أفضل أداة لكي تتعلم هي أن تُعَلِّم الآخرين، والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم يقول:
«بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَة».. فعلينا أن نبلغ رسالة الله -عَزَّ وَجَلَّ-، حتى ولو كنا لا نعرف إلاَّ آيةً واحدةً.
إن سرّاً عظيماً يكمن وراء ذلك..
فإنك إذا بلَّغت وناقشت وتكلمت، فإن الله يفتح أمامك آفاقاً جديدةً "


من كلماته رحمه الله تعالى

فارس الإسلام..احمد ديدات...رحمه الله تعالى ufyq4hn6rz4.gif


عائلته : أبوه حسين كاظم ديدات و أمه فاطمة ، والده كان يعمل مزارعاً
و عمل بعد ذلك ترزياً بعد أن أنتقل إلى جنوب أفريقيا ( ديربان )
و قد تزوج الشيخ أحمد و أنجب ولدين و بنتاً .
دراسته و وظائفه : منذ نشئه تربي على مذهب أهل السنة و الجماعة
فقد أبتدأ دراسته في المركز الإسلامي في ديربان و تعلم فيه القرآن الكريم و الأحكام الشرعية
و بعد أن أتم المرحلة السادسة الأبتدائيه عمل في دكان يبيع فيه الملح ليساعد والده
ثم أنتقل للعمل في مصنع للأثاث عمل فيه 12 عاماً تدرج فيه من سائق للمصنع إلى بائع حتى أصبح مديراً له
و خلال هذه السنوات ألتحق بالكلية الفنية السلطانية فدرس الرياضيات و إدارة الأعمال .



في الأربعينات جائت بعثة تنصيرية إلى دكان الملح الذي يعمل به الشيخ
و وجهت عدة أسئلة عن الأسلام لم يستطع الأجابة عنها
و منها قرر أن يدرس الأنجيل بعدة نسخ و بلغات عديدة و عقد مقارنات بين تلك النسخ
و توجه من بعدها للعمل في الدعوة الأسلامية و مناظرة المبشرين و ترك جميع الأعمال التجارية أنذاك .
ومن العوامل التي وجهت الشيخ إلى مجال الدعوة كتاب ( إظهار الحق ) للعلامة رحمت الله الهندي
الذي يتناول الهجمة التنصيرية على الهند من قبل البريطانيين ، و كان يتحدث عن قلقهم من الهنود المسلمين
لإيمانهم بالجهاد و النضال بعكس الهندوس .. و من هذا المنطلق حاول الأنجليز تنصير المسلمين لضمان البقاء في البلاد
و إستقدام حملات تنصيرية من أجل هذا الغرض .
و تخلل هذا الكتاب ردود على شبهات النصارى و تقديم الحجج و البراهين من القرآن الحكيم
و بالمقابل طلب البراهين من أناجيلهم و دعاهم للحوار العقلاني و المكلل بالأدله
فأخذ الشيخ يمارس ما تعلمة من هذا الكتاب في مواجهة المنصرين فقد كان يناظرهم كل يوم أحد بعد أنتهائهم من الكنيسة
حتى أنتقل إلى مدينة ديربان حيث واجه العديد من المبشرين كأكبر مناظر لهم .
في عام 1949 م رأى الشيخ أن الدعوة تحتاج المال بقدر إحتياجها للأفراد العاملين فيها
و من أجل هذا سافر إلى باكستان و مكث بها 3 سنوات عاملاً فيها بمصنع للنسيج و جمع مبلغاً أنفقه في سبيل الدعوة
بعدها عاد إلى ديربان حيث أصبح مديراً في نفس المصنع الذي كان عاملاً فيه حتى عام 1956 م و طوال هذه الفترة كان يعد نفسه للدعوه .
في الخمسينات بدأ الشيخ يحاضر بجموع تتجاوز المئتان و الثلاثمئه فرد صباح كل أحد بمحاضرت دعويه و كان جمهوره بإزدياد دائماَ
بعدها أنتقل الشييخ إلى تجربة مختلفة أو مرحلة جديدة حيث أقترح عليه أنجليزي مسلم أسمه ( فيرفاكس )
أن يدرسوا المقارنات بين الأديان و أن يطلقوا على هذه الدراسة أسم ( فصل الكتاب المقدس )
فأختار السيد ( فيرفاكس ) 15 او 20 شخصاً من جمهور الشيخ المداومين على حضور محاضراته يوم الأحد
ليبقوا لتلقي المزيد من العلم ، أستمر ( فيرفاكس ) في إعطائه الدروس لعدة أسابيع
و من ثم أستلمها الشيخ بعد أن تغيب عنها ( فيرفاكس ) و أكمل عليها من حيث توقف
فظل الشيخ يحاضرهم لمدة 3 سنوات كل أحد و كانت هذه التجربة أفضل وسيلة تعلم منها الشيخ على حسب قوله .
في عام 1959 م توقف الشيخ عن مزاولة جميع أعماله ليتفرغ بشكل تام للدعوة إلى الأسلام
وفي سعيه الحثيث لأداء هذا الدور العظيم زار العديد من دول العالم، واشتهر بمناظراته التي عقدها
مع كبار رجال الدين المسيحي أمثال: كلارك، جيمي سواجارت، أنيس شروش .
أسس معهد السلام لتخريج الدعاة، والمركز الدولي للدعوة الإسلامية بمدينة (ديربان) بجنوب إفريقيا.
ألف الشيخ أحمد ديدات ما يزيد عن عشرين كتاباً، وطبع الملايين منها لتوزع بالمجان بخلاف المناظرات
التي طبع بعضها، وقام بإلقاء مئات المحاضرات في جميع أنحاء العالم.
ولهذه المجهودات الضخمة مُنح الشيخ أحمد ديدات جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1986م وأعطي درجة "أستاذ".




في عام 1996 م أصيب الشيخ بجلطة في القلب عقب عودته من رحلة دعوية إلى أستراليا
أقعدته طريح الفراش لمدة تسع سنوات .. و تحدث عن ذلك صهره عصام مدير):
"إنه كان قد أصيب بجلطة في الشريان القاعدي في شهر أبريل عام 1996م بسبب عدة عوامل
على رأسها أنه مريض بالسكر منذ فترة طويلة، أجهد خلالها نفسه في الدعوة كعادته !
ولكن في ذلك الشهر تحديداً أخذ رحلة م****ة للدعوة، واجتهد فيها خصوصاً في رحلته الأولى
والقويةجدا لأستراليا التي تحدث عنها الإعلام الأسترالي لأنه ذهب لعرض الإسلام عليهم
وتحدى عدداً من المنصرين الأستراليين الذين أساءوا للإسلام، وكان لا يناظر ولا يبادر إلا المنصرين
الذين يتعدون على الإسلام فيستدعيهم الشيخ للمناظرات ويرد عليهم بالحجة والبرهان.
ولذلك ذهب إلى أستراليا وطاف بها محاضراً ومناظراً، وعندما عاد حدث له ما جرى وأصيب بجلطة في الدماغ".
و في عام 2005 م صباح يوم الأثنين الثامن من أغسطس الموافق الثالث من رجب 1426 هـ غيب الموت
الداعية العظيم الشخ أحمد ديدات ، و أنتهت رحلة جهاده بعد أن أسلم على يده الآلاف في مختلف أنحاء العالم
و بعضهم أصبح الآن من الدعاة إلى الأسلام .