معركة الطف مدرسة الاجيال
فحملت كل معاني العبر والدروس ..
ومنها هذه المحاججه بين الامام الحسين " عليه السلام" وبين جيش عمر بن سعد لعنهم الله ....
يقول الراوي " (اجتمع عشرون ألفاً، فضيق على الحسين عليه السلام حتى نال منه العطش ومن أصحابه.
فقام (عليه السلام) واتكئ على قائم سيفه ونادى بأعلى صوته...
فقال: «أنشدكم الله هل تعرفونني؟»...
قالوا: اللهم نعم، أنت ابن رسول الله وسبطه.
قال: «أنشدكم الله هل تعلمون أن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله؟»
قالوا: اللهم نعم.
قال: «أنشدكم الله هل تعلمون أن أمي فاطمة ابنت محمد؟»
قالوا: اللهم نعم.
قال: «أنشدكم الله هل تعلمون أن أبي علي بن أبي طالب؟»
قالوا: اللهم نعم.
قال: «أنشدكم الله هل تعلمون أن جدتي خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الأمة إسلاماً؟»
قالوا: اللهم نعم.
قال: «أنشدكم الله هل تعلمون أن حمزة سيد الشهداء عم أبي؟»
قالوا: اللهم نعم.
قال: «أنشدكم الله هل تعلمون أن جعفر الطيار في الجنة عمي؟»
قالوا: اللهم نعم.
قال: «أنشدكم الله هل تعلمون أن هذا سيف رسول الله صلى الله عليه وآله أنا متقلده؟»
قالوا: اللهم نعم.
قال: «أنشدكم الله هل تعلمون أن هذه عمامة رسول الله صلى الله عليه وآله أنا لا بسها؟»
قالوا: اللهم نعم.
قال: «أنشدكم الله هل تعلمون أن علياً عليه السلام كان أول الناس إسلاماً وأجزلهم علماً وأعظمهم حلماً وأنه ولي كل مؤمن ومؤمنة؟»
قالوا: اللهم نعم.
قال: «فبم تستحلون دمي وأبي صلوات الله عليه الذائد عن الحوض غداً، يذود عنه رجالاً كما يذاد البعير الصادر على الماء، والواء الحمد بيد أبي يوم القيامة؟!!»
قالوا: قد علمنا ذلك كله ونحن غير تاركيك حتى تذوق الموت عطشاً!!!
فلما خطب هذه الخطبة وسمع بناته وأخته زينب كلامه بكين وندبن ولطمن وارتفعت أصواتهن.
فوجه إليهن أخاه العباس .. وعلياً ابنه وقال لهما: «سكتاهن فلعمري ليكثرون بكاؤهن».
واه حسيناه .... واه حسيناه .... واه زينباه ....