قامت شركة غوغل بتطوير سيّارة تستطيع السير دون الحاجة إلى سائق، مجرّبة إياها للمرة الأولى قبل ثلاث سنوات. على الرغم من كل الفوضى التي قد تعمّ الطرقات، وازدحامها بالسيارات والدراجات الهوائية أو النارية، تمكّنت غوغل من برمجة الكمبيوتر بما يمكنه من توقّع أي عائق في الطريق. السيّارة مزوّدة برادار ولايزر يمكّنانها من رسم خريطة ثلاثية الأبعاد لكل ما يحيط بها. أصبحت هذه السيّارات قانونيّة، مع شرط وجود سائق، في أربع ولايات أميركية حتّى الآن، هي نيفادا، كاليفورنيا، فلوريدا وميشيغن، رغم كثرة اللغط حولها.

تطرح المسالة العديد من التساؤلات، ففي حال أصبحت قيادة مثل هذه السيارات قانونية من دون سائق، من يتحمّل مسؤولية أي حادث طارئ؟ هل هو صاحب السيارة أم الشركة المصنّعة؟ قطعت سيارات غوغل حتى الآن حوالي 1.1 مليون كلم، أي ما يعادل 28 دورة حول محيط الأرض، دون التعرّض لأي حادث سير. سيّارات لكسز Lexus RX450 مثلاً، التي زوّدتها غوغل بنظام لايزر ورادار وكاميرا، بإمكانها التأقلم مع عدّة حالات يمكن أن تطرأ أثناء القيادة، كما يمكنها قراءة إشارات المرور والتمييز بين عدّة أجسام على الأرض.

مع ذلك، لا يزال نظامها يعاني بعض الثغرات، مثل عدم تمكّنه من التأقلم مع حالات الطقس الرديئة أو الالتفاف إلى اليمين عندما تكون الإشارة حمراء. لكنّ السؤال الذي يطرح نفسه: بعد نجاحها في مجالات متعدّدة تتعلّق بالتكنولوجيا، هل تنوي شركة غوغل الدخول إلى عالم صناعة السيّارات؟ الأرجح أنّ الشركة تنوي التعاقد مع الشركات الرائدة وتزويدها بنظام إلكتروني أو بيع النظام كما فعلت من قبل مع نظام الأندرويد. يلاحظ أنّ شركة غوغل ليست الوحيدة المعنية بهذه الصناعة، فقد أعلنت رينو- نيسان Renault-Nissan عن نيّتها تقديم نموذج لهكذا سيارة عام 2020.