مسابقة من ذاكرة الثورة 5 جويلية مشاركة رحيل besm3.gif


قصة من ذاكرة الثورة
مسابقة من ذاكرة الثورة 5 جويلية مشاركة رحيل 13773578611417.gif


المشاركة الثانية من أم أمينة ...رحيل...



بسم الله الرحمان الرحيم
شهد العصر الحديث ثورات كثيرة تعددت اسبابها و اختلفت نتائجها و كانت الثورة الجزائرية من بين الاكثر تميزا و نجاحا.
تميز صنعه رجال و نساء بحنكتهم و ذكائهم و حسن تخطيطهم و تسييرهم لثورة قامت ضد الاستعباد و و الاستبداد و الإستدمار.
في واحدة من قرى الجزائر و لد و ترعرع جدي الحسين رحمه الله تحت ظل المحتل الغاشم كانت حياته و حياة أسرته بسيطة كأغلب الأسر الجزائرية في ذلك الوقت.
عند اندلاع الثورة التحريرية الكبرى كان جدي رحمه الله في الثانية و الاربعين من العمر و رغم انه كان يعيل اسرة كثيرة العدد من ابناء و اخوة و حتى ابناء عمومة الا انه لم يتردد في الالتحاق بهاته الثورة و ما منعه الخوف على اهله من القيام بواجبه اتجاه دينه و وطنه.
جدي الحسين رحمه الله مالتحق بالجبال و ما شارك الرجال قتالهم للعدو و لكنه كان الوقود الذي يغذي الثورة و الثوار، و يقدم لهم الدعم المادي و المعنوي.
حنكته و دهائه ارشدته لان يفتح بيته للثوار خلال التحاقه بعمله نهارا بحيث يبعد شبهات الجنود الفرنسيين المتواجدين بالمنطقة عنه فلا احد منهم كان ليشك في امره و هو لا يغيب عن اعينهم.
بيت جدي رحمه الله كان مأوى و استراحة للمجاهدين و مركزا لادارة العمليات، و كان المسؤول عن التنظيمات المتعلقة بمستحقات و متطلبات المجاهدين و عائلاتهم ،كما كلف بجمع تبرعات السكان المالية لدعم الثورة و الثوار.
لما يبلغه خبر قدوم المجاهدين في تاريخ ما يهيئ لهم كل ما يلزمهم ليلة ذلك اليوم فيذبح لهم شاة و يعلم النسوة لاعداد الطعام و تحضير الملابس و ما يحتجون اليه في الجبال، و في اليوم الموالي يلتحق بعمله و يبقى على مرأى من الجنود طوال النهار و هكذا يبعد الشبهات عن بيته و يجعله في منأى عن الاقتحام و التفتيش.
هكذا مرت السبع سنوات من ثورة التحرير بالنسبة لجدي كلها تفان و تضحية و شجاعة في سبيل طرد المحتل الغاشم و نيل الاستقلال و الحرية.
لم يجاهد بسلاحه و لكنه سخر ماله و بيته و اهله و حنكته لخدمة الثورة فكان النصر بفضل الله اولا و بفضله و فضل امثاله من المجاهدين.
فرحم الله جدي و كل شهداء و مجاهدي الوطن.