تفسير الاحلام لحرف الف جزء 3
(أجاص)

في وقته رزق أو غائب جاء أو يجيء وفي غير وقته مرض أو هم فإن رأى مريض أنه يأكل أجاصاً فإنه يبرأ.

(آس)

تدل رؤيته في المنام للمريض على الصحة واعتدال القوام وستر الوجه بالشعر أو القد بالكسوة وربما دل على قطع الإياس مما يرجو تحصيله وهو المرسين وقيل هو رجل واف بالعهود فمن رأى على رأسه إكليلاً من آس رجلاً كان أو امرأة فهو زوج يدوم بقاؤه أو امرأة باقية وكذلك شمه ومن رآه فهو خير باق فإن رأى أنه يغرس آساً فإنه يعمل الأمور بالتدبير والآس ودباق عمارة باقية ولاية وفرج باق وقد يدل الآس على المال.

(أقحوان)

في المنام صديق لمن أخذ منه شيئاً وقيل امرأة جميلة فمن رأى أنه التقط أقحواناً من سفح جبل فإن الملك يعطيه جارية وقيل الأقحوان يد على قرابة امرأة صاحب الرؤيا.

(أرجوان)

هو في المنام امرأة عفيفة فمن التقطه قبل امرأة غنية حسنة لها خطاب كثيرون وأقرباء جمة.

(أقاح)

في المنام يدل على ذات الحسن والجمال.

(ازادرخت)

رؤيته في المنام تدل على رجل حسن الثناء لحسن زهره.

(أرز)

في المنام مال فيه نصب وشغب وهم يدل على الربح إن كان مطبوخاً.

(آبنوس)

في المنام امرأة هندية موسرة أو رجل صلب موسر.

(آجام)

في المنام رجال لا ينتفع بصحبتهم وفيهم وغل لأن أصل الوغل الشجر الملتف والصياد يختفي فيها فيرمي الصيد من حيث لا يعلم فإن كانت الأجمة ملكاً لغيره فإنه يقاتل أقواماً هذه صفتهم فيظهر بهم.

(أكارع)

من رأى أنه يأكل الأكارع ويمتص عظمها فإنه يأكل مال يتيم وقيل من أكل أكارع يأكل مال أشراف الناس لأن الأكارع والغنم أشراف أموال الناس.

(أنفحة)

في المنام مال مع نسك وورع.

(أقط)

مال عزيز لذيذ وشهوات شتى.

(إلية الشاة)

في المنام دالة على الألية أي الحلف وعلى التمني وربما دلت على النعمة الوافرة والعلم النافع والذخيرة الصالحة من علم وولد والألية مال المرأة.

(أكل الإنسان)

في المنام في الإناء قنع وصلب إلا أن يكون الإناء محرماً كإناء الفضة أو الذهب فإنه مال حرام وإفراط في الديون والأكل بين الناس شهوة ومضغ ما يبلغ تهاون في الكسب والعمل وبلع ما يمضغ دين وتعجيل للأجل فإن استحال الطعم بما هو خير منه دل على صلاح الباطن وإن استحال إلى مرارة أو حموضة دل على تغير الأزواج والأعمال فإن أكل بيمينه اقتدى بالسنة وإن أكل بشماله أطاع عدوه وجافى صديقه وإن التقم من يد غيره رزق عفة وتوكلاً وربما مرض وعجز عن التناول بيده وإن كان من لون حقير انحط قدره وأكل كمأة أمر ونهي وأناة وزيادة عمر وشفاء للمريض ونكاح للأعزب وعلم وهداية ورزق وصناعته ومرض وأكل القرع دليل على الهدى وإتباع السنة والفطنة.

(ومن رأى) أن غيره دعاه إلى الغداء دلت رؤياه على سفر بعيد فإن دعاه إلى الأكل نصف النهار فإنه يستريح من تعب فإن دعاه إلى العشاء فإنه يخدع رجلاً ويمكر به قبل أن يخدعه هو.

(ومن رأى) أنه أكل طعاماً وانهضم فإنه يحرص على السعي في حرفته.

(ومن رأى) أنه أكل لحم نفسه فإنه يأكل من ماله ومكنوزه فإن أكل لحم غيره فإن كان نيئاً فإنه يغتابه أو أحداً من أقربائه وإن كان مطبوخاً أو مشوياً فإنه يأكل مال غيره.

(إكليل الملك)

مال زائد وعلم وولد والإكليل للمرأة رجل أعجمي وللرجال ذهاب ما ينسب إليه إلا أن الذهب مكروه وإن رأى تاجر أنه وضع الإكليل على رأسه أو سلبه فإنه يذهب ماله فإن وضعه ذو سلطان أصابه خطأ في دينه وإذا رأى الملك أن إكليله أو تاجه وضع عن رأسه أو سلب زال ملكه.

(اصطرلاب)

في المنام خادم الرؤساء وإنسان متصل بالسلطان فمن رأى أنه أصاب اصطرلاباً فإنه يصحب إنساناً كذلك وينتفع به على قدر ما رآه في المنام وربما كان متغيراً لأمر ليست له عزيمة صحيحة ولا وفاء ولا مروءة.

(اكاف)

تدل رؤيته في المنام على امرأة أعجمية غير شريفة ولا حسيبة تحل من زوجها محل الخادمة وركوب الرجل الاكاف يدل على توبته على المظلمة بعد طول تنعمه فيها.

(أرجوحة)

وهي المتخذة من الحبل ومن رأى في منامه أنه يتمرجح فيها فإنه فاسد الاعتقاد في دينه.

(اسم)

إذا تحول اسم الإنسان في المنام إلى غيره فيعبر عنه بالضأل فسعد بالسعادة وسالم بالسلامة وإن تحول إلى ذي عاهة كالعمى والعرج فإنه يبلى بذلك.

(ومن رأى) أنه يدعى بغير اسمه فإن دعي باسم قبيح فإنه يظهر به عيب فاحش أو مرض فادح وإن دعي باسم حسن نال عزاً وشرفاً وكرامة على حسب ما يقتضي معنى ذلك الاسم.

(إسهال الطبيعة)

في المنام تفريط وتبذير في المال والقبض والانعصار شح وبخل.

(استسقاء)

في المنام وهو المرض المعروف يدل على المهانة والذل.

(احتقان الإنسان)

في المنام إذا كان بما ينبغي استعماله على جرى العادة دل على رواج ما في طبقة مخزنة من بضاعة كاسدة أو علة معنوية أو كسح مرحاضه واستراح بذلك وإن احتقن بما ينبغي استعماله أو حقنه من ليس له بذلك عادة على الإطلاع على المساوي أو نهبت داره أو نقبها أو نبش ميته من قبره ونقله إلى غيره أو أكره على إخراج الزكاة أو ما عنده من الودائع.

(ومن رأى) أنه يحتقن من داء يجده من نفسه فإنه يرجع إلى أمر له فيه صلاح في دينه وإن احتقن من غير داء يجده فإنه يرجع في عدة يعدها إنساناً أو نذره على نفسه أو في كلام تكلم به أو في عظة خرجت منه ونحو ذلك وربما كان من غضب شديد يبتلى به.

(استلقاء الإنسان)

في المنام على قفاه قوى أمر فمن رأى كأنه مستلق على قفاه قوي أمره وأقبلت دنياه أو صارت الدنيا تحت يده لأن الأرض مفسد قوي.

(ومن رأى) أنه استلقى على قفاه وكان فمه مفتوحاً فخرج منه أرغفة فإن تدبيره ينقص ودولته تزول ويفوز بأمره غيره.

(انتباه الإنسان)

من منامه في المنام يدل على حركة الجد وإقباله والتوبة والربح والفائدة والقدوم من السفر.

(إقرار الإنسان)

في المنام بعبودية إنسان إقرار بعداوته وإن أقر بالذنب والمعصية ينال عزاً وشرفاً وتوبة والإقرار بقتل الإنسان يدل على نيل ولاية ورياسة أو أمن.

(إمهال الإنسان)

في المنام يدل على العذاب وإن رأى كأنه أمهل رجلاً في غضب فإنه يعذبه عذاباً شديداً.

(استراق السمع)

في المنام كذب ونميمة وربما يصير مسترق السمع مكروهاً من جهة السلطان وأما الاستماع فمن رأى كأنه يستمع فإن كان تاجراً استقال من عقدة بيع وإن كان والياً عزل وإن رأى كأنه يستمع على الإنسان فإنه يريد هتك ستره وفضيحته.

(ومن رأى) كأنه يسمع أقاويل ويتبع أحسنها فإنه ينال بشارة فإن رأى كأنه يسمع ويجعل نفسه أنه لا يسمع فإنه يكذب ويتعود ذلك.

(أم الإنسان)

في المنام أولى به في أحكام التأويل من أبيه فإن رأى أمه قد ولدته فإن كان مريضاً دل على موته لأن الميت يلف في الخرق كما يلف الصغير وإن كان صحيحاً فإن كان فقيراً وسع عليه لأن الصغير كلفته على غيره وإن كان غنياً ضيق عليه في تصرفه وكسبه لأن الصغير مضيق عليه في أحواله.

(أخ الإنسان)

إذا رآه في منامه وكذلك الجد والعم والخال ومن له نصيب في الميراث دل ذلك على الشرك في المال والمساعدين وربما دل بعضهم على بعض كذلك.

(التفات الإنسان)

في منامه طمع يرمي بصاحبه خصوصاً الالتفات في الصلاة فإن كان الالتفات لمحذور يخافه كمثل حية أو أسد فإن ذلك دليل على الحذر من الزوجة والأولاد لأنهم أعداؤه والالتفات في الصلاة يدل على التطلع إلى الدنيا وزينتها والإعراض عن الآخرة والميل مع الأهواء.

(أزار)

هو في المنام امرأة حرة فإن رأت امرأة أن لها إزاراً أحمر مصقولاً فإنها تتهم بريبة فإن خرجت من دارها فيه فإن تلك الريبة تشيع منها فإن رأت برجلها مع ذلك خفاً فإنها تتهم بريبة تبقى فيها وأزار المرأة يدل على زواجها.

(أف)

كلمة تضجر ومن رأى في منامه أنه يقولها فإنه عاق لوالديه قال اللّه تعالى: {لا تقل لهما أف ولا تنهرهما}.

(أب)

الإنسان في المنام المراد وخير ما يرى الرجل في منامه أبواه أو أجداده أو جداته أو أحد أقاربه ومن رأى في منامه أباه فإن [ص 35] كان محتاجاً جاءه رزقه من حيث لا يحتسب أو جاد أحد عليه وإن كان له غائب قدم عليه وإن كان به ألم أفاق منه.

(ومن رأى) أن أباه أسكن بنياناً ورفع هو سمكه فإنه يتم صنائع أبيه التي كانت له في دين أو دنيا ويحكمها.

(أشنان)

من رأى في منامه أنه غسل يديه بأشنان فإنه إياس له مما يطلب وقيل لا بأس بذلك وهو حسن وقيل إلا أن يكون من زفر أو نتن فهو دليل على زوال الهم والنكد وقضاء الحاجة وقيل غسل اليدين بالأشنان يدل على انقطاع الصداقة ويدل على انقطاع الخصومة وقيل إنه نجاة من الخوف وقيل إنه توبة من الذنوب.

(إطلاع)

الإنسان في المنام على مستور عليه ربما دل على العلم الغامض أو الصنعة الجليلة إن كان المستور من أهل العلم والمكيدة يعلمها إن كان غير ذلك وربما دل على الإطلاع على سر من أسرار اللّه تعالى من كنز أو معدن يطلع عليه.

(انقلاب الإنسان)

على وجهه في المنام يدل على الشرك باللّه تعالى وخسران الدنيا والآخرة وإن انقلب من وجهه على قفاه تاب إلى اللّه تعالى ودل على مواجهته للناس والانكباب على الوجه يدل على أمراض الجوف وإن كان الرائي امرأة أعرضت عن زوجها.

(إرعاد الإنسان)

في منامه يدل على الإرعاد من مرض أو هم أو كبر وربما دل ذلك على شفاء المريض وحدة مزاجه وظهور قوته يقال أرعد فلان إذا اجتهد وقام في الأمر.

(اللّه تعالى)

الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير رؤيته في المنام تختلف باختلاف السرائر فمن رآه بعظمته وجلاله بلا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل كان دليلاً على الخير وهي بشارة له في دنياه وسلامة دينه في عقباه وإن رآه على خلاف ذلك كانت رؤياه دالة على سوء سريرته خصوصاً أن لا يكلمه تعالى ومن راضه من المرضى مات لأنه الحق والموت حق وإن رآه ضال اهتدى لرؤيته الحق وإن رآه مظلوم انتصر على أعدائه وأما سماع كلامه تعالى من غير تشبيه فإنه يدل على بدعة الرائي وربما دل سماع كلامه على الأمن من الخوف وبلوغ المنى وربما دل كلامه تعالى من غير رؤيته على رفع المنزلة خصوصاً إن كان قد أوحى إليه وإن كان من وراء حجاب ربما كان على بدعة أو ضلالة وربما نال منزلة على قدره خصوصاً إن أتاه رسول قيل إن من رأى اللّه تعالى في صورة يصفها ويحدها فإن رؤياه من الأضغاث لأن اللّه تعالى لا يحد ولا يشبه بشيء من المخلوقات وقيل من رأى اللّه تعالى مصوراً في مكان فإن الرائي ممن يكذب على اللّه تعالى أو ينسب إليه ما لا يليق به ومن رأى أن اللّه تعالى يكلمه واستطاع النظر إليه فإن اللّه يرحمه ويتم عليه نعمته

ومن رأى أنه ينظر إلى اللّه فإنه ينظر إليه في الآخرة ومن رأى أنه قد نزل عليه أو صلى عنده فاز برحمته ونال الشهادة إن طلبها وأدرك ما أمل من أمر دنياه وآخرته ومن رأى أنه يعانقه أو يقبله أو يقبل عضواً من أعضائه فاز بالأجر الذي يطلبه ونال من أجر العمل ما يرغبه ومن رأى أنه أعطاه شيئا من متاع الدنيا فإنه يصيبه بلاء وأسقام ويعظم بذلك أجره ويضاعف ثوابه وذكره ومن رأى أنه وعده بالمغفرة أو دخول الجنة أو نحو ذلك فإنه لا يزال خائفاً من اللّه تعالى مراقباً له ومن رأى اللّه تعالى ولم يستطع النظر إليه أو رأى عرشه أو كرسيه دونه فقد قدم لنفسه خيراً وإن رآه وكلمه واستطاع النظر إليه أو رآه على عرشه أو كرسيه نال خيراً وزيادة علم ومن رأى أنه يفر من اللّه تعالى وهو يطلبه وإن كان عابداً فإنه يتحول عن العبادة والطاعة وإن كان له والد يعقه ويعصيه وإن كان عبداً فإنه يتحول ويأبق من سيده ومن رأى كأن بينه وبين اللّه تعالى حجاباً فإنه يعمل الكبائر ويرتكب الآثام ومن رآه عبوساً أو غضبان عليه أو عجز عن احتمال نوره أو دهش أو رعد عند رؤيته أو جعل يسأل في الإقالة والتوبة والمغفرة فإنه يدل على الذنوب والكبائر والبدع والأهوال

ومن رأى أن اللّه تعالى كلمه فإنه تحذير له ونهي عن المعاصي ومن رأى أنه يحدثه اللّه تعالى فإنه يكثر تلاوة القرآن ومن رأى أنه يحدثه ويفهم كلامه فإنه يسمع كلمة من سلطان أو حاكم وإن كان لا يفهم كلامه كان بحسب ذلك ومن رأى اللّه تعالى مسح على رأسه وبارك فيه فإنه تعالى يخصه بكرامته ويقربه منه إلا أنه لا يرفع عنه البلاء إلى أن يموت ومن رآه تعالى على صورة والد أو أخ أو ذي قربة ومودة وهو يلطف به ويبارك عليه فإنه يصيبه بلاء في بدنه يعظم اللّه به أجره ومن رأى أن اللّه تعالى اطلع على موضع أو في بيت أو نزل في أرض أو بلد أو مكان فإن العدل يشمل ذلك المكان ويكثر فيه الخير والخصب بإذن اللّه تعالى وإن اطلع على مكان وهو عبوس أو معه ظلمة فهو دمار ذلك الموضع وهلاك أهله وأصابه بلاء أو شدة أو وباء ونحو ذلك من البلايا ومن رآه عند مكروب أو محبوس أو محصور فإنه يفرج عنه ويكشف ما به

ومن رأى أنه يسب اللّه تعالى فإنه جاحد لنعمته غير راض بما قسم اللّه له من الرزق ومن رأى كأنه قائم بين يدي اللّه تعالى ينظر إليه فإن كان الرائي من الصالحين فرؤياه رؤيا رحمة وإن لم يكن من الصالحين فعليه الحذر من ذلك وإن رأى كأنه يناجيه أكرم بالقرب وحبب من الناس وكذلك لو رأى أنه ساجد بين يدي اللّه تعالى ومن رأى كأنه يكلمه من وراء حجاب حسن دينه وأدى أمانته إن كانت في يده وقوي سلطان وإن رأى أنه يكلمه من غير حجاب فإنه يكون ذا خطيئة في دينة فإن كساه فهو هم وسقم ما عاش ويستوجب بذلك الأجر الكبير فإن رأى كأن اللّه تعالى سماه باسمه واسم آخر علا أمره وغلب أعداءه فإن رأى أن اللّه تعالى ساخط عليه دل على سخط والديه عليه ومن رأى أن والديه ساخطان عليه دل ذلك على سخط اللّه تعالى عليه

ومن رأى أن اللّه تعالى غضب عليه فإنه يسقط من مكان رفيع ولو رأى أنه سقط من حائط أو سماء أو جبل دل ذلك على غضب اللّه تعالى ومن رأى مثالاً أو صورة فقيل له إنه إلهك وظن أنه إلهه فعبده وسجد له فإنه منهمك في الباطل على ظن أنه حق ومن رأى اللّه تعالى يصلي في مكان فإن رحمته ومغفرته تجيء ذلك المكان والموضع الذي كان يصلي فيه ومن رأى اللّه تعالى يقبله فإن كان من أهل الصلاح والخير فإنه يقبل على طاعته تعالى وتلاوة كتابه أو يلقن القرآن وإن كان بخلاف ذلك فهو مبتدع

ومن رأى اللّه تعالى ناداه فأجابه فإنه يحج إن شاء اللّه تعالى وأما تجليه على المكان المخصوص فربما دل على عمارته إن كان خراباً أو على خرابه إن كان عامراً وإن كان أهل ذلك ظالمين انتقم منهم وإن كانوا مظلومين نزل بهم العدل وربما دلت رؤيته تعالى في المكان المخصوص على ملك عظيم يكون فيه أو يتولى أمره جبار شديد أو يقوم إلى ذلك المكان عالم مفيد أو حكيم خبير بالمعالجات وأما الخشية من اللّه تعالى في المنام فإنها تدل على الطمأنينة والسكون والغنى من الفقر والرزق الواسع ومن رأى كأنه صار سبحانه وتعالى اهتدى إلى الصراط المستقيم ومن رأى كأن الحق تعالى يهدده ويتوعده فإنه يرتكب معصية.

(استعاذة)

من رأى أنه يكثر الاستعاذة باللّه من الشيطان في المنام فإنه يرزق علماً نافعاً وهدى وأمناً من عدوه وغنى من الحلال والحرام وإن كان مرضاً أفاق من مرضه خصوصاً إن كان يصرع الجان وربما دلت الاستعاذة على الأمن من الشريك الخائن والطهارة من النجس والإسلام بعد الكفر.

(آيات القرآن)

فإن كانت آيات رحمة فإن كان القارئ ميتاً فهو في رحمة اللّه تعالى وإن كانت آيات عقاب فهو في عذاب اللّه تعالى وإن كانت آيات إنذار وكان الرائي حياً حذرته من ارتكاب مكروه وإن كانت آيات مبشرات بشرته بخير ومن رأى أنه يقرأ آية عذاب فإذا وصل إلى آية عذاب عسر عليه قراءتها أصاب فرحاً ومن رأى أنه يقرأ آية عذاب فإذا وصل إلى آية رحمة لم يتهيأ له قراءتها بقي في الشدة.

(إنجيل)

من رأى من أهل الإسلام أن معه إنجيلاً تجرد للعبادة وتزهد وآثر السياحة والرياضة ولانقطاع والعزلة وإن كان ملكاً فهو عدوه وربما دلت رؤيته على الكذب والبهتان وقذف المحصنات وربما غلب في مخاصمته إن كان محاكماً وإن كان شاهداً شهد بالزور أو تكلم فيما لا يعنيه وإن كان مريضاً سلم من مرضه وربما دلت رؤيته على علم الهندسة أو النقل عن العلماء فيما يعلم وربما دلت رؤيته على الكتاب وأرباب التصاوير والغناء والطرب.

(إسرافيل عليه السلام)

من رآه في منامه ينفخ في الصور وظن أنه سمعه وحده دون غيره فإنه يموت وإن كان يظن أن أهل ذلك الموضع سمعوا ظهر في ذلك الموضع موت ذريع وقيل هذه الرؤيا تدل على بسط العدل بعد انتشار الظلم وعلى هلاك الظلمة في تلك الناحية ورؤية إسرافيل عليه السلام دالة على تجهيز الجيش والأسفار والمشقة والخوف والجزع والتوعد ووجود الضائع وقضاء الديون والمجازاة بالأعمال وإسقاط الحوامل وتدل رؤيته أيضا على عمران الخراب وقيل إن نفخته الأولى تدل على الوباء والثانية على الحياة ورفع الطاعون.

(آدم عليه السلام)

من رآه في المنام فإنه أذنب ذنباً فليتب منه وربما دلت رؤيته على الوالد أو السلطان أو على العلم ومن رأى أنه يذبح آدم عليه السلام فإنه يغدر بالسلطان أو يعق والديه أو معلمه ومن رأى آدم عليه السلام على هيئة نال ولاية إن كان لها أهلاً فإن رأى كأنه كلمه نال علماً وقيل من رأى آدم عليه السلام اغتر بقول بعض أعدائه ثم يفرج عنه بعد مدة فإن رآه متغير اللون والحال دل ذلك على انتقال من مكان إلى مكان ثم العود إلى المكان الأول أخيراً ومن صار آدم عليه السلام أو صاحبه أو انتقل إلى صفته فإن كان للخلافة أهلاً نالها وإن كان عالماً انتفع الناس بعلمه أو نال علماً لا يجاريه أحد من الناس وربما دلت رؤيا آدم عليه السلام على عابر الرؤيا لأنه أول من رأى المنام في الدنيا وعلم عبارتها وتدل رؤيته على الحج والاجتماع بالأحباب وربما دلت رؤيته على كثرة النسل وتدل رؤيته أيضاً على السهو والنسيان وربما دلت على المكيدة والحيلة وعلى معاشرة من يعالج الحياة أو يصنع السموم أو يرتزق من استحضار الشياطين ويتكلم على ألسنتهم وربما دلت رؤيته على اللباس الخشن والبكاء وربما دلت على تنكيد الرائي من سبب مأكول وربما دلت رؤيته على السفر البعيد وربما كان إلى الجهة التي نزل بها آدم عليه السلام وربما رزق الرائي الذكور أكثر من الإناث وإن كان الرائي مريضاً بعينه أفاق من شكواه وربما دلت رؤيته على الخدم والسجود للملوك ومن رأى آدم عليه السلام ناقص الحال ربما نقص حال كبير الرائي الحاكم عليه أو تغيرت مكاسبه أو صنعته ومن رآه في حال حسن عاد خير كبير عليه.

(إدريس عليه السلام)

من رآه في المنام أكرم بالورع وختم له بخير وصار مجتهداً في العبادة بصيراً حليماً عالماً ومن صار إدريس في منامه أو على صفته كثر علمه أو تقرب من الأكابر ونال المنازل العالية ومن صاحبها صاحب إنساناً كذلك وإن رآه ناقص الحال عاد نقصه على الرائي.

(إبراهيم عليه السلام)

رؤيته في المنام تدل على الخير والبركة والعبادة والشيخوخة والرزق والإيثار والاهتمام بالأبنية الشريفة والذرية الصالحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعلم والهدى وهجران الأهل والأقارب في طاعة اللّه تعالى وتدل رؤيته عليه السلام على الوالد المشفق لأنه أبو الإسلام والذي سمانا مسلمين وربما دلت رؤيته على الوقوع في الشدائد والسلامة منها وربما دلت رؤيته على النكد لإصلاح ذات البين أو لما يرجوه من الخير وإن كان الرائي عالماً بالنجوم أو علم الرؤيا داخله في ذلك غلط أو خلل وربما دلت رؤيته على التشريع والمحافظة على الخير وهجران إخوان السوء وربما دلت رؤيته لمن لمسه على المحبة للّه تعالى وإن لمس عضواً من أعضاء الرائي وكان الرائي يشكو من ذلك العضو عافاه اللّه تعالى وأزال شكواه وتدل رؤيته أيضاً على الحج وإن رأت المرأة إبراهيم عليه السلام في منامها نكدت من زوجها بسبب ولد من أولادها أو يجري على بعض أولادها شدة ويسلم منها وربما دلت إن كان للرائي أولاد أن يطلق أحدهم زوجته بسببه ومن صار في منامه إبراهيم عليه السلام أو صاحبه دل على البلاء من الأعداء لكن ينصر وربما تولى ولاية أو إمامة ويكون عادلاً فيها أو يصاحب إنساناً كذلك أو يرزق بعد الإياس منهم وربما قدمت عليه رسل الأكابر بالبشارة.

(ومن رأى) إبراهيم عليه السلام فإنه ينتصر على أعدائه وينال زوجة مؤمنة وتصيبه شدة وضيق من ملك وينجو منه ومن رآه يدعوه إليه فأجابه بالتلبية وأسرع إليه رفعت منزلته وإن رآه ناداه فلم يجيبه أو رآه يتهدده ويتوعده أو رآه عبوساً فإما أن يكون متخلفاً عن الحج مع وجود السبيل إليه أو تاركاً للصلاة أو طاعناً على الإمام أو منافقاً وإن رآه كافر أسلم أو مذنب تاب أو تارك للصلاة عاد إليها ومن تحول في صورة إبراهيم عليه السلام أو لبس ثوبه أصابته بلوى وربما دلت رؤيته على ذهاب الغم والهم وأصابه الخير وإدراك الدنيا الواسعة والهداية وقيل إن رؤية إبراهيم عليه السلام عقوق للأب.

(إسحاق عليه السلام)

رؤيته في المنام دالة على الهم والنكد إلا أن يكون له ولد عقه فإنه يرجع إلى طاعته وربما دلت رؤيته على البشارة والأمن من الخوف وقيل(من رأى) إسحاق عليه السلام أصابه شدة من بعض الكبراء والأقرباء ثم يفرج اللّه عنه ويرزقه عزاً وشرفاً وبشارة وتكثر الملوك والرؤساء الصالحون من نسله هذا إذا رآه على جماله وكمال حاله فإن رآه متغير الحال ذهب بصره وربما دلت رؤيته على الخروج من هم إلى فرج ومن ضيق إلى سعة ومن معصية إلى طاعة ومن عقوق إلى صلة.

(ومن رأى) أنه تحول في صورة إسحاق عليه السلام ولبس ثوبه فإنه يشرف على الموت ثم ينجو منه.

(إسماعيل عليه السلام)

من رآه في المنام فإنه ينال فصاحة ورياسة ويبني للّه مسجداً وربما دلت رؤيته على إن إنساناً وعده بوعد وهو في قوله صادق وقيل إن من رآه رزق السياسة أو يعين على اتخاذ مسجد وقيل إن رأى إسماعيل عليه السلام أصابه هم من جهة أبيه ثم يسهل اللّه تعالى ذلك عليه.

(أيوب عليه السلام)

تدل رؤيته على البلوى وفقدان الأهل والمال والأزواج ويليهم الصبر في ذلك كله وربما دلت رؤيته على ما خرج من يده من مال أو ولد وربما وقع الرائي في يمين احتاج فيها إلى فقيه وإن كان مريضاً شفي من مرضه وزال عنه سقمه وربما بلغ ما يرجوه من إجابة دعاء أو سؤال حاجة ومن لبس ثوبه في منام أصابه البلاء والنكد وفراق الأحبة وكثرة المرض ثم يزول ذلك جميعه ويكون ممدوحاً عند الأكابر وقيل رؤياه تدل على البلاء والوحدة والبشارة بالعز والثواب والمرأة إذا رأت في منامها امرأة أيوب عليه السلام دل على سلب مالها وكشف حالها وعلى أن عاقبتها تكون إلى خير وسلامة وإن رآها مريض مات وكان عند اللّه مرحوماً أو رحمه اللّه تعالى وكشف ضره لأن اسمها رحمة.

نهاية الجزء ( 3 ) من تفسير الاحلام لحرف ( أ )




انتهى





منقوووول للاستفاده مع الشكر