : فمن أنت يا فتى ؟ قال : من قوم لم يكن فيهم جبان . قال الحجاج : أنت إذا من يام . قال أنا منهم . وعقب على ذلك الأستاذ / محي الدين الخطيب محق كاب الإكليل بقوله : " العلم بدقائق أحوال العرب كان يحيط به مثل الحجاج على كثرة ما يشغله عنه . أما الآن فقد أصبح ذلك مجهولاً حتى لا نكاد نجد اليوم فضلاً عن بقية العرب من يعرف هذه المنقبة لسلافقة" .


من عاداتهم في الحرب انهم إذا حملوا لا ينكصون ولو قتلوا جميعاً ومن عاداتهم في الحرب لو قتل كبيرهم فلا يختلفون ويقيمون شخصاً مقامه مباشرة .






تاريخ قبيله العجمان ابان حكم الدوله السعوديه الاولى :
أولاً: الصدام الأول بين قبيلة العجمان مع الدولة السعودية الأولى:
لقد ترك العجمان منطقة نجران واتجهوا إلى شمال الجزيرة العربية وبخاصة منطقة نجد حيث قال صاحب لمع الشهاب: "وأما العجمان فهم في الأصل من طوائف اليمن ولكنهم منذ مائة سنة حلوا نجدا يمشون في أي موضع شاءوا لقوتهم وشجاعتهم ". وقال بن بسام: "كانت مساكنهم مع أبناء عمومتهم يام في نجران ثم زحفوا إلى نجد في حدود عام 1130 هـ" .

مما سبق يتضح أن انتقال العجمان من نجران بدأ في حدود عام 1130 هـ. وأن كانت هناك هجرات قليلة سبقت هذه الفترة.

لقد شاءت إرادة الله تعالى أن يكون وصول العجمان إلى نجد معاصرا لمولد الدعوة السلفية وبعد أقل من نصف قرن من وصول العجمان إلى نجد حدث الصدام الأول بين العجمان وحماة الدعوة السلفية الدولة السعودية الأولى ففي عام 1177 هـ (1763م) حدثت موقعة قذلة، حيث ترامت الأخبار إلى إذن عبد العزيز بن محمد بن سعود وهو عائد من غزوته التي قام بها على سدير بان جماعة من قبيلة العجمان قد تجاوزت على فريق من قبيلة سبيع التي دخلت في سلك الدعوة وآمنت بها وقتلت منهم عددا كبيرا فدخل عبد العزيز بن محمد المعركة وقتل من العجمان خمسين رجلاً. ونتيجة لما حدث في (معركة قذلة) استنجد العجمان بذويهم من قبيلة يام وأهل نجران فجمع رئيس نجران (واسمه الحسن بن هبة الله المكرمي) جميع أهل البلد من الحضر والبدو... والتقى بقوات عبد العزيز في معركة الحائر بالقرب من الرياض عام(1178) هـ (1764م) وانهزمت قوات عبد العزيز ورحل المكرمي بعد تبادل الأسرى ولقد عزا العثيمين أسباب مساعدة المكرمي للعجمان إلى عاملين:

أحدهما اختلاف مذهبه الديني الباطني مع عقيدة دولة نجد الجديدة وأتباعها.
وثانيهما صلة النسب بين القبائل التابعة لـه وبين قبيلة عجمان .


أما بالنسبة للسبب الأول فلا نتفق مع المؤلف عليه لأنه لو كان الاختلاف المذهبي السبب في ذلك لظل المكرمي في نجد بعد انتصاره على قوات عبد العزيز حتى يقضي تماماً على الدعوة، وبخاصة أنه كان في موقف القوة، علاوة على الإغراءات التي كانت تأتيه من دهام بن دواس حاكم الرياض، وكذلك آل عريعر أمراء بني خالد وغيرهم الذين كانوا يحثونه على القضاء عليهم، كل هذا يدل على أن المكرمي لم يهب لمساعدة العجمان بسبب الاختلاف المذهبي بل كان هدفه إنقاذ الأسرى من العجمان الذين يرتبطون معه بصلة النسب والدليل على ذلك أنه انسحب بمجرد تبادل الأسرى . وفي عام 1179 هـ (بعد معركة الحائر بعام واحد) ظهر العجمان والدواسر في وقت الربيع ونزلوا الدجاني ، ولكن في هذه الفترة لم يهدأ لهم بال لأن المناوشات لم تتوقف بين قوات الدعوة السلفية و العجمان ويذكر ابن غنام أنه في عام 1182 هـ (سار المسلمون وأميرهم سعود فأغاروا على فريق من اليمن فهزموهم وفتكوا منهم رجالا، ولكن بعض الأعراب أحاطوا بهم وهجموا عليهم من خلفهم ثم أرتد عليهم المنهزمون فتكاثروا جميعاً على المسلمين وهزموهم) . ولابد هنا من الإشارة إلى أن إطلاق كلمة المسلمين على معتنقي الدعوة السلفية دون غيرهم يجانبه الصواب ؛ لأن أهل الجزيرة كلهم مسلمون، ودليل ذلك قول الالوسي: "أعلم أن أهل نجد كلهم مسلمون موحدون وجميع سكنة جزيرة العرب وقد دخلوا في الإسلام في العصر الأول عند ظهور أنوار الشريعة الغراء" ، وكان يجب على هؤلاء الكتاب تحري الدقة في انتقاء الألفاظ المناسبة، فكان من الأجدر أن يقال أنصار الدعوة السلفية وغيرهم من المسلمين.

ولم يتوقف النزاع بين العجمان والدولة السعودية الأولى، ففي عام 1186 هـ سار عبد العزيز بجيشه وأغار على آل حبيش من بوادي العجمان فأخذ عليهم إبلا كثيرة وقتل منهم عدة رجال ويبدوا أن الهجوم المتكرر من حماة الدعوة السلفية على العجمان وغيرهم بهدف توسيع نطاق الدعوة دفعت العجمان اللجوء مرة أخرى إلى رئيس نجران وطلب المساعدة منه، فلبى رئيس نجران الطلب ودارت بعض المعارك في حائر ثم ضرمى ويذكر ابن بشر أن أهل ضرمى انتصروا على رئيس نجران وغيرهم ثم أخرجوهم منها وارتحلوا راجعين إلى أوطانهم، وتفرقت بوادي العجمان بعدها ولا قام لهم قائم . وقال الأستاذ فائز موسى الحربي معلقاً على الجملة الأخيرة: " ولعل بن بشر يقصد في نجد أما قبيلة العجمان فلا تزال قائمة، بل إنها تعتبر من أكبر القبائل في المملكة اليوم وخاصة في شرق وجنوب المملكة " . أما رأي شيخ المؤرخين ابن غنام فيختلف قليلاً عن رأي تلميذه ابن بشر في نتيجة المعركة السالفة الذكر. فيقول ابن غنام: " وأقام رئيس نجران في الحائر، وكان عبد العزيز في تلك الأثناء يعد جيوش المسلمين ويبعثهم فأرسل إلى الرياض مددا أقاموا فيها، وخرج سعود بجماعة من المسلمين إلى ضرمى وأقام في نواحيها يراوح العادى ويغاديهم بغارته، وقد أغار على أهل اليمن وهم نازلون بأرض " العرمة " فنشب بينهم قتال شديد وقتل من الفريقين رجال ، ويتضح من هذا قول ابن غنام الذي اعتاد على تسمية العجمان بأهل اليمن بأن المعركة كانت سجالا بين الفريقين بخلاف قول ابن بشر عن هزيمة العجمان وأنه لم تقم لهم قائمة.

لقد كان هم الإمام عبد العزيز بن محمد رحمه الله توطيد الأمن ونشر الدعوة السلفية ولذلك ركز كل اهتمامه على محاربة القبائل التي لم تخضع للدولة السعودية ومنها في ذلك الوقت العجمان وآل مرة مما أدى إلى استمرار المناوشات بين الفريقين منذ عام 1191هـ حتى عام 1197هـ .

ويبدو أن التجارب التي مر بها الإمام عبد العزيز بن محمد ورغبته في جمع القبائل جميعها تحت لواء الدعوة السلفية جعلته يعيد النظر في موقفه من العجمان، لذلك عدل عن استعمال القوة ضد العجمان وسعى جاداً إلى إدخالهم في حظيرة الدعوة السلفية وضمهم بالطرق السليمة وتجنيدهم ليعملوا على نشر الدعوة ويساعدوا في توطيد أركان الدولة السعودية الأولى كغيرهم من إخوانهم من القبائل الأخرى، وقد رحب العجمان بهذه المبادرة ودخلوا لواء الدولة السعودية الأولى

ثانياً: مساعدة قبيلة العجمان للدولة السعودية الأولى:
مع بداية القرن الثالث عشر الهجري دخل العجمان تحت لواء الدولة السعودية وحملوا لواء نشر مبادئ الدعوة صوب الشمال والجنوب والشرق والغرب وذلك في عصر عبد العزيز بن محمد وخلفائه، ففي عام 1206 هـ كان العجمان مع سعود بن عبدالعزيز في فتح حائل . وهذا كان في التوسع الشمالي. أما في التوسع نحو الغرب فيذكر ابن بشر أنه في عام 1208هـ سار عبد الله بن محمد بن معيقل صاحب بلد شقراء بأهل الوشم وتبعه جيش من السهول ومطير وبوادي العجمان الجميع نحو ستمائة مطية وقصدوا ناحية الحجاز فأغاروا على قبائل من بوادي عتيبة وهم في أرض البغث ـ الجبل المعروف في ركبة ـ ووقع بينهم قتال شديد وانهزم الجيش السعودي ثم دارت المعركة مرة أخرى فانتصروا وأرسل عبد الله الأموال والإبل أرسل أخماسها إلى الدرعية .

وفي العام نفسه (1208هـ) اشتركوا مع عبد الله بن محمد بن معيقل في التوسع صوب الشرق وفتح الإحساء حيث سار بهم إلى عالية نجد، وأغاروا على بوادي بني هاجر الذين انهزموا وقتل قائدهم كما شاركوا عبد الله بن محمد بن معيقل بجيشه عند توجهه إلى دومة الجندل وقرى تلك الناحية.

واستمر العجمان في مساعدة سعود بن عبد العزيز في توسيع نطاق الدعوة الإصلاحية ففي عام 1209هـ غزا سعود بن عبد العزيز أطراف الحجاز عندما جهز الشريف (غالب) جيشا بقيادة الشريف (فهيد)، وهاجم (هادي بن قرملة) رئيس بوادي قحطان الموالية للدرعية، وانهزم جيش بن قرملة، فأرسلت الدرعية عدة جيوش متحدة من عدة قبائل مثل عتيبة ومطير والدواسر والسهول وسبيع والعجمان وغيرهم لمناصرة هادي بن قرملة، واجتمعت تلك البوادي والجنود قرب الماء المعروف بالجمانية في عالية نجد لمقاتلة ناصر الشريف الذي سار بالجموع والعساكر العظيمة ونزل على الجمانية واجتمع عليه كثير من بوادي الحجاز بأموالها وأهلها فالتقت الجموع واقتتلوا قتالا شديدا وانهزم (ناصر الشريف) ومن معه .

واشترك العجمان في صد (ثويني) عام 1211هـ وبعد انتصار جيش الدرعية في الإحساء ومكة وغيرها غضبت الدولة العثمانية وأرادت فتح جبهة أخرى ضد الدرعية، وأخرجت (ثويني) من معتقله وولته إمارة المنتفق، وعهدة إليه بتجهيز حملة على نجد ، حينئذ أمر سعود تعبئة جميع جيوش الأقاليم تعبئة عامة ليواجه التهديد الجديد، وعين محمد بن معيقل قائدا عاما لهذا الجيش ثم أمر الإمام عبد العزيز من دخل في طاعته من البوادي وهم مطير وسبيع والعجمان والسهول وان يسيروا بأموالهم وأولادهم وينزلوا على المياه التي بين الكويت والإحساء ويكونوا في وجه العدو ثم دارت بعض المعارك، وسميت هذه الواقعة "سبحة"، ثم نزل سعود شمال الإحساء بعد أن قسم الغنائم .

يتضح من ذلك أن طلائع العجمان وصلت، منطقة الإحساء منذ اشتراكهم مع عبد الله بن معيقل في فتح الإحساء عام 1208 هـ ثم اشتراكهم مع الجيش السعودي ضد الحملة التركية التي قادها (ثويني) عام 1211هـ وبعد هذه الفترة أخذ العجمان يتطلعون إلى الاستقرار في هذه المنطقة نظراً لكثرة ماؤها وطيب أرضها وغيرها من مقومات الحياة في ذلك الوقت.

ولم يقتصر دور العجمان في المشاركة في جيش الدولة السعودية الأولى في الشرق بل لعبوا دوراً بارزا عندما أرادت تركيا وضع جبهة من الغرب ضد الدولة السعودية الأولى، حين عزم (محمد علي باشا) حاكم مصر في عام 1226هـ على قتال أهل نجد، فلما علم سعود بن عبد العزيز بذلك أرسل إليه ابنه الأمير عبد الله لقتالهم ومعه جنود كثيرون، وحصلت بينهم معارك متعددة صارت الهزيمة على (أحمد طوسون) وقتل من جيش (عبد الله بن سعود) نحو ثمانمائة، منهم مانع بن وحير من رؤساء العجمان في ذلك الوقت وكان فارساً شجاعاً .

وتسمى هذه الواقعة وقعة (الجديدة) في وادي الصفراء بالقرب من المدينة المنورة وقد أبلا العجمان في تلك المعركة الظافرة بلاء حسناً ويبدوا أن العجمان اشتركوا أيضا في المعارك التي دارت بين (سعود) وقوات (محمد علي) في الأعوام التي تلت عام 1226هـ حتى وفاة سعود عام 1229هـ ويتضح ذلك من قول بن بشير: (سار سعود ومعه جميع الفواحي وآفاق نجد الحاضرة والبادية) . وشارك العجمان الإمام عبد الله بن سعود في عام 1231هـ عندما سار إلى القصيم، ونزل في بلدة الخبر وهدم سورها وسور البكيرية عقوبة لهم عما تقدم منهم من استعانتهم بالترك .

ولكن يقل دور العجمان في المشاركة في توسع الدولة السعودية في الجنوب عن دورهم في توسعاتها الشرقية والشمالية والغربية حيث كانوا من اول المشاركين في نشر مبادئ الدعوة السلفية في الجنوب من المخلاف السليماني وقد انتشرت الدعوة سلميا في منطقة المخلاف السليماني عن طريق أحد الدعاة من أهل المنطقة ويدعى (أحمد بن حسين الفلقي الصبياني) الذي أخذ في نشر الدعوة رغم الصعوبات التي واجهته، وعندما علم أمير صبيا (منصور بن ناصر) بذلك رفع الأمر إلى (على بن حيدر) أمير عموم المنطقة في أبي عريش، فتحرك بقوة من هناك ودارت معركة حول قرية "الحجرين" ورفع للدرعية بما صار إليه فوصلته نجدة بقيادة حزام بن عامر العجمي في نحو مائة خيال من فرسان العجمان ونحو خمسمائة من أهل الركاب المطايا وكان ذلك في عام 1215هـ وأوائل 1216هـ ولما وصل إلى درب بني شعبة وكان (عرار بن شار) المعروف بـ (ابن شلة)* الشعبي ممن دخل ضمن الدعوة السلفية فأرسل إلى أمير بيشة وعاهده على الدخول في الدعوة والقيام بها وبثها في الناس والقتال عليها فأطاعه من قومه من أطاعه وعصاه كثير منهم، وحين وصل حزام بن عامر العجمي غازياً انتصر به ودخل الدرب وأخذ دور المخالفين ولم يرحل حتى نزل أهل الحصون على حكم عرار فقبل منهم العهد على ذلك واستوثق أمر عرار واجتمع به السيد احمد بن حسين الفلقي وصحب (حزاما) في الغزو إلى اليمن وشملت نفوذ الدعوة بلاد آل موسى وأهل قنا وبني زيد وغيرهم من أهل سافلة الحجاز إلى الشقيق وعتود ثم اخذ القائد حزام بن عامر ومن معه في التوسع نحو الجنوب لإخضاع أمراء المنطقة وإدخالهم في الدعوة.

ويذكر البهلكي: أنه حين ارتحل حزام من الدرب توجه إلى خبت السيد فلقي به السادة النعميي وهم أهل أبل وماشية فقاتلوه وكانت الدائرة عليهم وعند ذلك أجلى أهل المخلاف الشامي إلى صبيا ووصل كبرائهم إلى منصور بن ناصر يطلبون منه مصالحة حزام وصون الدماء أن تسفك والحرم أن يضام. فجمع منصور أهل صبيا وأعيان المخلاف وشاورهم في الأمر وفي أثناء ذلك وصل (أحمد الفلقي)، ومعه خط من حزام إلى منصور والأشراف ومن في الجهة من أهل العلم، فاجمع رأيهم على الرفع إلى (أبى عريش) على أن الشريف الكبير الشهير (يحيى بن محمد الحسني) ينفذ من أبي عريش إلى صبيا وينفذ معه الشريف منصور بن ناصر وشيخ الإسلام أحمد بن عبد الله الضمدى فنفذ الجميع إلى حزام وقد خيم بقرية الحجرين واجتمع به الجماعة المذكورين وانعقد الأمر على أن الشريف يحيى بن محمد يقوم بالعهد والدعوة في ابي عريش ومنصور في صبيا وأمورها منوطة بشيخ الإسلام الضمدى وبذلك اعتبر حزام أن مهمته انتهت فقوض خيامه عائدا إلى نجد وقبل عودته قام حزام بن عامر العجمي بتثبيت أركان الدعوة بصفة رسمية في المخلاف السليماني حيث أجبر أمراء المنطقة على الدخول في الدعوة وحمايتها، ثم أنابهم على جهاتهم كالآتي :
يقوم الأمير يحى بالأمارة والدعوة في منطقة أبي عريش.
يقوم الأمير المنصور بالأمارة والدعوة في منطقة صبيا عدا بيش والجعافرة التي داعيتها الفلقي.
يكون شيخ الإسلام احمد بن عبد الله الضمدى مرجعا لكليهما في الأمور الدينية.


وبعد أن ضمن حزام بن عامر العجمي طاعة الأمراء في المخلاف السليماني وقبل أن يرحل إلى نجد، قام بعض أصحابه بغزو ما وراء أبي عريش من المناطق حتى يتأكد من تأمين ما حول المنطقة ثم رحل بعد ذلك ويبدو أن دخول الأمير (منصور بن ناصر) في طاعة الدولة السعودية أزعجت بعض الأمراء. فلما علم (حمود أبو مسمار) بموقف ابن أخته ثارت ثائرته ودخل معه في معركة، عندئذ تحركت عدة سرايا إلى المخلاف بقيادة حزام بن عامر وزيران القحطاني وهكذا عاد حزام مرة أخرى للعمل على إقرار الأمن وإخضاع الخارجين، فقد خيم حزام ومن معه بقرية الحجرين وانضم إليهم الشريف احمد بن حسين الفلقي ومن والاه من أهل المخلاف (مخلاف بيش) وكاتبوا الشريف منصورا في الخروج إليهم وأن يجمع كل من تحت طاعته وأخبروه بأن عرار قد جمع أهل طاعته وهناك في قرية الحجرين عقد المؤتمر للتنسيق وتنظيم خطة الهجوم وتحديد الهدف فاتفق الرأي على مهاجمة (ضمد). وبالرغم من المقاومة الشديدة من أهلها والجنود الذين بعثهم (حمود أبو مسمار) فقد لحقت بهم الهزيمة الساحقة. ثم عادة القوات السعودية إلى صبيا وهناك تجدد العهد بين كل من عرار ومنصور والفلقي واتحدوا على تأليف جبهة مشتركة ضد حمود والموالين له وانصرفت السرايا عائدة إلى نجد .

ومن الجدير بالذكر أن الهزيمة الشنعاء التي حلت بأهل (ضمد) معقل الزيدية والتي يساندها الأمير حمود أبو مسمار الغاضب والناقم على الدعوة السلفية والدولة السعودية الأولى، هذه الهزيمة دفعته إلى الالتجاء إلى إمام اليمن وغيره قال البهلكي: (بعد استتباب الأمن كانت هناك غارات بين أهل الشام والشريف حمود يكتب إلى الإمام (إمام اليمن) يستنهضه ويطلب الإمدادات بالأموال والأقوام، ويكتب إلى أهل نجران يستدعي قبائل (يام) ويستدعي رجال (بكيل)، كل ذلك يريد استنقاذ صبيا وما ورائها، وجوابات الإمام تصل إليهم عده بإرسال الجنود.... وقبائل همدان يجيبون عليه بالمواعيد .

ونتيجة لهذه الاضطرابات التي حدثت من (حمود) قام الشريف منصور وعرار بن شار والسيد أحمد حسيين الفلقى، بمراسلة الدرعية ويذكرون للإمام عبد العزيز ما حصل من حمود في الرعية ويعظمون عليه أمر حمود أن لم يتدارك أمره قبل وصول الإمداد من الإمام فربما يتعسر مقاومته بعد ذلك لذلك اسند عبد العزيز مهمة القتال إلى أبي نقطة ، وبأن يكون واليا على السراة وما تحتها من بلاد اليمن كالدرب وبيش وصبيا وشرط عليه عبد العزيز قتال حمود وأخذ اليمن،ولكنه مات أثناء سيره فمال الناس إلى أخيه عبد الوهاب بن على الذي قام باستنفار جميع قبائل عسير وشهران وقحطان، كما صدرت الأوامر إلى منصور والفلقي وعرار بالتأهب والاستعداد والتقدم إلى أبي عريش تحت قيادة عبد الوهاب ، ثم جاء حمود بقواته، و أرسل له عبد الوهاب أحد الرسل للدخول في الطاعة ولكنه رفض، وصمم على القتال فدارت المعركة وانهزمت قوات حمود يوم الجمعة 15 رمضان 1217هـ، ثم راسل حمود عبد الوهاب وطلب منه الأمان فبذل له ذلك، ثم دخل حمود في الدعوة السلفية .

ويبدوا أن الشريف حمود لم يكن مخلصاً للدعوة السلفية والدولة السعودية بل كان همه الوصول إلى الولاية بأي شكل من الأشكال فعندما شعر بمساعدة أمام اليمن له اخذ يعد العدة لمحاربة أهل نجد مرة ثانية . وقيل أن حموداً دخل في الدعوة السلفية مرة أخرى عام 1217هـ إلى نهاية 1223هـ . وفي هذه الفترة غزا البلاد الأمامية وامتدت يده على الزيديية واللحية ونوادي وبيت الفقيه ، ويبدوا أن العجمان كان لهم مشاركة في هذه الفتوحات حيث ورد على (الشريف حمود) غزاة من قبائل قحطان والدواسر وشهران والعجمان، فلما وصلوا إلى الشريف اخبرهم أنهم لا نفوذ لهم إلى اليمن إلا به أو بإذن منه أو يصحبهم أحد أصحابه وعزم على الغزو بنفسه وتوجه أميرا على هؤلاء الجنود وهو يقصد اليمن .

ورغم تطلعات الشريف حمود الشخصية للوصول إلى الإمارة بأي شكل إلا انه ساعد في مد سلطان الدولة السعودية إلى معظم أرجاء اليمن، ناهيك عن الفترة التي انفصل فيها عن الدولة السعودية ودخوله تحت راية إمام اليمن.

ومما لا شك فيه أن العجمان لعبوا دورا لا يستهان به أثناء المعارك التي قام بها الشريف حمود في اليمن لصالح الدولة السعودية الأولى، فعندما قامت بعض الاضطرابات في اليمن وأرسل أمام اليمن بعض قواته لعب العجمان دورا عظيماً في إخضاع القرى والقبائل مثل قبيلة (بكيل) وغيرها ويصف (البهلكى) هذه الأحداث بقوله: " عندما وصلت خيل العجمان هناك وقالوا لهم أن بيننا وبينكم صلة البلاد ولا نريد أن يحصل فيكم قتل أو سلب فأن ورائنا جنود لا تحصى وخلائق لا تستقصى وعدد كثير من الأمراء كالشريف حمود وعبد الوهاب وغيرهم من الأمراء الذين امتلأت الأرض بصيتهم ووقائعهم، فركن بكيل إلى أقوالهم " ولم يكتف العجمان بذلك بل قاموا بالاستيلاء على قرية القطيع في اليمن وإخضاع القبائل التي فيها .

يتضح مما سلف بأن مشاركة العجمان كانت واضحة في الحفاظ على الدعوة السلفية والدولة السعودية الأولى وذلك من خلال القائد (حزام بن عامر) ومن معه من قبيلة العجمان من إخضاع أمراء المخلاف السليماني وإدخالهم تحت نفوذ الدولة السعودية الأولى والدعوة السلفية، وضمان ولائهم لها، وقيامه مرة أخرى بمهمة تنظيم الدفاع عن المنطقة ضد الشريف حمود، كما أننا لا يجب أن نغفل ما قام به العجمان في مجال الفتوحات في اليمن وكذلك القضاء على الاضطرابات والقيام بالاستطلاع، ومطاردة المعتدي، حتى تم لهم تحت قيادة الشريف حمود فتح زبيد ثم المخا وبوادية إلى قرب باب المندب وبذلك تم لهم النصر النهائي وادخلوا تلك البلاد الواسعة في حكم عبد العزيز بن محمد حتى وصلوا إلى شمال صنعاء ثم عاد العجمان إلى نجد .

ولولا النزاع الذي حدث بين القائدين المشهورين الشريف حمود وعبد الوهاب ابن نقطة لشملت الدعوة السلفية ونفوذ الدولة السعودية اليمن كلها، واستمر أبو نقطة في الجنوب يزعج اليمن بغارات خاطفة ونهب متكرر ولكن لا يبدو على أية حال أن صنعاء كانت هدفا للهجوم، وكان سعود يعلم بالتنافس الموجود بين حمود حاكم تهامة وبين أبي نقطة زعيم السراة، فوعد كل منهما بالتناوب بغنائم " ملك المدينة الغنية " على حد تعبير بوركهات ويبدوا أن محاولات سعود رأب الصداع بين القائدين المشهورين لم يقدر لها الصمود فقامت الحروب بين أبي نقطة والشريف حمود ؛ إذ انحدر الأول من جباله، وخيم أمام بلدة أبي نقطة أبي عريش فتسلل حمود من هذه البلدة مع حوالي أربعين فارسا وسلك طريق غير مباشر حتى وصل إلى مؤخرة جيش عدوه ودخل بمن معه مخيم ذلك العدو دون إثارة أية ريبة لأن أفراد الجيش ظنوهم من أفرادهم الجبليين، ولما أصبحوا أمام خيمة أبي نقطة صاحوا صيحة الحرب وقتل حمود بيده ذلك الزعيم وهو ينهض من فراشه ثم هرب وهكذا تنافس الزعيمان فبدلاً من التفرغ للتوسعات نحو صنعاء وغيرها أخذ كل منهما يكيد للآخر، فأوهنت قواتهم وأنهكت مقدرتهما الحربية، حتى سطا أحدهما على الآخر وقتله.

يمكن لنا من خلال ما تقدم نستخلص ما يلي:

بدأت هجرات العجمان صوب نجد في حدود 1130هـ فقد يكون وصولهم إلى نجد بعد هذا التاريخ بقليل.
ظهرت الدعوة السلفية بشكل رسمي وسياسي في نجد في عام 1157 هـ بعد مساندة الإمام محمد بن سعود لمحمد بن عبد الوهاب لذلك نرى أن فترة ظهور العجمان من منطقة نجد تقارب فترة ظهور الدعوة السلفية ونموها، وهذا يوضح لنا مدى ارتباط تاريخ العجمان بالدعوة السلفية والدولة السعودية الأولى.
كان أول صدام بين الدولة السعودية الأولى وقبيلة العجمان عام 1177هـ وهي معركة قذلة وهزيمة العجمان، ثم توالت الأحداث بعد ذلك، في عام 1178 هـ (بعد الصدام الأول بعام واحد) كان الصدام الثاني في معركة حائر وانتصار العجمان بمساعدة المكرمي. بعد ذلك بثلاثة أعوام 1182هـ حدث الصدام الثالث بين فريقين، وبعدها بأربعة أعوام 1186هـ أغار عبد العزيز على آل حبيش من العجمان وأخذ عليهم الإبل وقتل منهم، ويبدو أن المناوشات كانت مستمرة بين الفريقين على ما ذكر بين عامي 1190 هـ حتى 1197هـ.
الدور الثاني في العلاقات بين الفريقين والتي يمكن أن نسميها فترة الوفاق فبعد المعارك التي دارت ما بين 1177هـ حتى 1197 هـ أراد عبد العزيز أن يضمهم إليه ويستخدمهم لصالح الدعوة، وبالفعل سلك العجمان طريق الدعوة السلفية مع بداية مطلع القرن الثالث الهجري.


ويتجلى دور العجمان في مساندة الدولة السعودية الأولى كالتالي:

في 1206هـ كان العجمان مع الإمام عبد العزيز في فتح حائل.
في 1208هـ كانوا مع عبد الله بن محمد بن معقيل لإخضاع أطراف الحجاز (من الشرق إلى الغرب).
في 1208هـ كانوا مع عبد الله بن محمد بن معيقل والانتصار على بني هاجر (الشرق).
في 1208 هـ وصول طلائع العجمان إلى الشرق ثم التوجه إلى دومة الجندل.
في عامي 1209هـ و 1210هـ كانوا مع سعود بن عبد العزيز في غزو أطراف الحجاز ومساندة هادي بن قرملة.
في 1211 و1213هـ كانوا مع جيش الإمام عبد العزيز بن محمد لصد حملة ثويني في الإحساء، ووصول طلائعهم إلى هناك واصطدام ببني خالد.
في 1215 و 1516هـ وصول الدعوة إلى المخلاف السليماني وقيام حزام بن عامر العجمي بتثبيت أركان الدعوة هناك.
بين عامي 1217 و1219هـ قيام خيالة العجمان بمساعدة الشريف حمود وعبد الوهاب أبو نقطة في التوسع في اليمن.
في 1226هـ كانوا مع جيش الدولة السعودية الأولى ضد محمد على في معركة الجديدة بوادي الصفراء وقتل القائد مانع بن وحير العجمي.
من عام 1226الى 1229 هـ حتى وفاة الإمام سعود بن عبد العزيز اشتركوا في المعارك التي خاضها ضد محمد علي.
في 1231هـ كانوا مع عبد الله بن سعود عندما سار إلى القصيم.




تاريخ قبيله العجمان ابان حكم الدوله السعوديه الثانيه :
أولاً : وصول العجمان إلى الاحساء واستقرارهم بها :
ثانياً : معركة ( مناخ الرضيمة )
من الجدير بالذكر أن اشتراك العجمان في هذه الفتوحات التي شملت الشرق والغرب والشمال والجنوب جعلتهم يتطلعون إلى اختيار المكان المناسب للإقامة الدائمة ويبدوا أن منطقة الأحساء لموقعها الممتاز وقع اختيار العجمان عليها , ومنذ ذلك الوقت أخذوا يتطلعون للسيطرة على هذه المنطقة التي تتمتع بموقع استراتيجي علاوة على المميزات الاقتصادية من ثروة زراعية ووجود مواني بحرية . لذلك أخذت قبائل العجمان في الزحف نحو الأحساء والاستقرار في باديتها .

ويبدو أن قبيلة بني خالد لم ترتاح لظهور طلائع العجمان بينهم ويتضح ذلك من قصة رواها سادلير أثناء رحلته المشهورة سنة 1819م من القطيف في الخليج العربي إلى ينبع على البحر الأحمر قال : ( وفي صباح اليوم التالي قمت برد زيارة الشيخ محمد والشيخ ماجد لذكرهم بشكل خاص بشان الإسراع في رحيلي الذي كان محدداً مساء اليوم , وكم كانوا أكثر سخاء في تقديم أجمل الوعود وأقوى الانطباعات عن الصداقة وقد بدا كلا الشيخين ضليعين في فن الخداع حتى رأيت من الصعب إدراك الحافز الذي دفعهم إلى تأخير تزويدي بالدواب عندما تحدثا عن رؤية مجموعات من قبيلة العجمان بالقرب من الأحساء , كما حاولا أن يبرزا إشاعات عديدة عن المخاطر التي يتوقع أن تواجهنا خلال المسير , ولم يقصدا من ذلك كله إلا وضع ذريعة لرفع أجور الدواب على أن أعدهما بهدية ثمينة ) .

كما أورد سادلير في رحلته في 24 أغسطس 1819م ذكر قبيلة العجمان ضمن القبائل الموجودة في الاحساء قال : وتمتد إلى جهة الخليج سلطان بني خالد الذي يستمر إلى أقصى الجنوب حتى يصل إلى الأحساء والى جنوب هذه المنطقة الرئيسية قبيلة العجمان المنيعة التي لا تعتبر على حال ذات قوة تكفي لمواجهة قبيلة بني خالد . وبعد حلول العجمان في المنطقة الشرقية كان لابد لها الاصطدام بالقبائل الأخرى وعلى رأسها قبيلة ( بني خالد ) التي كانت تهيمن على هذه المنطقة هيمنة تامة , ووقع التصادم بين العجمان وبني خالد في عام 1238هـ في معركة مناخ الرضيمة التي كانت بين العجمان وحلفاؤهم من القبائل الأخرى مثل مطير والدواسر وغيرهم من ناحية وكان من ناحية أخرى بين ماجد بن عريعر واتباعه من بني خالد وعنزة وسبيع وغيرهم فوقع القتال فانهزمت بني خالد ومن تبعهم , وتركوا مكان إقامتهم وأثاثهم وأغنامهم وغالب إبلهم .

ملخص معركة ( مناخ الرضيمة ) وبيان أسباب وقوعها :-
وتتلخص أحداث معركة مناخ الرضيمة في قدوم غزو من العجمان من الجنوب قاصدين الاحساء وتمكنت قوات ابن عريعر من القبض على بعضهم وأودعوا السجن , وكان منهم ابن للشيخ عامر بن جفن من أمراء آل سفران , وقدم الأخير إلى ابن عريعر وأضافه وفك اسر ابنه ومن معه , وعقد معهم صلحا , وعند رجوع عامر بن جفن ومن معه إلى بقية العجمان أخبرهم بما جرى من الصلح مع ابن عريعر , وكان زعيم العجمان يومئذ الأمير ( مانع بن حثلين ) فأقرهم على الصلح ونزح العجمان باتجاه مناطق الاحساء واستقروا فيها , وحدث أن قتل أحد أبناء عريعر عامر بن جفن مما أدى إلى نقض الصلح بين القبيلتين , وبدأت ملامح الاستعداد للقتال واستعان بن عريعر بقبائله من بني خالد وارسل إلى مغيليث بن هذال وبرجس بن مجلاد من أمراء عنزه ولمسلم بن مجفل أمير الصمله من سبيع , وتقابل العجمان مع ابن عريعر وحلفائه في الرضيمه , واستمر القتال مدة شهر لم يكن مع العجمان أي حليف , ثم أرسل العجمان إلى الإمام تركي بن عبد الله يستعينون به , فاعتذر الإمام عن المشاركة بجيشه ولكنه أخبرهم بأنه سيكتب إلى أمراء القبائل الموالية ليه لكي ينصروا العجمان , فكتب إلى الدويش أمير مطير الذي وافق العجمان بشرط أن يأخذ مربط كروش وإبل الودائع ووافق العجمان على شرطه , وانضم إلى العجمان الأمير سلطان بن قويد م أمراء الدواسر ومعه جميع قبيلة الدواسر واشترط أخذ الريشة ( راية الأمير ابن عريعر ) ومعه ابن وثيلة من شيوخ الوادي وكذلك قبيلة السهول , والتقت الجيوش انتهت المعركة بانتصار العجمان حلفائهم .

تفصيل معركة ( مناخ الرضيمة ) كما أوردها ابن فردوس في ديوانه :
بعدما استمرت الحرب بين قبيلة العجمان وحلفائهم وبالمقابل قبيلة بني خالد وحلفائهم ثلاثة أشهر أرسل العجمان برسول يستنجد بقبائل نجران وهي مذكر ويام حضروا وتم لهم النصر بحضورهم ومن القبائل التي معه وقبيلة سبيع و أميرهم مسلم بن مجفل والمستشار لـه سلطان الأدغم ويوجد شخص يدعى بن نوال وهو رجل طيب وفارس مشهور واحب أن يشير على بن مجفل وينفصل عن بن عريعر ويذهبون إلى ديارهم في الجنوب واتاهم في نصف الليل على جواده والناس نيام ونادى مسلم بن مجفل على الدلال فلباه وحضر له وقال ما تريد يا بن نوال فقال لـه عندي لك رأى فماذا تقول فان هذا بن عريعر وقد جمع الناس جميعهم وهؤلاء العجمان واستنجدوا ببعض القبائل و أرسلوا إلى أهل الجنوب ونحن أصبحنا بينهم وذبحت رجالنا وأخذت أموالنا وسلبت نسائنا فما هو صلاحنا جراء ذلك فالرأي أن نذهب إلى ديارنا ونترك تلك الحرب الطاحنة فقام شخص نائم في البيت لم يعلم عنه وهو سلطان الادغم فقال أنت بن نوال فقال له نعم هو ذاك وهل هذا هو الرأي الذي عندك قال نعم , قال أنت مكفى من ذلك ولولا حشمت صاحب البيت لأهنتك إهانة تنزل بقدرك فقال أرجو المعذرة إذا لم يصلح هذا الرأي فركب جواده ورجع من حيث أتى فجاءت الافزاع من نجران صابغين جميع الخيل بالنيل الأسود فرجعت خيل بن عريعر مهزومة فسألهم ماذا حصل لكم ذلك اليوم فقالوا لقد أتانا قوم خيلهم سود ويرتدون الملابس السوداء وهم غرباء فصفق بكف على كف فقالوا ما بك فقالوا ما بك أيها الأمير فقال لقد جاءوا أهل نجران وفي الصباح سارت الجموع عليهم وهجمت على بن عريعر هجوم هزم فيه جنود بن عريعر من سناد للحكم الذي قام قديما وذبح سلطان الادغم وعدد من فرسان سبيع ولما صفوا سبيع لحالهم اجتمعوا إلى أميرهم مسلم بن مجفل فاتاهم بن نوال على جواده فقال له الأمير مسلم تفضل يا بن نوال واسمعنا ما عندك من القصائد فقال سأسمعكم هذه الأبيات :

ولو سبيع التمر ما حدكم لوم
ولا عندكم غرس يسقي بماها
طحتوا بنار صلوها يطرح الحوم
واللي ورا نجران قاده سناها
مشروبكم شرى يذوب على الصوم
وعيونكم بالشب زين دواها
اشقر يدور الحرب كنه من الورم
وحرث لسيات الحطر لين جاها


العجمان في عهد الامام تركي :
من الجدير بالذكر أن قوة العجمان أخذت في الظهور بشكل واضح بعد معركة مناخ الرضيمة عام 1238هـ والتي انتصروا فيها على بنى خالد أصحاب المنطقة الشرقية في ذلك الوقت , وكان هذا الانتصار متزامنا مع بداية ظهور الدولة السعودية الثانية .

ولقد وقف العجمان إلى جانب الامام تركي بن عبد الله في الفترة ما بين أفول نجم السعودية الأولى وميلاد الدولة السعودية الثانية فعندما هزمت القوات المصرية جيش الدرعية تركها الامام تركي بن عبد الله وقصد آل شامر من بادية العجمان وأقام عندهم وتزوج بنت غيدان بن جازع بن علي فولدت له ولد أسماه جلوي لأنه ولد في جلوته من بلده . وقام العجمان بمناصرة الامام تركي حتى استعاد حكم آبائه وأجداده .
في جلوته من بلده . وقام العجمان بمناصرة الامام تركي حتى استعاد حكم آبائه وأجداده . وتشير اقدم الوثائق العثمانية عن العجمان عن هذه العلاقة بين " الامام تركي وقبيلة العجمان " وهي نص رسالة كتبها ( أحمد بك ) محافظ مكة المكرمة إلى محمد علي باشا في تاريخ 3 جمادي الأول عام 1236 هـ الموافق فبراير عام 1820م ثم قام محمد علي باشا بنقل هذه الرسالة إلى استانبول .

ترجمة نص الرسالة ( الوثيقة ) :
" معروض العبد هي أن حامل عريضتي ابن عريفان وحامية رفقائه قدم الينا أوراق من طرف كل من فيصل الدويش ومحمد بن ربيعان فاتضح أن تركي الذي هو من مدة طويلة في حالة الفرار , قد جاء إلى الدرعية بغتة بعد أن جمع حوله من وافقه من قبائل العجمان وقحطان والعارض السبيعي مع عدد من العربان بغرض إنقاذ مشاري المفسد الذي تم القاء القبض عليه في الدرعية قبل ذلك , وبعد أن اسروا ابن معمر وأبنه في الرياض , حرروا أوراقاً من ابن معمر إلى الذين يحرسون مشاري في سدوس , وبينما كانت ترتيبات إطلاق سراح مشاري من السجن على وشك الإتمام كان خليل أغا وفيصل الدويش ومحمد بن ربيعان وفي جماعة من يقال له ( سرجشمه ) حسين بك بالقرب من الدرعية فسارعوا في التوجه إلى منطقة سدوس وتم إلقاء القبض دون قتال على كل من مشاري وخدام بن معمر , وقد بلغ إلى تركي الأمر من خلال أتباعه الذين جاءوا إلى سدوس وقد تخلى عن هدف تخليص مشاري المفسد وفر من معه من العربان إلى أطراف الرياض بعد أن قتل ذو الوجهين ابن معمر وابنه . هذا ماورد في تقرير المذكور ابن عريفان وعلى ما اتضح من عرائض حامية الشيخين المذكورين . فقد تجاسرنا بمنة الله تعالى على تحرير عريضتنا هذه في هذا الباب .." .

ويتضح من هذه الوثيقة النفيسة عدة أمور :


أن العجمان وقحطان وسبيع كانت من القبائل المؤيدة للإمام تركي في حربه ضد العدو المصري كما ثبت أن الدويش وقبيلة مطير وأبن ربيعان وقبيلته عتيبة في ذلك الوقت كانوا مع القوات المصرية .
تثبت هذه الوثيقة أن قتل الإمام تركي لمحمد بن معمر وابنه مشاري كان سنة 1236هـ , وذلك تأكيد لما ذكره المؤرخ العثيمين , بخلاف ما ذكره خطأ ابن بشر من أن هذه الحوادث وقعت سنة 1234هـ وخلافا ما أورده الدكتور عبد الفتاح أبو عليه م أن الإمام تركي قتل ابن معمر خصمه في عام 1235هـ معتمدا على رواية ابن بشر .


وبعد قيام الدولة السعودية على يد الإمام تركي كان العجمان ضمن جيشه الذي قاتل به القوات التركية . ولما ضمن الإمام تركي مساندة القبائل له وأراد أن يوطد حكمه في جميع أنحاء الجزيرة العربية وذلك للقضاء على حكم آل عريعر أمراء بني خالد المسيطرة على الاحساء , والتي مازالت تعاني من الهزيمة التي تلقتها من العجمان في معركة مناخ الرضيمة عام 1238هـ , فأراد أن يجهز عليها قبل أن يلتئم الجرح , مستغلاً قوة العجمان والقبائل الأخرى التي جاءت لمساندته , فبعد مبايعة هذه القبائل له ارسل في عام ( 1244/هـ ) محمد بن عفيصان في غزوة على الاحساء فاستولى على قافلة محملة بالبضائع الوفيرة وهي في طريقها من العقير إلى الهفوف , ويبدو أن الهدف من هذه الغزوة مضايقة آل عريعر حكام بني خالد ـ وفي عام ( 1245/هـ ) خرج محمد بن عريعر وأخاه ماجد بن عريعر من الاحساء باتباعهم وقبائلهم من بني خالد وقصدوا نجد لمحاربة الامام تركي , فلما علم الإمام تركي بذلك سار بجيشه مع ابنه فيصل ومعهم من البوادي سبيع والعجمان ـ وغيرهم , ودارت معركة " السبية " وانتصر الإمام تركي ثم دخلوا الاحساء وهرب بني خالد وخاصة الرؤساء . وأقام الإمام تركي وابنه فيصل في الاحساء أكثر من أربعين يوماً ورتب رجالاً في الثغور والقصور وعلق بن جمران على هذه المعركة بقوله : اشترك العجمان مع الإمام تركي بن عبد الله وابنه فيصل في معركة السبية ضد بني خالد وأسفرت هذه المعركة التاريخية الحاسمة على انتصار تركي واستيلائهم على الاحساء والقطيف وتوابعها ولجوء الأمير محمد بن عريعر وأتباعه إلى المنتفق بالعراق ولم تقم لآل عريعر دولة بعد ذلك التاريخ .