شتاء العراق ( لبلبي - شغلم - شاي على صوبة نفطية )

[شموسه]

شتاء العراق ( لبلبي - شغلم - شاي على صوبة نفطية )

ينتظر العراقيون قدوم موسم الشتاء بفارغ الصبر، لما يحمله هذا الموسم لهم من خيرات وطقوس يصفها العراقيون بانها اجمل شيء ، وذلك لكثرة الخيرات التي توجد في العراق، والذي يفسح للانسان حرية الاختيار والتنوع.
فقد حان موعد تحضير وفرش الزوالي والسجاد ... وطبعا هذا يكون من اختصاص الام والابناء بالعادة...
اما المهمة الثانية والاهم ...هو تحضير الصوبات النفطيه والغازيه، ويتم تنظيف الفتيلة وقصها او تبديلها لتكون جاهزة لاي طارئ، بالاضافة الى تهيئة براميل النفط للاحتياط....
وطبعا وبالاكيد هذه المهمة لايمكن اين يتولاها الا رب البيت.
اما اهم الصوبات التي يتم تهيأتها هي صوبة علاء الدين التي تكون على شكل برميل ولها فتحة في الاعلى ولمبة نارية في الاسفل، ولها طاقة صغيرة ومغطاة بزجاجة او بلاستيك مقوى ضد النار للتمكن من رؤية النار المشتعلة، التي يتم اشعالها من الاسفل.
وتكون "صوبة علاء الدين" بالوانها الاخضر والرصاصي "الرمادي" الاكثر شيوعا في المنازل العراقية، حيث يتم وضع ابريق الشاي الكبير الذي يحتوي على الماء المغلي، وفوقه ابريق صغير يحتوي على شاي "جاي" ثقيل .
ويتم تخدير هذا الشاي على بخار الماء، ومن ثم سكبه في "استكان الجاي" كاسة الشاي ... نصف شاي... ونصف ماء مغلي.
كما لها هذه الصوبة فوائد اخرى منها شوي الكستناء "الكستنة" عليها، لانها تحتوي على غطاء يشبه الصينية.... كما تستخدمها احيانا ربة البيت لطبخ "الدولمة" او "التمن المهدر".... الخ من امور رائعة.
نخرج الى اشارع... نجد عربات اللبلبي "الحمص المسلوق" وعليه الحامض "المندوزي" والكمون.... ينتظر قدومنا نحوه، حيث نقوم بتناول الكاسات الملونة ويقوم البائع بصب اللبلبي من القدر الكبير في العربة الموضوع على نار هادئة، ويضع على الكاسة "الليمون" و"النارنج" الذي يكون معبأ بزجاجات شفافة، كما يوجد هناك شطة للذي يعشق الحار...
وايضا تكون هناك عربات تحتوي على الباقلاء المسلوقة "باجلا" ويوضع عليها البطنج ويتم تناولها باليد حبة حبة وهي حارة....
وعند التجول في الشوارع يستنشق انفك روائح رائعة وخاصة منبعثة من عربات معينة... الا وهي رائحة أكلة الشلغم المسلوق والمحلى بدبس التمر.
فالرائحة تجذب المارة من بعيد، وطعم الشلغم يجبرهم على العودة واكل المزيد.
حان الان موعد الحنين والذكريات لاشخاص كانوا وما زالوا في عقولنا وقلوبنا واذهاننا... وطقوس مهما مر الزمن عليها لايمكن ان تذهب او تتلاشى، لانها اصبحت جزءا من حياتنا اليومية، كما كانت تمثل لابائنا واجدادنا...

المصدر: منتديات عراق الخير والمحبة - من قسم: منتدى التواصل الأخوي

[الارشيف]

[محمد عبد الهادي جسام الشمري]

أحسنت الاختيار والتعبير

بارك الله فيك عزيزتي وخالص احترامي

[ثريا]

أبارك لك ولنا هذا التميز والموضوع الرائع اختي العزيزة....... فأنت اهل للتميز عرفناك متميزا


وخصالك التميز متميز في الابداع . متميز في الاداء . متميز في الادب والاخلاق


لك صادق الدعاء...

تقبلي مني تقيما متواضعا

[بصراوي]