يقول المؤرخ والكاتب نزار السلامي، إن "شجرة الميلاد مرتبطة بالأعياد الرومانية وتقاليدها، وقد أستخدم الرومان شجرة شرابه الراعي كجزء من زينة عيد ميلاد الشمس التي لا تقهر، ومع تحديد عيد ميلاد المسيح يوم 25 كانون الأول أصبحت جزءا من زينة الميلاد وتمّ اعتبار أوراقها ذات الشوك رمزاً لإكليل المسيح، وثمرها الأحمر رمزاً لدمه المراق".

ويضيف أن "استخدام الشجرة يعود حسب بعض المراجع إلى القرن العاشر في انجلترا، وهو مرتبط بطقوس خاصّة بالخصوبة، حسب ما وصفها أحد الرحّالة العرب، ولكن هذا التقليد ما لبث أن انتشر بأشكالٍ مختلفة في أوروبا خاصّة في القرن الخامس عشر في منطقة الألزاس في فرنسا حين اعتبرت الشجرة تذكيراً بـ(شجرة الحياة) الوارد ذكرها في سفر التكوين، ورمزاً للحياة والنور، ومن هنا برزت عادة وضع الإنارة عليها، وقد تمّ تزيين أول الأشجار بالتفاح الأحمر والورود وأشرطة من القماش".

ويؤكد المؤرخ السلامي، أن "أول شجرةٍ ذكرت في وثيقة محفوظة إلى اليوم، كانت في ستراسبورغ سنة 1605 ميلادية، ولكن أول شجرةٍ ضخمة كانت تلك التي أقيمت في القصر الملكي في إنجلترا سنة 1840 ميلادية في عهد الملكة فيكتوريا، ومن بعدها انتشر بشكل سريع استخدام الشجرة كجزءٍ أساسيّ من زينة الميلاد، وتاريخ استخدام الشجرة كطقس ديني يرجع إلى الآلاف السنين وهو طقس ديني بدائي".

ويشير السلامي إلى أن "الإنسان القديم كان يعتقد بالأرواح أو حلول أرواح الأجداد بالكائنات الحية القريبة من القبيلة أو العائلة أو بتماس مباشر معها، لذلك أعتقد بأن روح الأجداد تحل بالأشجار التي تحميهم وتمدهم بالظل والثمر، لذلك كان جزء من عباداتهم هو عبادة الشجرة".

ويرى السلامي أن "عبادة الشجر موجود بالديانة البابلية، يوم بعث تموز للحياة، يوم 21 آذار، يوم نوروز أو يوم الشجرة في بداية الانقلاب الربيعي" ويضيف "بشكل عام الشجرة تعتبر رمزا للوحدة والقوة وديمومة الحياة، في تقاليد جميع الشعوب والأديان في العالم".

ويحتفل المسيحيون في العراق بعيد ميلاد المسيح (عيسى بن مريم) في بيت لحم كل عام في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول، ويختلف المسيحيون الغربيون عن الشرقيين في موعد احتفالاتهم بعيد ميلاد السيد المسيح، فبينما يحتفل في الغرب في الخامس والعشرين من كانون الأول عند الكاثوليك والبروتستانت، فانه عند الأرثوذكس في الشرق يوم السابع من كانون الثاني من كل عام.

وتمتد هذه الاحتفالات حتى نهاية السنة في 31 من كانون الأول، وتبدو مظاهر احتفالات السنة الميلادية بشكل مبهج في العراق، وتكتسي المحلات بالأدوية وتتزين بشجرة عيد الميلاد التي أعتاد العراقيون من المسلمين والمسيحيين على إحياءها، فيما تزدحم الأسواق بالمتبضعين وتنشط حركة بيع الهدايا والملابس استعدادا للاحتفال بالعيد.

يذكر أن العراق يضم أربعة طوائف مسيحية رئيسة وهي الكلدانية "أتباع كنيسة المشرق المتحولين إلى الكثلكة"، والسريانية الأرثوذكسية، والسريانية الكاثوليكية، والآشورية (أتباع الكنيسة الشرقية)، إضافة إلى أعداد قليلة من أتباع كنائس الأرمن والأقباط والبروتستانت.

منقول