بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من تمام النعمة على الانسان ان يجعل الله ابائه واجداده من المسلمين

يستأنس بذكرهم خاصة اذا كان لهم شرف صحبة النبي عليه الصلاة والسلام

وشرف الجهاد والدعوة الى الله ويزداد شرفاً وبهجة اذا ورد الثناء عليهم من النبي

عليه من الله افضل الصلاة وأتم التسليم وهذا الشرف يجعل في القلب نشوة وسرور

نسأل الله ان يرزقنا الإيمان والعزيمة على الاستمرار في الطريق ،

وهذه احاديث عديدة في الصحيحين البخاري ومسلم

بفضل بعض القبائل العربية

مع شرح لتلك الأحاديث من كتب بعض العلماء رحمهم الله

عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

‏"‏ قريش والأنصار ومزينة وجهينة وأسلم وغفار وأشجع موالي

ليس لهم مولى دون الله ورسوله ‏"‏ ‏.‏

رواه البخاري ومسلم

عن أبي أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

"‏ الأنصار ومزينة وجهينة وغفار وأشجع ومن كان من بني عبد الله

موالي دون الناس والله ورسوله مولاهم ‏"‏ ‏.‏

رواه مسلم

عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال

‏"‏ أسلم وغفار ومزينة ومن كان من جهينة أو جهينة خير من بني تميم

وبني عامر والحليفين أسد وغطفان ‏"‏ ‏.‏

رواه مسلم

وعن أبو هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏

"‏ والذي نفس محمد بيده لغفار وأسلم ومزينة ومن كان من جهينة

أو قال جهينة ومن كان من مزينة خير عند الله يوم القيامة

من أسد وطيئ وغطفان ‏"‏ ‏.‏

رواه مسلم

عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

‏"‏ لأسلم وغفار وشىء من مزينة وجهينة أو شىء من جهينة ومزينة خير عند الله

- قال أحسبه قال - يوم القيامة من أسد وغطفان وهوازن وتميم ‏"‏ ‏.

رواه مسلم

‏ عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏

"‏ أرأيتم إن كان جهينة وأسلم وغفار خيرا من بني تميم وبني عبد الله بن غطفان

وعامر بن صعصعة ‏"‏ ‏.‏ ومد بها صوته فقالوا يا رسول الله فقد خابوا وخسروا ‏.‏

قال ‏"‏ فإنهم خير ‏"‏‏.‏ وفي رواية أبي كريب ‏

"‏ أرأيتم إن كان جهينة ومزينة وأسلم وغفار ‏"‏ ‏.‏

رواه مسلم

جميع هذه الأحاديث من رواية مسلم وبعضها في البخاري

شرح الأحاديث

يقول الامام النووي

‏أي وليهم والمتكفل بهم وبمصالحهم , وهم مواليه أي ناصروه والمختصون به

وأما تفضيل هذه القبائل فلسبقهم إلى الإسلام وآثارهم فيه .

وقال الإمام ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري

قوله‏:‏(‏موالي‏)‏ بتشديد التحتانية إضافة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أي أنصاري،

وهذا هو المناسب هنا وإن كان للموالي عدة معان،

ويروى بتخفيف التحتانية والمضاف محذوف أي موالي الله ورسوله، ويدل عليه قوله‏:‏

‏"‏ ليس لهم مولى دون الله ورسوله ‏"‏ وهذه فضيلة ظاهرة لهؤلاء القبائل، والمراد من آمن منهم،

والشرف يحصل للشيء إذا حصل لبعضه، قيل إنما خصوا بذلك

لأنهم بادروا إلى الإسلام فلم يسبوا كما سبي غيرهم،

وهذا إذا سلم يحمل على الغالب، وقيل‏:‏ المراد بهذا الخبر النهي عن استرقاقهم

وأنهم لا يدخلون تحت الرق، وهذا بعيد‏.‏

قال في كتاب فيض القدير شرح الجامع الصغير

‏(‏قريش والأنصار وجهينة‏)‏ كحيينة وهم بنو جهينة بن زيد بن ليث

منهم عقبة بن عامر الجهني وغيره ‏

(‏ومزينة‏)‏ بضم الميم وفتح الزاي وسكون التحتية بعدها نون

وهو اسم امرأة عمرو بن إدّ بن طابخة بموحدة فمعجمة

ابن الياس بن مضر وهي مزينة بنت كلب

‏(‏وأسلم‏)‏ بفتح اللام ابن إلحاف بمهملة وفاء وزن الياس ‏

(‏وأشجع‏)‏ بمعجمة وجيم وزن أحمد وهم بنو أشجع بن ريث بن غطفان

منهم نعيم بن مسعود وغيره ‏

(‏وغفار‏)‏ بكسر الغين المعجمة وتخفيف الفاء وهم بنو غفار ابن مليل بميم ولامين مصغراً

منهم أبو ذر الغفاري ‏

(‏مواليّ‏)‏ بتشديد التحتانية والإضافة أي أنصاري وأحبائي هذا هو الأنسب هنا

وإن كان للمولى عدة معان وروي بالتنوين أي بعضهم أحباء لبعض

وروي بتخفيف التحتية وحذف المضاف إليه

أي موالي اللّه ورسوله ويدل عليه قوله ‏(‏ليس لهم مولى دون اللّه ورسوله‏)‏

أب لا ولاء لأحد عليهم إلا اللّه ورسوله أو أن أشرافهم لم يجر عليه رق

ولا يقال لهم موالي

لأنهم ممن بادر إلى الإسلام ولم يسبوا فيرقوا لغيرهم ثم قيل موالي بتخفيف الياء

وروي بتشديدها كأنه أضافهم إليه

قال الطيبي‏:‏ قوله ليس لهم إلخ‏.‏ جملة مقررة للجملة الأولى على الطرد والعكس،

وفي تمهيد ذكر اللّه ورسوله وتخصيص ذكر الرسول إيذان بمكانته ومنزلته عند اللّه

وإشعار بأن توليه إياهم بلغ مبلغاً لا بقدر قدره،

قال ابن حجر‏:‏ هذه سبع قبائل كانت في الجاهلية في القوة والمكانة دون بني عامر بن

صعصعة وبني تميم وغيرهما من القبائل ،

فلما جاء الإسلام كانوا أسرع دخولاً فيه من أولئك فانقلب الشرف إليهم .

هذا والله اعلم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



. منقوول