إجراءات ابن زياد في الكوفة

لقد ولّى يزيدُ بن معاوية عبيـدَ الله بن زياد على الكوفة، بعد أن لعب الوالي عليها ـ وهو: النعمان بن بشير ـ دوره المأمور به، بوصيّـة من معاوية، فكـتب إليه يزيد مع مسلم بن عمرو:
«أمّا بعد، فإنّه كتب إليّ شيعتي من أهل الكوفة، يخبروني أنّ ابن عقيل بها يجمع الجموع ويشقُّ عصا المسلمين، فسِرْ حين تقرأ كتابي هذا حتّى تأتي الكوفة، فتطلب ابن عقيل طلب الخُرزة حتّى تثقفه فتوثقه أو تقتله أو تنفيه; والسلام.
وسلّم إليه عهده على الكوفة.
فسار مسلم بن عمرو، حتّى قدم على عبيـد الله بالبصرة، فأوصل إليه العهد والكتاب، فأمر عبيـد الله بالجهاز من وقته، والمسير والتهيّـؤ إلى الكوفة من الغد، ثمّ خرج من البصرة واستخلف أخاه عثمان، وأقبل إلى الكوفة ومعه مسلم بن عمرو الباهليّ وشريكُ بن أعور الحارثيّ وحشمه وأهل بيته، حتّى دخل الكوفة وعليه عمامةٌ سوداء وهو مُتلثّم، والناس قد بلغهم إقبال الحسـين عليه السلام إليهم فهم ينتظرون قدومه، فظنّوا حين رأوا عبيـد الله أنّه الحسـين، فأخذ لا يمرُّ على جماعة من الناس إلاّ سلَّموا عليه وقالوا: مرحباً بابن رسـول الله، قدمتَ خيرَ مقدم.
فرأى من تباشرهم بالحسـين ما ساءه، فقال مسلم بن عمرو لمّا أكـثروا: تأخَّروا! هذا الأمير عبيـدُ الله بن زياد.
وسـار حـتّى وافى القصـر في الليـل، ومعـه جمـاعـةٌ قـد التـفُّوا بـه لا يشكُّون أنّه الحسـين عليه السلام، فأغلق النعمان بن بشير عليه وعلى حامّته، فناداه بعض من كان معه ليفتح لهم الباب، فاطّلع إليه النعمان وهو يظنّه الحسـين فقال: أنشدك الله إلاّ تنحّيت، والله ما أنا مسلّمٌ إليك أمانتي، وما لي في قتالك من أَرَب.
فجعل لا يكلّمه، ثمّ إنّه دنا وتدلّى النعمان من شَرَف فجعل يُكلّمه، فقال: افتح لا فتحت، فقد طال ليلك!
وسمعها إنسان خلفه فنكص إلى القوم الّذين اتّبعوه من أهل الكوفة على أنّه الحسـين فقال: أي قوم! ابن مرجانة والّذي لا إله غيره.
ففتح له النعمان ودخل، وضربوا الباب في وجوه الناس فانفضّوا.
وأصبح فنادى في الناس: الصلاةُ جامعةٌ; فاجتمع الناس، فخرج إليهم فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال:
أمّا بعد، فإنّ أمير المؤمنين ولاّني مصركم وثغركم وفيئكم، وأمرني بإنصاف مظلومكم وإعطاء محرومكم، والإحسان إلى سامعكم ومُطيعكم كالوالد البرِّ، وسوطي وسيفي على من ترك أمري وخالف عهدي، فليُبق امرؤ على نفسه; الصدق ينبي عنك لا الوعيد.
ثمّ نزل، فأخذ العُرفاءَ والناسَ أخذاً شديداً فقال: اكتبوا إلى العُرفاء ومن فيكم من طلبة أمير المؤمنين، ومَن فيكم من الحروريّة وأهل الريب، الّذين رأيهم الخلافُ والشِّقاق، فمن يجيء بهم لنا فبريء، ومن لم يكتب لنا أحداً فليضمن لنا ما في عِرافته ألاّ يخالفنا منهم مخالف، ولا يبغِ علينا منهم باغ، فمن لم يفعل برئت منه الذمّةُ وحلالٌ لنا دمُه ومالُه، وأيّما عـريف وُجدَ في عرافته من بُغية أمير المؤمنين أحدٌ لم يرفعه إلينا، صُلِبَ على باب داره، وأُلغيت تلك العرافةُ من العطاء»(1).
واتّخذ ابن زياد فور وصوله إلى الكوفة ـ بعد أنْ عُرف أصحاب مسلم بن عقيل وشيعته وانكشفوا على أثر سكوت «النعمان بن بشير» عنهم!! ـ إجراءات عديدة غيَّرت مجاري الأُمور، وانتهت بالقضاء على مسلم وأنصاره واستشهادهم، ثمّ استشهاد الإمام وأصحابه في كربلاء، ونحن نلخّص ما قام به في خطوط:

1 ـ الشائعات
كان للإشاعات الدور الكبير في تفرّق الناس عن مسلم عليه السلام، فقد أمر ابنُ زياد جماعةً ممّن حوله أنْ يعلموا الناس بوصوله إلى الكوفة ويشـيعوا بينهم وصول جيش من الشام ويخوّفونهم به، ويخذّلونهم عن مسلم بن عقيل(2).
ومن هؤلاء: شهاب الحارثي، فقد جاء بترجمته من «مختصر تاريخ دمشق» أنّه هو الذي قبض على حُجر بن عديّ وجماعته وأخذهم إلى معاوية، وكان والي الريّ من قبل معاوية(3).

2 ـ نصب العرفاء
وهم الّذين يعرفون أفراد القبائل ويتولّون أُمورهم، وبواسطتهم يتعرّف الأمير على أحوالهم، فيخبرونه عمّن تخلّف عن القتال مثلا، وعمّن وُلد له منهم، ومن مات، وعلى أيديهم تجري أُعطيات أفراد القبائل، وعن طريقهم تنفّـذ السلطات مقاصدها في القبيلة(4).
وكان لهؤلاء الّذين نصبهم دور كبير في إخراج الناس لحرب الإمام عليه السلام.

3 ـ نصب رؤساء القبائل
وجعل ابن زياد النظام القبلي في الكوفة على النحو التالي، مع تعيين رؤساء القبائل(5)، فجعل:
عمرو بن حريث، على أهل المدينة; وقد كان عليهم من قبل مسلم ابن عقيل: العبّـاس بن جعدة الجدلي.
وخالد بن عرفطة، على تميم وهمدان; وكان عليهم من قبل مسلم: أبو ثمامـة الصائدي، وكان أبو ثمامة ـ وهو: عمرو بن عبـد الله بن الأنصاري ـ يقبض الأموال لمسلم ويشـتري السلاح(6).
وقيس بن الوليد بن عبـد شمس، على ربيعة وبكر وكندة; وكان عليهم من قبل مسلم: عبيـد الله بن عمرو بن عزيز الكندي.
وأبا بردة ابن أبي موسى الأشعري، على مذحج وأسد; وكان عليهم من قبل مسلم: مسلم بن عوسجة.

4 ـ بثُّ الجواسـيـس
وبثّ جواسـيـسه وعيونه بين الناس، للتعرّف على مواقع الشيعة وشخصيّاتهم وتحرّكاتهم، بعد أن لاذوا بالكتمان والاختفاء; وقضيّة إرساله مولاه المسمّى بـ «معقل» ومعه ثلاثة آلاف درهم ليلتمس له موضع مسلم ابن عقيل عليه السلام وأفراد أصحابه، وأنّه جاء إلى المسجد الأعظم والتقى بمسلم بن عوسجة، وتظاهر بأنّه من الشيعة وجعل يتباكى... معروفة(7).

5 ـ محاصرة الكوفة
وقد سيطر على جميع أطراف الكوفة والطرق المؤدّية إليها، فما يدخل إليها أو يخرج منها أحدٌ إلاّ ويفتّش ويفحص عن حاله ويُعرف.
وكان يزيد قد كـتب إليه:
«إنّه قد بلغني أنّ الحسـين بن عليّ قد توجّه نحو العراق، فضع المناظر والمسالح، واحترس على الظنّ، وخذ على التهمة»(8).
وسأل الإمام عليه السلام في الطريق بعض الناس عمّا يجري في الكـوفـة، فـأجـاب: «لا والله مـا نـدري، غـيـر إنّـا لا نسـتـطيـع أن نلـج ولا نخـرج»(9).
وكان على شرطته: سمرة بن جندب(10)، والحصين بن نمير، وقد قال له: «يا حصين بن نمير! ثكلتك أُمّك إنْ ضاع بابُ سكّة من سكك الكوفة وخرج هذا الرجل ـ يعني مسلماً عليه السلام ـ ولم تأتني به، وقد سلّطتك على دور أهل الكوفة»(11).
وقد تقدّم كيف عرف قيسَ بن مسهر الصيداوي لمّا أراد الدخول إلى الكوفة، وقبض عليه، واسـتـشهد رحمه الله(12).
وكقضيّة عبـد الله بن يقطر(13) ـ أو: بقطر ـ الذي كان يحمل كتاباً من الإمام عليه السلام، فأخذ مالك بن يربوع التميمي الكتاب منه، فأمر ابن زياد بقتله(14).

القضـاء على الشـيعة
وهكذا تمكّن ابن زياد من القضاء على أنصار مسلم بن عقيل، كهانئ ابن عروة وغيره، حتّى إنّه قتل بعضهم بين أبناء عشـيرته أمام أعين قومه، ونكـتفي هنا ببعض القضايا كما ذكر المؤرّخون:

ميثم التمّـار
وهو من بني أسد، وكان من خواصّ مولانا أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام، وطالما كان عليه السلام يخرج من جامع الكوفة فيجلس عنده فيحادثه، وربّما كان يبيع له التمر إذا غاب، قال له ذات يوم: «ألا أُبشّـرك يا ميثـم؟».
فقال: بماذا يا أمير المؤمنين؟
قال: «بأنّـك تموت مصلوبـاً».
فقال: يا مولاي! وأنا على فطرة الإسلام؟
قال: «نعم».
ثمّ قال له: «يا ميثم! تريد أُريك الموضع الذي تصلب فيه والنخلة التي تعلّق عليها وعلى جذعتها؟».
قال: نعم يا أمير المؤمنين.
فجاء به إلى رحبة الصيارف وقال له: «ها هنا»، ثمّ أراه نخلة وقال له: «على جذع هذه».
فما زال ميثم رضي الله عنه يتعاهد تلك النخلة حتّى قُطعت وشُقت نصفين، فسُقف بالنصف منها وبقي النصف الآخر، فما زال يتعاهد النصف ويصلّي في ذلك الموضع ويقول لبعض جيران الموضع: يا فلان! إنّي أُريد أن أُجاورك عن قريب فأحسـن جواري.
فيقول ذلك الرجل في نفسه: يريد ميثم أن يشتري داراً في جواري; ولا يعلم ما يريد بقوله.
حتّى قُبض الإمام عليّ عليه السلام وظهر عبيـد الله بن زياد وأصحابه، وأخذ ميثم في مَن أخذ وأمر بصلبه، فصلب على ذلك الجذع في ذلك المكان، فلمّا رأى ذلك الرجل أنّ ميثماً قد صلب في جواره قال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون; ثمّ أخبر الناس بقصّة ميثم وما قاله في حياته، وما زال ذلك الرجل يتعاهده ويكنس تحت الجذع ويبخّره ويصلّي عنده ويكـرّر الرحمـة عليه، رضي الله عنه(15).
يحدّثنا الكشّي في رجاله فيقول: «مرّ ميثم التمّار على فرس له، فاستقبل حبيب بن مظاهر الأسدي عند مجلس بني أسد، فتحدّثا حتّى اختلف أعناق فرسيهما، ثمّ قال حبيب: لكأنّي بشيخ أصلع ضخم البطن يبيع البطيخ عند دار الرزق قد صُلب في حبّ أهل بيت نبيّه عليه السلام، تُبقر بطنـه على الخشـبة.
فقال ميثم: وإنّي لأعرف رجلا أحمر له ضفيرتان يخرج لينصر ابن بنت نبيّه فيُقتل ويُجال برأسه بالكوفة.
ثمّ افترقا.
فقال أهل المجلس: ما رأينا أحداً أكـذب من هذين.
قال: فلم يفترق أهل المجلس حتّى أقبل رُشيد الهجري فطلبهما، فسأل أهل المجلس عنهما فقالوا: افترقا وسمعناهما يقولان كذا وكذا.
فقال رُشيد: رحم الله ميثماً نسي: ويزاد في عطاء الذي يجيء بالرأس مئة درهم.
ثمّ أدبر، فقال القوم: هذا والله أكذبهم!
فقال القوم: والله ما ذهبت الأيّام والليالي حتّى رأيناه مصلوباً على باب دار عمرو بن حريث، وجيء برأس حبيب بن مظاهر قد قُتل مع الحسـين عليه السلام، ورأينا كلَّ ما قالوا»(16).
روى ابن حجر العسقلاني في «الإصابة»، قال:
كان ميثم التمّـار عبـداً لامرأة من بني أسد، فاشـتراه عليٌّ منها وأعتقه، وقال له: «ما اسمك؟».
قال: سالم.
قال: «أخبرني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّ اسمك الذي سمّاك به أبواك في العجم: ميثم».
قال: صدق الله ورسوله وأمير المؤمنين، والله إنّه لاسمي.
قال: «فارجع إلى اسمك الذي سمّاك به رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ودع سالماً».
فرجع ميثم واكتنى بأبي سالم، فقال له عليٌّ ذات يوم: «إنّك تؤخذ بعدي فتصلب وتطعن بحربة، فإذا جاء اليوم الثالث ابتدر منخراك وفوك دماً فتخضب لحيتك، وتصلب على باب عمرو بن حريث عاشر عشرة، وأنت أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة، فامض حتّى أُريك النخلة التي تصلب على جذعها».
فأراه إيّاها، وكان ميثم يأتيها فيصلّي عندها ويقول: بوركت من نخلة، لك خُلقت ولي غُذّيت، فلم يزل يتعاهدها حتّى قطعت.
ثمّ كان يلقى عمرو بن حريث فيقول له: إنّي مجاورك فأحسـن جواري.
فيقول له عمرو: أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم؟ وهو لا يعلم ما يريد.
ثمّ حجّ في السنة التي قُتل فيها، فدخل على أُمّ سلمة أُمّ المؤمنين فقالت له: من أنت؟
قال: أنا ميثم.
فقالت: والله لربّما سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يذكرك ويوصي بك عليّـاً.
فسألها عن الحسـين، فقالت: هو في حائط له.
فقال: أخبريه أنّي قد أحببت السلام عليه فلم أجده، ونحن ملتقون عند ربّ العرش إن شاء الله تعالى.
فدعت أُمّ سلمة بطيب فطيّب به لحيته، فقالت له: أما إنّها ستخضب بـدم.
فقدم الكوفة، فأخذه عبيـد الله بن زياد، فأُدخل عليه فقيل له: هذا كان آثر الناس عند عليّ.
قال: ويحكم! هذا الأعجمي؟!
فقيل له: نعم.
فقال له: أين ربّـك؟!
قال: بالمرصاد للظلمة، وأنت منهم.
قال: إنّك على أعجميّتك لتبلغ الذي تريد; أخبرني ما الذي أخبرك صاحبك أنّي فاعل بك؟
قال: أخبرني أنّك تصلبني عاشر عشرة، وأنا أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة.
قال: لنخالفـنّـه.
قال: كيف تخالفه؟! والله ما أخبرني إلاّ عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم عن جبرئيل عن الله، ولقد عرفت الموضع الذي أُصلب فيه، وأنّي أوّل خلق الله أُلجم في الإسلام.
فحبسه وحبس معه المختار بن أبي عبيد الثقفي ـ بعد شهادة مسلم ابن عقيل وهاني بن عروة بيومين أو ثلاث ـ فقال ميثم للمختار: إنّك ستفلت وتخرج ثائراً بدم الحسـين فتقتل هذا الذي يريد أن يقتلك.
فلمّا أراد عبيـد الله بن زياد أن يقتل المختار، وصل بريد من يزيد يأمره بتخلية سبيله، فخلاّه وأمر بميثم أن يُصلب، فلمّا رُفع على الخشبة عند باب عمرو بن حريث قال عمرو: قد كان والله يقول لي: إنّي مجاورك.
فجعل ميثم يحدّث الناس بفضائل عليّ وبني هاشم.
فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبـد.
قال: ألجموه.
فكان أوّل من أُلجم في الإسلام، فلمّا أن كان اليوم الثالث من صلبه طُعن بالحربة، فكبّر، ثمّ انبعث في لخر النهار فمه وأنفه دماً، وكان ذلك قبل مقدم الإمام الحسـين العـراقَ بعشرة أيّـام(17).

عبيـد الله الكـندي
كان عبيـد الله بن عمرو بن عزيز الكندي فارساً شجاعاً كوفياً من الشيعة، وشهد مع أمير المؤمنين عليّ عليه السلام مشاهده كلّها، وكان من الّذين بايعوا مسلماً، وكان يأخذ البيعة من أهل الكوفة للحسين عليه السلام هو ومسلم بن عوسجة، فلمّا رأى مسلم بن عقيل اجتماع الناس عقد لمسلم بن عوسجة الأسدي على ربع مذحج وأسد، وعلى ربع كندة وربيعة عبيـد الله بن عمرو بن عزيز الكندي.
فلمّا تخاذل الناس عن مسلم قبض عليه الحصين بن نمير التميمي، فسلّمه إلى عبيـد الله بن زياد فحبسه.
ولمّا قُـتل مسلم بن عقيل أحضره ابن زياد فسأله: ممّن أنت؟!
قال: من كـندة.
قال: أنت صاحب راية كندة وربيعة؟!
قال قال: نعم.
قال: انطلقوا به فاضربوا عنقه!
قال: فانطلقوا به فضربت عنقه رضي الله عنه(18).

عبيـد الله بن الحارث
وهو عبيـد الله بن الحارث بن نوفل بن عمرو بن الحارث بن ربيعة ابن بلال بن أنس بن سعد الهمداني، أدرك الصحبة، وشهد صِفّين مع الإمام عليّ عليه السلام، وكان يأخذ البيعة من أهل الكوفة للحسـين عليه السلام، فلمّا خرج مسلم رضي الله عنه خرج معه براية حمراء.
فلمّا تخاذل الناس عن مسلم أمر عبيـد الله بن زياد أن يطلب عبيـد الله ابن الحارث، فقبض عليه كثير بن شهاب فسلّمه إلى ابن زياد، فحبسه مع مَن حبـس.
ولمّا قُتل مسلم رضي الله عنه أحضره عبيـد الله فسأله: من أنت؟! فلم يتكلّم.
فقال: أنت الذي خرجت براية حمراء وركزتها على باب دار عمرو ابن حريث، وبايعت مسلماً، وكنت تأخذ البيعة للحسـين؟! فسكت.
فقال ابن زياد: انطلقوا به إلى قومه فاضربوا عنقه.
فانطلقوا به فضربت عنقه رضي الله عنه(19).

عبـد الأعلى الكلبي
وهو عبـد الأعلى بن يزيد الكلبي العليمي، من بني عليم، كان فارساً شجاعاً قارئاً، من الشيعة، كوفياً، وكان هو وحبيب بن مظاهر الأسدي يأخذان البيعة من أهل الكوفة للحسـين عليه السلام، ثمّ خرج مع مسلم بن عقيل في مَن خرج.
فلمّا تخاذل الناس عن مسلم، قبض عليه كثير بن شهاب فسلمه إلى عبيـد الله بن زياد فحبسه مع مَن حبـس.
ولمّا قُتل مسلم وهاني دعاه ابن زياد فسأله عن حاله، فقال له: أخبِـرني بأمرك!
فقال: أصلحك الله، خرجت لأنظر ما يصنع الناس فأخذني كثير بن شـهاب.
فقال له ابن زياد: فعليك من الأيمان المغلّظة إنْ كان ما أخرجك إلاّ ما زعمت.
فأبى أن يحلف، فقال ابن زياد: انطلقوا بهذا إلى جبّانة السبيع(20) فاضربوا عنقه بها.
فانطلقوا به فضربت عنقه رضي الله عنه(21).

العبّـاس الجدلي
وهو العبّـاس بن جعدة الجدلي، كان من الشيعة الّذين بايعوا مسلم ابن عقيل رضي الله عنه في الكوفة، ومن المخلصين في الولاء لأهل البيت، وكان يأخذ البيعة من الناس للحسـين بن عليّ عليه السلام.
قال عبـد الله بن حازم: أنا والله رسول ابن عقيل إلى القصر لأنظر إلى ما صار أمر هاني، فلمّا ضرب وحبس ركبت فرسي وكنت أوّل أهل الدار ممّن دخل على مسلم بن عقيل بالخبر... فأمرني أن أُنادي في أصحابه... فاجتمعوا إليه... وعقد لعبّـاس بن جعدة الجدلي على ربع المدينة، ثمّ أقبل نحو القصر، فلمّا بلغ ابن زياد إقباله تحرّز في القصر وغلّق الأبواب.
فلمّا تخاذل الناس عن مسلم، قبض عليه محمّـد بن الأشعث الكندي فسلّمه إلى ابن زياد فحبسه.
ولمّا قُتل مسلم أحضره ابن زياد وقال له: أنت العبّـاس بن جعدة الذي عقد لك ابن عقيل على ربع المدينة؟!
قال: نعم.
قال: انطلقوا به فاضربوا عنقه!
فانطلقوا به فضربت عنقه رضي الله عنه(22).

عمارة الأزدي
وهو عمارة بن صلخب الأزدي، كان فارساً شجاعاً من الشيعة الّذين بايعوا مسلم بن عقيل رضي الله عنه، وكان يأخذ البيعة من أهل الكوفة للحسـين بن عليّ عليه السلام، كان خرج مع مسلم لنصرته، فلمّا تخاذل الناس عنه خرج محمّـد بن الأشعث حتّى وقف عند دور بني عمارة، وجاء عمارة بن صلخب وعليه سلاحه، فقبض عليه فبعث به إلى ابن زياد فحبسـه.
فلمّا قُتل مسلم رضي الله عنه أحضره ابن زياد فسأله: ممّن أنت؟!
قال: من الأزد.
فقال: انطلقوا به إلى قومه فاضربوا عنقه!
فانطلقوا به إلى الأزد فضربت عنقه بين ظهرانيهم رضي الله عنه(23).

اعتقال المختار وسليمان وجماعته
وعلى الجملة، فقد قتل ابنُ زياد الشـيعةَ، وقطّع الأيدي والأرجل منهم، وسمل العيون، وصلبهم على جذوع النخل.
ومنهم من طردهم وشرّدهم، فلم يتمكّنوا من البقاء في الكوفة.
وقام بحملة اعتقالات واسعة فتمكّن من إلقاء القبض على مجموعة منهم، فكان من بين كبار الشخصيّات المعتلقين:
1 ـ المختـار بن أبي عبيـد(24);
2 ـ سليمان بن صرد وجماعته;
3 ـ عبـد الله بن نوفل بن الحارث(25);
وغير هؤلاء كثيرون، ولا يعلم عددهم إلاّ اللّه.
وقد جاء في خطاب لابن زياد ما نصّه:
«وما تركت لكم ذا ظـنّـة أخافه عليكم إلاّ وهو في سـجنـكم»(26).
ثمّ إنّه لمّا خرج من البصرة ـ بعد موت يزيد ـ إلى الشام، أظهر الندم على تركه قتل مَن كان في السجن، ففي كلام له مع يساف بن شريخ اليشكري: «كنت أقول ليتني كنتُ أخرجتُ أهل السجن فضربت أعناقهم»(27).
وقد كان هؤلاء كلّهم في السجن إلى أن قُتل الإمام عليه السلام، وقد نصّ المؤرّخون على ذلك بالنسـبة إلى بعضهم.

كلمةٌ حول سليمان بن صرد
و «سليمان بن صرد» من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وله ترجمة في كتب الصحابة(28)، قالوا: وكان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، وممّن حضر صِفّين معه(29)، قالوا: وكان ديّناً عابـداً(30)، وكان له شرف في قومه(31).
لقد كتب سليمان إلى الإمام عليه السلام ومعه جماعة، بعد أن خطبهم في منزله بكلام لا يمكن أن يكون كلام من يريد الغدر والخديعة.
ثمّ إنّ الإمام كتب إليهم من الطريق: «بسـم الله الرحمن الرحيـم، من الحسـين بن عليّ إلى سليمان بن صرد و... جمـاعة المؤمنيـن» فوصفهم بـ «المؤمنين»، لكنّ ابن زياد علم بكتابتهم إلى الإمام، كما أنّ قيساً الصيداوي الحامل لكتابه إليهم قد أُسر وقتل... كما تقـدّم.
إلاّ أنّ هؤلاء لم يكونوا في كربلاء، لا مع الإمام ولا ضدّه ـ إلاّ حبيباً رحمه الله، الذي اسـتـشهد بين يديه ـ، ثمّ قاموا في سـنة 65(32) يطلبون بثأر الإمام بعد سـنين، حتّى خرجوا إلى قتال ابن زياد وأهل الشام ومعهم أربعة آلاف، فقُـتل سليمان وأصحابه إلاّ رفاعة.
فأين كانوا هذه المدّة؟! ولماذا خفي أمرهم وخبرهم؟!
فهل خذلوا الإمام بعد أن دعوه، وتركوا نصرته عن اختيار وقدرة؟!
لقد اضطربت كلمات المؤرّخين في سليمان..
فقال: بعضهم: ترك القتـال معه(33).
وقال بعضهم: تخلّوا عنه(34).
وقال بعضهم: عجز عن نصره(35).
وبعضهم لم يذكر كتابته إلى الإمام، ولم يتعرّض لعدم قتاله معه(36).
وبعضهم لم يتعرّض لشيء من أخباره في حوادث سـنة 65(37).
وقال الذهبي: «قال ابن عبـد البرّ: كان ممّن كاتب الحسـين ليبايعه، فلمّا عجز عن نصره ندم وحارب.
قلت: كان ديّناً عابداً، خرج في جيش تابوا إلى الله من خذلانهم الحسـين الشهيد، وساروا للطلب بدمه، وسمّوا جيـش التـوّابين»(38).
فانظر إلى الاضطراب في كلامهم، خاصّة كلام الذهبي هذا، فتأمّله بدقّـة..
أوّلا: ليس في كلام ابن عبـد البرّ: «فلمّا عجز عن نصره ندم وحارب».
وثانياً: كيف عجز؟! وما كان عذره؟!
وثالثاً: إن كان «عاجزاً» فما معنى «ندم»؟!
ورابعاً: «خرج في جيـش تابوا...» كلام مجمل.. فهو قد خرج في هذا الجيش، بل كان هو القائد، لكن هل كان من الّذين خذلوا؟!
هذا، ولا يخفى السـبب في اختلاف كلماتهم واضطرابها; إذ إنّ الرجل من الصحابة، ومن رجال الصحاح السـتّة(39)، وكان عابداً ديّناً شريفاً في قومه، ومثله ـ مع خطبته في داره، ثمّ الكتاب الذي كتبوه إلى الإمام، وما كتبه إليهم عليه السلام ـ لا يخذل مثل الحسـين سـبط رسـول الله...
لكنّ الذهبي وغيره لا يريدون التصريح باعتقاله وجماعته، تسـتّراً على فضائح بني أُميّة وحكومتهم...
ومن العجب قول ابن حبّان: «وكان مع الحسـين بن عليّ رضي الله عنهما، فلمّا قتل الحسـين انفرد من عسكره تسعة آلاف نفس، فيهم سليمان بن صرد»(40).
وهذا أيضاً ممّا يؤكّد اضطراب المؤرّخين من أهل السُـنّة في هذا المقام، وسعيهم وراء تعتيم الأخبار وكتم الحقائق، ولو بالأكاذيب... فإنّ عسكر الإمام عليه السلام كان نحو مئة نفس فقط، ولم يكن سليمان فيهم...

خطبة ابن زياد بعد الإجراءات لحمل الناس على الخروج
ثمّ إنّ ابن زياد خطب الناس وقال:
«أيّها الناس! إنّكم بلوتم آل أبي سفيان فوجدتموهم كما تحبّون، وهذا أمير المؤمنين يزيد، قد عرفتموه، حسـن السيرة، محمود الطريقة، محسناً إلى الرعيّة، يعطي العطاء في حقّه، قد أمنت السبل على عهده، وكذلك كان أبوه معاوية في عصره، وهذا ابنه يزيد من بعده، يكرم العباد ويغنيهم بالأموال ويكرمهم، وقد زادكم في أرزاقكم مئة مئة، وأمرني أنْ أُوفّرها عليكم وأُخرجكم إلى حرب عدوّه الحسـين، فاسمعوا له وأطيعوا»(41).
«فلا يبقينّ رجل من العرفاء والمناكب والتجّار والسكّان إلاّ خرج فعسكر معي، فأيّما رجل وجدناه بعد يومنا هذا متخلّفاً عن العسكر برئت منه الذمّـة»(42).
قالوا: وكان ابن زياد إذا وجّه الرجل إلى قتال الحسـين في الجمع الكثير، بعث بعض رجاله في خيل إلى الكوفة، وأمره أن يطوف بها، فمن وجده قد تخلّف أتاه به(43).

تحقيـق في الخارجيـن مع ابن زياد
وهنا تحقيقٌ في أحوال الخارجين مع ابن زياد ورجال جيش ابن سعد، وذلك: أنّ عدداً منهم قد التحق بالإمام عليه السلام واستشهد بين يديه، فالذي نظـنّـه أنّ هؤلاء على قسمين:
فمنهم: من كان مع ابن سعد وقد خرج لقتال الإمام عليه السلام، غير إنّه تاب وتحوّل إلى جيشه واستشهد معه... وهؤلاء جماعة، أشهرهم: الحـرّ بن يزيد الرياحي.
ومنهم: جماعة لم يمكنهم الالتحاق بالإمام من أوّل الأمر، للإجراءات التي اتّخذها ابن زياد بالكوفة، فلم يجدوا سبيلا إلاّ الخروج مع ابن سعد، ولو تخلّفوا لأُخِذوا وقُـتلوا، فكان خروجهم مع جيش العدوّ فرصةً للالتحاق بالإمام عليه السلام; وقد وقفنا على أسماء عدد من هؤلاء الّذين تمكّنوا من الوصول إلى الإمام عليه السلام:
? ففي ترجمة «القاسم بن حبيب بن أبي بشر الأزدي» ـ وكان فارساً من فرسان الشـيعة في الكوفة ـ : «خرج مع ابن سعد، فلمّا صار في كربلاء مال إلى الحسـين عليه السلام أيّـام المهادنة، وما زال معه حتّى قُـتل بين يديه في الحملة الأُولى»(44).
? وبترجمة «عمرو بن ضبيعة بن قيـس بن ثعلبة الضبعي التميمي»: «كان فارساً مقـدَّماً في الحروب، خرج مع ابن سعد، ثمّ ازدلف إلى الإمام...»(45).
? وكذا بترجمة «عمرو بن عبـد الله الهمداني الجندعي»(46).
? وكذا بترجمة «ضرغامة بن مالك»(47).
? وأوضح من الكلّ ما جاء بترجمة «الحلاس بن عمرو الأزدي الراسـبي»: «كان على شرطة أمير المؤمنين في الكوفة، وكان هو وأخوه النعمان مع عمر بن سعد، ثمّ تحوّلا إلى معسكر الإمام ليـلا»(48).
? ومـا جـاء بتـرجمـة «مسـعـود بـن الحجّـاج التميـمي» وابنـه «عبـد الرحمن»: «كانا من الشـيعة المعروفين، خرجا إلى الحسـين أيّام المهادنـة، وكانا في بدايـة الأمـر مع ابن سعد، فازدلفا إلى الإمـام وقُـتلا بيـن يديـه...»(49).
وبما ذكرنا يظهر أنّ هناك قسماً آخر، وهم الّذين خرجوا مع ابن سعد قاصدين الالتحاق بالإمام عليه السلام كذلك، إلاّ أنّهم لم يوفَّقوا لذلك ولم يباشروا عملا ضدّ الإمام... والله العالم.

***

(1) الإرشاد 2 / 42 ـ 45، وانظر: تاريخ الطبري 3 / 281، الكامل في التاريخ 3 / 388 ـ 389، البداية والنهاية 8 / 122 ـ 123.
(2) انظر: بحار الأنوار 44 / 350.
(3) مختصر تاريخ دمشق 21 / 138 رقم 100.
(4) انظر: فيض القدير 2 / 476 ح 2075، ومادّة «عرف» في: النهاية في غريب الحديث والأثر 3 / 218، لسان العرب 9 / 154.
(5) تاريخ الطبري 3 / 286 ـ 287.
والواضع الأوّل لهذا النظام في الكوفة هو عمر بن الخطّاب; انظر: تاريخ الطبري 2 / 479 حوادث سـنة 17 هـ، الأحكام السلطانية ـ للماوردي ـ : 249 وما بعـدها.
(6) بحار الأنوار 44 / 342، تاريخ الطبري 3 / 284.
(7) انظر: أنساب الأشراف 2 / 336، الفتوح 5 / 46، تاريـخ الطبري 3 / 282، تهذيب الكمال 4 / 495، الأخبار الطوال: 235، سير أعلام النبلاء 3 / 299، البداية والنهاية 8 / 123.
(8) تاريخ الطبري 3 / 293.
(9) تاريخ الطبري 3 / 299.
(10) ذكر ذلك ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 4 / 78 ـ 79، وعنه في تنقيح المقال 2 / 69، وقال: إنّ سمرة بن جندب عاش حتّى حضر مقتل الحسـين، وكان من شرطة ابن زياد، وكان أيّام مسير الحسـين إلى العراق يحرّض الناس على الخروج إلى قتاله، ومن قبل ذلك كان والياً على البصرة من قبل زياد بن أبيه لمّا ولاّه معاوية المصرين.
ثمّ ناقض ابن أبي الحديد في ما ذكره، فراجعه; وحاصله أنّ القوم ذكروا وفاته قبل واقعة الطفّ.
(11) بحار الأنوار 44 / 351.
(12) تقـدّم في الصفحـات 285 ـ 288.
(13) وُلد مع الإمام عليه السلام في زمن واحد، لذا سمّي: لدة الحسـين، ورضيع الحسـين; لأنّ أباه كان خادماً لرسول الله، وكانت ميمونة زوجته في بيت أمير المؤمنين، فولدت عبـد الله هذا قبل ولادة الإمام الحسـين بثلاثة أيّام، وكانت تحضن الإمام الحسـين وترضع ولدها، فسمّي: رضيع الحسـين.
(14) بحار الأنوار 44 / 343.
(15) انظر: بحار الأنوار 42 / 138 ح 19.
(16) رجال الكشّي 1 / 292 رقم 133.
(17) انظر: الإصابة 6 / 317 ـ 318.
(18) انظر: مقتل الحسـين ـ لأبي مخنف ـ : 42، تاريخ الطبري: 3 / 286، وفي مقاتل الطالبيّين: 103 عبـد الرحمن بن عزيز الكندي، وفي الأخبار الطوال: 238 عبـد الرحمن بن كريز الكندي.
(19) انظر: مقتل الحسـين ـ لأبي مخنف ـ : 61، تاريخ الطبري 3 / 293 ـ 294.
(20) جبّانة السـبيع: محلّة بالكوفة كان بها يوم للمختار بن عبـيد، وقال البلاذري: نسـبت إلى ولد السـبـيـع بن سـبع بن مصعب الهمداني.
انظر: فتوح البلدان: 280، معجم البلدان 2 / 116 رقم 2914.
(21) انظر: مقتل الحسـين ـ لأبي مخنف ـ : 57، تاريخ الطبري 3 / 292.
(22) انظر: مقتل الحسـين ـ لأبي مخنف ـ : 42، تاريخ الطبري 3 / 286 ـ 287.
(23) انظر: مقتل الحسـين ـ لأبي مخنف ـ : 44 و 58، تاريخ الطبري 3 / 292.
(24) انظر: تاريخ الطبري 3 / 400 ـ 401، الكامل في التاريخ 3 / 398.
(25) انظر: تاريخ الطبري 3 / 294، الكامل في التاريخ 3 / 398 حوادث سـنة 60 هـ.
(26) تاريخ الطبري 3 / 364.
(27) تاريخ الطبري 3 / 375.
(28) انظر: معرفة الصحابة ـ لأبي نُعيم ـ 3 / 1334 رقم 1213، الاستيعاب 2 / 649 رقم 1056، أُسد الغابة 2 / 297 رقم 2230، الإصابة 3 / 172 رقم 3459.
(29) المنتظم 4 / 203 حوادث سـنة 65 هـ، سـير أعلام النبلاء 3 / 395 رقم 61، تاريـخ بغـداد 1 / 201 رقم 41.
(30) سـير أعلام النبلاء 3 / 395.
(31) المنتظم 4 / 203، تاريخ بغـداد 1 / 201.
(32) وقيل سـنة 67.
(33) الاسـتيعاب 2 / 650.
(34) العقد الثمين 4 / 238.
(35) سـير أعلام النبلاء 3 / 395 رقم 61.
(36) تهذيب الأسماء واللغات 1 / 234 رقم 232.
(37) المختصر في أخبار البشر 1 / 194.
(38) سـير أعلام النبلاء 3 / 395 رقم 61.
(39) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال 8 / 66 رقم 2513.
(40) الثقات 3 / 160 ـ 161.
(41) بحار الأنوار 44 / 385.
(42) أنساب الأشراف 3 / 386 ـ 387، الفتوح ـ لابن أعثم ـ 5 / 99.
(43) انظر: الأخبار الطوال: 252، بغية الطلب 6 / 2626 ـ 2627.
(44) إبصار العين في أنصار الحسـين: 186.
(45) انظر: مناقب آل أبي طالب 4 / 85، إبصار العين في أنصار الحسـين: 194.
(46) إبصار العين في أنصار الحسـين: 136.
(47) إبصار العين في أنصار الحسـين: 199.
(48) انظر: مناقب آل أبي طالب 4 / 122، إبصار العين في أنصار الحسـين: 187.
(49) انظر: مناقب آل أبي طالب 4 / 122، إبصار العين في أنصار الحسـين: 193 ـ 194.

منقوول