نساء صنعن ثورات :"لطفية النادى"  أول مصرية وافريقية وثانى امرأة عالميا تقود طائرة wpid-39343R.jpg

أول مصرية وافريقية وثانى امرأة عالميا تقود طائرة
هى كابتن لطفيةالنادى أول امرأة مصرية تقود طائرة بين القاهرة والإسكندرية، وثانى امرأة فى العالم تقود طائرة منفردة فى وقت كان يخاف الرجال من العربات. وتعتبر لطيفة أول فتاة مصرية وعربية وأفريقية تحصل على شهادة فى الطيران .
هى كابتن لطفية النادى أول امرأة مصرية تقود طائرة بين القاهرة والإسكندرية، وثانى امرأة فى العالم تقود طائرة منفردة فى وقت كان يخاف الرجال من العربات. وتعتبر لطيفة أول فتاة مصرية وعربية وأفريقية تحصل على شهادة فى الطيران .
أما قصة رائدة تعلم الطيران “لطفيةالنادى” فهى أكثر غرابة وطرافة. فهى – أولا – فتاة من أسرة طيبة التحقت فى البداية بالكلية الأمريكية بغمرة، وبعد انتهاء دراستها قررت تعلم الطيران فى المعهد الذى أنشأه طلعت حرب عام 1932 لتخريج كوادر من المعلمين والطيارين لشركة الخطوط الجوية الوطنية. ووجدت لطفيةالجرأة لديها لكى تستعين بالكاتب الصحفى الراحل أحمد الصاوى محمد صاحب العمود الصحفي الشهير وقتها “ما قل ودل”، والذى كان ينشر فى جريدة الأهرام، حاملا دفاع صاحبه عن المرأة وحريتها. وعندما قابلته لطفية طلبت منه أن يساعدها فى تعلم الطيران ولم يكن عمرها يتجاوز الرابعة والعشرين، وكانت مشكلتها هى كيفية توفير مصروفات الدراسة، وكيفية التعلم دون إخبار أسرتها وتحمس أحمد الصاوى لهذه الفتاة التى بهرته بإجادتها لِلإنجليزية والفرنسية فاتصل بـ كمال علوى أول مدير لشركة مصر للطيران الذى تحمس بدوره وأصدر قرارا بتعيين لطفية النادى سكرتيرة بمعهد الطيران، حيث كانت تقوم بالرد على التليفونات وترتيب مواعيد الطيران وإدارة الحاسبات، وذلك فى مقابل أن يتحمل المعهد مصروفات دراستها، وهى مصروفات لم تكن تتجاوز- فى ذلك الوقت- الخمسين جنيها فقط. وتمكنت من الطيران بمفردها بعد ثلاث عشرة ساعة من الطيران المزدوج مع مستر كارول كبير معلمي الطيران بالمدرسة، فتعلمت في 67 يوماً. وقد تلقت الصحافة الدعوة لحضور الاختبار العملي لأول طيارة “كابتن” مصرية في أكتوبر 1933.فاستطاعت لطفية بحماسها اختصار مدة الدراسة وحصلت على إجازة الطيران الخاص عام 1933 ،وفوجئ والدها ذات يوم بصورة ابنته تتصدر صفحات الجرائد المصرية بوصفها أول طيارة مصرية. والغريب أنه تقبل الأمر الواقع بل ووافق أن يركب معها الطائرة لأول مرة فى حياته إعلانا عن ثقته فى قدرتها. ولم تكتف لطفية بهذا الإنجاز ولكنها فكرت فى القيام برحلة جوية من انجلترا إلى مصر. كما اقترح عليها البعض ان تذهب بطائرتها إلى اليابان، وتحمس محمد طاهر باشا رئيس نادى الطيران المصرى للفكرة، واقترح أن تسافر لطيفة إلى انجلترا لمزيد من التدريب لرحلتها التى سرعان ما توقفت فجأة بسبب عدم توافر المال.
ومن إنجازات لطفية التى لا تنسى اشتراكها عام 1935 فى سباق نظمه نادى الطيران المصرى بين الإسكندرية والقاهرة ثم العودة، وكانت الفتاة الوحيدة بين جميع المتسابقين المصريين والأجانب، و كانت «لطفية» قد شاركت في الجزء الثاني من سباق الطيران الدولي بطائرة من طراز “جيت موث” الخفيفة بمحرك واحد ومتوسط سرعتها 100 ميل في الساعة، وكانت أول من وصل إلى خط النهاية بالرغم من وجود طائرات أكثر منها سرعة. لكن اللجنة حجبت عنها الجائزة لوقوعها في خطأ فني في الإسكندرية عندما نسيت الدوران حول النقطة المحددة وأوصت اللجنة بمنحها جائزة شرفية، ويقال انها استطاعت بالفعل ان تسبق الجميع، ولكن الحكام الأجانب عز عليهم أن تفوز فتاة مصرية بالسباق فادعوا أنها لم تلف بطائرتها حول خيمتين نصبهما الحكام وطلبوا من المتسابقين الدوران حولهما حتى يشاهدوهم.
أرسلت لها هدي شعراوي برقية تهنئة تقول فيها: “شرّفت وطنكِ، ورفعت رأسنا، وتوجت نهضتنا بتاج الفخر، بارك الله فيكِ”. وفى 15أكتوبر 1935 أقيمت حفلة تكريم لها فى مطار ألماظة ، وتم تكريمها بواسطة هدى شعراوى والإقتصادى المصرى الزعيم طلعت حرب .ثم تولت هدي شعراوي مشروع اكتتاب من أجل شراء طائرة خاصة للطفية لتكون سفيرة لبنات مصر في البلاد التي تمر بأجوائها أو تنزل بها، وكانت قد فتحت الباب لبنات جنسها لخوض التجربة فلحقت بها “زهرة رجب” و”نفيسة الغمراوي” و”لندا مسعود” و «بلانشي فتوش» و”عزيزة محرم” و”عايدة تكلا” و”ليلي مسعود” و”عائشة عبد المقصود” و”قدرية طليمات” (مع ملاحظة أنّ عزيزة محرّم أصبحت كبير معلمين معهد الطيران المدني في امبابة). ثم أحجمت فتيات مصر عن الطيران بصفة نهائية فلم تدخل مجال الطيران فتاة مصرية منذ عام 1945.
الطريف أن لطفية بعد تقاعدها عن الطيران عينت سكرتيرا عاما لنادى الطيران المصرى وأدارته بكفاءة تامة، وكانت لطفية النادي صديقة مقربة من “اميليا ايرهارت” – أول امراة تقود طائرة منفردة – وكانت تبعث لها بالجوابات تحكى لها عن رحلاتها.
لم تتزوج لطفية قط وعاشت جزءا كبيرا من حياتها في سويسرا حيث منحت الجنسية السويسرية تكريما لها، وتوفيت عن عمر يناهز الخامسة والتسعين في القاهرة عام 2002 .
فى عام 1996 تناول فيلم وثائقى حياتها اسمه “الإقلاع من الرمل”, فيه سئلت عن السبب الحقيقى وراء رغبتها في الطيران, فقالت أنها كانت تريد أن “تكون حرة”.