بسم الله الرحمن الرحيم





مملكة أوغاريت 27b_asar.jpg
مملكة أوغاريت.. أعظم حضارات العالم اشتقت منها أبجديات كل اللغات


"أوغاريت" مملكة قديمة أثرية تقع أطلالها في موقع "رأس شمرا" وتتبع لمحافظة "اللاذقية" على مسافة 12 كم إلى الشمال منها .كانت عاصمة لمملكة بلغت مساحتها 5425 كم مربع تقريباً في القرنين الثاني عشر والخامس عشر قبل الميلاد تتوضع مدينة "أوغاريت" على تلة مرتفعة بعض الشيء ويمكن للزائر أن يشاهد شاطئ المتوسط من بين أطلالها، امتدت مملكة "أوغاريت" القديمة لتشمل عدداً غير قليل من الممالك والمواقع والمدن الصغيرة في ساحلنا السوري مثل "سيانو" و"سوكاس" و"التويني" و"ابن هاني" و"البسيط" وغيرها.. أخذ اسمها "أوغاريت" من نبات الشمرا الذي يغطي التل.

قصة اكتشاف حضارة "أوغاريت"...
الحضارة بدأت من هذه المملكة حيث العظمة والعراقة التي تعود إلى آلاف السنين. أما قصة اكتشاف "أوغاريت" فقد حدثت عن طريق المصادفة في عام 1928 عندما اصطدم محراث الفلاح "محمود ملا" بحجارة ضخمة تبين فيما بعد أنها سقف لمدفن أرضي، وبعد أن وصل خبر الاكتشاف إلى اللاذقية التي كانت واقعة آنذاك تحت الاحتلال الفرنسي انطلقت أعمال الحفر والتنقيب الأثري في منطقة "رأس شمرة"

أهمية الموقع:
موقع "أوغاريت" له أهميته السياحية والثقافية والتاريخية، فهو يشكل قبلةً للزوار، والسياح الغربيين بالتحديد الذين يحبون الإطلاع التفصيلي على هذه المدينة التي قدّم أبناؤها الأوائل الأبجدية الأولى للبشرية جمعاء. وأما المعبدان الرئيسيان فيرقى تاريخهما إلى الألف الثاني ق.م، وخصص أحدهما للرب "دجن" الذي نرى اسمه منقوشاً على نصب صغير من الحجر، والثاني للرب "بعل" الذي نقش رسمه على نصب من حجارة مجزأة وجدت بالقرب من بعضها، بين المعبدين مكتبة دينية عثر فيها على أول النصوص الخاصة "برأس شمرا"، وعلى مستودع حوى 74 قطعة من السلاح، والأدوات البرونزية التي تمثل قرباناً قدمه العاملون في صناعة البرونز فيها إلى كبير الكهنة.

أبجدية "أوغاريت" لغة وكتابة
الأبجدية الأوغاريتية هي أعظم الأبجديات في العالم القديم وأغناها وأكثرها شمولاً، فهي تحتوي على 30 حرفاً، وإلى جانب لغة السكان الأساسية كانت تستخدم لغات عديدة وضعت لها قواميس متعددة اللغات. وقد عثر في "أوغاريت" حتى الآن على حوالي 3000 من اللوحات الفخارية التي تعود للقرنين 14 و13ق.م، والمكتوبة باللغة "الكنعانية" و"الآكادية- البابلية"، وقام الفينيقيون باختراع 30 رمزاً اشتقت منها أبجديات كل اللغات "العبرية: اللاتينية، السانسكريتية, الأرمنية، العربية، اليونانية"
في مكتبة القصر الملكي في "أوغاريت" وجدت لوحات ورقم فخارية مكتوبة باللغات: الآكادية، والأوغاريتية، والحورية، والحثية، والقبرصية وغيرها كما وجدت في هذه اللوحات نصوص دينية وقانونية ومعاهدات وأبحاث طبية وبيطرية ونصوص سومرية وبابلية،. وما يميز حضارة "أوغاريت" ويدل على مدى التطور التي وصلت إليه هو المعاجم اللغوية التي اكتشفت ومخطوطات التفاسير وغيرها.

كنوز نادرة:
أثناء عمليات التنقيب عثر على كنوز رائعة تضم مجموعة نادرة من الأواني الذهبية والفضية - معروضة في متحف دمشق الوطني- وتتألف من سكين من الذهب الخالص طولها 27.1 سم وعرض نصلها 3.1 سم، ومشبكين للثياب: أحدهما مصنوع من الفضة والثاني مغطى بطبقة رقيقة من الذهب، بالإضافة إلى أدوات خزفية وجرار. كما برع سكان "أوغاريت" في الحفر على العاج إذ عثر على مجموعات من صفائح العاج نقشت عليها مظاهر الحياة في القرنين الرابع عشر والثالث عشر ق.م.
مئات الدراسات نشرت عن "أوغاريت" تتحدث عن حضارتها. كما أن أربعين جامعة في العالم تدرّس اللغة الأوغاريتية، وبشهادة كل سائح أجنبي زارها فقد كان لـ"أوغاريت" تدوينات موسيقية سبقت "فيثاغورث" بألف سنة كاملة لذلك تعتبر "أوغاريت" المؤسس الحقيقي للموسيقى الغربية.‏

المصدر:مجلة تهاني الإلكترونيه