من الذي قتل الامام الحسين -ع-

تحقيق منقول ......


يقول الذهبي في سير أعلام النبلاء ج4/37 - 38 :
(عن محمد بن أحمد بن مسمع قال : سَكَرَ يزيد ، فقام يرقص ، فسقط على رأسه فانشق وبدا دماغه.
قلت : كان قويا شجاعا ، ذا رأي وحزم ، وفطنة ، وفصاحة ، وله شعر جيد ، وكان ناصبياً (1) ، فظا ، غليظا ، جلفا . يتناول المسكر ، ويفعل المُنْكر.
افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين ، واختتمها بواقعة الحرة ، فمقته الناس . ولم يُبَارَكْ في عمره . وخرج عليه غير واحد بعد الحسين ، كأهل المدينة قاموا لله ، وكمرداس بن أدية الحنظلي البصري ، ونافع بن الأزرق ، وطواف بن معلى السدوسي ، وابن الزبير بمكة.) إهـ .
----------------------------------
(1) قال الشيخ شعيب الأرنؤوط في الحاشية : من "الناصبية" وهم المنافقون المتديِّنون ببغضة علي رضي الله عنه ، سُمُّوا بذلك لأنهم نَصَبوا له وعادوه. انتهى.





ويقول ابن العماد الحنبلي في كتابه "شذرات الذهب" ج: 1 ص: 68 (حوادث سنة 61هـ) ما نصه بالحرف الواحد:
( والعلماء مجمعون على تصويب قتال علي لمخالفيه لأنه الإمام الحق .
ونُقِلَ الإتفاق أيضا على تحسين خروج الحسين على يزيد ، وخروج ابن الزبير وأهل الحرمين على بني أمية ، وخروج ابن الأشعث ومن معه من كبار التابعين وخيار المسلمين على الحجاج.

ثم الجمهور رأوا جواز الخروج على من كان مثل يزيد والحجاج ، ومنهم من جوَّزَ الخروج على كل ظالم.


وَعَدَّ ابن حزم خروم الإسلام أربعة :
1-قتل عثمان
2-وقتل الحسين
3-ويوم الحرة
4-وقتل ابن الزبير.


ولعلماء السلف في يزيد وقتلهِ الحسين خلاف في اللعن والتوقف :
قال ابن الصلاح : والناس في يزيد ثلاث فرق :
- فرقة تحبه وتتولاه .
- وفرقة تسبُّه وتلعنه
- وفرقة متوسطة في ذلك ، لا تتولاه ولا تلعنه .

قال : وهذه الفرقة هي المصيبة ومذهبها هو اللائق لمن يعرف سير الماضين ويعلم قواعد الشريعة الطاهرة. انتهى كلامه.


ولا أظن الفرقة الأولى توجد اليوم ..
وعلى الجملة .. فما نقل عن قتلة الحسين والمتحاملين عليه يدل (على) الزندقة وانحلال الإيمان من قلوبهم وتهاونهم بمنصب النبوة . وما أعظم ذلك !!
فسبحان من حفظ الشريعة حينئذ وشيد أركانها حتى انقضت دولتهم.

وعلى فعل الأمويين وأمرائهم بأهل البيت حُمِلَ قوله صلى الله عليه وآله وسلم الله عليه وآله وسلم : "هلاك أمتي على أيدي أغيلمة من قريش" . قال أبو هريرة : لو شئت أن أقول بني فلان ، وبنى فلان لفعلت .


ومثل فعل يزيد فعلَ بشر بن أرطأة العامري أمير معاوية في أهل البيت من القتل والتشريد حتى خَدَّ لَهُم الأخاديد..!!
وكانت له أخبار شنيعة في علي ..!!
وقتلَ وَلَدَيْ عبيد الله بن عباس ، وهما صغيران على يَدَيْ أمهما ، ففقدت عقلها ، وهامت على وجهها ، فدعا عليه علي أن يُطيل الله عمره ويُذهب عقله ، فكان كذلك ، خرف في آخر عمره .
ولم تصح له صحبة .
وقال الدارقطني : كانت له صحبة ، ولم تكن له استقامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم .


وقال التفتازاني في (شرح العقائد النسفية) : اتفقوا على جواز اللعن على مَنْ قَتَلَ الحسين ، أوْ أَمَرَ به ، أَوْ أَجَازَه ، أو رضى به .

قال : والحق أن رضا يزيد بقتل الحسين واستبشاره بذلك وإهانته أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مما تواتر معناه ، وإن كان تفصيله آحاداً.

قال : فنحن لا نتوقف في شأنه ، بل في كُفْرهِ وإيمانهِ ، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه .


وقال الحافظ ابن عساكر : نُسِبَ إلى يزيد قصيدة منها:
ليت أشياخي ببدر شهدوا.....جزع الخزرج من وقع الأسل
لعبت هاشم بالملك بلا (فلا)......ملك جاء ولا وحي نزل
فإن صَحَّتْ عنه فهو كافر بلا ريب. انتهى بمعناه .



وقال الذهبي فيه : كان ناصبياً ، فظا ، غليظا ، يتناول المسكر ، ويفعل المنكر. افتتح دولته بقتل الحسين وختمها بوقعة الحرة . فَمَقَتَهُ الناس . ولم يُبارَك في عمره ، وخرج عليه غير واحد بعد الحسين . وذكر من خرج عليه .


وقال فيه في "الميزان" : أنه مقدوح في عدالته ، ليس بأهل أن يُرْوَى عنه .

وقال رجل في حضرة عمر بن عبد العزيز : أمير المؤمنين "يزيد" !! ، فضربه عمر عشرين سوطا .


واستُفْتِي "الكيا الهراسى" فيه ، فذكر فصلا واسعا من مخازيه حتى نفدت الورقة ، ثم قال : ولو مُدِدْتُ ببياض ٍ ، لمَدَدْتُ العنان في مخازى هذا الرجل !.


وأشار الغزالي إلى التوقف في شأنه والتنزّه عن لعنه مع تقبيح فعله !!.


وذكر ابن عبد البر ، والذهبي وغيرهما مخازى مروان :
- بأنه أول من شق عصا المسلمين بلا شبهة ،
- وقتل النعمان ابن بشير - أول مولود من الأنصار في الإسلام - ،
- وخرج على ابن الزبير بعد أن بايعه على الطاعة ،
- وقتل طلحة بن عبيد الله يوم الجمل .

وإلى هؤلاء المذكورين ، والوليد بن عقبة ، والحكم بن أبي العاص ونحوهم الإشارة بما ورد في حديث المحشر وفيه : ((فأقول يا رب : أصحابي!! فيقال : أنك لا تدري ما أحدثوا بعدك )).


ولا يرد على ذلك ما ذكره العلماء من الإجماع على عدالة الصحابة ، وأن المراد به الغالب ، وعدم الاعتداد بالنادر والذين ساءت أحوالهم ولابَسُوا الفتن بغير تأويل ولا شبهة .


وقال اليافعي : وأما حكم من قتل الحسين ، أو أمَرَ بقتله ، فمن استَحَلَّ ذلك فهو كافر ، وإن لم يَسْتَحلّ ففاسق ، فاجر ، والله أعلم.) انتهى بحروفه من ابن العماد الحنبلي.