مقدمة :

المثلوثة هي تأليفة من الطعام تقدم قرى للضيف عند قدومه ، وقد اكتسبت شهرتها مع شهرة المضيّف بها وهو الشيخ ماضي بن جويرية الشماسي السبيعي حيث كانت الجزيرة العربية عموما تفتقر للمؤنة حيث أن اغلب العرب بوادي لا يملكون قوت يومهم الا من حليب الابل ولحم وسمن الغنم أو الابل حتى انهم كانوا يأكلون المجرور لقلة الزاد في ذلك الوقت .
وكانت وديان سبيع الغلباء هي المركز الاقتصادي الرئيسي لنجد وخصوصا شمال و عالية نجد ، حيث انه لم يكن هناك الا وديان سبيع ووادي الدواسر والحسى كمراكز اقتصادية تتزود منها البوادي زاداً لهم .
وكان شيوخ القبائل " يعنّزون " على شيوخ هذه المراكز لضمان زاد لهم لأن التمر كان قليل والبر كذلك ، وكان شيوخ تلك القبائل يهدون " السواني " وهي ابل يساق عليها لاخراج الماء من الآبار للزرع والنخل . و يقيمون علاقات اخوية و تحالفات فيما بينهم .


تاريخ المثلوثة :


لا يختلف الأقدمون من الشيبان ورواة وديان سبيع على أن ماضي بن جويرية هو راعي المثلوثة ومؤسسها وسبب اسم " المثلوثة " هو ورودها في قصيدته التي يحفظها الكثير وقد رواها المنتبه في هذا المنتدى ويحفظها أناس كثير منهم
عايض بن عبد الله البحيح اطال الله عمره
محمد بن طهماز الشماسات اطال الله عمره
شباب بن جروة الصمله يرحمه الله
وغيرهم كثير


وقصيدة المثلوثة هي :

قال ماضي بدي روس الجدايرينتقي الزين مـن طيـب جوابـه
يالله الـيـوم فــي نــوٍ غـزايــريسقي القوز مـن رايـح سحابـه
ليـن رجعـه يعـده كــل سـايـرليـن حتـى الحيـا يذكـر جنـابـه
جعل يسقي غروس في الزبايرمنـوة الضيـف لا كمـل زهابـه
منـوة الهجـن ميـال الحصـايـرلا لفـت عجلـه تلقـى العشـابـه
لا لفت عجلـة قـد هـي جمايـرقومها الحـزم لا ركبـه سرابـه
نجعـل البـر وشـحـوم العقـايـرقبـلـه التـمـر عـجـل ينـعـدابـه
والفناجيـل بيـض مـن زهـايـردارها اللي علـى شغلـه شقابـه
قـنــدت بالـعـويـدي والبـهـايـروالمغاتيـر مــع جـلـف هبـابـه
نخشر الجار في حلـو الذخايـرمـا كلينـاه قلـنـا مــا درى بــه
كـم طرحنـا بجـيـلان العمـايـرمـن عقيـد كسـرنـا راس نـابـه

الشواهد :

جعل يسقي غروس في الزبايرمنـوة الضيـف لا كمـل زهابـه


وهنا يدعو ماضي بن جويرية بأن يسقى السحاب غرسة حيث انه يتمناه كل ضيف لا يجد له زهاب ولا معزب يقوم بحقه ، ويدل على ان سمعة هذا الغرس وراعيه قد انتشرت انتشاراً كبير في الجزيرة العربية .

يقول :

نجعل البر وشحوم العقايرقبله التمـر عجـل ينعدابـه


وهذا هو بيت المثلوثة وسبب تسميتها حيث ذكر ماضي بن جويرية اصناف المثلوثة وهي
البر و شحوم العقاير و التمر قبل ذلك ينعدابة .
فالبر معروف وهو يقدم مخبوز ويسمونه الفته بعد تقطيعه ووضعه في الصحن ثم بعد ذلك يصب عليه المرق واللحم .
شحوم العقاير : هو ذكر للشحم لأنه الأكثر أهمية في الاكرام ودلالة على سمن العقاير وهي الغنم أو البل ولكن ذكر الشحوم وترك اللحم لان الشحم هو الأكثر اهمية واكثر دلالة على الإكرام من اللحم مع انهم كانو يقدمون الشحم واللحم . ولكن كان الناس يهتمون بالشحم اكثر من اللحم في ايام الجوع والحاجة .
والتمر : وهو التمر الموجود في رنية وهو انواع : السري وهو في العادة يقدم مع المرق قبل البر و اللحم وتمر الصفري وهو المعتاد في تقديمه مع القهوه والمخاريف مثل المقفزي والحلو والمهيص والخضيري وقد اشار رحمه الله الى " ينعدابه " وهو دلالة على الإهتمام بالضيف والمسارعة في تقديم الضيافة له وهو نوع من الكرم لأن الضيف يريد ان يرى الإهتمام به واكرامه بالمؤانسة والاستعجال بالقرى لأنه قد يكون في حاجة شديدة بسبب الجوع .


الشاهد :

والفناجيل بيض من زهايـردارها اللي على شغله شقابه
قنـدت بالعـويـدي والبهـايـروالمغاتيـر مـع جلـف هبابـه

ذكر هنا ماضي بن جويريه يرحمه الله اكمال الضيافة بأن القهوة هي ايضا تقدم مع المثلوثة ولكنه أخر ذكرها لأن كثير من الناس تقدم القهوه للضيوف فقدم المثلوثة عليها لأنها هي اساس الكرم .
وقد ذكر الفناجيل من بيض الزهاير وهي الفنجايل المسماه الآن بـ"الصين" وكانوا يسمونها زهر قديماً .
ثم امتدح من يقوم بتجهيز القهوه بانه مهتم جدا بها ثم ذكر محتويات القهوه العربية وهي القهوه وعليها يعود الضمير في " قندت " ثم العويدي ويسميه بعض الناس المسمار أو القرنفل ثم المغاتير وهي " الهيل " ثم ذكر الجلف وهو قشرة القهوه وهو موجود بنفس المسمى الى الآن وقوله هبابه " تعني " انه قليل لأن زيادته تزيد مرارة القهوه .


الشاهد :


نخشر الجار في حلو الذخايرمـا كلينـاه قلنـا مـا درى بــه


وهنا يذكر رحمه الله كرمه بأنه كان يدعو جاره على حلو الذخاير . والذخاير عامة قد تكون هي المثلوثة أو غيرها فكل ما استظن به الناس لأنفسهم كان من حلو الذخاير .
وذكر كلمة حلو وكلمة الذخاير دلالة على نفاسة ما يدعى له الجار والجار قد يكون من كبار الناس او صغارهم او نساءهم او رجالهم عظيمهم و بسيطهم . وهي من سنن الاسلام المنصوص عليها .
من هذه الأبيات اشتهرت المثلوثة وشاع ذكرها بين الناس ، وكان الناس يتمنون أنهم قريبين من ماضي بن جويرية لضيافته


الفرق بين تأسيس المثلوثة وبين الكرماء من سبيع :

سبيع الغلباء فيها كرماء يفوق حصرهم وهم كثير ولكنهم لهم حالات :
أما انهم كانوا بعد ماضي بن جويرية أو انهم لم يكونون يقدمون المثلوثة بصفتها المذكورة في القصيدة أو انهم لم يكثروا منها فلم يعرفوا بها .


والخلاصة التي ثبتت عندي :

أن المثلوثة : لـ سبيع عامة واكثر ما عرفت في رنية . وأول من ضيف بها هو ماضي بن جويرية حيث ورد في قصة ضيافته لقبائل آل عاصم من قحطان أنه قدم لهم تمر السري والمرق وقال لهم كلوا فلم نجد لكم غيره فلما شبعوا قدم لهم البر واللحم من الإبل والضأن . ومات بعضهم من التخمه في وادي رنية قرب جبل سلي

وقال في قصيدته السابقة :

نجعل البر واشحوم العقايرقبلـه التمـر عجـل ينعدابـه

وهذه هي المثلوثة منصوص عليها في شعره .

وقد جعل نخله سبيلاً حيث قال في احدى قصائدة أن كل العرب في تمر غرسه محلين حيث يقول :


غرسي صغار تو ما اقبل شبابه= وكل العرب في تمر غرسي محلين

ولم يعرف أن هناك من سبل نخله طوال حياته إلا ماضي بن جورية عليه من الله الرحمة والغفران .

يقول الشاعر مناحي بن دسمان في معلقته :

حنا هل الغلبا سلايل عامر =ياناشدٍ عن حينا سبعـــان
يوم الدهر حنا هل المثلوثه =والا الرخاء كل العرب كرمان

والجدير بالذكر بان الفخر بالمثلوثة لكل سبيع الغلباء لأنهم يفعلونها والفخر بماضي بن جويرية وبفعله لسبيع كلهم فهو واحد منهم ، فالفخر بالمثلوثة وبمؤسسها حق لكل سبيعي ولا يعني هذا البحث : قصر المثلوثة على الشيخ ماضي بن جويرية يرحمه الله ولكن هو لبيان أنه مؤسسها وأول من قدمها للضيوف ومازالت قبيلة سبيع تفعل المثلوثة الى الآن فهي من صفاتهم .

يقول في غرسه :


ياغارسين الغرس ينقاد لكم الرجىعـشـر سـنـوات مالحقـنـا جمايـلـه
منهن ثلاث سنيـن ننثـر لـه النـدىوالرابـعـة قـدنــا نـرفــع شـلايـلـه
والخامسـة مـن بيـن الجريـد النقـاوالسـادسـة قـدنـا نـفـتـق جـلايـلـه
والسابـعـة فـيـه المقـيـاظ اسـتـوىوالثامـنـة يـشـوق عـيــن تخـايـلـه
والتاسعة يعجبك لاسلم من الـردىوالعاشرة يشكي مـن الدبـس كايلـه
نشر بجريدة الرياض لرؤية العدد اضغط هنا


رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته

أحفاد ماضي بن جويرية (توفي: 1200 هـ تقريبا )
رزق ماضي بن جويرية بثلاثة عيال
عبد الله ودخيل وفيصل
احفاد عبد الله :
رزق عبد الله بـ خالد ثم رزق خالد ـ عبد الله ثم رزق عبد الله بـ خالد وماضي ونحن معروفين في رنية بآل عياب نسبة لجدي خالد

أحفاد دخيل
زرق دخيل بـ ولدين عيسى وعجلان
احفاد عيسى :
زرق عيسى بـ ماضي ثم رزق ماضي بولدين عيسى وعبد الله وهم آل عيسى .
أحفاد عجلان
زرق عجلان بشاهر ثم رزق شاهر بمحمد ولمحمد ولدين عايض وشاهر . وهم آل شاهر

أحفاد فيصل
لم يرزق فيصل بن جويرية بذكور .



شبكة سبيع الغلباء