لقد بلغت مراسيم احياء ثورة الامام الحسين " عليه السلام" من الاستمراية والثبات قروناً ولم يردعها أي تشكيك او نقد وانما باتت قضية تأريخية لا نظير لها ...
ولهذا كانت الشعائر الحسينة منهاج لكل الثائرين ضد الطغاة ... فهي منهج تربوي مستمر ..
بطبيعة حال القادة السياسيين حينما يعزمون للقيام بقضية ما فأنهم يجمعون أصحابهم حولهم ويخبرونهم بالوعود الدنيوية والمناصب ، اما قد تكون كاذبة او صادقة ، من اجل المضي في تحقيق الهدف ، لكن الامام الحسين " عليه السلام" كان هدفه منذ البداية هو الشهادة في سبيل الله لأحياء دين جده الذي تغيرت احكامه بفعل نظام الحكم الاموي ولهذا خطب الامام بأصحابه ليبين لهم حقيقة الامر( إنه قد نزل بنا من الأمر ما قد ترون وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرت حذاء ولم تبق منه الا صبابة كصبابة الاناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ألا ترون إلى الحق لا يعمل به والى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقا فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما ). تاريخ الطبري 3: 307 .