راشد الخلاوي من السادة الأشراف الأخيضريون



بحث وتحقيق : علي الأخيضري الحسني الشريف


بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :

أن راشد الخلاوي شاعر وفلكي وحكيم من عباد الله الصالحين ولد في القرن السابع الهجري في نجد بالجزيرة العربية ، وكان له صديق قد مدحه في أشعاره ألا وهو (منيع بن سالم) ومنيع بن سالم هذا يعود نسبه إلى السادة الأشراف وهو نفسه : منيع بن سالم بن فاتك بن هاشم بن هشيمه بن هاشم بن فاتك بن علي بن سالم بن علي بن صبرة بن موسى العصيم بن علي الخواري بن الحسن الثائر بن جعفر الخواري بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب . ومنيع بن سالم له ولد واحد فقط هو (محطم) الذي عقب هتيم وموسى . (هتيم) هذا حفيد منيع بن سالم الشريف ذريته يعرفون بالهتيم والهتمان والهتيمات وواحدهم "الهتيمي" -[[راجع كتاب نخبة الزهرة الثمينة في نسب أشراف المدينة، تأليف النسّابة الشريف حسن بن عليّ بن حسن بن عليّ بن شَدقم الحسيني توفي سنة 999 هـ . وراجع كتاب تحفة الأزهار وزلال الأنهار في نسب أبناء الأئمّة الاطهار، تأليف النسّابة الشريف ضامن بن شَدقَم الحسيني المدني ـ المتوفى بعد سنة 1090 هـ]] .

أما راشد الخلاوي يعود نسبه إلى السادة الأشراف الأخيضريون الهاشميين من قريش الكنانية العدنانية . وهم أحفاد يوسف الملقب بالأخيضر الكبير بن إبراهيم بن موسى الملقب بالجون بن عبد الله الملقب بالمحض بن الحسن الملقب بالمثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي .

و لقب الأخيضر أُطلق أولاً على يوسف بن إبراهيم والد محمد صاحب اليمامة، كما أنه أطلق على محمد نفسه .

فقد ذكر المؤرخ النسّاب الشريف جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بأبن عنبة المتوفى سنة 828 هـ في كتابه ؛ (عمدة الطالب في أنساب آل أبى طالب) أن يوسف كان يُعرف بالأخيضر، وأن أبنه أبا عبد الله محمد صاحب اليمامة يُعرف بالأخيضر الصغير .

إلا أن هذا اللقب ارتبط بالأبن أكثر من أبيه بسبب شهرته وتمكنه من إقامة دولة له ولعقبه في بلاد اليمامة نُسبت إليه .

[[تاريخ السادة الأشراف الأخيضريون]]

كانت بداية ظهور الأخيضرين على مسرح الأحداث السياسية في تهامة سنة 251 هـ/ 862 م، حين تزعم الشريف الأمير إسماعيل السفاك بن يوسف الأخيضر الحسني الهاشمي القرشي ثورة ضد الدولة العباسية، وهاجم مكة .

فاضطر أميرها آنذاك، جعفر بن عيسى بن موسى العباسي القرشي، إلى الهرب، وتمكّن إسماعيل الأخيضري الحسني الشريف بعد أن قتل بعض جند الأمير ومن ساعدهم من نهب دار الإمارة ومنازل أعوان الأمير، وأستولى على أموال كانت قد أُرسلت من قبل الخلافة إلى مكة لإجراء إصلاحات بعين زبيدة .


[[قيام الدولة الأخيضرية الشريفة]]

الدولة الأخيضرية دولة عربية إسلامية بدوية تأسست في إقليم اليمامة شرق نجد في الجزيرة العربية عام 252 هـ - 866 م على يد الأمير الشريف محمد بن يوسف الأخيضر الحسني الهاشمي القرشي .

وكانت بداية ظهور الأخيضريون على مسرح الأحداث السياسية في تهامة سنة 251 هـ/ 862 م، حين تزعم إسماعيل السفاك بن يوسف الأخيضر الحسني الهاشمي القرشي ثورة ضد الدولة العباسية، وهاجم مكة .

فاضطر أميرها آنذاك، جعفر بن عيسى بن موسى العباسي القرشي، إلى الهرب، وتمكّن إسماعيل بعد أن قتل بعض جند الأمير ومن ساعدهم من نهب دار الإمارة ومنازل أعوان الأمير، وأستولى على أموال كانت قد أُرسلت من قبل الخلافة إلى مكة لإجراء إصلاحات بعين زبيدة .

[[أمراء الدولة الأخيضرية]]

ذكر أبن عنبة وأبن خلدون والقلقشندي وأبن حزم من أمراء الأخيضريون ؛
محمد بن يوسف الأخيضر
يوسف بن محمد بن يوسف الأخيضر
اسماعيل بن يوسف الأخيضر
الحسن بن يوسف الأخيضر
احمد بن الحسن بن يوسف الأخيضر
وتابع ابن عنبة ذكر امرائهم لكنه لم يذكرهم حسب تسلسل ولايتهم بل خلال بيانه لتفرعات انسابهم كما انه لم يذكر ما يدل على تواريخ توليهم ومن هؤلاء ؛
صالح بن يوسف الأخيضر
محمد بن أحمد بن الحسن بن يوسف الأخيضر
جعفر بن أحمد بن الحسن بن يوسف الأخيضر
حسن بن جعفر بن أحمد بن الحسن بن يوسف الأخيضر
محمد بن جعفر بن أحمد بن الحسن بن يوسف الأخيضر
جعفر بن جعفر بن أحمد بن الحسن بن يوسف الأخيضر
كرزاب بن علي بن جعفر بن أحمد بن الحسن بن يوسف بن محمد الأخيضر ثار على عمه واستولى على الإمارة، وعلى الأرجح أنه آخر أمراء السادة الأشراف بني الأخيضر.

ومن خلال تتبّع النصوص التي وردت في ثنايا المصادر والربط بينها، تبين لنا أن حكم الأشراف الأخيضريون أستمر حتى أواخر القرن الخامس الهجري، وأنه مر بمراحل متعددة تراوحت بين قوة وضعف وتبعيّة وسقوط مؤقت.


[[علاقة السادة الأشراف الأخيضريون بـ هوازن]]

أن الأمراء الأشراف الأخيضريون أستعانوا بالقبائل البدوية في عالية نجد، وبخاصة قبيلة بني كلاب العامرية الهوازنية .

فقد كانت تربطهم بهم صلة مصاهرة، فجدّتهم أمّ والده هي قطبية بنت عامر بن الطفيل من بني جعفر بن كلاب العامرية الهوازنية .

ولذلك لقوا دعماً من بني كلاب وبنو عامر الهوازنية الذين كانوا يسيطرون على معظم بلاد عالية نجد، وكانت ديارهم تمتد من حدود الحجاز الشرقية حتى مواقع قريبة من حدود اليمامة الغربية .


[[سقوط الدولة الأخيضرية الشريفة]]

اختلفت آراء الباحثين حول مدة حكم الأخيضريين باليمامة وحول علاقاتهم بالقرامطة. فالبعض يرى أن حكمهم انتهى على يد القرامطة في أول القرن الرابع الهجري، في حدود عام 317 هـ/ 929 م ، أي أن مدة حكمهم لم تتجاوز خمساً وستين سنة فقط. وقد اعتمد من قال بهذا الرأي على ما ورد في بعض المصادر من إشارة إلى أن القرامطة قضوا عليهم. وهناك من يرى من المؤرخين أنه يوجد استمرار لحكم الأخيضريين بالمنطقة بعد ذلك. وهم يرون أن حكمهم استمر حتى ما بعد منتصف القرن الخامس الهجري .

ومرت الدولة الأخيضرية بفترة التأسيس وقوة الدولة في أول عهدها قبل ظهور دولة القرامطة في إقليم البحرين المجاور. وقد كانت الخلافة العباسية تعيش حالة ضعف شديد لأسباب كثيرة، منها تسلّط الأتراك، والنزاع بين المستعين والمعتز على الخلافة، واندلاع كثير من الفتن والثورات في مناطق متعددة من بلاد الخلافة .

ويُعَدّ محمد الأخيضر أبرز حكّام الفترة الأولى باعتباره المؤسس، وكان عمره حين قدم إلى اليمامة في حدود ثلاث وأربعين سنة. وقد أشار ابن عنبة إلى أن محمداً أنجب اثني عشر ابناً، أعقب منهم ثلاثة هم: يوسف وإبراهيم ومحمد (ابن محمد) . وقد خلفه في الحكم بعد وفاته ابنه يوسف. ويذكر ابن حزم أن يوسف أشرك ابنه إسماعيل معه في الحكم في حياته؛ وبعد وفاته، انفرد إسماعيل بالحكم .

في تلك الأثناء، كانت قد قامت دولة قرامطة البحرين على يد أبي سعيد الجنابي سنة 286 هـ/ 899 م . ودخل أبو سعيد الجنابي في مواجهة مع الأخيضريين في اليمامة، وألحق بهم الهزيمة، وقتل عدداً منهم، وأسر آخرين .

ذكر ياقوت الحموي نقلاً عن تاريخ ابن سيرين قوله: " وفيها - يعني سنة 310 هـ - انتقل أهل قرّان من اليمامة إلى البصرة لحيف لحقهم من ابن الأخيضر في مقاسماتهم ، وجدب أرضهم " . وهذا النص يفيد أن الأخيضريين كان لهم نفوذ وسلطة باليمامة في ذلك التاريخ. وعادت العلاقة جيدة فيما بعد بين القرامطة والأخيضريين فقد ذكر المسعودي، أن أبي طاهر القرمطي عندما هاجم مدينة الكوفة في أواخر سنة 313 هـ/ 926 هـ ، ثم قرر الانسحاب منها والعودة إلى مركزه في الأحساء، سلمها إلى إسماعيل بن يوسف بن محمد الأخيضر .

ولكن علاقة الأخيضريين بالقرامطة ما لبثت أن تحولت عداوة بعد سنوات قليلة. فقد ذكر ابن عنبة أن معركة حامية الوطيس دارت بين الأخيضريين والقرامطة سنة 316 هـ/ 928 م، قُتل فيها إسماعيل بن يوسف بن محمد نفسه، وثلاثة من إخوته هم: إبراهيم، وإدريس الأكبر، والحسين؛ كما قُتل فيها أيضاً عمه أبو عبد الله محمد بن محمد بن يوسف ، ولا يعرف عن كيفية زوال ملك بني الأخيضر سوى أنه زال في أواسط القرن الخامس الهجري على يد القرامطة القادمين من الأحساء على الأرجح.

من خلال تتبّع النصوص التي وردت في ثنايا المصادر والربط بينها، تبين لنا أن حكم الأخيضريين استمر حتى أواخر القرن الخامس الهجري، وأنه مر بمراحل متعددة تراوحت بين قوة وضعف وتبعيّة وسقوط مؤقت.

أما تاريخ سقوط الدولة الأخيضرية على وجه التحديد، فلا تمدنا المصادر بمعلومات عنه. وفي ظل غياب هذه المعلومات، يمكن تحديد تاريخ تقريبي لسقوط هذه الدولة، اعتماداً على بعض القرائن.

فمن خلال النظر في سلسلة نسب آخر أمراء الدولة الأخيضرية، وهو كرزاب بن علي بن جعفر بن أحمد بن الحسن بن يوسف بن محمد (الأخيضر الصغير، مؤسس الإمارة)، نجد أن كرزاباً الذي سقطت الدولة في عهده، هو السابع في سلسلة نسب الأسرة، بدءاً من مؤسس الدولة الأخيضرية محمد بن يوسف، أي أن كرزاباً من الجيل السابع في هذه الأسرة.

وبناء على القاعدة التي يستخدمها بعض المؤرخين وعلماء الأنساب في تقدير الزمن في مثل هذه الحالات بتحديد مئة سنة لكل ثلاثة أجيال يمكن تحديد تاريخ تقريبي لسقوط دولة الأخيضريين على النحو التالي ؛ أي أننا نقدر أن تاريخ سقوط الدولة الأخيضرية كان في أواخر القرن الخامس الهجري، وفي حدود التاريخ المشار إليه.

وعليه نقول :-

أن الدولة الأخيضرية الشريفة سقطت في أواسط القرن الخامس الهجري على يد القرامطة القادمين من الأحساء على الأرجح.

[[مصير السادة الأشراف الأخيضريون بعد سقوط دولتهم]]

أما مصير الأخيضريين بعد سقوط دولتهم، فقد أورد المؤرخ النسّابة الشريف ابن عنبة نصّاً قال فيه: »حدثني الشيخ المولى السعيد العلامة النقيب، تاج الدين، أبو عبد الله محمد بن معيّة الحسني أن إبراهيم بن شعيب اليوسفي حدّثه أن بني يوسف الأخيضر مع عامر وعايذ (عامر وعايذ من هوازن) نحو ألف فارس يحفظون شرفهم، ولا يدخلون فيهم غيرهم، لكنهم يجهلون أنسابهم، ويقال لهم بنو يوسف .


قال راشد الخلاوي الأخيضري الشريف في مدح قومة السادة الأشراف الأخيضريون (حكام نجد) :-

كـنـا شـيوخ العز والـعـز عـزنـا
وفي عزنا من عز تجري مراكبه
وعلى عزنا تبنى بيوت من العلا
وما طال من عز لدى الناس طالبه
وحـنا مـلـوك الـدار والـدار دارنـا
مـن عـهـد عـاد إلى أولاد تلادبـه
وحـنـا مـلـكـنـاهـا وقدنا زمامها
ودانـت لـنـا الـدنـيـا وجتنا مداربه .

هذة الأبيات التي قالها راشد الخلاوي تثبت أن قومه كانت لهم حكومة ودولة وقد سقطت هذة الدولة على يد القرامطة والأبيات واضحة كالشمس !! .

أن هذة الدولة التي يتكلم عنها راشد الخلاي هي الدولة الأخيضرية النجدية ((دولة السادة الأشراف الأخيضريون)) وهم أحفاد يوسف الملقب بالأخيضر الكبير بن إبراهيم بن موسى الملقب بالجون بن عبد الله الملقب بالمحض بن الحسن الملقب بالمثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي وراشد الخلاوي منهم .

أن الدولة الأخيضرية الشريفة سقطت في أواسط القرن الخامس الهجري على يد القرامطة القادمين من الأحساء على الأرجح .

والبعض من السادة الأشراف الأخيضريون أخفوا أسمائهم وأنسابهم خوفاً من القتل والتعذيب وقد تشتتوا وتفرقوا في نجد والحجاز بعد سقوط دولتهم في أواسط القرن الخامس الهجري على يد القرامطة القادمين من الأحساء وجزء منهم دخلوا حلفاً في قبائل بني عامر بن صعصعة الهوازنية .


خُلاصة البحث : [[ راشد الخلاوي من السادة الأشراف الأخيضريون الحسنيين الهواشم من قريش (نسباً وحسباً) وهو شاعر وفلكي وحكيم من عباد الله الصالحين ، عاش مائة سنة ، ولد في القرن السابع الهجري في نجد بالجزيرة العربية رحمة الله عليه ]] .


وللباحث الأستاذ الدكتور فهد عبد العزيز الدامغ بحث منشور في الصحف والمواقع الإلكترونية عن تاريخ الدولة الأخيضرية ..


هذا ما أحببت تبيانه وتوضيحه ، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .

منقوول