هل تجد نفسك متعباً من قول "لا" لطفلك مرارً و تكرارً، على نفس الموضوع، على طلب يعرف اجابته مسبقاً و يعرف انه لن يتغير؟ يستمر في الجدال ، الالحاح و البكاء؟ لماذا يستمر طفلك في السؤال و لا يرضى باجابتك؟ كيف يمكنك أن تجيب انت حتى توقفه؟
أحياناً يستمر أطفالنا في الالحاح على أمر ما لشعورهم بحاجة للمساعدة للتأقلم و تقبل ما هو ممنوع ، أو لشعورهم بالحاجة لمن يسمعهم فقط، فطفلك يعرف تماماً انه لا يستطيع مشاهدة التلفاز قبل النوم لكنه لا يعرف كيف يخبرك بأنه يشعر بالضيق لعدم استطاعته ذلك، فهو لا يحتاج ان تسمح له بالأمر بل يحتاج لأن يتعامل مع شعوره السيء ..
كلمتان سحريتان ، لتزيد تواصلك مع صغيرك، لتثبت له اهتمامك بما يشعر، ولتحسم الأمر .. "أخبرني المزيد" ، أخبرني المزيد تفتح لطفلك المجال ليتكلم عن شعوره بقلة الحيلة ، عن مشاعر الضيق و الانزعاج بداخله، أو التعبير عما يتمنى و ما يريد أن يحصل أو ما يواجه من مشاكل و صعوبات..
فمثلاً، ان وجدت طفلك يصر على اللعب قبل أداء فرض المدرسة، يمكنك أن ترد" بأخبرني المزيد، أنا أسمعك"، و تكتشف أنه لا يريد أن يبدأ به و ليس أن يلعب قبله لأنه يجد فيه صعوبة و لا يعرف كيف يتصرف، فتسمعه أيضاً و تسأله عن أصعب جزء فيه..
أو ان استمرت طفلتك في الإلحاح للذهاب للحديقة وحدها دون اختها الصغيرة، أجبها ب "أخبريني المزيد عن خطتك"، فتجد أنها تحتاج للشعور بالاستقلالية أو تجد صعوبة في الصبر على أختها، تعاطف معها و رد بشيء مثل "نعم أعرف أنه ليس من العدل أن تضطري لانتظار أختك طوال الوقت " أو " أرى أنك تتمنين أن تكبري بسرعة و تصبحي أكثر استقلالية" .
أخبرني المزيد لا تسمح لطفلك بفعل ما يريد، و هو لا يحتاج لأن تقنعه بأسباب منعه من فعل أي شيء لكنه يحتاج فقط لأن تسمعه، تساعده و تصبر عليه حتى يتخلص من المشاعر السيئة المرتبطة بما تفرضه عليه..

منقول